الحسد والحالات النفسية والعائلية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا أحب أبدأ التكلم عن نفسي، أنا أعاني من مشكلة أريد التخلص منها هي أني أوسوس عن الحسد في معظم الأوقات أحس أني الناس يحسدونني لو قلت لهم معلومة أو حتى أني أحب قراءة الكتب فأحس أنه الناس يحسدونني.
أنا أعرف أن هذا فيه وسوسة لكن أحاول أني أواجه الواقع يعني أقول خلهم يحسدونني ما يهمني، أحس بقوة وبعض الأحيان أحسها مضرة، يعني تقدر تقول بعض الأحيان يكون عندي قوة روحية وبعض الأحيان أكتئب في التفكير هي حسب مزاجي.
شكرًا على تفهمك
وأتمنى الرد بأسرع وقت على حل.
19/8/2015
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "محمد"
يبدو –والله أعلم- أن ما بك ليس وسواسًا قهريًا، وإنما استخدمت كلمة وسواس كما نستخدمها عادة في الفكرة المبالغ فيها والتي تشغل الذهن.
من أجل معرفة ما هو الحسد وما الفرق بينه وبين العين، تجد هذا كله مفصلًا في استشارة بعنوان: السحر والعين مخاوف ومواقف
الحسد موجود وثابت بالقرآن الكريم، والعين حق وثابتة بالسنة الشريفة، وعندما ذكرهما الشرع ذكر معهما علاجهما والوقاية منهما، فقد ذكر الحسد في سورة الفلق، وعلمنا الله تعالى من خلالها الاستعاذة به منه، فقراءة المعوذتين هما الحصن الحصين منه، والحصن من العين أن تقول تبارك الله، ومن أصيب يأخذ ماءً غسلَ به العائنُ أعضاءَه، فيصبه على جسده، وفي الحديث:
((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ، وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ، اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ، حَسَنَ الْجِسْمِ، وَالْجِلْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ فَلُبِطَ بِسَهْلٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ؟ وَاللهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، وَمَا يُفِيقُ، قَالَ: "هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ: "عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ هَلَّا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟" ثُمَّ قَالَ لَهُ: "اغْتَسِلْ لَهُ " فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ، وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ)).
إن الذي جعل الحسد حقيقة أعطاك الوقاية، فإن أطعته واستعذت به، واستعنت بقوته، لم يستطع أيّ شيء أن يضرك، وكل شيءٍ لا شيءٌ أمام قدرة الله، قال لك: قل ما شاء الله تبارك الله، اقرأ المعوذتين، وأنا أكون معك بقدرتي وقوتي وأصرف عنك كل حاسد...
كن قويًا بالله، فكل الناس لا يملكون حولًا ولا قوة، وتذكر هذا دائمًا كلما داخلك الخوف من الحسد، وطالما أنت مع الله فلا تخشَ أحدًا.
وأخيرًا: عليك بالاعتدال في نشر أمورك وأخبارك، لا تتكلم بها كلها على جهة الفرح فينكسر خاطر المحروم، ويتميّز الحاسد غيظًا، ولا تكتمها بشكل يشعر الناس أنك تتهمهم، أو أنهم لا يستحقون أن تتكلم معهم.
حفظك الله ورعاك