أتمنى أن أكون من أحاسن الناس أخلاقًا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كنت أريد السؤال عمّا يدور في نفسي.
عندي مشكلة أنه لما حد بيزعلني أنفعل، وممكن يكون هو مش واخد باله ويتكرر بقول في نفسي إن تسعة أعشار حسن الخلق التغافل، وأتعذر له بأعذار، وببقى خلاص سويت الموضوع مع نفسي، وبعدين تحصل حاجة أكبر مش عارفه إيه اللي بيحصل؟ بأكل في نفسي مش لاقيه كلمة أعبر بها غير هذه، وخصوصًا لما يرمي الخطأ عليّ، معلش يمكن أنا لسه من الداخل طفلة، والله أعلم لم أنضج بعد، مثلا زوجة أخي تعيش معنا تقريبًا، والطبيعي بيبقى شغل المطبخ مقسم علينا بطبيعة أكلنا مع بعض، وه عندها بيتها بعد لما بنخلص بتطلع.
أحيانًا مش بتقوم بشغل معاي، أوقات بعد الأكل بغسل المواعيين لوحدي، وبعد شوية تيجي وتقول لي أنت غسلتي ليه، مع إن دا وقت غسيل المواعين، وكمان صوت الحلل واضح أوي لكل مستمع، لغاية لما يوم جه راحت عليّ نومة، ونسيت أضع الموبيل جنبي، نزلت قبل ميعاد الأكل بثلث ساعة تقولي أنتم هتأكلوا إيه؟ طيب المفروض أعمل إيه؟
ولما حد يكلمها تقول له ماهي كانت قافلة موبيلها، أنا مش فاهمة، مع إنها في الدور الفوقي، كانت ممكن تنزل قبلها بشوية تصحيني، ولا تطلب أكل، بس أنا حاسة بنار من ناحيتها، مش عارفة
نفسي أبقى من الذين يعفون عن الناس والكاظمين الغيظ، أنا عارفة أنني مكبرة الموضوع، بس في مواقف كتيرة بتحصل، وأنا مش برضى أتكلم علشان أخاف أغلط، وبردة حاسة أن قلبي تعب.
أريد منكم النصيحة.
وجزاكم الله خيرًا.
06/07/2015
رد المستشار
أشكرك يا "مروة" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك، ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله....
من خلال استعراضك لمشكلتك يتضح أنكِ تعانين من أزمة ثقة بالنفس، وتحتاجين إلى أن تزيدي من ثقتك بنفسك وقدرتك على التفاعل مع الآخرين بشكل إيجابي، حيث إنكِ أشرتِ لفظًا (بيحصل بأكل في نفسي مش لاقية كلمة أعبر بها غير هذه، وخصوصًا لما يرمي الخطأ عليّ، معلش يمكن أنا لسة من الداخل طفلة والله أعلم لم أنضج بعد).
أولا: أذكرك بقول الله تعالى: "...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." (الرعد: 11)، فالمسؤولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقومي بهذه المسؤولية، فلابد أن يكون لديكِ الإرادة والرغبة في التغيير، فعليكِ أن تبحثي عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، فهل ستبدئين بنفسك وتغيرين وتطورين من نفسك ومن علاقاتك الاجتماعية؟؟؟ هل ستضعين لحياتك هدفًا، وتسعين لتحقيقه مع الآخرين؟؟؟.
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق؛ لتخرجي من الدائرة المفرغة التي تعيشين فيها، وتزيدي من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة، واتساع دائرة علاقاتك مع الآخرين، إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفينهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم ..اكتسبوا كل ذرة فيها.
تعالي نتفق سويا أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودون مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي أن نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيدًا عن الآخرين.
خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، فحين تدخلين في منافسة مع أخر، قولي: أنا كفء لأكون الأفضل، ولا تقولي لست مؤهلة، اجعلي فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك.
يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خططًا تنتج النجاح، وينتج التفكير بالفشل فهو يهيئ عقلك لوضع خططٍ تنتج الفشل.
من خلال طرحك لمشكلتك يتضح أن صورتك الذهنية عن ذاتك ونفسك سلبية أو تم برمجتها سلبيا الأمر الذي ترتب عليه احتكار ذاتك والعصبية.
ولكن الخبر الإيجابي الذي يمكنني أن أخبرك به وهو أنه يمكنك تغيير هذه الصورة السلبية الضعيفة إلى صورة إيجابية وقوية، وهذا لن تحصلي عليه بين يوم وليلة، ولكن عليكِ أن تتبعي العديد من التدريبات التوكيدية التي تزيد من ثقتك بنفسك وتزيد من تقديرك لذاتك مما ينعكس إيجابيا على المحيطين بك، فعليك أن تبحثي داخل نفسك على نقاط القوة في شخصيتك وتنميها، فلكل إنسان منا عقل اجتماعي social brain يتميز هذا العقل بأنه دوما يتفحص ويميز الوضع النفسي للآخرين، ويمكنه أن يصيب التوقع الأكثر احتمالا لتصرفاتهم معه.
لذلك احرصي على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرصي على أن تسحبي من أفكارك الإيجابية ولا تسمحي لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.
عوامل تزيد ثقتك بنفسك:
1. عندما نضع أهدافًا وننفذها يزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف، مهما كانت صغيره تلك الأهداف.
2. اقبلي تحمل المسؤولية، فهي تجعلك تشعرين بأهميتك، تقدمي ولا تخافي، اقهري الخوف في كل مرة يظهر فيها، افعلي ما تخشينه يختفي الخوف، كوني إنسانا نشيطا، اشغلي نفسك بأشياء مختلفة، استخدمي العمل لمعالجة خوفك، تكتسبي ثقة أكبر.
3. حدثي نفسك حديثا إيجابيا، في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة، واسألي نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلمي! فالكلام فيتامين بناء الثقة، ولكن تمرني على الكلام أولا.
4. حاولي المشاركة بالمناقشات واهتمي بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات، كلما شاركتِ في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثتِ أكثر، يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسي مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر.
5. اشغلي نفسك بمساعدة الآخرين تذكري أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك.
6. لا تنسي.. الصلاة وقراءة القران الكريم يمدان الإنسان بالطمأنينة والسكينة.. ويذهبان الخوف من المستقبل.. يجعلان الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله.. في كل شيء.
والله الموفق تابعينا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديقًا دائمًا على موقعنا.
اقرئي على موقعنا:
للتخلص من القلق أحب نفسك
أرشيف عن تأكيد الذات