ساعدوني أعاني من اكتئاب وقلق وسواس الموت ونوبات هلع واختلال الأنية.
أرجو من الله أن تجيبوني عن هذه الاستشارة؛ لأنني أعتمد عليكم بعد الله عز وجل، عذرًا إن أطلت في وصفي لما أعانيه فأنا أريد حلا لهذه المأساة التي أعيشها والحمد لله على كل حال فلقد وضعت طفلتي منذ حوالي شهرين ونصف بعملية قيصرية، وبعد ولادتي بيوم كنت أبكي بلا أسباب وبلا توقف، فقد كنت أبكي بشدة لا أعلم لماذا؟
ثم حاولت أن أطمئن نفسي بأنني سأرى زوجي قريبًا لأنني وضعت بمنأى عنه، ومن ثم جاء ثالث يوم بعد الولادة وجاءت معه معاناتي ولله الحمد، فقد كنت أجلس لأرضع صغيرتي عندما أحسست بعرق بارد ودوار ورعشة وخفقان وكتمان فى النفس وضغط حول الدماغ ثم حالة هلع وكأنني سأفارق الدنيا وأخذت أبكي وأودع أمى وأقبل طفلتي شعرت أن لدي جلطة أو مرضًا خطيرًا فذهبت للطوارئ وكان كل شيء لدي طبيعي غادرت المستشفى ولدي وساوس وشكوك فقضيت الأيام التالية أجري فحوصات عدة على القلب والرئتين والمخ والأعصاب لم يصبنى سوى أنيميا نقص الحديد رغم أن مستوى الهيموجلوبين جيد إلا أن لدي نقصًا في الحديد بحسب تقرير المعمل، كما أن لدي التهابًا في مفصل الفك جراء خبطة تلقيتها على وجهي قبل العملية بثلاثة أيام.
لم أكن أعرف ممّ أعاني؟! لكن بعد جميع الفحوصات ذهبت لطبيب نفسى لم يخبرني ممّ أعاني فقط أعطانى دواءً سيمبالاتا ودواء استلاسيل لم أستمر معه ولم آخذ علاجي بانتظام لأنني كنت أعتقد أن لديّ شيئًا في المخ أو شيئًا عضويًا لكن بحسب خبرتي كصيدلانية وبحسب ما قرأته وبحثت فيه على الإنترنت وجدت أنني أعاني من نوبات الهلع واكتئاب ما بعد الولادة وقلق شديد جدًا حيث أنني أرتعش دائمًا ودائمًا جسدي بارد متعرق ولا أستطيع التركيز فى شيء آخر، نوبة هلع أصبت بها استمر معى الشعور باللاواقعية أو اختلال الإنية.
وهذه ليست المرة الأولى التي أصاب فيها باختلال فلقد أصبت به منذ سنتين وذهبت لطبيب نفسي وأعطاني دواء سيروكسات 25 سي ار وتجريتول واستلاسيل استمررت على العلاج لمدة شهرين ونصف عندما خفت حدة الاختلال، ثم قررت التخلي عن الدواء، وبحثت عن عمل، وعملت، واختفى الاختلال تمامًا وأحببت عملي كثيرًا إلى أن تزوجت والحمد لله. لكن الاختلال هذه المرة يخيفني كثيرًا لم أكن أعتقد أنني سأعاني منه ثانية بعد كل هذا الوقت.
أنا الآن في عذاب، فقد فقدت لذه الحياة لا أشعر بالسعادة وأمثل دائمًا أنني بخير من أجل زوجي لأنني أتعبته كثيرًا في مشوار فحوصاتي أصبحت أخشى كل شيء وخصوصًا الجلوس بمفردي أخشى الذهاب للنوم لأن نوبات الهلع تأتيني وأنا نائمة وأصحو مفزوعة.
أصبحت أخشى الخروج من المنزل مجرد فكرة الخروج من المنزل تجعلني أتصبب عرقًا باردًا أصبحت دائمًا نصف واعية، وكانت لدي وساوس بأن لدي مرضًا خطيرًا أو أنني أحتضر كنت قبل أن أخرج من المنزل أضم صغيرتي وأقبلها وأنا أبكي اعتقادًا مني بأنني لن أراها ثانية وأنني سأموت في طريقي.
أحيانًا أستفيق للحظات وأشعر أن كل ما مررت به مجرد كابوس وأفرح كثيرًا لا تمضي لحظات حتى أرجع كما أنا إلى أن قررت أن آخذ دواء سيروكسات ثانية فاشتريت سيروكسات20 بدأت بنصف حبة لمدة أسبوع ازدادت لدي كثيرًا أعراض الهلع والدوار والصداع والأرق لكنني تحملت لأنني أستطيع أن أتحمل أي ألم من أجل أن تنتهي معاناتي أخشى أن أجن ثم رفعت الجرعة لقرص شعرت بتحسن طفيف من جهة نوبات الهلع والتوتر فلم تعد تأتيني أحاول أن أضغط على نفسي وأخرج تحسنت لم أعد أخاف كثيرًا وأنا في الشارع أمارس تمارين التنفس كلما شعرت بتوتر وأحاول طرد كل الأفكار السلبية من مخيلتي لكن أكثر ما يكدر على حياتي ويزعجني هو اختلال الأنية وصلت لمرحلة أحيانًا أنظر لجدران منزلي فلا أعلم أين أنا؟!
أحيانًا أستيقظ لا أعلم مَنْ أنا؟! فهل سأفقد عقلي؟! هل لدي ذهان؟! فهل أرفع الجرعة لقرصين؟ فأنا أحتاج أن أشعر بأمان أكثر؛ كي أحاول أن أقوي نفسي. أصبحت أنسى كثيرًا كما أن الأحداث ليست مترابطة في ذاكرتي فمثلا أفعل شيئًا وأعتقد أنني فعلته من فترة أو أنني كنت أحلم، فهل هذا بسبب اختلال الأنية أم ماذا؟ أحاول أن أتماسك من أجل ابنتي، ولأنني في غربة ولن أستطيع أن أطلب من زوجي أن أذهب لطبيب ثانية، فهل هناك أية أدوية بجانب السيروكسات ستساعدني؟
أنا طول عمري لدي اكتئاب على فترات ومررت بأزمات نفسية كثيرة تخطيتها لكنني لأول مرة أشعر بالعجز فلدي صغيرة معلقة في رقبتي لا أريد أن أهملها أو أؤذيها أو أظلمها أريدها أن تشعر بالاستقرار النفسي ولا تعاني مثلما عانيت بالله عليكم أفيدوني واقرؤوا رسالتي للنهاية فأنا متفائلة بهذا الموقع الرائع أن الله سيجعله سببًا في شفائي.
12/9/2015
رد المستشار
عزيزتي السائلة:
حالتك واضحة للغاية بالنسبة لك، والخطأ كل الخطأ هو في اعتقادك- وهو كتداول سائد – وهو أن الدواء وحده هو العلاج الشافي!! وقد صار هذا وهما تتخلص منه ممارسة الطب النفسي سريعا في العالم كله، لكن يبدو أننا نصل متأخرين دائما!!
بضغطة زر ستعرفين أن هناك علاجات كثيرة لحالتك منها السلوكي المعرفي، ومنها ما يتطرق إلى عاداتك اليومية في نوعية الغذاء، وروتين تحريك الجسم، والقراءة، وممارسة الرياضة، والتأمل بأنواعه!! وقد صارت هذه علاجات أساسية.
ستجدين على "مجانين" كلاما وافيا عن شرح وتشريح ما تعانين منه من اضطراب، وأرجو أن تكون لدينا أضواء كافية تتناول أنواع العلاجات الأخرى اللازمة لحالتك،
والتي هي في مجملها تهدف لتغيير أفكارك ومعتقداتك المسببة للمرض، وعاداتك السلوكية في التعامل مع الأعراض، أو بتعبير أدق فإن النظرة الأعمق للاضطراب النفسي صارت تراه في نمط الحياة، والتفكير، والسلوك، وإدارة المشاعر، وفي اختلال التوازن بين ما هو مادي جسدي، وما هو عقلي معرفي، وما هو روحاني تأملي، وما هو اجتماعي تواصلي، وبذلك يكون العلاج هو إعادة تصحيح هذه الجوانب، بل استعادتها في الحقيقة!!
المعاناة النفسية هي من أهم المداخل لاستعادة الوعي بالذات بشكل صحيح، وهي بالتالي نعمة إذا ما أعتبرناها كذلك، فكانت بداية لبحث جديد، وتواصل حقيقي، وتدريب دؤوب على تغيير عميق في نواحي الخلل التي تظهر في حياة كل إنسان بشكل مختلف!!
تستطعين فورا أن تبدأي رحلة التعافي بتوسيع دائرة المعرفة والحركة، والبحث في سبل تجريب طرق جديدة في إدراكك لمرضك ولنفسك، ولحياتك، وتابعينا بأخبارك.
واقرئي على مجانين:
نفسي عصابي: نوبة هلع Panic Attack
نفسي عصابي: خلطة قلق واكتئاب Anxiety Depression
طيف الوسواس OCDSD اختلال إنية Depersonalization