وسواس من الماضي، والإحساس بضرورة العيش فيه.
السلام عليكم ورحمة الله: عمري 32 عامًا, أعاني من وسواس من الماضي، بدأت أعاني من هذه المشكلة منذ 4 أسابيع، وبالتحديد حين عدت من رحلة سفر؛ للدراسة في بريطانيا دامت 8 أشهر؛ لدراسة الماجستير، حيث بدأت ترجع لي ذكريات لوسواس أصابني قبل 9 سنوات.
قبل 9 سنوات حصل الوسواس هذا؛ بسبب أنني بدأت أدقق في أمر قمت به في ال 14 من عمري "العادة السرية" بطريقة أستقذرها جدًا، وخوفي من أن يكون أحدهم رآني من نافذة غرفتي، زادت المخاوف عندي أن يحكم علي الناس من هذا الفعل. فبدأت أتخيل كل المنازل حولنا، وكأنها تحولت لشيء من أبراج المراقبة حول بيتي، وأصبحت أتوجس من كل مَنْ في تلك المنطقة، التي كنت أعيش فيها، بعدها أهملت الموضوع لسنوات، كنت أفكر فيه أحيانًا، وأحاول أن أنظر للموضوع بصورة أخرى، لكنني كنت أبني تفكيري دائمًا على أساس أن الجميع رآني لا محالة، علمًا أنني لا أتذكر ماحدث إلا كطيف.
لم أكن أعير الموضوع اهتمامًا إلا قبل 3 أسابيع، حين حاولت أن أتخلص من الوسواس نهائيًا، لكن مع الأسف بدأت ترجع لي نفس الأحاسيس، وأصبحت أجد ضرورة أن أعيش في تلك الذكرى، وبدأت أحس كأن الفاصل الزمني ال 9 سنوات كسلسلة زمنية توقفت، وبدأ الماضي بالرجوع، ما يؤلمني أنني بدأت أفقد الإحساس بالحاضر، علمًا أنني قبل أن أركز على هذا الحدث كنت متفائلا وقويًا جدًا، والآن أحس بأنني فقدت كل هذه الاستمرارية، وأنني عدت 9 سنوات للماضي لنفس تلك الأحاسيس، التي تكاد تخنقني، ولا أريد لذلك أن يستمر؛ لأنه يؤذيني تمامًا في الصميم.
حاولت بشتى الطرق أن أقنع نفسي بأن الأمر لا يسحتق، وأعلم أنه لايستحق، لكن أفكاري ترفض ذلك، وتعيد لي كل ماحصل مرارًا وتكرارًا. أعتذر على الإطالة.
أرجو منكم مساعدتي، وإرشادي لطريق التخلص من الماضي.
ولكم جزيل الشكر والاحترام.
25/06/2015م
رد المستشار
شكرًا على استعمالك الموقع، وتمنياتي لك بالنجاح.
تحليل الاستشارة:
لا بد من التركيز على استشارتك من زاويتين.
1- إطار ومحتوى الشكوى والأعراض.
2- المسار الطولاني لهذه الأعراض.
محتوى الشكوى، هو الشعور بالذنب حول سلوك حدث قبل 9 سنوات، يتعلق بممارسة العادة السرية. سلوك العادة السرية يكاد يكون عالميًا، ويتجاوزه الشباب مع الانتقال إلى مرحلة أكثر تطورًا اجتماعيًا وفكريًا. أما استرجاع الذكريات بالنسبة لشاب ناجح علميًا وفكريًا، وفي عمر (32عاماً) فمصدره واحد من اثنين:
1. عدم انتظام الحالة الوجدانية؛ بسبب الاكتئاب، وبالتالي استرجاع ذكريات الذنوب.
2. ولادة عملية زورانية Paranoid Process؛ بسبب ضغوط اجتماعية ومهنية.
في الكثير من الحالات لا يسهل التمييز بين العمليتين. العملية الزورانية في غاية الوضوح في وصفك للحدث في الفقرة الثالثة. لكن مسار الأعراض، وحدوثها فجأة بعد 9 سنوات، وبعد أربعة أسابيع من العودة من دراسة مكثفة، يسند عدم انتظام الحالة الوجدانية.
التوصيات:
1. إن كنت تشعر بالكآبة، وضعف الاندفاع، وقلة النوم، وفقدان الشهية، وضعف التركيز، فيمكن القول بأنك ربما تعاني من اضطراب الاكتئاب الجسيم المتكرر. عليك باستشارة طبيب استشاري، والتخلص من هذا الاضطراب.
2. إن كنت لا تعاني من أعراض اكتئابية، فيمكن القول بأن هناك اضطرابًا ذهانيًا متكررًا وطفيفًا، أعراضه زورانية. يجب كذلك استشارة طبيب استشاري، والحصول على العلاج اللازم.
3. الموقع يميل إلى التشخيص الأول، والنصيحة هي العلاج بالعقاقير أولا.
وفقك الله.
ويتبع>>>>>>>: ذكريات الذنوب والمناخ الزوراني م