حد تاني..!؟
أنا بنت لأسرة متوسطة في المستوى المادي وأنا صغيرة كانت المشاكل بين ماما وبابا كثير جدًا، ووصلت للضرب، وده كان بسبب أن بابا عايش في مكان وأنا وماما وأخواتي في مكان تاني الفترة اللي رجعنا فيها هنا كانت حالتي النفسية زفت ومستواي الدراسي كان صفرًا، الكلام ده وقت الطفولة في الابتدائي تعرضت لكذا مرض مثل السرقة والكذب من غير أي حاجة لهم بس بطلت الاثنين وأصبحا بالنسبة لي عقدة كبيرة جدًا للوقت الحالي عصبية جدا مبستحملش كلام حد أبدًا بالرغم من أن كل اللي حوالي بيعاملوني أني ملاك وطيبة أوي بس أنا مبقتش بشوف نفسي كده أبدًا.
الفترة دي فترة المراهقة وغياب بابا عني أثر في كثيرًا، وخصوصا أن ماما بتربيني على الخوف من خوفها علي من كل حاجة مبتسمحش حتى أن أنزل عند أصحابي اللي في نفس الشارع دايما عايشة في عالم تاني كرتون وعالم نظيف مش زي اللي هنا ده توهمت بالحب فترة لكن حصلت مشاكل كثيرة بيننا وكنت أسامحها كثيرًا مش علشان بحبه لكن كنت بحاول أديله فرصة علشان لما أأخذ قراري مفيش حاجة توقفني واتخذت القرار لما فعلا مبقتش طايقاه ووصلت للكره الجامد جدا نفس كرهي لبابا وممكن أشد بس الفترة دي بيحاول يرجع لي بأي طريقة ووصل للتهديد وبقى يسبب لي مشاكل كثيرة.
المشكة الحقيقة أني بقيت بحلم بأني بقتل كثير والفكرة دي سيطرت علي جدًا ومبقاش عندي حل إلا بها حتى في أقل حاجة زي النمل اللي كنت بساعدهم كثير لكن اليومين دول مجرد ما أي حاجة تضايقنى أو حتى القريبين مني أفكر في قتلهم وبقت تحصل لي حاجات غريبة كأني مش أنا ساعات مبحسش بنفسي وبتصرف كأن حد اللي بيحركني مش أنا.
ساعات ببص ليدي مبشوفهاش أو بحس أنها مش يدي يد حد تاني بحلم أني بشوفني بتقسم نصفين وحاجات كثيرة جدًا مفزعة مرة كنت قاعدة بفكر عادي وفجأة لقيت المقص في يدي وبحاول أقطع يدي الثانية ومرة ثانية بخنق نفسي بالمياه بس مش بتحرك ولا ببعد نفسي بفوق وكأني مش أنا أو حد ثاني بيتحكم في غيري خالص بجد بقيت خايفة وبحس أني ممكن أضر اللي حوالي بأي طريقة الحالة دي مبتجيليش إلا لما أكون مضايقة أو بفكر في حاجة مسببة لي توترًا، نفسي بجد أخلص من الكابوس ده،
أريد أن أفهم إيه اللي بيحصل لي ده وأخرج منه إزاي؟
وهو أنا فعلا ممكن أضر حد زي ما بشوف في الحلم؟
9/08/2015
رد المستشار
ابنتي؛ سطورك التي بعثت بها لا تكفي لمعرفة مدى السواء لديك؛ فأنت في نهاية مرحلة المراهقة -التي تمتد عندنا هنا للأسف- ففيها ارتباكات واحتياجات تفور وتحتاج لوعي ونضوج ممن حولك ومنك للتعامل معها فتهدأ وتتلاشى، ولكنها كذلك من المراحل التي تظهر فيها حقائق وجود الأمراض النفسية بوضوح، ويسبقها بعض الإشارات التي تقول بأن هناك خطبا ما، ولأنك لم تتحدثي عن تفاصيل أكثر من ذلك عن طفولتك. سوى وجود بعض السرقات والكذب والتي انتهت؛ إلا أنه في النهاية يجب التوقف بشكل متخصص أمام رؤيتك لنفسك، وأمام أحلامك؛
فحتى تتواصلين مع متخصص نفسي يراك ويسمع منك ويتعرف عليك بشكل أقرب؛ عليك أن تعبري عن احتياجك للونس، واحتياجك لأنك تفعلين شيئا يسعدك، ويسعد غيرك في تلك الحياة غير دراسة الهندسة، وأنك من حقك أن تخافي على نفسك دون التورط في خوف مرضي يوقعك في براثن الارتباكات النفسية، فلتعبري عن احتياجاتك هذه بوضوح، وتدافعي عن تلك الاحتياجات بحسم وتطمين لوالدتك في نفس الوقت؛
أما أحلامك فهي تعبر عن صراعاتك التي تلتهمك من الداخل؛ فهي تعبر عن القلق، والغضب، وعدم قدرتك على الحصول على الانسجام والتناغم بداخلك رغم وجود متناقضات، والآن الذي سيحسم الأمر هو تواصلك مع المتخصص دون تهاون في ذلك حتى لا تتفاقم الأمور لا قدر الله، ولتحديد مدى احتياجك للعلاج النفسي والمعرفي وربما الدوائي؛ فما تتحدثين عنه قد يكون عابرا ويحتاج فقط لتطمين ودعم، وقدرة على الاستبصار وتدريبات سلوكية، أو يحتاج لتدخل أكثر من ذلك ويكون تدخلا يمنع لمزيد من الرجوع للوراء، وسأترك لك روابط. تتحدث عن الأحلام ووظائفها، وعن شيء اسمه اختلال الأنية، ولكن سيظل تصالحك مع ما يؤلمك سواء تدرين به-كالأحلام، وغيابك عن ذاتك، وعن الواقع ولو للحظات- أو ما لا تدرين به-علاقتك بأبيك، علاقتك بأمك،....الخ- هو الاحتياج الأول لك الآن.
واقرئي أيضاً:
الحلم البين بيني ! والشخصية الحدية
تبدل الواقع: كأني في حلم!
احلم بالعقل
التعويض في الحلم
اختلال الإنية في نطاق الوسواس القهري
اختلال الإنية والواقع فقط أم مختلط؟
زملة تبدل الواقع/اختلال الإنية