أبي ميت وهو حي، وبكرهه كره العمى ونفسي ربنا يأخذه..!؟
أولا أنا بنت مشاكلي العائلية مش بتخلص وخصوصًا بابا. بابا تقريبا سبب في كل مشاكلي، بابا جايبني على كبر وبيحبني، بس تصرفاته بتقول العكس، يعمل ما في مصلحته فقط. بالنسبة له التربية تعني أكل وشرب وتعليم. عمره ما فكر يتكلم معي ولا يخرجني ولا حتى يسأل أنا عاملة إيه في دراستي ولا حتى بعمل إيه في يومي؟ أمي شايلة كل ده، أبي على المعاش يعني فاضي وهي اللي بتشتغل، وهي اللي بتعمل كل ده. بشوف الآباء وهم مشرفون أولادهم. آه بابا بيشتمني وسط الناس عادي، ولا بيهمه، والله ما بكون عملت حاجة بأقذر الألفاظ مع إنه في مكانة كويسة.
دايمًا أشوف في عيون الناس الله يعينهم على أبيهم، دائمًا الكل ينظر لي بشفقة. بيضربني أحيانا ويمكن نادرًا علشان بهاجمه. بيعيرني بالآخرين، بقيت أخاف أقرب من الناس؛ علشان بتعاير به، بقيت منعزلة بخاف جدًا حد يعرف عني حاجة مش بحكي حتى لقرايبي عن بابا غير لما يفيض بي كنت دايما عاملة له صورة عظيمة عند الناس آه وأنا صغيرة كنت متعلقة بي جدًا كان بالنسبة لي هو ملك ومفيش زيه.
بقيت إنسانة جاحدة تتعامل بقسوة تنتقم منه تقريبا تتعامل معه أسوء معاملة، وبقيت كدا مع الناس كمان بقيت أي حد يكلمني أحرجه وأخليه يبعد عني، مبقتش يهمني زعل حد بقيت أحرج أمي وأخواتي بقيت مش عاوزة حد قريب مني حتى أصحابي.. دعوت عليه في بيت ربنا دعوت عليه في الكعبة وبدعو عليه في كل وقت وساعة.
برجع عن كل ده وبقول افتكري له أي حاجة حلوة عملها لك وفعلا برجع أعامله كويس جدا وأبي يسامحني بس مش بينسى لي بس بيجي موقف بعديه يعمل في ألعن من اللي قبله كل يوم بكرهه زيادة عن اليوم اللي قبله بكرهه بتصعب علي أمي اللي مستحملاه من أجلنا وأنا في لحظة غضب أعاملها وحش هو مش بندم على معاملتي معه غير نادر وهي لما بفتكر أن ده حرام فقط لكن أنا بستمتع لما بعامله وحش بحس أني بأخذ حقي آه أنا غلاوية وجدا كمان ومع ذلك بحب أساعد الناس جدا وكتير بيقولوا طيبة بس أنا بحذرهم من قلبتي..
آه نسيت أبي دايما يحسسني أني أقل مخلوق وأنه مش بيحبني وأنه مالوش دعوة بي دايما يقول لي كدا دايما يقول لي أنت مش مهمة عندي المهم أخوك اتحرقي، دايما يفرق بيني وبين أخي.... مع إني ماديا بأخذ ضعف أخي كذا مرة في المصاريف وكذا إنما الاهتمام أنا صفر فقط أنا ولا حاجة أنا بس حيوانة في البيت بأكل وبشرب. دايما يذلني ويذلنا كلنا أنه بيصرف وهو مش بيصرف حاجة أصلا دي فلوس أمي وهو مستولي عليها، بيدمرني بالكلام وبحسه بيحب يشوفني ضعيفة وبعيط بس أنا بكتم كثير أوي وبستحمل وبنفجر مرة واحدة أنا آسفة على كل ده بس أنا طالبة، قل لي أعمل إيه؟ أنا داخلة ثانوية عامة ونفسي في كلية قمة زي ما بيقولوا والحمدلله قدراتي العقلية بإذن ربنا هتساعدني في ده بس خايفة الجو والظروف دي متخلينيش حتي أحصل معهد،
وأنا مش هتنازل أن أدخل الكلية دي علشان أمي الغلبانة اللي نفسي أفرحها علشان مستقبلي اللي هحس أنه ضاع بعد كل الصبر ده وعمر أمي اللي ضاع علشان تشوفني حاجة، مش عاوزة أخيب أملها.
حسبي الله ونعم الوكيل..
08/08/2015
رد المستشار
ابنتي، في السابق كنت فقط أرى سوء تصرفات الآباء، ولم أكن أستطيع الدفاع عن تصرفاتهم المؤذية التي تصيب نفسية وشخصية وتمام الصحة النفسية لأولادهم في مقتل؛ فيخرجون من تلك البيوت مشوهين مجروحين، يحملون آلامهم بلا نضوج فيؤذون أنفسهم وغيرهم،
ولكن..... الآن بعد مئات ومئات البشر الذين قابلتهم تمكنت من رؤية أعمق جعلتني أرى مدى "غلب" هؤلاء الآباء!، فكما كنت أحاسبهم على عدم قيامهم بإعطاء أبنائهم الحب، والأمان، والاهتمام النفسي، وغيره، وجدت أن هؤلاء الآباء حرموا من نفس الأشياء وخرجوا من بيوت آبائهم -أجدادكم- مشوهين، يكرهون الحياة، وأنفسهم، بل الأسوأ من ذلك فهم لم يعرفوا سوى القسوة، والنقد المستمر، والتجريح كوسيلة من وسائل الوجود- أن يشعروا بأنهم موجودين-، والتعامل- وسيلة تعامل بين الناس-، أو السيطرة على الآخرين- فلا يخرجون خارج المسار المرسوم لهم-؛
فلم يعطوا الحب؛ لأنهم لم يستقبلوه أصلا، وعلموا خطئا أن المشاعر والحنان؛ وسائل الضعاف المتسولين لنظرة الاهتمام والحب!، ألم أقل لك تشوها يا ابنتي؟!، فأبوك هذا الذي يسب ويضرب ويهين امام الناس بلا انتباه ؛ يحتاج لـ"حضن حقيقي"؛ لكي يشفى من غضبه، ومشاجرته مع نفسه التي لا تنتهي على كل شيء وأي شيء ولكن لعدم قدرته على تحملها بداخله يصدرها للآخرين من حوله!، ولكن هل وحدك ستتمكنين من استيعاب ما اقوله وتقديمه له؟ أقول لك: نعم، نعم بملء فمي ولكن إن "أردت بصدق" ذلك،
وعندك اختيار من اثنين:
الأول: أن تظلي هكذا كما أنت تتجرعين الألم وتحولينه بالتراكم لغضب يتراكم بدوره ويتحول لأذى لنفسك وغيرك، وتظلي تكبلين نفسك كل يوم بقيود تسجنك فلا تخرجين منها وتتعودين عليها وتألفيها فتتحولين لصورة أصغر من أبيك دون أن تدري، وفي نفس الوقت تجدين "الشماعة" المشروعة جدا في تعليق عدم تحصيلك الدراسي، أو الزج بالآخرين من حولك، أو الكره والغل،
والاختيار الثاني: هو الاختيار الأكثر نضوجا والأطول والأنفع..فيه ستقررين أنك لن تظلي حبيسة سجنك الداخلي هذا فتتحررين داخليا أولا؛ فستتمكنين من تصديق مدى احتياج والدك لحب حقيقي وحضن حقيقي يحتاجه ومحروما منه!، وستتمكنين من التعامل الصحي مع غضبك الذي هو من حقك تماما -فشتمه لك وضربه وانتقاده وتجريحه يشوه فيك ويجعلك ترين نفسك مشوهة وعلى غير حقيقتها التي فيها الحب، والقبول والحرية، والإبداع، وغيره من الجمال الذي يتخفى وراء الغضب والألم- وستستطيعين حينها إن أردت أن تعبري عن احتياجاتك منه بوضوح وبشكل مباشر، دون أن تشعري بأنك تتسولين، أو أن لديك "بطحة" تدارينها باحتياجاتك؛
فاحتياجاتك فطرة لديك ولديه ولدينا جميعا؛ فالفطرة حقنا إذن؛ فلتأخذي حقك بطريقة صحية غير مرضيه؛ فحقك-احتياجك- أن يقبلك كما أنت، وأن يراك أنت كما أنت، وأن يحبك بلا شروط في الشكل ولا المال ولا التفوق ولا أي شيء، وهذه الاحتياجات-الحقوق- نحصل عليها "بهدوء" حين نصدق ونصدق فقط أنها حقيقية وحق لنا؛ فحينها ستقولين له: محتاجاك يا أبي تحبني من غير شروط، محتاجة تقبلني كما أنا، وستجدين عجبا... ولكن الذكاء كله في أن تعطيه أولا ليذوق احتياجاته فلا ينكرها عليك...
أعرف أن ما أقوله ليس سهلا إطلاقا، ولكنه كذلك ليس مستحيلا، وكثيرات مثلك رأيتهن وحين أرادوا وصدقوا تمكنوا من تغير ما بداخلهم وتغيير من حولهم، بعد وقت طال، أو قصر، وأنا هنا معك أسمعك وأقول لك: خطوات التقدم في اختيارك إن كان الاختيار الناضج. فلا زال هناك الكثير الذي يعينك على ذلك لم أقله. دمت طيبة جميلة غير مشوهة لذاتك.
ويتبع >>>>>>: الكره وراه حب غاضب م