أريد أن أنتقم!
بدايةً شكرًا لكم. منذ أيام الشباب عانيت من القولون العصبي، كنت سريع الغضب ويسهل استفزازي، والدي لم يعاملني معاملة جيدة، بل قصر معي وأهانني كثيرًا، انخرطت في طيش طال عشرين سنة، دخنت وأهملت صحتي، ولكنني انتبهت في أواخر الثلاثين، نبهني الله وأعادني إلى الطريق السليم، خضعت لكشف طبي وقال لي الدكتور أن عندي تشوهًا في جسدي (معي كلية واحدة) أنقلبت بعد ذلك اليوم، وجدت كل العالم ضدي، شعرت بالنقص، بقلة الحيلة، بالدمار، وتركت كل ما أدمنته، تبت إلى الله وحفظت أجزاء من القرءان، وتدينت وداومت على الصلاة.
ولكن مشكلة القولون العصبي لم تنتهِ، الطبيب الذي شخصني بهذا المرض الكريه وصف لي دواء فافرين-100، وبفضل الله تحسنت الأمور، وبدأت أهدأ وأتصالح مع الناس. لكنني في فترات كنت أحترق وأغلي وأريد أن أبطش بكل شيء، ثم أهدأ وأتسامح وأطلب المغفرة ممن حولي.
الآن بعد عشر سنوات من اكتشاف نقصي وعجزي، أصبت بالسكري منذ أعوام، وساءت صحتي، وصرت وحشًا لا يطاق، أشك أن الجميع يتهربون من صحبتي، لا أصدقاء لي ولا أحباب، عائلتي تتقرب مني فأظن أنها تتآمر علي، كلهم يساعدونني فأرفض المساعدة بحجة أنني قادر على كل شيء، أنا محروم من لذات كثيرة، لا آكل طعامًا طيبًا ولا أشرب شرابًا أشتهيه، كل هذا بسبب أمراضي.
أريد من الله أن يلطف بي، لقد تبت وصليت، وها هو لم يشفِ شيئا من أمراضي الكثيرة التي ابتلاني بها، قولون عصبي وتشوه خلقي وكرب وغضب وحقد وشدة وضعف!
الآن أتناول حبوب فافرين-100 وحبوب السكري.
في الليل لا أستطيع أن أنام بسلام، أحك جسدي حتى الصباح، شيء ما يأكلني في جسدي، ظننت أن أحدًا سحرني أو حسدني، لا يعقل هذا.
صرت أستحي من أولادي وزوجتي، فبالإضافة إلى الضعف الجنسي الذي يخجلني منها، أسناني بدأت تتساقط، وأولادي لا أستطيع ان أضع عيني في عيونهم، أنا أفضحهم أمام الناس لأنني أفتعل المشاكل ويسمعون بها، أفسر اهتمامهم بأنهم عرفوا مرضي، لذلك لا أتكلم معهم كثيرًا، فأنا أخشى من مواجهتهم.
أبي لا يزال يكرهني، وأمي لا تسأل عني، وأهلي كلهم يحسدونني، أحاول التقرب منهم لكنهم حقودون.
أنا في هذه الأيام حقود جدًا، وأريد الانتقام ممن يغضبونني، أشعر بالنقص، كل الناس أصحاء إلا أنا، مَنْ الذي سبب لي كل هذا الجحيم؟
أريد تغيير الدواء، حقًا هذا الدواء يريحني أحيانًا، لكنه يقهرني، يقضي علي، يفتتني.
أريد أن أعيش يومًا واحدًا بسلامٍ يا إخواني.
أنتظر الرد بأسرع وقت.
19/9/2015
رد المستشار
شكراً على رسالتك.
رسالتك مشحونة بالغضب ولا يمكن وصف حالتك الوجدانية سوى بالاكتئاب. هناك أعراض متعددة تثير القلق مثل:
٠ خجلك وغضبك أحياناً من جميع أفراد العائلة.
٠ الأرق.
٠ عدم ثقتك بالناس ومنهم الأهل.
٠ فشلك التام في قبول وجود اضطرابات عضوية يمكن علاجها والسيطرة عليها.
٠ إصابتك بالسكري.
٠ تاريخ طويل للقلق والقولون العصبي.
رغم هناك من يفضل إعطاء تشخيص القلق واضطراب الشخصية ولكن في هذا العمر لا أحبذ إلا تشخيصاً واحدًا وهو الاكتئاب الجسيم.
التوصيات:
1_ في بداية الأمر لا بد لك من التشاور مع الطبيب المشرف على علاجك حول عقار الفافرين. لا بد من استبدال هذا العقار بآخر أو اثنين. لا يستطيع الموقع التعليق على العقاقير أكثر من ذلك.
2_ من الأفضل مراجعة استشاري في الصحة النفسية للإشراف على العلاج.
3_ طريقة تعاملك مع حالتك الصحية وميولك الزورانية تجاه الآخرين قد تشير إلى وجود عملية ذهانية مع الاكتئاب.
4_ بعد استقرار حالتك مع العقاقير فأنت بحاجة إلى علاج كلامي.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا :
اكتئاب ذهاني: وخوف من دوامة العلاج النفسي
اكتئاب ذهاني أم ذهان وأعراض اكتئاب ؟
اكتئاب ذهاني Psychotic Depression