كرهت حياتي
كرهت حياتي، وبتمنى الموت، أنا أصغر واحدة بين إخوتي، عندي أختان وأخ، وبابا وماما ماتا، أخي سبب عذابنا، بابا دلعه لحد ما بقى إنسانًا أنانيًا ومستهترًا، وبقى مدمنًا، بيشرب كل أنواع المخدرات، طُرد من شغله، ومش عاوز يشتغل، وإحنا اللي بنصرف عليه أنا وأخواتي البنات، كل يوم خناقات وقرف، وبيسب لنا الدين، ولو مدنلوش فلوس بيفضل يتخانق ويكسر في البيت، وإحنا علشان بنخاف منه بنديله، بكرهه جداااا، وبتمنى يموت، ونرتاح منه؛ لأنه دمر حياتنا، ومتجوزناش بسببه،
عالجناه أربع مرات في مصحة وفي البيت مفيش فايدة، تعرفت على شاب عن طريق النت، وحبينا بعض، وعرفني بأهله، بس باباه بعد ماجه سأل علينا عرف موضوع أخي، رفض طبعًا، نفسيتي ادمرت بعدها، وكرهت نفسي، بس بفضل ربنا قدرت أتجاوز الموضوع، وعديته، وكمان أختي الكبيرة إنسانة حقودة جدًا، وغلوية وأنانية، كل يوم تتخانق معنا، وكل خوفها أننا نتجوز ونسيبها، والجواز ده بيد ربنا، محدش يقدر يعرف مين نصيبه الأول،
من حوالي شهرين تعرفت على شاب تاني من النت، حكيت له على ظروفي كلها، لقيت فيه خوف وحنية مشوفتهمش في حد، وقال لي إنه بيحبني، وعاوز يتجوزني، وأنا حبيته جدًا وبجنون، وكان بيقولي كلام عن لما نتجوز، وأنا ضعفت معه؛ لأني حبيته أوي، ووثقت فيه لدرجة أنه كان بيبعتلي صور شقق بيختارها لجوازنا، وهو كان من محافظة تانية غيري، جه يوم قبل رمضان، ولما جه روحنا مكان فاضي، وعمل تجاوزات معي، طبعًا مش كاملة وبحدود، بس طبعًا كان غلطًا، بعدها اتفقنا إننا مش هنعمل كده؛ علشان رمضان،
وفي يوم وليلة كلمته مردش علي، وعمل لي بلوك، ومش بيكلمني خالص، حاولت أوصله أعرف الأسباب مش راضي يرد طبعاً، أنا دلوقتي بموت من كل حاجة، بموت من كسرة قلبي، ومن إحساسي بالذنب أني غلطت في حق ربنا، وفي حق نفسي وإني فضلت عمري كله محافظة على نفسي إن محدش يلمسني، وفجأة وبكل بساطة عملت كده مع حد كان بيوهمني أنه بيحبني، وعاوز يتجوزني حاسة أن ربنا مش بيحبني،
وفكرت في الانتحار كذا مرة؛ علشان أخلص من حياتي المدمرة من أخي وأختي الكبيرة، وإن بابا وماما سبونا، والمسؤولية فوق دماغي حتى شغلي قرفت من الناس اللي معي، وأصلا حاسة أن شغلي حرام، بشتغل سكرتيرة في شركة استيراد سجاير، يعني كل عيشتي حرام في حرام، محدش مهون علي الدنيا غير أختي الوسطانية طيبة وبحبها جدا، لدرجة أني بخاف عليها هي كمان تموت وتسيبني بدعو ربنا أموت قبلها، وأن رينا يرحمني ويريحني ويغفر لي،
آسفة أنني طولت.
24/07/2015
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أهلا بك يا "سمسمة" لا داعي لكراهية نفسك أو حياتك ولا حتى إخوتك، كراهيتك لهم لن تمسح عيوبهم التي تزعجك بل تزيد معاناتك، احتفظي بطاقتك النفسية والذهنية للتعامل مع صعوبات حياتك. مَنْ فرض عليك ظروفك هذه يعلم -وهو الرحمن الرحيم الكريم العزيز الحكيم العادل القوي الجبار- بأنه قد زودك بالقدرة على التعامل معها فانفضي غبار الغضب والحزن عن هذه الطاقة وفعليها في التعامل مع ظروف حياتك.
لنتفق من البداية على حاجتك لتغيير طريقة تفكيرك، الواقع سيبقى على ما هو عليه، ولكن اختلاف طريقة تفكيرك ستؤدي لتغيير أسلوبك في التعامل مع واقعك وبالتالي تقل معاناتك بإذن الله، إن لم تغيري طريقة تفكيرك ستزيد معاناتك وينتهي بك الأمر مريضة اكتئاب رسمية، وقد تحتاجين لتناول أدوية نفسية، إنها حياتك فاختاري الأسلوب الذي تريدين اتباعه فيها.
وجود شقيق مدمن يمثل عبئًا نفسيًا وماديًا واجتماعيًا لست مسئولة عنه، هو نفسه مريض يحتاج لمن يمنحه الحب والتفاهم ويساعده على تجاوز محنة الإدمان وليس فقط منحه المال، أعرف أنكنّ قد حاولتن أو حاول بعضكن ولكن بعض الأمور لا خيارات فيها لا بد من الاستمرار في المحاولة والبحث عن علاج نفسي يرافق علاج الإدمان. لا تكرهيه فهو مريض بل احمدي الله أن عافاك مما ابتلاه به، وتمسكي بصلابتك النفسية وتوافقي مع ظروفك.
رزقك يأتيك به الله لا يمنعه أو يصله بشر أيًا كانوا سواء شقيقة غاضبة أو شقيق مدمن. تخلصي من غضبك تجاه إخوتك؛ كي تزيد سعادتك فهم مصدر الحب والدعم الأقرب لك، بادري بأن تقدمي لشقيقتك الكبرى الود والمحبة التي ترغبين في الحصول عليها منها فهي مثلك تعاني مسئولية شقيق مدمن ومسئولية باقي الإخوة ربما كونها الأكبر.
بالنسبة لحكمك بأن عيشتك كلها حرام فهي خاطئة تماما بارك الله لك في تقواك وتحريك الرزق الحلال. مالك حلال بإذن الله طالما لم تجدي عملا غيره وطالما أنك تؤدينه على أكمل وجه، واكتفي بهذا القدر من الأحكام الشرعية؛ كي لا ندخل فيمن يحلل ويحرم التدخين. تخلصي من تشاؤمك الذي يصبغ حتى النعم بلون قاتم، انظري غدًا وأنت في طريقك إلى العمل كم من عاطل يشتهي عملا! فاحمدي الله على فضله ولا تسخطي، فكري بأن عملك قد يكون جبرًا من الله لفقدانك والديك أو مسئوليتك عن شقيقك المريض.
حتى الخداع الذي تعرضت له على يد النذل بائع العواطف الزائف انظري له بأنه خير واحمدي الله عليه، ذلك بأن الضرر لم يكن أكثر مما حدث، وأنك تعلمت درسا بألا تثقي بمعسول الكلام ولا علاقات النت بسهولة. التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ويفرح الله بتوبة عبده، فأكثري من الاستغفار؛ ليغفر الله لك، ويفتح لك أبواب الرزق الحلال.
كما ترين يبقى الواقع على ما هو عليه حتى يحكم لنا صاحب الأمر من قبل ومن بعد، ولكن عدلي طريقة تفكيرك، واحمدي الله على فضله. اكتبي كل صباح ومساء على ورقة نعمة حباك الله بها وفضلك بها عن كثير من عباده، وكذلك ابتلاء دفعه الله عنك، مع الوقت سيصبح لديك قائمة طويلة من النعم، قد تكون كأس ماء بارد في يوم حار، قد يكون توفيق في صلاة جماعة، ركزي تفكيرك على النعم ونقاط السعادة ثم انظري إليها نظرة شاملة سيدهشك كم كان يفوتك في حياتك من أفراح ينثرها الله في طريقك غفلت عن شكرها، وكما تعلمين بشكر الله تزيد النعم، جعلني الله وإياك والقارئين من عبيده الذاكرين الشاكرين.