الاكتئاب
أنا مصاب بمرض الاكتئاب، والوسواس القسري وطامع في مساعدتكم، جزاكم الله خير
ذكريات الماضي تسيطر على ذهني وتقيد كل مخططاتي. أصبح عمري 43 سنة، وفي امتحانات بكلوريا وأنا أذاكر شحنت دماغي ذكريات ماضي الطفولة، تعرضت للتحرش الجنس من قبل اثنين من قريباتي وواحد من أبناء جيراننا، وأنا لا أفهم شيئا عن الجنس, اكتشفت أمي التحرش ضربتني وحملتني المسؤلية وأخبرت أبي وضربني، بالرغم من أنهم لم يحذروني ولم يراقبوني، حاول الشخص التحرش مرة ثانية فرفضت وهربت من بين يديه فشهرني عند أبناء جيراننا، فعاملوني بأني إنسان ناقص.
عشت طفولة الانطواء مستمرا بالدراسة بتفوق.
تعرضت بعدها لصدمات نفسية، دخلت كلية لا أرغب بها قسرا تزوجت وكنت أكبر إخواني. إحدى أخواتي أصيبت بمرض الهوس الاكتئابي، وعشت مرارة مرضها، أحد إخواني خرج من الدار بعمر المراهقة وعاد وقد تعرض لتعذيب جسدي واعتداء جنسي. رأيت أحد إخواني الصغار بعمر المراهقة يتحرش بابنتي الطفلة، تركت المحافظة التي يسكن بها أهلي.
أصبحت ملتزما دينيا ألقي محاضرات دينية فزاد الطين بلة، أفكار تأتيني أني لا أستحق أن أتكلم بالأخلاق، وأفكار أخرى أني سوف أصبح مجنونا، ويحتقرني الناس ولا يتحملني أي شخص، أعيش في سجن هذه الأفكار. بلدي ليس فيه طبيب يجري لي جلسات نفسية، الطبيب يصرف العلاج فقط. منذ عدة سنوات وأنا أمارس عملي، وأدير شؤن عائلتي بمشقة.
29/6/2015
رد المستشار
أخي العزيز "نجم" السلام عليك وعلى جميع أهل العراق الأعزاء
لقد جرت عليك أحداث مؤلمة بلا شك ويبدو أنك قوي الجأش بحيث استطعت رغم كل ذلك أن تكون حياة ظاهرية سليمة بحيث أنك تزوجت وتعمل في وظيفة، وهذه مؤشرات جداً طيبة على أنك قادر باستعادة صحتك النفسية بإذن الله.
من الأعراض التي كتبتها يبدو أنك تعاني من اضطراب قلق ما بعد الصدمة PTSD والذي يرافقه الاكتئاب وأحياناً أفكار وسواسية حول الذات، فما تأتيك من أفكار بأنك لا تستحق التحدث بالأخلاقيات وغيرها من أفكار اللوم تنشأ من تأنيب الضمير لدى أغلب ضحايا الاعتداءات فهم غالباً يلومون أنفسهم لأنهم تعرضوا لهذه الأحداث المنكرة بينما أول خطوة لعلاجك وتخلصك مما تعاني منه هو التوقف عن لوم الذات وتأنيب الضمير فما حدث لك وما حدث لأخيك وحتى لابنتك لم يكن بيدك وأنت لست إنساناً سيئاً، بل من سولت له نفسه ذلك وارتكب تلك الحماقات في حقك وفي حق أهلك هو المخطيء.
هناك أمور ليست بيدنا ولم نختارها لأنفسنا بل هي اقتحمت حياتنا لكننا نختار استجابتنا لهذه الأفعال، فردة فعلك وتعاملك مع الحدث هو الذي تختاره أنت وأنت اخترت اللوم. فحتى لو تفكر مع نفسك بأنك كنت تستطيع أن تفعل كذا أو أن تفعل كذا خصوصاً لابنتك ولكنك لم تفعل مع ذلك تبقى أنت لست السبب في ما حصل ولست إنساناً سيئاً لأنك في صغرك لم تستطع أن تساعد نفسك أو تحافظ عليها.
حاول أن تجد معالجاً نفسياً تراجعه باستمرار وإذا لم تجده فراجع الطبيب النفسي ربما تحتاج إلى أدوية مضادة للاكتئاب حتى تستطيع أن تتوقف عن ملامة نفسك وتفكر بطريقة سليمة أكثر
أتمنى لك الشفاء العاجل