حول الحسد..!؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته: اليوم جبت لكم موضوع حول العين والحسد، هناك أناس يحسدون أمي، لديهم مال كثير وكل شيء، ومع ذلك لا يتحملون يرونك أحسن منهم. مع العلم إننا أناس بسطاء، بالإضافة إلى أنهم منافقون يضحكون في وجهك، ويتكلمون وراء ظهرك بكلام كثير حقي، وفيهم الغيرة والحسد، وشعارهم النفاق سيد الأخلاق، يقصرون في صلاتهم، يتصدقون على أصدقائهم. وينسون أقاربهم، ودائمًا يعيشون الفتنة في حياتهم.
الله أعلم لماذا يفعلون ذالك؟
أرجو الرد والحل لمشكلتي
25/7/2015
رد المستشار
ولدي العزيز، سعدت بتواصلك معنا؛ لأنني أعتبر أن من يتواصل مع ما يجده في نفسه في سن صغيرة هو أشطر وأكبر مستفيد عن غيره ممن يكبرونه، وحزنت على ما كتبته في رسالتك حين وجدتك تحبس نفسك في سجن الآخرين! فكل منا يا ولدي لديه ما يعانيه، وكلٌ منا لا يخلو من أشياء لا يرتاح لها، ولا يوافق عليها لدى الآخرين؛ فهكذا أنت، وأنا، وأمك، وأقاربك، وكل البشر؛ فنحن مختلفون، واختلافنا هي حقيقة إرادة الله سبحانه؛
فحين ننجح في قبول أنفسنا كما هي بكل ما فيها مع الاحتفاظ بعدم موافقتنا على خصال وأشياء فيها؛ ننجح بصدق في قبول الآخرين بكل ما فيهم من خصال وأشياء لا نوافق عليها فيهم، وكلما تمكنا بالتدريب من عدم الحكم على أنفسنا بأننا مثلا أفضل، أو أسوأ، أو أننا فشلة، أو ناجحون؛ كلما سهل علينا عدم الحكم على الآخرين فنتحرر ونحررهم؛ فعدم قبولك لنفسك كما هي مع عدم موافقتك على أمور فيها، وحكمك على نفسك سيجعلك دوما في حالة "غضب" و"عدم تصالح" مع نفسك ومع الآخرين.
وأقول لك: كما تحتاج لقبول غيرك لك مع الاحتفاظ بحقه في عدم الموافقة على أمور فيك؛ الآخرون يحتاجون نفس الاحتياج، فحين تتمكن من فعل ذلك ستهنأ وترتاح ويتغير داخلك؛ فيتغير من حولك تجاهك؛ فلا تسمع وتصدق كثيرا ما يقال عن شرور من حولك فقط؛ فليس هناك بشر شيطان رجيم ولا ملاك نقي تماما؛ فتلك الآراء آراء حاكمة غير قابلة لنفسها قبل أن تقبل غيرها، وها أنت قد علمت أن التغيير سيبدأ من داخلك أنت فتحصل على ما تحتاجه من تغيير فيمن حولك...
واقرأ أيضا:
وسواس العين والحسد وكلام الشيخ
الحسد لا يخاف منه المسلمون!
استفزاز يجلب الحسد