نتاج عائلي مرضي للغاية! م
السلام عليكم
كالعادة ألجأ مرة أخرى للكتابة فربما أصبحت ملاذي الوحيد الذي أخرج به ما يثور بداخلي. أعود مرة أخرى للمشاركة بما أمر به وما أشعر به بعد آخر مشاركة لي بعنوان "نتاج عائلي مرضي للغاية م". بعد مشاركتي الأخيرة هذه كنت قد قررت محاولة الخروج من الحالة التى أمر بها قررت أن أحاول إسعاد نفسي أو إيقاظها من حالة الاكتئاب الجسيم التي وصفتم أني ربما أمر بها، قمت في خلال هذه الفترة بالخروج بمعدل شبه يومي إلى دور السينما أو المسرح أو إلى الحفلات، وكذلك قمت بقراءة العديد من الروايات، كنت أذهب لتناول ما أحب من الطعام، كنت أذهب إلى الندوات الثقافية والعلمية، كنت أذهب للجلوس مع أصدقائي وتحسنت علاقتي بالعديد منهم بعد فترة انقطاع مني بل كنت أحاول أن أتواصل مع الجميع.
كنت في الغالب كذلك لا أنتظر أحدًا للذهاب إلى أي من هذه الأنشطة السابقة إذا لم يتوافر أحدًا، وكنت في قرارة نفسي أقول أني يجب علي أن أعتاد الحياة وحيدًا وخاصة لطبيعة ميولي المثلية وعدم وجود شريك دائم قد يشاركني أي نشاط أود القيام به لا أنكر أني شعرت بأن ما أقوم به هو مجرد اصطناع للسعادة وكذلك كنت دائما أشعر أن هناك شيئًا ما ينقصني لا أدري ما هو، ولا أدري ما الذى أحتاجه كي أشعر فعلا بالسعادة، وبدون معوقات لا أنكر أني أحيانا كنت أشعر بالوحدة في وجودي في دور السينما أو في أحد الحفلات ولكن هل هذا هو السبب؟
لا أدري ولكن ربما تحسنت حالتي المزاجية في هذه الفترة على الأقل قلّ معها حافز الموت الذي كنت أتمناه وكنت دائمًا أقول وقتها طالما أني لا يهمني شيء أو أن أقصي طموحي هو الموت لم لا أستمتع؟! لم لا أخاطر؟! لم لا أفعل أي شيء قد يخشاه غيري كركوب الدراجات البخارية والوقوف عليها مثلا أو كالقفز من شاهق فى المياه أو...... أو...؟! كنت أقول لنفسي لا يوجد شيء لتخسرة لا تنتظر وجود المال اذهب واستمتع به بأي شيء.
وهكذا استمر الحال إلى أن توقفت عن العمل وبعد أن قادتني الظروف إلى محاولة الوصول إلى تجربة العمل الخاص بي، ولكن توقف كل شيء سواء عملي الخاص وسواء ما كنت أقوم به، لا أدري ما الذي أصابني في الغالب لم يكن توقف العمل الخاص بي بيدي، ولكن شاءت الظروف أن يحدث هذا ومع الوقت وتدريجيًا توقفت عن أنشطتي التي كنت أقوم بها حتى القراءة لا أدري ما الذي منعني عنها ربما يمكنني القول أيضا أن دخول رمضان كان له كبير الأثر على نفسيتي فمع دخول رمضان انتابتني حالة غريبة لا أدري كيف أصفها. فمع حالة البعد عن الله التي أمر بها أو لا أدري هل هو بعد أم عتاب؟ هل هو بعد أم محاولة للفهم؟ ولكن بدون جدوى.
إنها الأسئلة التي تسيطر على كياني وعلى علاقتي بربي لا أدري هل يمكنني قول هذا أو أن أعاتبه وهو المنزه عن العتاب، ولكنني لا أفهم كيفية إدارة الكون وهذه الطبيعة البشرية باختلافها واختلاف تفكيرها لا أفهم هذه الحالة من الظلم التي أراها يوميًا وهذا القتل والنهب والتعذيب الذي أراه لا أفهم كيف خلقنا بهذا الاختلاف الفكري الذى يجعلنا مسوخًا نتقاتل بدم بارد؟ لا أفهم الاختلاف العقائدي هذا وتنوعه والتقاتل باسم هذه الديانات لا أفهم العصبية للون أو البيئة أو المكان الذي يجعلنا نتناحر بهذه الصورة لا أدري ما الذي يمكنني فعله؟
ولكنني لا ولم أعد أستطيع التحمل، ويوما وراء يوم أجد القمع والتعذيب والقتل في بلدي خاصة وكذلك ما يحيط بها وخارجها لم أعد أفهم كيف يمكن أن يكون هذا الاختلاف بيننا؟ والذي وصل إلى البلد الواحد بل وللأسرة الواحدة لم أفهم هذا الاختلاف الذي يجعل البشر يمتلكون برؤيتهم العقيمة هذا القرار بأن من يخالفهم الفكر يستحقون القتل بل ويريدون الإبادة التامة لهم لمجرد انتمائهم لكيان سياسي ابتدعناة نحن كبشر.
إنها حالة من اللا فهم أمر بها منعتني من التقرب من الله، وحالة من الحزن الذى لا أستطيع فعل شيء معه وكذلك كانت خلال هذه الفترة الإعلان بالسماح لزواج المثليين بكافة ولايات أمريكا وإذا بمواقع التواصل تمتلئ بهذا الخبر وما أدراك بهذا الخبر في صفحاتنا العربية؟ وما أدراك بحالي كمثلي متخفي وسط هذا الكم المنشور من الكثير دون وجود أدنى فكرة عن من يشارك بالسب والقذف والمطالبة بالحرق والقتل لكل من هم كذلك؟
وكيف لشخص مثلي مثلي يعيش في وسط هذا الجو مع عدم قدرتي على ممارسة المثلية والعيش بهذا النمط المثلي وكذلك عدم توافقي معه ومع عدم القدرة على إيجاد حل؛ للتخلص من هذه الميول وكذلك أعود لعدم فهمي مرة أخرى وطبيعة الخلق مرة أخرى وسبب اكتسابي هذه المشاعر، ولم عليّ أن أعاني مع هذه الميول، ولم علي إما أن أموت بالعيش بها أو أموت بالعيش بدونها، ولم لابد أن أحيا بدون مشاعر حب؟ لأنها محرمة وعلي إما أن أصطنع الحب مع طرف أظلمة وإما العيش في ظل هذا الانجذاب مع قتل المجتمع لك بنظراته وعدم تركة لك حتى أن تحيا بمشاعرك بعيدًا عنهم.
إنها حالة من اللافهم أصبحت تحيط بي وتمر الأيام علي لأعود مرة أخرى لحالة الحزن التي أعيش فيها وبمقاومة فكرة الموت مرة أخرى ولكن في بعض الأوقات تلح على الفكرة بشدة، وكذلك أصبح الإلحاح على إيذاء النفس مع محاولات طرد هذه الأفكار، ولكن بعد كل خبر محزن جديد، ومع كل حالة قتل أو تعذيب أو ظلم تعود هذه الأفكار مرة أخرى وكأني أحاسب نفسي على عدم مقدرتي على فعل شيء وكأني أحاسب نفسي على عدم درايتي بإدارة هذا الكون وما أشاهده يدور حولي.
عذرًا على الإطالة.
ولكم الشكر
01/08/2015
وأرسل بعد 3 أيام يقول:
إضافة على استشارة.
كنت أرسلت منذ فترة قصيرة استشارة لم تكن بعنوان ولا بيانات نظرًا لأن بياناتي متواجدة في استشارات سابقة وآخرها نتاج عائلي مرضي م. كنت أود أن أضيف على محتوى آخر استشارة أنني أعاني منذ فترة تقترب من الشهرين من اضطراب شديد في النوم، كنت أنام معدل ساعتين وأستيقظ دون القدر الكافي من النوم ويتكرر الحال على مدار اليوم، وقد يحدث في أن أنام بمعدل 12 ساعة متواصلة، وكذلك ينتابني الشعور بعدها بالخمول لا أدري هل هناك حل لهذا الاضطراب؟ فقد سئمت منه، وكنت أفكر أحيانًا بتناول عقار منوم في بعض الأيام التي يتواصل معها قلة نومي بمعدل ساعتين تقريبا مع معاناة أغلب الوقت بالشعوربالخمول، وعدم القدرة على فعل شيء وعدم القدرة على النوم.
شكرًا
وأتمنى معرفة حل فعال لهذا الاضطراب.
04/08/2015
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع مرة أخرى.
تتكون استشارتك من ثلاثة أجزاء.
الجزء الأول: يتطرق إلى جهودك؛ للخروج من عزلتك والتواصل اجتماعياً. تشير فيها إلى شعور مزمن بالوحدة، ولكن رغم ذلك لم تشر إلى الشعور بالاكتئاب أو القلق.
ينتهي الجزء الأول بتوقفك عن العمل، وهذا الحدث له دوره المعروف بانتكاس الإنسان وإصابته بالاكتئاب. في هذا الجزء تطرح آرائك الشخصية حول الحياة والمجتمع ورغم الإطار الاكتئابي لها، ولكنها ليست بالضرورة علامة من علامات الاكتئاب الجسيم. بعدها تتطرق إلى الضجة الإعلامية حول زواج المثليين في أمريكا حالها حال بقية أقطار أوربا الغربية. لا أظن أن حقل الاستشارات هو المكان لتعليق الموقع على هذه الظاهرة الاجتماعية البحتة.
أما الجزء الثالث: فيبدأ بوصف علامات اكتئاب جسيم من اضطراب في النوم والشعور بالخمول.
بعد الجزء الثالث لا يوجد سوى استنتاج واحد وهو ضرورة استشاره أخصائي في الطب النفسي للعلاج.
وفقك الله.