اضطراب الشخصية، والاكتئاب. لا أعلم بالضبط
وأنا صغيرة، كانت أمي تضربني وتخوفني بالشمعة، وأنا شخصية حساسة جدًا وسريعة الغضب، أشعر بأنني أريد الانتحار، ومرة أقبلت على الانتحار، ولكنني ترددت، ولكن في المرة الثانية كدت أن أنجح. أنا لا اثق بأحدٍ، أحس بأن الجميع يتآمرون عليّ بشكلٍ أو بآخرٍ، وأشعر بأنني مراقبة، وأن هناك مَنْ يراقبني، ويسجل لي حتى يذلني بها.
أنا طالبة في الكلية، بالرغم أنني في الثانوي كنت ذكيةً ولماحةً وناجحةً في القسم الأدبي، إلا أنني الآن أنسى كثيرًا من المذاكرة، وأسهو في أي شيء آخر، وأحس بضيق عند المذاكرة، أكره عائلتي، ولكنني أحبهم، تأتيني نوباتُ غضبٍ شديدةٍ، وأقوم بكسر أشياء أمامي، ومن ثمّ أهدأ، وألوم نفسي على ذلك. لا أستطيع أن أسيطر على نفسي، أرى خيالاتٍ غالب الوقت، وأستطيع الإحساس بأي شيء غير طبيعي، وأستطيع أن أعرف ما الذى سيحدث، أحيانًا أكون متواضعةً، وأحيانًا أخرى أبقى مغرورةً، وألوم نفسي، وتارةً أكون طيبةً، وأخرى شريرة، تأتيني أفكار كثيرة....
أرجو المساعدة،
R03;ولكن لا أريد إظهار معلومات عني.
3/5/2015
رد المستشار
أولا أشكرك "سارة" على ثقتكِ بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، ولجوئك إلينا؛ لنشاركك مشكلتك، ونساعدك بإذن الله في إيجاد حلول لها، كما أود أن أُحيي فيك تلك الروح الطيبة التي لمستها فيكِ والمتجلية في رغبتك البالغة في إصلاح الأحوال، وعدم ترك زمام مشاكلك بدون حلٍ؛ لأنه إذا لم تكن لديكِ هذه الرغبة بالإصلاح ما كنت لجأت إلينا، مشكلتك أقسمها معك إلى ثلاثة أقسام: الجزء الأول: متعلق بعلاقتك مع عائلتك، والثاني: متعلق بتقلباتك المزاجية، والثالث: مرتبط بالخيالات ونوبات الغضب الشديد، بادئ ذي بدء أذكركِ بقول الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) "الإسراء: 23"
لذلك أحاول معك أن أقترح عليك بعض الأمور التي قد تكون عونًا لكِ في تضيق تلك الهوة والمسافة الموجودة بينك وبين عائلتك، حاولي أن تجدي أرضية مشتركة للحديث بينك وبين عائلتك، فمن المستحيل أن تكون درجة الاختلاف بينكما 100%، فبالتأكيد هناك أرضٌ مشتركةٌ تجمعكما، ولكنك لم تستكشفيها بعدُ، وعليه فإيجاد هذه الأرض ربما يساهم في إطفاء ولو قليل من الليونة على شكل التعامل بينكما.
حاولي أن تخفي نقاط الاختلاف بينكما والتي ربما يكون لها دور في إشعال فتيل غضبهم أيا كانت، فتتخلين عن السيئ منها -إذا كان هناك سيئ- وتخفين الجيد منها وتمارسينه بعيدًا عن ناظريه حتى تتغير شكل العلاقة بينكما، وتنشأ علاقة أخرى تكون قائمة على النقاش والإقناع.
جربي أن تهاديهم بهدية ما ولتكن مناسبتها مثلا عيد ميلادهم أو ترقيتهم في العمل، فالهدايا ترقّق القلوب، ويكون لها بالغ الأثر في النفس مهما كانت نفس قاسية. وفي النهاية وإذا باءت كل محاولاتك بالفشل فلتعلمي أن الأب والأم لهما حصانة خاصة من الله عز وجل، ولا يمكن المساس بهذه الحصانة مهما كانت الظروف، وبالتالي أتعشم في هذه الحالة في عقلك الناضج -هكذا لمست من رسالتك- أن تستمري في حسن معاملتهما رغم الإساءة، أما المشاعر فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها... المهم أن تعامليهم كما أمرنا الخالق وديننا الحنيف.
أما بالنسبة للجزء الثاني من مشكلتك المتعلقة بتقلباتك بين التواضع والغرور، والطيبة، وبعض الأوقات تشعرين بأنك شريرة، فكل إنسان يكمن بداخله النقيضان، وعليه أن يختار بينهما، ويتحمل مسئولية اختياره بما يحقق له الشعور بالسعادة والرضا مع نفسه ومع المحيطين به، وبذلك يكون حقق أعلى درجات التوافق النفسي والاجتماعي.
وأخيرًا شكواكِ من رؤيتك لخيالات وشعورك أنكِ مراقبة، ونوبات الغضب التي تجتاحك، وتصل إلى درجة تكسير الأشياء التي أمامك، فلابد من استشارة طبيب متخصص؛ لتشخيص حالتك، وإعطائك الدواء المناسب..... هدّأ الله سرّك وهدى والديك إلى الصواب.....
اقرئي على موقعنا:
أسرنا البائسة..هل من نهاية لعذابات الأحبة؟...مشاركة
قلبي وربي وأبي: دفاتر تعاستنا، وعشقنا
قلبي وأبي وربي شباب للعرض فقط متابعة
أبكي وأمي وأبي لا يبالون. مشاركة2
استشهادية تدمر مستوطنات استبداد الوالدين
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين