وسواس الشذوذ الجنسي! ما السبب؟!
في البداية أشكركم على هذا الموقع الرائع والمفيد ربما لدي أكثر من مشكلة وسأحاول إعطاء حضرتكم التفاصيل المفيدة دون إطالة بدأت القصة منذ البلوغ أي منذ حوالي ثلاث أو أربع سنوات تقريبًا أصبحت أشعر بانجذاب إلى الذكور أكثر من الإناث (الانجذاب الغيري لدي موجود لكنه غير كافٍ لأشعر به كانجذاب حقيقي) علاقتي بأهلي جيدة فأنا لدي ثلاثة إخوة يكبرونني سنًا. بحكم المجتمع. أخذت رؤية مسبقة منذ تلك المرحلة بأن الجنس أمر "مشين".
ومع ذاك الانجذاب البسيط نحو الذكور تعرفت على العلاقة الشاذة قبل العلاقة السليمة للأسف. بعدها أدمنت مشاهدة أجسام الرجال. ثم تخلصت الآن بحمد الله تقريبًا من هذا الإدمان تبدأ حكاية أخرى عندما اكتشفت العادة السرية بالخطأ بينما كنت أستحم. شعرت بالذعر ولم أجرؤ على سؤال أحد عن هذا. أدمنتها لسنتين تقريبًا ولكن بعدما عرفت أضرارها قمت بتركها في الفترة الأخيرة.
زادت محاسبتي لنفسي وقررت إيجاد حل بحثت في الإنترنت عن سبيل التعافي وقرأت العديد من المقالات والنظريات وهو ما قادني إلى موقعكم أشعر في داخلي وأعماقي بأنني أنجذب للإناث لكن على السطح. تظهر ميولي كلما شاهدت شابًا جذابًا. أنا شاب انطوائي. لا أحب محادثة الآخرين كثيرًا. ربما لأنني في المراحل الابتدائية كنت متفوقًا بشدة ولا زلت مما جعلني منبوذًا من الغالبية. لدي خمسة أو ستة أصدقاء ذكور. وعندما أشعر بانجذاب نحو أحد منهم أتوجه بإقناع نفسي بميولي الطبيعية. أحيانا أجد هذا الانجذاب يختفي!
قمت بالعديد من المهارات للتوصل إلى حل ومنها مهارة التواصل مع الطفل الداخلي والإيحاء الإيجابي أود بشدة أن أجد شخصًا يدلني على طريق التعافي لأسلكه علاقتي بالله جيدة وإيماني راسخ. أدعوه كل يوم. وأذكره.
أكتب لكم وكلي أمل في الإجابة
جزاكم الله خيرًا.
18/9/2015
رد المستشار
أشكرك يا "تيم أحمد" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، بادئ ذي بدء مجرد شعورك أن لديك مشكلة وتسعى لحلها فهي خطوة جريئة وصائبة وتشير أن لديك رغبةً صادقةً في التغيير والبحث عن حلول، خصوصًا وأن خلفيتك ونشأتك الاجتماعية تشير إلى بذرة طيبة غرست فيك منذ الصغر حيث إنك أشرت إلى أن علاقتك بربنا جيدة وإيمانك راسخ ، ولأنك انطوائي فأنت فضلت الانغلاق على ذاتك والانسحاب من الواقع إلى عالم من الخيالات مليء بالشعور باللذة والاستمتاع الذي تشعر بهما من خلال ممارستك للعادة السرية، فممارسة العادة السرية ليست لها مضاعفات نفسية أو عضوية، الصراحة الأكثر إن الوصول إلى رعشة الجماع سواء كان ذلك عن طريق ممارسة العادة السرية أو ممارسة الجنس بصورة طبيعية مفيد لصحة البدن، هذه الحقائق معروفة تم إثباتها علمياً، ولا تخفى على العامة والخاصة من الناس.
العادة السرية ليست مرضاً وإنما هي سلوك يأتيه صاحبه الواعي المسئول منفرداً غالباً، ويختاره (بغض النظر عن كيفية المعرفة به وأسلوب ممارسته) ليفرغ شهوته الجنسية أو حاجته الجنسية غير الملباة سواء شمل ذلك السلوك حركة بدنية واعية ما- غالباً لإثارة الأعضاء الجنسية مباشرة- أو مجرد إغراق في التخيلات وصولاً إلى الشعور بالقذف أو ذروة اللذة أياً كانت، إذن ليس الأمر مجرد ملامسة أو مداعبة الأعضاء الجنسية أو الإغراق في التخيل الجنسي.
فلم يكشف العلم الحالي عن أي ضرر جسدي تسببه العادة السرية، ويقتصر ضررها على الجانب النفسي من الشعور بالإثم Guilt والوحدة، فالعمل الجنسي الطبيعي خلقه المولى عملاً ثنائياً يُقدم له بالعواطف والمداعبات Stroking وينتهي بالعمل الجنسي الصريح، في حين العادة السرية هي عمل فردي بحت لا عواطف ولا مقدماتٌ لها، لا شريك فيها يشاطرك المتعة ويبادلك اللذة (لا طعم لها ولا لون) أضف إلى أن البعض يرى أن العادة السرية عملاً محرّماً، ومما سبق ونتيجة لهذه الأفكار والمشاعر يحدث في نفس الشاب حالة من الألم النفسي العميق والإحساس بالذنب والخجل والدونية والوحدة.
أما الإدمان على العادة السرية أو الممارسة القهرية للعادة السرية فهو مسألة تم حسمها، فعند المبالغة بالممارسة فإنه يؤثر في زيادة تحفيز الهرمون الجنسي، وكثرة هذه الهرمون يؤدي إلى اختلاف كيمياء الجسد، وبالتالي يؤثر في التوازن النفسي والجسدي على النحو التالي:
1. التعب العام وألم في أسفل الظهر.
2. تساقط الشعر ويخف نموه.
3. ارتخاء وضعف الانتصاب ألم بالخصيتين والانكماش.
4. القذف السريع.
5. الرؤية الضبابية بالعين وألم ومغص في منطقة الحوض.
6. ضعف بالتركيز وتوتر وانخفاض في الوزن حيث من المتوقع زيادة الوزن في الفئة العمرية 20 – 25.
فعليك التركيز على تغيير أسلوب حياتك بحيث يتوجب عليك ممارسة الرياضة وعمل العلاقات الاجتماعية والمطالعة، هذا بالإضافة إلى الابتعاد عن المشروبات الغازية وتخفيف تناول القهوة والتخفيف من اللحوم الحمراء، والإكثار من المأكولات البحرية وتناول بذور عين الشمس والخضروات والعصائر الطبيعية، بعد فترة من الالتزام بما ذكر ستلحظ تغيّراً جذرياً في حياتك وتعود الهرمونات إلى الوضع الطبيعي.
إذًا متى تصبح العادة السرية مرضاً وبالتالي ضرراً وتصبح بحاجة لتدخل طبي نفسي؟
1- التكرار الأكثر من الحاجة الطبيعية للعمل الجنسي (عادةً أكثر من 3-4 مرات في الأسبوع)
2- إذا لم تترافق مع تخيل imagination للجنس الآخر وهو الأمر الطبيعي، وحدثت نتيجة للاستمتاع بالذات بدون تخيل أو تخيل لشخص من نفس الجنس أو أو...............
3- إذا أعقبها مشاعر سلبية شديدة معقدة مكتئبة (كالإحساس المرضي بالإثم).
4- إذا كانت العادة السرية سلوكاً قهرياً جبرياً لا يمكن البتة مقاومته (العادة السرية القهرية) وإذا تمت مقاومته سببت القلق والضيق، أي ما نسميه بالاستمناء القهري Compulsive Masturbation، والذي لا تستطيع مدافعته.
5- إذا أصبحت لذة العادة بديلًا عن اللذة الجنسية الفطرية وتم الاستغناء عن الأخيرة بالعادة.
وبالنسبة لمشكلتك الثانية التي استعرضتها من حيث ميولك لنفس جنسك من الشباب، فالغريزة الجنسية طاقة موجودة فى كل الناس لتؤدي وظيفة هامة وهى التكاثر وعمران الأرض، ولكي يحدث هذا أحاطها الله بأحاسيس سارة ولذيذة كي تدفع الناس لتحقيق هذه الأهداف ويتحملوا مسؤوليات بناء الأسرة وتربية الأبناء، ولكن نتيجة لبعض الظروف التربوية في فترة الطفولة تتجه هذه الطاقة الجنسية اتجاهات مخالفة للمألوف، وهذه الاتجاهات اعتبرت شاذة (في نظر الأديان والأعراف السليمة والعقلاء من البشر) لأنها لا تساهم في عمران الحياة فضلًا عن أنها تقويض لمسار الحياة النفسية والاجتماعية والخلقية. وما من مجتمع تفشت فيه هذه الحالات حتى أصبحت ظاهرة إلا وأصابه الانهيار (والمثال الأشهر هو قوم لوط) وذلك لأن هذا السلوك يسير ضد تيار الحياة الطبيعية.
ولكن للأسف الشديد فإن المجتمعات الغربية حين تحررت من أواصر الدين (لظروف خاصة بها) تحررت بالتالي من الكثير من الأخلاق المتصلة به، وفضلت الاستسلام لنداءات الغريزة على أي وضع وفي أي اتجاه، واعتبارها نشاطًا بيولوجيا لا يخضع للأخلاق، وأعطوا أنفسهم الحرية في ممارسته بأي شكل يريدون، وقد ظنوا أنهم بذلك قد وجدوا الحل للصراعات والمشكلات الجنسية، ولكن الواقع العملي أثبت أن الأمر عكس ذلك، وهم يعانون الآن من رعب الإيدز ومن تفكك الأسر ومن أشياء أخرى كثيرة وما خفي كان أعظم، لأن الله الذي خلق الإنسان ونظم له حياته وحدد له مسارات طاقاته الغريزية يعلم ما يصلحه ويرشده إليه.
بناءً على هذا فنحن نتفق على أننا لن نتبنى الموقف الغربي الداعي إلى انفلات الغريزة في أي اتجاه بلا ضابط، ولن يخرج الشواذ في شوارعنا في جماعات تفخر وتباهي بشذوذها، ولكن مع هذا يبقى عندنا مشكلة عدد من الناس ابتلوا بانحراف مسار الغريزة في اتجاهات شاذة (وهذه ظاهرة موجودة في كل المجتمعات بنسب متفاوتة)، وهؤلاء على نوعين:
1- نوع يرضى بذلك الشذوذ ويمارسه (وربما يستمتع به) Ego syntonic وهذا لا نراه في المجال العلاجي ولكن نسمع عن مشكلاته الأخلاقية أو القانونية.
2- ونوع لا يرضى بهذا الشذوذ ويتعذب به ولا يمارسه ويسعى للخلاص منه ولكنه لا يستطيع Ego dystonic
وهذا النوع الأخير هو الذى نراه في المجال العلاجي وينقسم أمامه المعالجون إلى قسمين:
1- قسم يستشعر صعوبة التغيير وصعوبة التحول وفي داخله رغبة الاستسهال والاستسلام للأمر الواقع (كما حدث في الغرب) خاصة وأنهم لا يجدون في التراث العلمي (الغربي في مجمله) وسائل وتقنيات وتجارب علاجية تؤنسهم في مشوارهم الصعب مع مرضاهم الأصعب، وهؤلاء يعلنون أن الشذوذ ليس له علاج.
2- قسم يرى الأمر من كل جوانبه الطبية والاجتماعية والدينية، ويرى في هذا الشذوذ ابتلاءً يتعامل معه المريض والمعالج بصبر حتى ينقشع، وهم يحتسبون الجهد والعناء عند الله ويرجون العون والمثوبة منه ويعتبرون ذلك رسالة يتقربون بها إلى الله ولا ييأسون مهما كانت نسبة نجاحهم قليلة بناءً على قاعدة: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" وقاعدة: "لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم"؛
وهذه هي الروح التي نتمناها أن تسود فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية، كما نتمنى أن يطور المعالجون النفسيون وسائلهم العلاجية لحل هذه المشكلات حيث لا توجد لها حلول فى المراجع الأجنبية أو توجد لها حلول لا تتفق مع شرائعنا وأخلاقنا فكل ما يهمهم هو إزالة الشعور بالذنب لدى الشخص المتورط في هذا السلوك وعلاجه من خجله أو اكتئابه ومساعدته على المجاهرة بسلوكه على أنه شيء طبيعي لا يستدعي أي مشاعر سلبية. وعلاج الحالات الجنسية المثلية ليس بالصعوبة التي يخشاها بعض الأطباء النفسيين, ولكنه يحتاج لمعرفة خاصة وفهم خاص لمثل هذه الحالات وتدريب خاص على كيفية مساعدتها.
وهناك نماذج علاجية غربية للجنسية المثلية نذكر منها نموذج العلاج الإصلاحي ل "جوزيف نيكولسي" والذي أورده في كتابه: Reparative Therapy المنشور عام 2004 م, والذي يتلخص في:
٠ بداية الطريق العلاجي: مريض لديه الرغبة في التعافي, ومعالج متفهم ومتمرس ومثابر.
٠ قبول الذات.
٠ قوة الجنوسة, بمعنى تأثير الهوية الجنسية الهائل على السلوك.
٠ تمكين الهوية الجنسية.
٠ التعرف على معالم الذكورة والأنوثة.
٠ إصلاح العلاقة مع الوالد.
٠ العلاقة العلاجية, والتي تتلخص في الطرح, والانتقال من الاعتمادية إلى الاستقلال, وإشباع الحاجة إلى الحب الوالدي والقبول, وعلاج الطرح المضاد والمقاومة.
وهناك أيضا نماذج علاجية محلية يقوم بها الدكتور أوسم وصفي, والدكتور عمرو أبو خليل, وكاتب هذه السطور, وغيرهم.
وسنحاول فيما يلي رسم خريطة موجزة لنموذج علاجي يناسب البيئة العربية والإسلامية, وهذا النموذج قد يطبقه المريض بنفسه (إن استطاع) وقد يطبقه بمساعدة معالج نفسي يواكب معه مراحل التغيير.
هل الجنسية المثلية مرض؟ كي تستوجب العلاج:
على الرغم من حذف الجنسية المثلية من تقسيم الأمراض الأمريكي (تحت ضغط اللوبي الجنسي المثلي ولأسباب أغلبها سياسية وليست علمية) إلا إن هناك حالات كثيرة تأتي إلى العيادات النفسية تطلب العلاج من الجنسية المثلية وتداعياتها, والسبب في ذلك أن المثليين يعيشون حياة نفسية مضطربة (حتى في المجتمعات التي تقبلت سلوكهم الجنسي على المستوى القانوني والاجتماعي), فهم أكثر إصابة بالاضطرابات النفسية, وأكثر إقدامًا على الانتحار, وأقل تكيفًا في العمل والحياة, وأكثر فشلًا في العلاقات العاطفية والجنسية ولهذا يتعدد الشركاء العاطفيون والجنسيون بشكل كبير، وأغلب العلاقات إن لم تكن كلها, علاقات مكسورة ومجهضة وفاشلة تتبعها آلام نفسية.
كما أن المثليين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجنسية نتيجة تعدد العلاقات من ناحية, ونتيجة ممارسة الجنس عبر أعضاء ليست مهيأة لذلك. فإذا جئنا إلى المجتمعات ذات المرجعية الدينية والأخلاقية فإنه يضاف إلى كل ما سبق معاناة الشخص المثلي من رفض سلوكه بل ووصم ذلك السلوك وأحيانًا وصم الشخص نفسه, ومن هنا يجد نفسه في صراع شديد بين ميوله الجنسية المختلفة وبين مرجعيته الدينية والأخلاقية وبين نظرة المجتمع له.
دوافع المريض للعلاج:
هناك ثلاثة دوافع رئيسية وراء بحث المريض عن العلاج وهي:
1– الدافع الديني, وهو من أقوى الدوافع الكامنة وراء الرغبة في التغيير ليس فقط في المجتمعات العربية أو الشرقية عمومًا حيث يزيد الدافع الديني, وإنما حتى في المجتمعات الغربية, فما زال هناك عدد ليس قليلًا من المثليين تؤرقهم مثليتهم؛ لتعارضها مع التعاليم الدينية في كل الأديان.
2– الدافع الأخلاقي, حيث ينظر فريق من المثليين إلى هذا السلوك بنوع من الاشمئزاز والرفض, وهم على الرغم من ميولهم المثلية يكرهون وصفهم بأنهم مثليون, ويرفضون التواجد في مجتمعات المثليين, ولديهم رغبة في التخلص من الحياة المثلية التعسة, وأن يعيشوا حياة طبيعية مثل بقية الناس.
3– بناء أسرة, حيث أن نسبة كبيرة من المثليين يتوقون إلى حياة أسرية مستقرة ودافئة, ويرغبون في أن يكون لهم أطفال, وقد ثبت أن 70% من المثليين ينجحون في حياتهم الزوجية على الرغم من مخاوفهم من الفشل خاصة في علاقتهم الجنسية مع الزوجة.
مراحل العلاج:
1– التوقف عن كل السلوكيات الجنسية المثلية (ممارسة الجنس المثلي سواء كانت ممارسة كاملة أم جزئية, الدخول على المواقع الجنسية المثلية, التخيلات المثلية). وإذا حقق الشخص هذا الهدف وتوقف عند هذه المرحلة فهو يعيش حالة تسمى "اللاجنسية", أي أنه توقف عن الجنسية المثلية ولم ينتقل بعد (أو لا يريد أن ينتقل) إلى الجنسية الغيرية.
2– التحول إلى السلوك الجنسي الغيري, وهو يعني تحويل مسار الغريزة من اتجاهها الشاذ (غير المثمر) إلى اتجاه طبيعي (أو أقرب إلى الطبيعي). ولايدعي أحد أن هذا التحويل أمر سهل يحدث في وقت قصير، وإنما هو بالضرورة أمر يحتاج إلى وقت وجهد ومجاهدة وصبر ومثابرة من المريض والمعالج، ولابد أن يوقن الاثنان أنه لابديل عن هذا الطريق (فليس من المقبول ولا من الممكن الاستسلام للشذوذ)، وأن يعلما أنهما بناءً على هذا التصور الإيماني يؤجران على أي جهد يبذلانه، ويتلقيان العون من الله في هذا الطريق، ويتذكران طول الوقت قول الله تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا". هذا عن الجانب الإيماني، فهل هناك جوانب أخرى مهنية تدعم السير في هذا الاتجاه؟
نعم. ففي خلال الممارسة العملية حدث نجاح مع عدد غير قليل من حالات الشذوذ خاصة أولئك الذين واصلوا طريق العلاج وتحملوا مشقاته، ليس هذا فقط بل إن الواقع الحياتي يؤكد توقف أعداد كبيرة من الشواذ عن هذا السلوك في مراحل معينة من العمر حيث يحدث نضج في الشخصية يسمح بالتحكم في رغبات النفس وتوجيهها حتى بدون تدخل علاجي بالمعنى الطبي المعروف.
3– نمو الشخصية على مستويات متعددة, وهذا النمو جزء لا يتجزأ من رحلة التعافي حيث يؤدي هذا النمو إلى تجاوز أزمة الجنسية المثلية والارتقاء إلى مستويات أعلى من الحياة.
أهداف العلاج:
تختلف أهداف العلاج من شخص لآخر, فالبعض يدخل العملية العلاجية بهدف واحد وهو توقف النشاطات المثلية, والبعض الآخر يدخل بهدف تجاوز النشاطات المثلية إلى نشاطات غيرية ثم الارتقاء في النمو النفسي والروحي. إذن نوجز الأهداف المتاحة فيما يلي:
٠ أهداف سلوكية: وهي التوقف عن الممارسة المثلية بكل درجاتها وأشكالها ثم التحول إلى الجنسية الغيرية.
٠ أهداف وجدانية: وهي تعني تناقص الانجذاب الجنسي المثلي وفي ذات الوقت تقوية الانجذاب الجنسي الغيري.
٠ أهداف ارتقائية: دعم الهوية الجنسية الذكرية (في الذكور) أو الأنثوية (في الإناث) على المستوى النفسي وفي الممارسة الحياتية, ثم تجاوز الحاجز النفسي مع الجنس الآخر, ذلك الحاجز المبني على خبرات سلبية أو توقعات خاطئة.
٠ التعافي من الإيذاء النفسي والجنسي إن كان قد حدث.
٠ الارتقاء على المستويات الروحية الأعلى في الوجود.
الوسائل والتقنيات العلاجية:
أما عن الوسائل العلاجية المتاحة حاليًا (والتي تحتاج لتطوير وابتكار في المستقبل) فهي ترتكز على أساسيات العلاج المعرفي السلوكي من منظور ديني وروحي، وهي كالتالي:
1- الإطار المعرفي: ويتلخص في تكوين منظومة معرفية يقينية بأن هذا السلوك شاذ (أو هذه المشاعر والميول شاذة) من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وأنها ضد المسار الطبيعي للحياة النظيفة والسليمة، وأن هذا السلوك يمكن تغييره ببذل الجهد على الطريق الصحيح. ومن المفضل أن يعرف المريض والمعالج النصوص الدينية المتصلة بهذا الموضوع حيث ستشكل هذه النصوص دفعة قوية لجهودهما معًا فحين يعلم المريض والطبيب أن إتيان الفعل الشاذ يعتبر في الحكم الديني كبيرة من الكبائر، وفى الأعراف الاجتماعية والأخلاقية عمل مشين فإنهما يتحفزان لمقاومته بكل الوسائل المتاحة. ويحتاج الاثنان أن يتخلصا من الأفكار السلبية التي تقول بأن الشذوذ نشاط بيولوجي طبيعي لا يدخل تحت الأحكام الأخلاقية وليس له علاج حيث أثبتت الأدلة العقلية والنقلية والتجارب الحياتية غير ذلك.
وإذا كان المريض أو الطبيب لا ينطلقان من قاعدة دينية للتحول, فعلى الأقل يكون لديهما قناعة بأن السلوك المثلي يشكل اضطرابًا يحتاج لبذل الجهد لعلاجه.
ولا يتوقف الإطار المعرفي عند تصور السلوك المثلي بل يشمل تصحيح المعتقدات والتصورات عن الجنس الآخر وذلك تمهيدًا لتحويل الميول نحو هذا الجنس بشكل طبيعي.
2- العلاج السلوكي: ويتمثل في النقاط التالية:
٠ العلاقة العلاجية: وهي المفتاح الأساسي في العلاج خاصة وأن كثيرًا من الحالات الجنسية المثلية يكون سببها افتقاد العلاقة السوية والقوية مع الأب, وهنا يقوم المعالج بلعب دور الأب بشكل صحي وعلاجي, وهذا يدعم التركيبة النفسية لصاحب السلوك المثلي خاصة في المراحل الأولى للعلاج.
٠ التعرف على عوامل الإثارة: حيث يتعاون المريض والمعالج على إحصاء عوامل الإثارة الجنسية الشاذة لدى المريض حتى يمكن التعامل معها من خلال النقاط التالية. وعوامل الإثارة قد تكون التواجد منفردًا مع شخص ما, أو المصافحة أو الملامسة أو العناق, أو الدخول على مواقع الإنترنت الجنسية, أو التخيلات المثلية.
٠ التفادي: بمعنى أن يحاول الشخص تفادي عوامل الإثارة الشاذة كلما أمكنه ذلك.
٠ العلاج التنفيري: لقد حدثت ارتباطات شرطية بين بعض المثيرات الشاذة وبين الشعور باللذة، وهذه الارتباطات تعززت وتدعمت بالتكرار وهذا يفسر قوتها وثباتها مع الزمن. وفي رحلة العلاج نعكس هذه العملية بحيث نربط بين المثيرات الشاذة وبين أحاسيس منفرة مثل الإحساس بالألم أو الرغبة في القيء أو غيرها، وبتكرار هذه الارتباطات تفقد المثيرات الشاذة تأثيرها، وهذا يتم من خلال بعض العقاقير أو التنبيه الكهربي بواسطة معالج متخصص. ولنضرب مثالًا لها: نطلب من المريض أن يتذكر المشاعر الشاذة التي تمر بخاطره حين يرى أو يسمع أو يشم مثيرًا معينًا، وحين يخبرنا بأن المشاعر قد وصلت لذروتها بداخله نقوم بعمل تنبيه كهربي على أحد الأطراف أو إعطاء حقنة محدثة للشعور بالغثيان أو القيء.
٠ تقليل الحساسية: بالنسبة للمثيرات التي لا يمكن عمليًا تفاديها نقوم بعملية تقليل الحساسية لها وذلك من خلال تعريض الشخص لها في ظروف مختلفة مصحوبة بتمارين استرخاء بحيث لا تستدعي الإشباع الشاذ، وكمثال على ذلك نطلب من المريض استحضار المشاعر الشاذة التي تنتابه وعندما تصل إلى ذروتها نجري له تمرين استرخاء، وبتكرار ذلك تفقد هذه المشاعر ضغطها النفسي.
3- العلاج التطهيري: وهو قريب من العلاج السلوكي ويتبع قوانينه ولكنه يزيد عليه في ارتباطه بجانب معرفي روحي، وهو قائم على قاعدة "إن الحسنات يذهبن السيئات" وعلى فكرة "دع حسناتك تسابق سيئاتك" وباختصار نطلب من المريض حين يتورط في أي من الأفعال الشاذة أن يقوم بفعل خير مكافئ للفعل الشاذ كأن يصوم يومًا أو عدة أيام، أو يتصدق بمبلغ، أو يؤدي بعض النوافل بشكل منتظم. إلخ، وكلما عاود الفعل الشاذ زاد في الأعمال التطهيرية؛
ويستحب في هذه الأفعال التطهيرية أن تتطلب جهدًا ومشقة في تنفيذها حتى تؤدي وظيفة العلاج التنفيري وفي ذات الوقت يشعر الشخص بقيمتها وثوابها ولذتها بعد تأديتها والإحساس بالتطهر والنظافة وهذا يعطيها بعدًا إيجابيًا مدعمًا يتجاوز فكرة العلاج التنفيري منفردًا. وهذا النوع من العلاج قريب من نفوس الناس في مجتمعاتنا (سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين) ففكرة التكفير عن الذنوب فكرة إيمانية وعلاجية في نفس الوقت، وكثير من الأعمال الخيرية في الواقع تكون مدفوعة بمشاعر ذنب يتم التخفيف منها إيجابيًا بهذه الوسيلة.
4- تغيير المسار: وهذه الخطوة يجب أن يتفهمها المريض جيدًا حيث يعلم بأن الغريزة الجنسية طاقة هامة في حياته ولكن حدث أن هذه الطاقة في ظروف تربوية معينة حفرت لها مسارًا شاذًا وتدفقت من خلاله ولهذا لا يشعر الشخص بأي رغبة جنسية إلا من خلال هذا المسار الذي اعتاده لسنوات طويلة وتدعم من خلال تكرار مشاعر اللذة مرتبطة بهذا المسار.
ولكي يتعدل اتجاه الطاقة الجنسية فإن ذلك يستلزم إغلاق هذا المسار الشاذ حتى لا تتسرب منه الطاقة الجنسية وبعد فترة من إغلاق هذا المسار تتجمع الطاقة الجنسية وتبحث لها عن منصرف، وهنا يهيئ لها مسارًا طبيعيًا تخرج من خلاله، وسوف تحدث صعوبات وتعثرات في هذا الأمر ولكن الإصرار على إغلاق المسار الشاذ وفتح المسار الجديد سوف ينتهي بتحول هذا المسار خاصة إذا وجد تعزيزا مناسبا في اتجاهه الجديد (خطبة أو زواج).
وربما لا يجد الشخص رغبة جنسية نحو الجنس الآخر في المراحل المبكرة للعلاج لذلك يمكن أن يكتفي بالرغبة العاطفية، وهذه الرغبة العاطفية كنا نجدها كثيرًا عند المرضى بالشذوذ وربما قد جعلها الله حبل النجاة للمبتلين بهذا المرض يتعلقون به حين ينوون الخلاص، وكثير منهم أيضًا تكون لديه الرغبة في العيش في جو أسري مع زوجة وأبناء على الرغم من افتقادهم للرغبة الجنسية نحو النساء.
ومن متابعة مثل هذه الحالات وجد أنهم حين تزوجوا كانوا ينجحون كأزواج رغم مخاوفهم الهائلة من الفشل حيث يحدث بعد الزواج إغلاق قهري للمنافذ الشاذة للغريزة (بسبب الخوف من الفضيحة أو اهتزاز الصورة أمام الزوجة) في نفس الوقت الذي تتاح فيه فرص الإشباع الطبيعية. وفي بعض الأحوال يحدث ما يسمى بالجنسية المزدوجة Bisexual حيث تكون لدى الشخص القدرة على الإشباع المثلي والغيري للغريزة.
5- المصاحبة: وبما أن مشوار التغيير يحتاج لوقت وجهد وصبر، لذلك يجب أن يكون هناك معالج متفهم صبور يعرف طبيعة الاضطراب بواقعية ولديه قناعة لا تهتز بإمكانية التغيير ولديه خبرات سابقة بالتعامل مع الضعف البشرى، ولديه معرفة كافية بقوانين النفس وقوانين الحياة وأحكام الشريعة وسنن الله في الكون. هذا المعالج بهذه المواصفات يقوم بعملية مصاحبة للمريض (المبتلى بالمشاعر أو الميول أو الممارسات الشاذة) تتميز بالحب والتعاطف والصبر والأمل واحتساب الوقت والجهد عند الله.
هذه المصاحبة تدعم مع الوقت ذات المريض (فيما يسمى بالأنا المساعد أو تدعيم الأنا)، وتعطي نموذجًا للمريض تتشكل حوله شخصيته الجديدة في جو آمن. وبناءً على هذه المتطلبات يستحسن أن يكون المعالج من نفس جنس المريض وذلك يسمح بحل إشكاليات كثيرة في العلاقة بنفس الجنس شريطة أن يكون المعالج متمرسًا وقادرًا على ضبط إيقاع العلاقة دون أن يتورط هو شخصيًا في تداعيات الطرح والطرح المضاد. والمعالج (المصاحب) ليس شرطًا أن يكون طبيبًا بل يمكن أن يكون أخصائيًا نفسيًا أو اجتماعيًا أو عالم دين أو قريبًا أو صديقًا تتوافر فيه كل الشروط السابق ذكرها.
6- السيطرة على السلوك: نحن جميعًا في حياتنا لدينا رغبات لا نستطيع إشباعها بسبب معتقداتنا أو ظروفنا الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها ولهذا نصبر عليها ونضبطها لحين تأتي الفرصة المناسبة لإشباعها، وقد لا تأتي؛ فنواصل الصبر عليها أو إيجاد إشباع بديل.
والشخص ذو الميول الشاذة عليه أن يتعلم ذلك الدرس وأن يتدرب على ضبط مشاعره وميوله الشاذة وأن يبحث عن الإشباع البديل (كباقي البشر، فكلنا مبتلون بمشاعر وميول لا يمكن إشباعها) وهذا من علامات نضج الشخصية. وفي المراحل المبكرة من العلاج ربما نحتاج إلى السيطرة الخارجية (بواسطة المعالج أو بالتعاون مع أحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء إذا كانوا يعلمون بالمشكلة) وذلك حتى تتكون السيطرة الداخلية، والهدف من ذلك هو منع الإشباع الشاذ حتى لا يحدث تدعيم لهذا المثار.
وأثناء برنامج التدريب على السيطرة نطلب من المريض أن يكتب في ورقة المواقف التي واجهته وكيف تصرف حيالها؟ ويقوم بعد ذلك بمناقشة ذلك مع المعالج، وهذا ينمي في المريض ملكة مراقبة سلوكه ومحاولة التحكم فيه. وفي كل مرة ينجح فيها الشخص في التحكم يكافئ نفسه أو يكافئه المعالج حتى يتعزز سلوك التحكم والسيطرة الداخلية.
7- العلاج الدوائي: لا يوجد علاج دوائي خاص بهذه الحالة بعينها، ولكن استخدمت مانعات استرداد السيروتونين (م.ا.س.ا) في بعض الحالات وأثبتت نجاحها (وكان المبرر في استخدامها نجاحها في السيطرة على حالات إدمان الجنس حيث تقلل من الاندفاع الغريزي)، واستخدم معها أو بدونها عقار الكلوميبرامين (الأنافرانيل) على قاعدة أن السلوك الشاذ يأخذ شكل الفعل القهري ولذلك تصلح معه الأدوية المستخدمة في علاج الوسواس القهري.
8- الدعاء: فكلما أعيتنا الأمور وأحسسنا بالعجز لجأنا إلى الله بالدعاء، فهو قادر على كشف البلاء. والدعاء سلاح إيماني وروحي حيث يستمد الإنسان العون من الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو في نفس الوقت سلاح نفسي حيث تجري عملية برمجة للجهاز النفسي طبقًا لمحتوى الدعاء فيتشكل برنامج نفسي جسدي في اتجاه تحقيق محتوى الدعاء وذلك فيما يسمى بسيكولوجية ما تحت الوعي Subconscious Psychology إضافة إلى ما يعطيه الدعاء من أمل في الخلاص وما يعطيه من ثواب للداعي سواء أجيب دعاءه في الدنيا أم تأجل (لحكمة يعلمها الله) للآخرة.
9- مجموعات المساندة: وهي تتلخص في وجود المريض ضمن مجموعات علاجية مخصصة لمثل هذه الحالات تحت إشراف معالج متمرس, ومن خلال المجموعة يتعلم المريض كيف يتحكم في ميوله؟ وكيف ينمي علاقاته وشخصيته بشكل جديد؟
10– الواجبات المنزلية: وهي واجبات مكتوبة يعهد بها المعالج للمريض لينفذها في حياته اليومية بين الجلسات العلاجية ويراجعها معه المعالج ليرى مدى نجاحه أو فشله في تطبيقها. وهدف هذه الواجبات هو نقل الخبرة العلاجية المكتسبة –سواء في الجلسات الفردية أو الجماعية– إلى الحياة العامة.
11- التعافي من الإيذاء النفسي والجنسي: وهذه الخطوة يحتاجها الذين تعرضوا لانتهاكات جنسية في المراحل المبكرة من حياتهم وكان لها دور في نشأة وتطور سلوكهم الجنسي المثلي. وهذا التعافي يحتاج إلى خطوات أربع (وصفتها "جوديث هيرمان" في كتابها عن التعافي من الإيذاء النفسي) وهي:
- الحصول على علاقات آمنة من خلال المعالج أو أعضاء المجموعة العلاجية أو غيرهم.
- تذكر الأحداث المؤلمة في جو من الدعم النفسي والاجتماعي.
- النوح, بمعنى إخراج المشاعر التي صاحبت الأحداث المؤلمة ولم تخرج بشكل مناسب قبل ذلك.
- إعادة الاتصال والتواصل بالطفل الداخلي وبالآخرين.
12- عبور الهوة نحو الجنس الآخر: وذلك من خلال تصحيح التصورات والتوقعات عن الجنس الآخر, وبداية التحرك تجاه هذا الجنس في الحياة اليومية بشكل مناسب.
واقرأ على مجانين:
عود على بدء: أضرار الاستمناء.
عادي يمارس العادة! ويسأل: هل من ضرر؟!
هل العادة السرية مرض؟ متابعة
أنهِ معركتك مع العادة السرية ومع شهوتك!!
العادة السرية شماعتنا الجاهزة
الشباب والعادة
اللعنة السرية
المثلية أو الشذوذ الجنسي هل من علاج ؟ نعم !
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.م.س2
العادة السرية على موقع مجانين
العادة السرية... طريقي إلى الجنون: أريد حلا
ويتبع >>>>>>>>>>>: أنا وصديقي ... هل أنا على صواب ؟