وساوس خالصة: تفكير سحري وتنطع أصيل! م4 تعقيب
تنطّع أخلاقي.
تحيّاتي للموقع الكريم، إذا شارك شخص ما في امتحانات دخولٍ لجامعة ما وقد غشّ في هذه الامتحانات (عبر النسخ الشخصي أو سؤال الزملاء) ونجح على أساس الغشّ واستعان أيضاً بالواسطة لكي يُقدّم طلب قبوله على الآخرين بما أنّ الأماكن محدودة (علماً أنّ هؤلاء الآخرين يستحقّون هذه الأماكن أكثر) هل يعتبر تعلّمه بعد ذلك في الجامعة والشهادة ودراساته العليا التي وصل لها وعمله بعد ذلك هل يعتبرون كلّهم باطلين وغير أخلاقيّين وبالتالي حراماً؟
علماً أنّه لم يلجأ إلى الغش مطلقاً في مسيرته الجامعيّة وقد تاب تماماً منذ امتحانات الدخول. وإذا كان الجواب بالبطلان، ما المخرج؟ هل يتخلّى ببساطة عن شهاداته الجامعيّة رغم كون هذا الخيار صعباً وغير منطقيّ؟
أرجو جواباً نفسيّاً وأخلاقيّا (بما أنّ الحالة متّصلة بالوسواس القهري والأفكار السحريّة) ومن ثمّ جواباً دينيّاً. وشكراً.
02/08/2015
وصلنا من "ر" قبلا:
وساوس خالصة: تفكير سحري وتنطع أصيل!
وساوس خالصة: تفكير سحري وتنطع أصيل! م
وساوس خالصة: تفكير سحري وتنطع أصيل! م1
وساوس خالصة: تفكير سحري وتنطع أصيل! م2
وساوس خالصة: تفكير سحري وتنطع أصيل! م3
وساوس خالصة: تفكير سحري وتنطع أصيل! م4
رد المستشار
أهلا بك مرات وكرات، يا سيد "ر"
ما زلت تدور في فلك فكرة الغش وعواقبها على علمك ومالك وأخلاقك ودينك.... تكررها كثيرًا ولا ترتاح لو سمعت الإجابة ألف مرة. في استشاراتك السابقة تم الإجابة على ما طلبته نفسيًا وأخلاقيًا ودينيًا، فما عليك سوى الرجوع إلى الأجوبة وقراءتها كلما رُعِبت.
غير أن الجديد الذي سأضيفه، تعليقٌ على قولك: (هل يعتبروا كلّهم باطلين وغير أخلاقيّين وبالتالي حراماً؟)
الحرمة لا تتلازم مع البطلان والتجاوزات الأخلاقية دائمًا:
الغيبة للصائم حرام، ولكنها لا تفسد الصوم، صلاة الرجل بثياب من الحرير حرام لكنها لا تبطل الصلاة....
ترك الأدب مع الكبار، عمل لا أخلاقي، لكنه لا يوصف بالحرمة.
بيع مجنون لا يميز من مجنون آخر مثله باطل لفقد العقل، لكنه ليس بحرام للسبب نفسه حيث ينتفي التكليف!
إذن لا يمكن أن نقول: (وبالتالي حرام)
أحاول أن أطرح حلًا لعلي أسد عليك باب الوسواس في هذه المسألة:
الغش حرام أليس كذلك؟ وقد تبت منه واستغفرت وندمت أشد الندم، أليس كذلك؟
إذن هذه انتهينا منها... التائب من الذنب كمن لا ذنب له....
بقيت المادة التي غششت فيها، الصورة هي: أنك نلت ورقة تسمى (شهادة) تشهد لك أنك حفظت المعلومات التي بداخل الكتب الجامعية كلها جيدًا، بينما لديك مادة لم تحفظها جيدًا....
وحل هذا يسير جدًا جدًا جداً.... أحضر كتاب تلك المادة واحفظه الآن، وجرب أن تحل أسئلة آخر امتحان فيها، فإن حصلت على درجة النجاح فقد انتهى الأمر، تصبح الشهادة بحفظك لهذه المادة مطابقة للواقع: هي تشهد أنك حفظت المادة، وأنت تحفظها فعلًا، وانتهينا.
الغش غفره الله لك، والشهادة صحيحة وصادقة. ولا أدري بعد هذا الحل، ما هو مصير وسواسك واكتئابك؟ غير أنك إن فعلت هذا ولم تنجح في وأد الفكرة الوسواسية المتعلقة بالغش، فأرجو أن يصبح لديك يقين حينها من أنك موسوس مليون بالمئة، وأن الفكرة لا صحة لها، ومن إضاعة الوقت الانشغال بالأوهام....
عافاك الله.