أمي مصابة بمرض البارانويا
والدتي مصابة بمرض البارانويا ظهرت مشكلة بشكل مرضي من 8 سنين وبسبب ظروف الحرب في سوريا فالمشكلة تعاظمت وكبرت بشكل كبير ولكن أملنا في الله كبير. أمي من بيئة اجتماعية مختلفة عن والدي فعالة والدتي أقرب للتدين والإنغلاق بالإضافة إلى وجود أمراض نفسية وراثية عند عائلة أمي، منذ طفولتي أذكر أمي تكرر مواضيع معينة كعدم إقامة عرس لوالدتي وكان يتكرر بشكل كثير. منذ عشر سنوات أو أكثر تحسنت ظروفنا المالية فانتقلنا إلى منزل جديد ورافقه سيارة جديدة وأصبح لدى أمي علاقات مع نساء من طبقة مخملية، أدى إلى شعور بعظمة كان موجودا من قبل ولكن بشكل أقل.
قبل ظروف الحرب في سوريا بلشت أعراض مرضية فأصبحت تتهم والدي أنها نتيجة صفقة بين والدي وعائلتها وبدأت تفسر الأمور بشكل قريب للهذيان وتصر على أشياء مثل ضحية وأنها كشفت المستور وهي تعاقب بسبب كشف هذه المؤامرة وكانت تكتب وتدون كل شيء، وأصبحت علاقاتنا تردت كثيرا مع بيت جدي وانقطعت، ثم بدأت ظروف الحرب وكنا نعيش تحت ظروف الحرب ومشاكله حيث كانت تأتيني نوبات عصبية مخيفة بشكل يومي صباحا ومساء ومن مىشاكل لم يعد يوجد شخص تثق به أو يمكن الاعتماد عليه ونحن كتمنا على الأمر ولم نعلم مدى خطورة هذا المرض.
منذ 3 سنين ذهب والدي بها إلى بيروت عند أطباء معروفين وأعطى إليها دواء ABILIFY 15، طبعا رفضت أخذ دواء ولامت ظروف الحياة والطريقة التي فرض عليها والدي الحياة وظلت تعيش بأوهامها بأنها ضحية نتيجة مؤامرة كبيرة وتقوم بربط الأمور بشكل غريب وسيء وتحلل الأمور بشكل قريب للهذيان.
طبعا ظروف كلها تشتد وضغط عصبي ونفسي يكبر وهي تربط الأشياء والأشكال بشكل قريب للهذيان. الحمد لله حدث فرج كبير معي غادرت سوريا من سنة تقريبا، وتواصلت مع طبيب نصحني بأن أعطيها rispenidone 2 ملغ. ثم اقتنعت وذهبنا إلى طبيب في بيروت واقتنعت بتناول دواء 15 يوم ثم حدث أن توقفت، وحدث خلاف كبير بيني وبينها أدى إلى تدهور صحتي نفسيا حتى الآن فأصبحت أعاني الأرق وعدم القدرة على الأكل وحتى الآن خسرت كثيرا من وزني.
أشك بوجود أحد في بيئتها يمكن أن يأخذها إلى شخص يعمل بسحر أو مشابه ولكن هذا حدث من القديم.
حاليا تحسنت حالتها حيث نضع لها دواء في طعام وبصعوبة بالغة ولكن ساءت حالتي خصوصا عند القراءة عن حالتها لأنها صعبة جدا وبسبب عدم وجود اشخاص أشاركهن المشكلة وخوف من الوضع المادي وتفكك العائلة وفترة العلاج طويلة بالإضافة أن بعض قناعتها لا تتغير. مشكلة أخرى أنا في اسطنبول أتمنى أن أجد لها صداقات أو أشخاصا لتكوين صداقة معهن لأن الوضع في الغربة أيضا صعب ولا يوجد أحد مقرب منها.
أرجو المساعدة بأي نصيحة دينية ونفسية وعلاجية وسلوكية وماهي الخطوات التي يجب أن أقوم بها؟
لا حول ولا قوة إلا بالله، حالة والدتي تحسنت مع العلم أنني أشعر بالضيق والاضطراب وشعور بالإحباط والقلق ونصحني طبيب تركي بأخذ دواء نفسي مثل روزفلت عيار 50 وأنا الشاب الأكبر في العائلة ولدي أخ وأخت.
مع جزيل الشكر.
الحمدلله على كل حال نرجو من الجميع الدعاء لنا
وأرجو أن تطلبوا من علمائكم الدعاء لنا حسبنا الله ونعم الوكيل.
9/10/2015
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع وتمنياتي لك ولجميع الشعب السوري بالسلامة والعودة إلى الوطن بإذن الله. وجزاك الله ألف خير على رعايتك للوالدة التي ابتلاها الله باضطراب نفسي جسيم.
اضطراب الوالدة هو الفصام المزمن وهو بحاجة إلى علاج مستمر ورعاية اجتماعية. مهما كان سعر العقار المضاد للذهان فإن فعالية العقاقير لا تختلف بصورة ملحوظة ويجب الانتباه إلى هذه الحقيقة وخاصة في ظل ظروف الهجرة الصعبة وعدم وجود خدمات طبية مجانية. رغم ذلك عليك أن تستفسر عن جمعيات خيرية بعضها محلية والأخرى عالمية تعني بالصحة النفسية وتحرص على تقديم الخدمات الطبية والاجتماعية للمرضى المصابين بالفصام والاضطرابات النفسية الجسيمة حيث يتم التعامل معهم ورعايتهم كأي مواطن آخر واستثناؤهم من قيود الهجرة. هذا ما يحدث في الغرب وربما الحال هو نفسه في تركيا.
وهناك أيضاً المعاناة التي تمر بها أنت. الهجرة أمرها شديد وظروف المهجرين واللاجئين هذه الأيام في غاية التعقيد. يضاف إلى ذلك رعايتك للأم المصابة بالفصام والعامل الأخير بمفرده يكفي لتخفيض عتبة الإنسان وظهور أعراض وجدانية وقلق وجسمانية متعددة. العقار المضاد للاكتئاب قد يساعد في تهدئة هذه الأعراض ولكنه لا يساعد الفرد في مواجهتها وتحديها.
طلبت في نهاية رسالتك نصيحة دينية وليس هناك مثل الإيمان بالله ورحمته تسع كل شيء. هناك جمعيات دينية خيرية في تركيا وعليك الاستفسار عنها والحديث معها حول طلب العون ولا حياء في ذلك.
النصيحة النفسية في مثل هذه الظروف هو التواصل مع شبكة اجتماعية من السوريين وغيرهم من اللاجئين. لا يكفي أن تسعى وحدك والعمل والتواصل الجماعي يزيدك قوة.
النصيحة السلوكية هي أن تحدد أهدافك. لا أعلم ما هو الحال في تركيا ولكن استناداً إلى ما أعلمه أن تركيا ليست من البلاد الموقعة على اتفاقية 1954 والحصول على اللجوء السياسي فيها أو إنساني الطويل الأمد أو الدائم فرصته ضئيلة على أعلى تقدير.
أما عن الوالدة فعليك الاستمرار على إعطائها العلاج اللازم وطلب العون من الجهات الصحية المختصة والأصدقاء والأقارب.
وفقك الله ورعاك.
واقرأ على مجانين:
مرض الفصام
الفصام والوهام Schizophrenias & delusions