وجع الحياة
أولا: أحب أشكركم وربنا يجعل ده في ميزان حسناتكم. واسمحوا لي أكتب بالعامية لأن ده هيسهل علي أن أحط أفكاري زي ما هي بدون أي رتوش. بصراحة أنا مش عارفة أكتب إيه بالضبط؟ أنا عندي مشاكل كثيرة جدًا بس بفضل الله تعودت أسكت وأسلم أمري لله واللي هكتبه مشكلة لها علاقة بشخص يهمني أمره اعتبروها فضفضة أو نصيحة اللي تشوفوه.
أنا عندي "36" سنة غير متزوجة وبشتغل في مجال التسويق ومن خلال شغلي بتعرف على ناس كثيرة أوي منهم الكويس ومنهم الوحش كسبت صداقات كويسة واتصدمت في ناس كثيرة المهم يعني لي صديق تعرفت عليه عن طريق شغلي من حوالي ثلاث سنين وهو أصغر مني بثماني سنين وكانت علاقتنا في البداية رسمية إلى أبعد الحدود والتهاني في المناسبات ولكن من أقل من سنة بدأنا نتكلم أكثر ونقرب من بعض أكثر كأصدقاء واللي جمع بيننا هو الكلام عن وفاة أمي ومساندته لي رغم أنه وقتها كان فات فترة على وفاتها.
في الفترة دي أمه كانت مريضة جدًا وكان خائفًا أن يحصل لها حاجة وللأسف طبعًا توفيت. هو ما عيطش بيقول دايمًا أنه كويس بس هو طبعه أنه مش بيتكلم نهائيًا. أحيانًا كل فترة طويلة أوي ممكن يحكي أنه متضايق وبس مفيش أي تفاصيل. أنا موجودة جنبه وبفضل أحلل وأشرح وأحاول أقول له هو حاسس بإيه؟
هو بيقولي إن ده بيريحه وأنه مرتاح لفكرة وجود حد زي حاسس به بس هو حالته صعبة أوي دايمًا بيقول إنه مش حاسس بحد ولا بحاجة. ومؤخرًا بقى زعلان من نفسه لأنه حاسس أنه فقد السيطرة على أعصابه لما بيشوف حد مقصر مع أمه أو كده ومش راضٍ عن ده لأنه بيقولي أنا كده فقدت السيطرة على نفسي. أنا عارفة أنه غالبًا متضايق علشان هو بيحب يبان قوي وغالبًا ده ميكانيزم يدافع به عن نفسه أكثر منه يبين شيئًا للناس.
هو بيحب يسمع مني ويتكلم معي علشان بيقول إني مش بقوله كلام تقليدي وأنني بصارحه بالحقيقة بأننا هنفضل معطوبين للأبد وحياتنا خلاص باظت بموت أمهاتنا. أنا مقتنعة بده بس خلاص متعايشة معه بشتغل وبروح وباجي هو كده برده بس من غير روح خالص ومش بيفكر في أي شيء عايش كده وخلاص يعني حتى لما أهزر معه وأقول له أنه طالما بقينا أصدقاء أوي كده أكيد هيسيبني ويديني مقلبًا لأنني متعقدة من الناس اللي بتقلب دي يقولي مفيش شيء مضمون ما تضغطيش علي أنا معرفش أفكر في المستقبل ومش عارف لو أنت في مشكلة هعرف أقف جنبك ولا لأ؟
وممكن أخذلك وحاجات كثيرة بالشكل ده وفي الواقع هو فعلا بيقف معي ومش بيسيبني بس برده ساعات كده بلاقيه ينسحب من الحياة يعني يقولي أنا مش قادر أتكلم أصلا ومش عاوز أعمل حاجة سؤالي بقى إزاي أقدر أساعده؟ هو على الحالة دي بقاله شهور، هل هو محتاج وقت أكثر من كده؟ علشان يرجع لطبيعته مع إيماني الشديد أنه خلاص الحياة اتغيرت تماما لأنني مجربة وعارفة. وإيه اللي ممكن أعمله أو أخليه يعمله علشان يخرج من الحالة دي بعيدا عن الكلام عن الآخرة والقضاء والقدر لأنه هيؤدي لنتائج عكسية أنا الإيمان بالله سبحانه وتعالى مصبرني أن أمي في مكان أفضل فعلا وأن أمر الله كله خير بس أعتقد أنه مش مناسب دلوقتي أن أكلمه في ده لأنه بيعتبر أن ده تطييب خاطر الكل بيقوله.
ملحوظة جانبية: أنا عندي مشاكل في الاقتراب من حد بشكل عام ومع ذلك قربت منه جدًا ومش عاوزة أعترف أن ده حب ومرتاحة لفكرة أننا أصدقاء وهو نفس الشيء لأنه خلاص لا هيعرف يحب ولا يتزوج ولا أي شيء وأنا مقدرة ده تمامًا بس تصرفاته فيها كثيرة من الحب هو مش حاسس بحد ولا حاجة خالص ومش فارق معه حد بس دايما بيهتم أنني أبقى موجودة ومبسوطة صحيح هو مش بيعبر عن ده بالكلام بس فيه مواقف كثيرة بتقول ده لدرجة أنني بتخيل أنه ممكن يكون بيحبني بس رافض يعترف بده لنفسه لأن فيه فرقًا فى المستوى المادي والاجتماعي.
طبعًا غير السن بس فعلا مش فارق معنا إحنا الاثنين. أنا عارفة أنه ممكن تعتبروا ده معلومة مهمة بس فعلا إحنا الاثنين متصالحين مع فكرة أننا من غير اسم مش لازم أخوات ولا أصدقاء ولا بنحب بعض.
أنا أهم حاجة عندي في الحياة دلوقتي أنه يبقى كويس وأن أساعده يعمل ده وعاوزة أبقى جنبه لحد ما يعدي المرحلة دي وبيني وبين نفسي في أبعد نقطة مستخبية في قلبي نفسي أنا كمان أتغلب على مخاوفي وهو يبقى كويس ونقدر نكمل مع بعض زي أي اثنين طبيعين.
طولت عليكم وكلام ملخبط أوي بس أتمنى يبقى عندكم أي رد يفيدني وبعتذر على الإزعاج وأنتم أكيد بيوصلكم مشاكل أكبر وأهم من ده.
يعنى لو فيه فرصة إن الرد يوصلني عبر الإيميل أو الرد فقط بدون عرض المشكلة علشان التفاصيل أكون شاكرة ليكم جدًا.
21/8/2015
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
عظم الله أجرك في والدتك ووالدة من تظنين لا تصنيف له. لا توجد مشكلة غير مهمة، يمين الله كلكم مهمين لكن وجع الحياة ينال منا أيضا كمستشارين فأعتذر عن التأخر في الرد عليك. سؤالك المباشر كيف تساعدين صديقك الذي من الواضح أنه مكتئب وبحاجة لمراجعة طبيب نفسي، لا تضيعي وقتك وطاقتك ووقته في اللف والدوران حول المشكلة. من الطبيعي أن نتألم ولكن اتساع مساحة الألم وامتداده إلى شهور بشكل يفقد الفرد إحساسه بالحياة مع انفلاتات عصبية كما ذكرت أنه يفعل فهو اكتئاب يفضل الإسراع في التعامل معه بشكل طبي، شجعيه على طلب العلاج وتوقفي عن مناقشته في ألمه.
أجد في كلماتك عزيزتي سمات من عسر المزاج تبدو واضحة بقولك أنكم ستبقون معطوبين طول العمر وأن الحياة بغياب أمهاتكم تغيرت للأبد وأن الجميع يخون. رحمة الله على والدتك ووالدتي وجميع أمهات المسلمين، للأم وزن في النفس ضارب في العمق يصعب انتزاعه ولكن الحياة ليست متوقفة على وجودها فمنذ لحظة قطع الحبل السري تصبح لدينا القدرة على العيش بصورة مستقلة. تغير الحياة أمر إيجابي وسنة الله في خلقه فلا تنظري له بتشاؤم، غياب والدتك المادي لا يعني غيابها الروحي والنفسي في داخلك وفي شخصيتك، بالنسبة للشعور بالفقد والحنين تداويه الأيام وأحداث الحياة.
ابتعدي قليلا عن صديقك وجددي علاقتك بباقي الناس لأكثر من سبب، منها وقف اجترار أحزانكم المتشابهة التي تعطل تكيفكم مع مستجدات الأمور، والتخفيف من تعلقك القلبي به الذي يعارضه عقلك -بدليل ذكرك لنقاط الاختلاف من عمر ومستوى اجتماعي-، ومساعدته على التعامل مع اكتئابه أولا ثم للتحقق من مشاعره نحوك ثانيا.
رغم انتهاء مناقشة جوانب مشكلتك أشعر أني بحاجة لأهمس لك بكلمة جانبية، اتبعي عقلك في حكمك على علاقتك بصديقك ولا تتأخري كي تخرجي من شعورك بالتشوش واللخبطة.
واقرئي أيضًا:
36 عاما من التعميم: على مشارف العنوسة م
نفس اجتماعي: انتظار شريك الحياة
قبل انتظار الحبيب: أحبي نفسك أولا
في انتظار الحب Waiting for Love
وحدة وفراغ وانتظار الزواج
فجر وانتظار شريك الحياة مشاركة1