العلاقة الزوجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا أعمل مدرسًا وأبلغ من العمر 34 سنة، المشكلة باختصار تكمن في العلاقة بيني وبين زوجتي.
أنا والحمد لله شاب أحسب أنني ملتزم ملتح وزوجتي تبلغ من العمر 33.5 سنة وهي منتقبة وعلى قدر كبير من التدين، نحن والحمد لله متفاهمان لدرجة كبيرة.
أنا أحب زوجتي ولا أرى لها مثيلًا ولا بديلًا في حياتي. نحن متزوجان مما يقرب من 10 سنوات وعندنا من فضل الله طفلان 7 سنوات و5 سنوات.
المشكلة الحقيقية ترجع إلى 5 سنوات. منذ أن تزوجنا وتسير الحياة بشكل عادٍ أنا أعمل مدرس إنجليزي في معهد ديني بنين، وهي تعمل مدرسة في مدرسة بنين في التربية والتعليم كنت قبل الزواج أعطي دروسًا خصوصية للبنين والبنات في كل المراحل، وبعد أن تزوجتُ اكتفيت بعملي الرسمي إلى أن ثقلت أعباء الحياة فعدت مرة أخرى للدروس الخصوصية في بيتي وفي بيوت الطلبة.
وعندها ظهرت المشكلة وهي أن زوجتي ترفض إعطاءَ دروسٍ للبنات في المرحلة الإعدادية فضلًا _طبعًا_ عن المرحلة الثانوية. وحاولت إقناعها وحاول الجميع إقناعها بتغيير رأيها حتى والداها وإخوتها ولكن لاجدوى حتى وصل الأمر إلى نشوب الصراعات الشديدة والخلافات الصعبة لدرجة أنه في إحدى المرات كان الخلاف لأنني انتدبت مراقبًا لامتحانات الثانوية في أحد معاهد الفتيات وكان ذلك لمدة شهر عندها ظلت تكتم في نفسها الغيظ والغضب حتى انفجرت متهمة إياي بأنني الذي يرغب في مجالسة الفتيات والمكوث معهن إلى أن وصل الأمر بها للضجر من أمهات التلاميذ اللاتي يتابعن مستوى أبنائهن.
تركت في إحدى المرات المنزل، وغابت في بيت أهلها إلى أن تدخل أهل الخير، وقبلت أن أتنازل عن بعض دروسي لأجلها وأخبرتها أنني لن أعطي دروسًا لفتيات في الإعدادي فضلا عن الثانوي. إلي أن حدث حادث لأحد والدي الطلاب الذين أدرس لهم فمات وانتقلوا إلى بيت جدهم لأمهم وانتقلت معهم لأكمل الدروس فاتهمتني مع هذه الزوجة لا في الفاحشة _والعياذ بالله_ ولكن على أنني معجب بها وهي تخشى أن أتزوجها.
هذا غير بقية المشاكل التي هزت أرجاء المنزل مراتٍ ومراتٍ وجمعت الأهل كثيرًا لفض النزاع مثل نوع البنطلونات التي اشتريتها ثم خناقة أخرى بسبب لون البنطلونات وذلك في مرة أخرى وخناقة على توصيل راوتر به واي فاي بمبرر أنني أنتوي تشغيل النت على الهاتف وكأنه جريمة لا تغتفر.
وهكذا أنا معها في صراع دائم نتج عنه إهمالها في بيتها وفي صحتها ونفسها وفي عملها وفي أولادها وفي كل شيء إلى أن أصبحت وكأنها في 60 من عمرها.
مشاكلنا تنحصر فقط فيما يخص البنات والنساء لدرجة تسبب لي كثيرًا من المشكلات وعندما أريد أن أصل لحل في المشكلات أتهم بأنني أرغب في دروس البنات والجلوس مع البنات ومجاراة النساء والحديث معهن وأنا والله بريء من هذه الظنون والشكوك بشهادة الجميع، ولكنها ظروف العمل التي تجعل ولي الأمر يطلب مدرسًا خصوصيًا لابنته في المنزل مع العلم أنني أدرس لبنات في المرحلة الابتدائية منذ سنوات، وكبرن على يدي وحاولت إقناعها بالتخلي عن ظنها وشكها لأن التي في ابتدائي حاليًا بعد سنة أو أكثر ستكون في إعدادي ومنهن من لها إخوة يصغرنها من الذكور فأنا أدرس للكل الولد والبت في وقت واحد.
هي تغار من كل ما هو مؤنث وتشعر أنني سأهدم بيتي وأتركها رغم أنني ولسنوات أحاول إشعارها بحبي لها ولأولادنا ولبيتنا حيث أنني لست من هواة الحياة خارج المنزل أو التنزه بمفردي لا بد أن أكون من أسرتي أو أن يكونوا معي.
أرجو ألا أكون قد كررت كلامًا أو أطلت لكن الكلام يخرج وحده غير أن هناك الكثير من المشاعر لا أستطيع كتابتها أو التعبير عنها.
خلاصة الأمر زوجتي في صراع دائم مع الوهم والتخيل والظن والشك في هدم البيت والزواج عليها
19/9/2015
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أسأل الله أن يرزقك وزوجتك السكينة والرضا. ليست المشكلة في غيرة زوجتك بل في شخصيتها، الغيرة واحدة من السمات الشخصية ولكن يبدو من كلامك أن لديها سمات سالبة أخرى مثل العناد والتشدد في الرأي. هذه السمات تسبب لها المعاناة قبلك فما يصلك ليس سوى بعض ألسنة النار المشتعلة في داخلها.
لا تتحدث عن غيرة طبيعية ولا مشاجرة تحدث من وقت لآخر بل عن أسلوب حياة ناتج عن طريقتها في التفكير ولذا فإن حل المشكلة يكون في تغيير طريقة تفكيرها على يد مختص نفسي يساعدها على تعديل أفكارها اللاعقلانية ويعلمها ضبط انفعالاتها، وذلك بالإضافة لتحليك بالصبر عليها.
المختص سيساعدها على تعديل تقديرها لذاتها فجزء كبير من غيرتها مصدره ضعف ثقتها في نفسها أكثر من سلوكك تجاه الإناث أو عملك. يهوى جميع الرجال النساء بما فيهم المصطفى عليه الصلاة والسلام ولكن معظهم يكتفي بواحدة يجد معها سعادته، فلتحرص على سعادتك إن كانت تريد الحفاظ عليك. ابحث عن سبب تراجع ثقتها في نفسها، وابحث أيضًا عن بدائل تزيد هذه الثقة.
سيساعدها المختص على تعديل نظرتها لك ولعقد الزواج. رغم زواجك منها أنت لم تدخل في نطاق الملكية الخاصة لتغضب وتخاف إلى هذه الدرجة التي قد توصلها للمرض النفسي بعد أن أوهنتها جسديًا.
سيذكرها المختص بقيمتها الإنسانية والاجتماعية الثابتة سواء وحدها أو بزواجها منك، بالإضافة إلى دورها المتميز والدائم كأم، سيساعدها على استعادة توازنها وضبط انفعالاتها، لتسعد هي أولًا بحياتها وتسعد معك.
واقرأ أيضاً:
الغيرة ووهام الغيرة
في علاج الغيرة : تهذيب مفاهيم
التعلق والغيرة وحب التملك والشك, هل لها من حل ؟؟
الغيرة والشك والنكد الزواجي
وهام الخيانة الزوجية :وسواس أو وهام الغيرة
نفس اجتماعي: الثقة بالنفس والتوكيدية Self Assertion
نفسي عائلي: خيانة زوجية Marital Infidelity
نفسي عائلي: بوادر خيانة زوجية Marital pre Infidelity