أنا فيّ إيه ؟
أنا حاسة بحالة توهان رهيبة عدم تأثر بأي حاجة حولي، استعداد لخسارة كل الناس، وخسارة نفسي معهم.
علاقتي بعائلتي شبه ضايعة، لي أخ مدمن، وأمي وأبي شبه منفصلين، معنديش رغبة في أي حاجة مش بعرف أحافظ على اللي بحبه مش بحس بالأمان، بحس دايمًا مش من حقي أفرح،
ببعد عن الصلاة كثيرًا، وأوقات بقرب بزيادة،
هناك شعور غريب مش عارفة أصفه، ولا أقوله.
29/07/2015
رد المستشار
صديقتي:
من وصفك المقتضب لحالة عائلتك فمن الممكن جدًا الوصول إلى حماية النفس عن طريق التوهان وقتل الرغبات والمشاعر، الحياة لا تحتمها ظروف ولا تحددها أشياء يفعلها الآخرون. هناك قصة حقيقية عن أخوين زنجيين في الستينيات من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت التفرقة العنصرية محرمة قانونا ولكنها تمارس علنًا في أغلب الأحيان، ونشأ في نفس البيئة ورباهما نفس الأبوين، أحد الأخوين رجل أعمال ناجح والآخر مدمن ومسجون لارتكابه عدة جرائم. سأل صحفي كليهما نفس السؤال على حدة "ما الذي دفعك لسلوك هذا الطريق؟".
المدهش أن إجابتهما كانتا متطابقتين، نفس الإجابة تقريبا: "وماذا تنتظر من شخص أمه مومس (داعرة / غانية) وأبوه سكير؟"
اختيار الإنسان لمواقفه في الدنيا هو ما يحدد طريقه وشخصيته ومصيره، الفكرة تصبح فعلا ثم عادة ثم شخصية ثم مصير.
من حقك الفرح ومن حقك السعادة ولكنهما نتاج لأفكارك وثراء حياتك من الثقافة وبالتالي من تقبل الحلو والمر كأجزاء ضرورية في الحياة، لا يمكن وجود فهم للنور إن لم يكن هناك ظلام، لا يمكن فهم السعادة إن لم تكن هناك تعاسة أو حزن، لا يمكن فهم الصحة بدون المرض. علينا أن نتقبل أننا سوف نشعر بجميع المشاعر المتضادة وأن نتقبل أن النقيضين وكل ما بينهما من درجات هي أجزاء لا تتجزأ من الحياة ومن فهمها.
لكي تحافظي على ما تحبين ومن تحبين، عليك بحب نفسك أولا (لا علاقة لهذا بالغرور أو الأنانية أو الكبر) والغفران لنفسك وللآخرين بدون شروط، ثم البدء في صنع الحياة التي تريدينها لنفسك.
أنصحك بالحديث مع معالج نفسي أو صديقة تكبرك ولها خبرة بالحياة.. في الحقيقة، عدة أصدقاء يكون أفضل.
الحب والسعادة والإحساس بالأمان والثقة بالنفس والتقدير الذاتي هي أشياء ومعانٍ يجب أن تبدأ في داخل الإنسان ولا يمكن الحصول عليها من الآخرين أو من خارج الإنسان (الظروف).
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.