الحياة الفارغة .... والحياة المتوهمة
متابعة لاستشارتي السابقة.
أنا صاحبة المشكلة، التعليق لكم، أما بخصوص معلومات عني: أنا لم أكمل تعليمي الدراسي، فقد رفض والدي أن أكمل الدراسة، والدتي متوفاة _رحمها الله_ ليس لي إخوة، أنا غير متزوجة، أما عن الخروج خارج البيت والعمل، فأهلي يرفضون هذا الشيء، حتى إنهم لا يسمحون لي بالخروج إلا نادرًا لزيارة أقاربي، خفت كثيرًا عندما قلت (د. سداد التميمي) أني أحتاج لعلاج بالعقاقير أو جلساتٍ، لا أريد أن أصاب بمرضٍ نفسي، أهلي لن يتقبلوا الوضع،
أتمنى أن يكون هناك حلٌ آخر، بارك الله فيكم،
جزاكم الله خيرًا.
03/07/2015
رد المستشار
شكراً على مراسلتكِ الموقع ثانية، وتمنياتي لكِ بالسعادة.
لم أكن على علمٍ بظروفكِ القاهرة، والتي ربما تفسر عدم سعادتك، وشكواك السابقة. لا أظن أن أحدًا يمكن أن يقول هناك مبالغة في وصف حالتك بحالةٍ سجينةٍ تم الحكم عليها بالسجن المؤبد. المحكوم عليها بالسجن المؤبد يسمح لها القانون، والمجتمع بالتنزه بين الحين والآخر في حدود السجن الذي هي فيه، وتستقبل مَنْ يزورها بين الحين والآخر، ولكنها تقضي معظم وقتها في عالم من الخيال الذي يفتقد إلى اتجاهٍ يصل بها إلى هدف تم تحديده. أمل السجينة هو صدور العفو بحقها، ومنحها الحرية المطلقة أو الحرية بشروط.
ليس هناك أفضل من البحث عن هواية تشغلين بها وقتك قدر المستطاع كما تفعل السجينة، وأعتذر عن تكرار تشبيه حالتك بهذا الوصف. لا أقول لكِ ابحثي عن الكتاب والتعليم وغير ذلك، ولكن هناك هوايات يمكنكِ تجربتها مثل الخياطة وغيرها من الهوايات النسائية. التركيز على هواية واحدة يعوض الإنسان عن التواصل الاجتماعي، ويبعده عن عالم الخيال.
من سخريات الطب النفسي هو وصف التركيز على هواية ما بأنها من أعراض التوحد، ولكن هذه الهوية تعوض الفرد عن تواصل اجتماعي لا يقوى عليه، وتبعده عن عالم الخيال لفترة ما. هذا أيضاً ما يفعله السجين حقاً، وما يجب أن يفعله السجين اجتماعياً وعائليًا. مع مرور الأيام ينضج المتوحد نفسياً، وينال السجين حقاً حريته ويتم فتح أبواب الزنانة الاجتماعية لسبب أو لآخر.
المعذرة ثانية عن الوصف أعلاه، ومن الله التوفيق ونيل الحرية.