السلام عليكم؛
بدأت المشكلة قبل 5 سنوات، وهذا كان أول وسواس فجأة أحسست بالضيق من تفاحة آدم، وصرت أفكر فيها عند النوم، قضيت أسبوعين ما أقدر أنام، بعض الأيام أنام 4 ساعات، وما أحس بالنعاس، ومن هنا بدأ الأرق، حاولت أنام مثل السابق لكن لم أستطع، من كان بيدي إلا أن أحاول التأقلم، صار نومي غير منتظم أبدًا، بس ما كنت أحس بأي مشكلة، قبل سنتين فجأة صرت أبلع ريقي بكثرة، وما أقدر أتحكم بنفسي، وما أقدر أفكر بأي شيء آخر، بعد أسبوعين بدأت تخف قليلا، ورجعت لحياتي الطبيعية.
جتني فكرة إني تغيرت عن السابق، لكن ما اهتميت لها كثيرًا، كانت ترجعلي بعض الأحيان، جاني وسواس آخر قبل سنة ونصف، لا أستطيع شرحه بالضبط، يتعلق بشفتي العلوية، كنت أحس أني أفعل حركة غير إرداية بشفتي استمرت أسبوعين، ومن ثم بدأت تخف، كنت أفعل أشياء غربية في وقت الوسواس مثل الذهاب إلى المرآة عشان أتأكد من إني ما أسوي حركة بشفتي، وكنت أكررها كثيرًا، بعد الأسبوعين بدأت أرجع لطبيعتي، قبل سنة ونصف حولت إلى تخصص جديد، ودرست تقريبًا لمدة شهر، ثم أحسست بالفشل، وتركت الدراسة، وقررت أني أنتحر، لكن ما قدرت أنتحر بنفس اليوم، ما كنت مقتنعًا بشنق نفسي أو مثل هذه الأفعال، كنت أحاول أنتحر بدون مايعرف أحد كان عندي خطة إني أنتحر بعد شهرين؛
وخلال هذه الشهرين أتقرب إلى الله وأطلب منه المغفرة، وبعدها أأخذ عمرة ثم أنتحر،أعرف أن الخطة غريبة، وغير منطقية، ما كان ودي أقول هذا الكلام لكن إن شاء الله تساعدك على فهم شخصيتي، بدأ مزاجي يتغير قليلا، ومعد أحب أتكلم مثل قبل، وصرت أتكلم بصوت قصير، بعد شهرين قررت أحول إلى جامعة أخرى، وأعطي نفسي مهلة إلى بداية السنة الدراسية، وبعد بداية الدراسة بثلاثة أسابيع صحوت من النوم، وأحسست بشيء متغير بشفتي، وأظن أنه وسواس الشفة السابق، وبنفس الوقت جاني وسواس آخر يمنعني من التفكير، كلما فكرت بشيء، أبدأ بأول فكرة ثم اتذكر الواسواس، وأتوقف ولا أستطيع فعل أي شيء.
كنت أجلس لمدة طويلة بدون فعل أي شيء، وأعجز عن التفكير في أي شيء، هذه المرة لم يخف بعد أسبوعين كان شعور زي الصدمة والذهول، وبدأت أحس إني تغيرت عن السابق، حسيت مو قادر أفكر مثل قبل، وبديت أحس إني بعقل جديد، بدأت أحس أن كل شيء أفعله عادات واهتمامات شخصيتي السابقة، أول 3 أشهر مريت بحالات كثيرة أغلبها لا أتذكرها، لكن معظمها تدور حول كيف أرجع إلى طبيعتي؟
مثلا كنت دائما أحاول أعرف كيف كنت أفكر من قبل، مثلا كنت أفكر بمواقف عادية جدًا، بس عشان أعرف ردود أفعالي في السابق، وما كنت أحس أن هذا خطأ، حاولت أشغل نفسي بأشياء كثيرة لكن عجزت، صرت أتلخبط بالكلام ما أحس أن هذا الكلام اللي أبي أقوله، اللي يعرفوني بالجامعة قبل بدأوا ينظرون لي بغرابة، كنت أعيش كل فترة بمزاجٍ مختلفٍ، بعض الأحيان كنت أحس إني رجعت إلى طبيعتي، وأحس بالهدوء والفرح قليلا، ثم بعد أيام قليلة أحس أن كل شيء تغير، ولا أستطيع العودة إلى طبيعتي.
استمريت أسابيع في هذا الحال حتى مليت، وعرفت أن كل شيء تغير، كنت أتمنى أرجع إلى فترة الوسواس ولا أبقى في هذه الحال، مثلا فكرت لو سيطرت على الوسواس، ما كنت وصلت إلى هذه الحال، كنت أحاول أبلع ريقي أكثر، ولا أبقى في هذاالحال، وكان يأتيني أكثر من وسواس، مثلا أحس أني أنطق حرفًا بشكل خاطئ، وفي بعض الأحيان في التنفس، أظن هنا بدأت مرحلة جديدة، في يوم من الأيام كنت أتصفح النت، وقريت عن عادة كنت أفعلها، أنها تسبب تغير في نمو الوجه، وكان لها أعراض مثل تغير في الشفايف، وتغير طول الوجه والأعين، وبديت أشعر أنها تغيرت فعلا، وكل فترة أركز على جزء من وجهي، وأشعر فعلا أنه تغير.
كنت أنظر إلى المرآة كثيرا كي أتاكد، كنت أحاول أقنع نفسي حتى لو تغير وجهي المفروض ما أهتم كثيرًا، لكن كانت تأتيني مشاعر تضايقني، ذهبت لدكتور حتى أتاكد، وأرتاح، بديت أحس أن عيوني تحكني، لكن كنت أقول إني أتوهم حتى ظلت لفترة طويلة، وكان فعلا يوجد حساسية، حتى لم أعرف إذا كنت أتوهم أو لا، في فترة الاختبارات صرت أحس أن عقلي ثقيل وما قدرت أركز في المذاكرة، كنت أجلس ساعات على أشياء بسيطة، فكرت ليش لا أذاكر؟
ما قدرت أعرف السبب، بس عرفت هذا اللي المفروض أفعله (أغلب الكلام الذي أكتبه غريب علي الآن)، بعد نهاية الاختبارات، وفي العطلة بين الفصلين الدراسين عرفت أني لن أرجع إلى طبيعتي، قررت أنتحر، ما كنت أتخيل أني سأنتحر بسبب مشاكل نفسية، هذه المرة حاولت أن تكون فكرة الانتحار جدية أكثر، حددت اليوم وحددت الطريقة، قبل يومين من اليوم المحدد أذكر أني سألت أمي كيف كنت وأنا طفل وقلت لها إني أحس أني ساموت وأن تدعو لي بالرحمة.
قبل يوم بدأت أفكار عذاب النار تزيد، حاولت تجاهلها، لكن لم أستطع، شعرت بالضيق؛ لأن هذا الشيء الوحيد اللي كنت أريده ولا أستيطع تنفيذه، كنت مجبرًا على إكمال الحياة، لكن هذه المرة مع كره الحياة تمامًا، هذا كان قبل بداية الفصل الدراسي الثاني بيوم، قررت أبدأ من جديد وأنسى كل شيء، وأتعالج، في أول أسبوعين حسيت أن عقلي فارغ، وأني بدون مشاعر، ومو قادر أفكر بشيء كل اللي أسويه أروح للدوام وأرجع، حاولت أنشغل بالحياة، قررت أشتغل بوظيفة، بس عشان ما أفكر، لكن كل الأفكار اللي تأتيني تضايقني، وأرى كل شيء تافهًا.
مثلا كنت أكره النظر إلى وجهي، ولا أحب أحدًا يركز في عيوني عند الكلام، مع إني بالسابق كنت أنظر في عيون الناس أثناء محادثتهم، كنت خايف أنسى كل اللي صارلي وأبقى مضطربًا طول عمري، ولحد الآن مقتنع بهذه الفكرة، أشعر أني سأنسى كل شيء، ولن أتذكر، وستبقى هذه شخصيتي، تعمدت أحفظ الأشياء اللي مريت بيها، لأني كنت أعاني صعوبة في تذكرها، صرت دائمًا أحاول أحلل، كيف وصلت إلى هذه الحال؟ وأيضًا دائمًا أتخيل وأصنع مواقف بدون ما أشعر بنفسي، وكنت متضايقًا من هذا لأني أحس بأني لا أتحكم بعقلي، كثير من الخيالات كانت عن افتعال مشاكل وليس لدي أدنى فكرة لماذا أفعل ذلك؟
في بعض الأحيان أفعل أشياء غريبة مثل أحاول أسكت وأوقف الفكرة اللي براسي بصوت عالٍ، كان لدي أفكار كثيرة لا أستطيع تذكرها، حسيت بأني بدون قيمة، كنت أحس أني سأصبح مجنونًا، كنت أحس أني لن أستطيع حل مشاكلي، وسأنتحر في الثلاثين أوالأربعين، فكرت في الذهاب لكن لم أعرف، ما الذي أقوله؟ كل شيء ملخبط في بالي، ولا أستطيع تريتب الموضوع كثيرًا، حتى إني تدربت على الكلام، ذهبت إلى استشاري، وقال لي إني أعاني من الوسواس، مع إني أحس أن هناك شيئًا أكثر من ذلك، وصف لي دواءً، لكن أنا كنت أريد علاجًا سلوكيًا فقط.
حولني إلى أخصائي كان يقول كلامًا غير منقطي، من أول جلسة عرفت أني لن أستفيد، في الفترة الحالية كل الذي أفعله إذا لم أكن مشغولا أحلل وأفسر اللي مريت به، وأيضًا الخيالات لدرجة أني أفعل ذلك بدون ما أحس، أحس أني مثل المدمن على هذه الأفكار، في كثير من الأحيان أستطيع الوصول إلى الأسباب التي أوصلتني إلى هذه الحال، لكنني في كثير من الأحيان أستطيع الوصول إلى الأسباب التي أوصلتني إلى هذه الحال، لكن أنساها، ولا أستطيع ربطها مع الأسباب الأخرى، ثم أعيد نفس الفكرة.
بديت أحس أن عيوني تحكني، لكن كنت أقول إني أتوهم، حتى ظللت لفترة طويلة، وكان فعلا يوجد حساسية، حتى لم أعرف إذا كنت أتوهم أم لا، أعرف أن الأدوية وحدها ليست كافيةً، لكن أريد أن اعرف، هل يممكني العلاج عن طريق اليلوكي المعرفي فقط؟ وإذا رفضت الأدوية، ماذا يمكن أن يحدث؟ وما نسبة شفائي بدون أدوية؟
أعرف أن الأدوية ستجعلني أهدأ، لكن أشعر إذا لم أتعالج سلوكيًا، سيصبح المرض أسوأ، أعرف أن الأدوية ستجعل أفكاري أهدأ لكن أنا أريد أكثر من ذلك، أريد أن أرجع إنسانًا طبيعيًا، أصبحت محتارًا في كل شيء وأغضب على أشياء تافهة، مع أن أفكاري عن الغضب مختلفة تمامًا، إذا أمكن أن تذكر لي طبيبًا ماهرًا في العلاج المعرفي في الرياض.
آسف على الإطالة،
وجزاكم الله خيرا
08/06/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
تحليل الاستشارة:
هناك 3 مجموعات من الأعراض تشير إليها في رسالتك:
1- أعراض جسمانية تتعلق بالعين والشفة وتفاحة آدم، هذه الأعراض التي تصفها بالوسواس، هي أفكار يمكن وضعها في إطار وجداني أو قلق أو وهامي، ولكنها ليست أعراض حصاريه (وسواسية)، ما يثير القلق هو ولادة هذه الأعراض فجأة إلى حد ما، وفي السابق تتلاشى، ولكنها أصبحت تداهمك بكثرة منذ أكثر من عام.
2- عدم توازن الحالة الوجدانية والشعور بالاكتئاب، وتدهور الأداء التعليمي، يميل البعض إلى وضع الأفكار الانتحارية في إطار درامي هستيري، وهذه حماقة مهنية، وخاصة في شاب جامعي، وإنما هذه حالة اكتئابية خطيرة.
3 - اضطراب في التفكير، وهذا ما تشير إليه بوضوح في النصف الثاني من رسالتك مثل إن عقلك فارغ ولا تفكر بشيء وعدم التحكم بالتفكير.
الاستشارة توضح بأن هذه الأفكار الفجائية بدأت تستقر تدريجياً في تفكيرك، وبدأت تتشعب، هذا التاريخ للأفكار يشير إلى أن اطارها ذهاني ويمكن تصنيفها بوهام جسماني.
أكثر الأعراض التي ستثير اهتمام الاستشاري الذي تراجعه، هي في الفقرة التاسعة حول عمل أشياء غريبة، ومحاولة وقف الفكرة في الرأس وبصوت عالٍ.
التشخيص:
لا أنكر عليك بأن الموقع لا يستطيع نفي وجود اضطراب نفسي جسيم، مثل الفصام رغم بروز حالة وجدانية اكتئابيه، في المقابل يمكن أيضاً القول بأنك تعاني من اضطراب اكتئابي جسيم مزمن مع أعراض ذهانية.
هناك عوامل بيئية تتعلق بالتعليم لا تساعد حالتك النفسية.
توصيات الموقع:
* الدخول في علاج كلامي بدون السيطرة على الأعراض بالعقاقير لن يساعدك، بل ولا أحد ينصح به، أسقطت اللوم على المعالج النفسي، ولكن الحقيقة هي أن حالتك النفسية غير قادرة على التأقلم مع العلاج الكلامي وقد تتدهور بسببه.
* استمع إلى نصيحة الاستشاري الذي راجعته، واستعمل العقاقير بصورة منتظمة، بعد ذلك يمكنك الدخول في علاج كلامي.
* من المستحسن أن تركز على علاج حالتك النفسية وترك التعليم لفترة ستة أشهر.
وفقك الله.