لا أستطيع صلاة
هل الله يحاسبني على إهمال صلاتي؟
علمًا أن طبيبًا وصف لي دواء فلوكستين بقية العمر.
بسبب مرضي بالاكتئاب وأنا لا أريد أخذه لمدة طويلة
عندما أصلي أحس بتعب شديد وخفقان بالقلب وخوف فنوبة الاكتئاب تأتيني مرات فأقطع صلاتي بعد وضوئي بسبب رعشة ساقي،
فهل الله سيحاسبني لإهمال صلاتي؟
15/9/2015
رد المستشار
أهلًا بك وسهًلا يا أخت "عبير"، رفع الله عنك الاكتئاب وكل بلاء وعافاك من كل داء.
إن الصلاة لا ريب عبادة عظيمة لا تسقط عن المسلم ذي العقل والإدراك السليم بحال من الأحوال، والاكتئاب لا يؤثر على إدراكك، ولكنه مرض كسائر الأمراض الجسدية، بل أشد في كثير من الأحيان، إذ لا يترك فعالية من فعاليات الإنسان إلا ويؤثر عليها تأثيرًا بالغًا.
لهذا الصلاة لا تسقط عنك، ولا يجوز لك تركها، لكن يخفف عنك كأي مريض. توضئي وصلي بالإتيان بالفرائض فقط: اغسلي وجهك ويديك وامسحي رأسك واغسلي قدميك مرة مرة فقط ودون الإتيان بالسنن من مضمضة واستنشاق ودون الغسل ثلاث مرات.
ثم قفي في الصلاة، وإن أتعبك الوقوف وأثر على تركيزك فصلي جالسة، كبري واقرئي الفاتحة دون سورة بعدها، ثم اركعي واسجدي دون تسبيحات وهكذا حتى تنهي الفريضة، وليس من الضرورة أن تخشعي أو تركزي على ما تقولين، ولا تصلي السنن الراتبة ولا غيرها.
وهكذا تكونين قد أديت ما عليك بمشقة مقبولة. وما مضى الله أعلم بحالك فيه، يمكنك أن تقضي فريضة مما تركت كلما وجدت في نفسك قدرة على ذلك.
لكن اسمعي كلام الطبيب ولا تقولي: لا أريد أن آخذ الدواء. الدواء سبب جعله الله تعالى لشفائك والحفاظ على دينك وتفكيرك وصحتك. فما ينبغي أن تهملي نفسك.
عافاك الله وخفف عنك، فهو الذي بيده كل شيء، ما هي إلا أيام وتمر، فلا تحزني.
ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "عبير" أهلا وسهلا بك وشكرا على الثقة، ليس لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك أ. رفيف الصباغ إلا أن أعبر عن تخمين لما أظنه بين السطور ولم تصرحي به وهو شكل من أشكال الوسواس القهري الذي يعيق الوضوء والصلاة ويتعلق بالشك في خروج الريح أو الخوف من خروجها وهو ما عبرت عنه بقولك بسبب رعشة ساقي ولم تصرحي حياء كما يفعل كثير من المرضى، وهذا على كل حال تخمين والله أعلم، فإن كان صحيحا فاقرئي:
وسواس خروج الريح والتكبير وخلافه!
وسواس الصلاة: وسوسة في النية والتكبير ودفع الريح
وساوس الوضوء : وسواس حفظ الوضوء