هل أعاني من اختلال الإنية؟
هل تعتقدون أن جسدي الهزيل وسمر بشرته هي السبب في عدم احترام الناس لي ونبذهم لي؟ طوال حياتي وأنا أشعر أنني مكروهة ومنبوذة من الجميع ولا أحد يحبني ولا أحد يهتم بي وهذا أثر بشكل كبير على نفسيتي ثم صحتي الجسدية وفي النهاية أصبت بمرض غريب جدا أشعرني بدوخة غريبة لا تنتهي وكأني في حلم لا أستطيع القيام منه وفقدت الإحساس بجسدي، شعرت بتنميلة غريبة في كل جسدي حتى أنهم وضعوا إبرا في جسدي ولا أشعر بها وليس ذلك فقط فقدت كل إطلاقة في جسدي حتى أصبحت بلا أي قوة جسدية ولم أستطع حتى أن أستحمَّ وحدي وطلبت المساعدة من والدتي
وفي خلال هذه الفترة كنت أشعر برعب رهيب وأتمنى الموت للهروب من ذلك الرعب والعذاب، حتى أنني فكرت فى الانتحار وأخذت 11 قرصا من دواء يعالج الذعر وحاولت شنق نفسي وكتمان نَفَسي لأنني كنت مرعوبة من أن أستمر في الحياة بهذه الحالة وخصوصا أنه لا يوجد من يساعدني، والدي ووالدتي أخرجاني من المنزل عندما كان عمري 17 عاما وكنت أشعر بكرههما واضطهادهما لي ولم يكونا يساعدانني ماديا ولا معنويا والشيء الآخر أنني أعيش في انجلترا وبالطبع مكروهة من كل الإنجليز وربما العرق الأبيض كله وقبل أن يصل هذا المرض إلى هذه الوحشية، كنت أعمل من أجل احتياجي إلى المال كمنظفة في الفنادق بداية في اسكتلندا ثم انتقلت إلى مدينة برايتون الساحلية حيث كان يوجد بها بحر جميل وجالية كبيرة جدا من الأقباط والعرب.
وكنت أعتقد أنه ربما أجد العون والمساعدة من الأقباط الذين يوجدون في برايتون ولكنني لم أحظَ بأي مساعدة منهم بل إن بعضا منهم حاول استغلالي والحصول على بعض المال مني من خلال عرضهم أن يبيعوا لي بعض الأشياء التى لا أريدها ولا أحتاج لها، فأتذكر أنني كنت أزور أختين قبطيتين لهما أبناء وبنات في نفس عمري أو حتى أكبر مني، واحدة من هاتين الأختين أحرجتني حينما عرضت علي حذاء أبيض قدمت هدية لها مقابل 15£. لم يكن ينفعني هذا الحذاء ولكنني أحرجت ولم أرد أن أكسفها فأخذت منها الحذاء وأعطيتها المال وفي ذلك الوقت كنت وحيدة وأتحصل على أجر لم يكن كبيرا جدا والعمل كان متعبا جسديا. بعد ذلك عرضت علي أختها الأخرى أشياء أخرى من أجل الحصول على أموال مني ولكنني اعتذرت وبعد ذلك انقطعت عن زيارتهم.
طوال السنين الأولى التي عشتها في برايتون كنت أعمل في الفنادق ومن وقت إلى آخر كنت أعرض لمحاولة استغلال من أحد الأقباط الذين كانوا يعتقدون أن لدي الجنسية البريطانية وكان يحاول استغلالي من أجل أن يتزوجني ويحصل على الكنيسة وكما أني تعرضت إلى المضايقة الجنسية من هؤلاء الأقباط المصريين الذين كانوا ينتظرون صدور الحكم في قضية لجوئهم وهذا أثر على نفسيتي بشكل كبير وأصيبت بالاكتئاب وخلال هذه الظروف وخاصة بعد حادثة الحادي من سبتمبر ولأن شكلي يشير إلى أني من عرق مسلم رغم أني غير مسلمة بدأت أتعرض للصراخ كل صباح من مديرة العمل التي أعتقد أنها بدون شك تكره العرب. كانت تصرخ في كل صباح وذلك في عام 2002، وكانت لا تشفق علي ولا تسأل عني ولا تهتم بي وهذا أصابني بذعر شديد جدا وأصبحت رفيعة جدا جدا ولم أكن غير جلد على جلد.
كنت أشعر بالخوف دائماً ولم يكن لي أي أهل ولا أصدقاء. في هذه الظروف ذهبت ليلة إلى كنيسة الأقباط برايتون ورأتني إحدى الأختين اللتين كنت أذهب إلى منزلها فقالت لي ارجعي لأهلك أنت ضعيفة ولكن أهلى لم يكونوا يحبونني وهم من أخرجوني من المنزل. كنت أعيش في ذلك الفندق الكبير والقديم والذى يعد أقدم فندق في مدينة برايتون وكان يطل على البحر ولم يكن لي سكن خارج ذلك الفندق ورغم أنى كنت أحصل على وجبات الغذاء مجانا وأعيش في حجرة بسيطة مقابل 35£ وكنت أوفر كثيرا من المال لأني لم أكن أحتاج شراء الغذاء وكنت أشتري ملابسي من محلات الملابس المستعملة ولكني كنت أتعرض للصراخ والإهانة من مديرة العمل وهذا أشعرني بالذعر الشديد والاضطراب النفسي والوحدة القاتلة.
كنت في ذلك الظروف أحلم بالرحيل من انجلترا وربما الرجوع إلى مصر، كنت أتصل بشخص في مصر أملا أنه يساعدني على العودة إلى مصر ولكنه كان طامعا في السفر إلى بريطانيا ومن خلال معاملته لي استنتجت أخيراً أنه لم يكن يريد الارتباط بي ولم يكن يفكر أساسا في ولم يكلف نفسه الاتصال بي ولو مرة واحدة حتى أو حتى إرسال رسائل عبر الجوال.
والرسائل التي أرسلها لي في النهاية كانت رسائل إهانة وسخرة ولا أدري لماذا وضعت نفسي في هذه الظروف؟ لا أعلم لماذا كنت أتصل بشخص لا يحبني ولا يحترمني ولا يكلف نفسه القليل للاتصال بي؟! وخلال الأعوام التي داومت على الاتصال به لم يتصل بي ولا مرة واحدة ولم يشعر بالأسف تجاهي ولم يوافق أن أتقابل معه في مصر وفي خلال هذا الأعوام التي كنت أتصل به بشكل يومي كان يعيش حياته ويخرج كل يوم مع أصحابه وفي أوقات كان يتمنى أن يسخر بي ويقول لي اتركني أنا مبسوط مع أصحابي وأنا أقول له سوف أقتل نفسي.
رغم كل ذلك لم أتوقف عن الاتصال بذلك الشخص ولا أعلم لماذا سمحت أن أهدر كرامتي بذلك الشكل وأستمر في الاتصال بذلك الشخص الذي لا يعيرني أي اهتمام وهدفه الوحيد هو الخروج من مصر والفرار إلى انجلترا. وهذه الاتصالات قد أضاعت الكثير من أموالي التي كنت أشقى وأتعب في جلبها.
في نهاية عام 2003 عندما كنت أعمل في هذا الفندق الكبير الذي يعمل به كثير من العمالة من دول كثيرة التقيت بشاب من جنوب فرنسا وبالتحديد من مدينة اسمها جرونوبل Grenoble وقد عاملنة بشفقة ورحمة وهذه المعاملة لم أجدها من أهلي. سعدت كثيرا بذلك الشخص واهتممت كثيرا بمعرفة معلومات عنه فهو كان يصغرني بعام واحد ولديه صديقة من أم فرنسية وأب فيتنامي وكانت جميلة المنظر وزكية وتجيد اللغة الإنجليزية وقد جاءت هى الأخرى من مدينة جرونوبل لترافق صديقها الذي كان يشيد بحبها له ولكن بعد أيام قليلة أخبرني بأنه سوف يترك مدينه برايتون للذهاب إلى اسكتلندا في هذه الأيام التي تسبق عيد الميلاد حيث يكثر فيها إيجاد الأشغال وكان يوجد ثلاثة آخرون سوف يرافقونه في الذهاب إلى اسكتلندا من بينهم اثنان من جنوب إفريقيا فالفتاة تعمل في الاستقبال وصديقها يعمل في المطبخ.
الليلة التي تسبق ذهابهم إلى اسكتلندا دعوني لحضور حفلة وخيالهم والمكان كان حانة pub تقع بجانب الفندق في الشارع الداخلي، فارتديت أحسن ما لدي من ملابس وضعت مكياج وذهبت خصيصا لكي أكون بالقرب من ذلك الشخص الذي أعجبت به في تلك الفترة من الزمن.
صديقته كانت تجيد اللغة الإنجليزية ومتحدثة لبقة ومقبولة اجتماعيا حيث التف حولها كثير من الأشخاص ليسمعوا لها، أما أنا فطوال حياتي لم يكن من يعيرني أي اهتمام ولا أجد من يريد أن يسمعني إلا إذا أراد أحد أن يستغلني أو يوقع بي مصيبة. طوال حياتي وأنا ألاحظ أني غير محبوبة أو مرغوبة ولا أحد يريدني أو يهتم بي، الكل يريد التخلص مني وإبعادي عنهم ولكنني ذهبت هذه الليلة إلى الحانة من أجل هذا الشاب وبالفعل عندما رأيته ذهبت للجلوس بالقرب منه وحينما كلمته قال لي أن لديه صديقة يحبها ويعتبرها زوجته.
بعد أن أغلقت الحانة في الساعة الحادية عشرة ليلا ذهبوا جميعا إلى بار ومرقص يبعد قليلا عن الحانة وكنت قد شربت قليلا وشعرت بالسكر وفي خلال تنطيطي ورقصي في ذلك المكان عملت شيئا قد ندمت عليه لاحقا وليتني ما فعلت ذلك مسكت بكوب من الأكواب التى على المنضدة التى يجلس بها هذا الشاب وسكبتها على وجهه وهذا قد صدمه وأغضب صديقته وبعدها أحضرت سيدة أمن لتلقيني إلى خارج البار وبالفعل قد ألقتني في الخارج ولكن هذا الشاب أحضر لي حقيبتي وسار معي إلى الفندق وفي الطريق قال لي إنه لا يريد أن يلمسني وحينما وصلنا إلى الفندق كان يريد أن يعود إلى البار ولكنني طلبت أن يتحدث معي وقد تحدث معي لدقائق معدودة وذهب بعدها ولكنني لم أره بعد هذه المرة وقد اختفى من حياتي إلى الأبد، كنت فى تلك الفترة أتمنى أن أراه وأتقابل معه ولكنني كنت مجنونة ولم أواجهه بالحقيقة الصادمة وهي أنني مجرد واحدة معفنة وحقيرة وساذجة وكيف أن أي شاب حسن المظهر ومحترم الشخصية أن يرتبط بي؟
هذه هي الحقيقة التي لم أواجه بها واخترت أن أعيش في عالم الخيال البعيد كل البعد عن الواقع. فهذا الشخص بكل تأكيد ربما شعر بالأسف تجاهي لسبب ضعف جسدي وأشفق علي ولكن لا يمكن أن يكون ذلك من أجل أن يرتبط بها، فبعد ذلك اللقاء بعام سافرت إلى فر نسا المرة الوحيدة ليس من أجل زيارة فرنسا كبلد ولكن من أجل ذلك الإنسان الشفيق وبالفعل في سبتمبر 2003 سافرت إلى باريس عبر القطار وكان ذلك بعد حصولي على الجنسية البريطانية وحصولي على جواز سفر استغللته في السفر إلى فرنسا أملا في أن أرى ذلك الإنسان.
وبالفعل ركبت القطار من لندن إلى باريس واستغرق ذلك ثلاث ساعات وفي النهاية وصلت إلى باريس المرة الأولى وأنا لا أتحدث اللغة الفرنسية ولا أعرف غير قليل من الكلمات الفرنسية التي تعلمتها من المدارس. وأنا في هذه المحطة كنت أشعر أنني خائفة وأريد أن أذهب إلى الفندق الذي حجزت فيه وكان بالقرب من هذه المحطة
ونسيت أن أقول لكم أن من ساعدني على الحجز في الفنادق الفرنسية كانت شابة مغربية تعمل في مشروع لمساعدة المهاجرين لمعرفة حقوقهم في بريطانيا ولقد أخبرتها بمعانتي مع مديرة العمل وعدم وجود سكن لي خارج الفندق ولقد وقفت بجانبي وساعدتني في إيجاد سكن وسط مدينة برايتون بسعر متدنٍ جدا وكان السكن عبارة عن غرفة واحدة وسرير وثلاجة وبوتاجاز صغير وحوض والحمام كان مشتركا وعشت في هذه الغرفة لمدة سنتين ونصف لحد ما باعها صاحب الملك لشركة أخرى والشركة الأخرى زودت الإيجار لسعر مرتفع جدا حتى وصلت تقريبا إلى 400£ وهذا ماجعلني أتركها وأذهب إلى مكان آخر.
عندما وصلت إلى فرنسا للمرة الأولى كنت أشعر بخوف ورهبة شديدة وكنت خائفة أن أتوه في هذه المدينة الكبيرة التى لا أعرفها. في أثناء وجودي في المحطة عرضت على فتاة سمراء أن تساعدني فقلت لها أنا أريد أن أذهب إلى ذلك الفندق وبالفعل ساعدتني في أن أجده حيث كان قريبا جدا من المحطة وبعد أن وصلت إلى الفندق كنت ما زلت خائفة وقد سعادني الفتى الذي يعمل في الاستقبال أن أرى معالم هذه العاصمة الفرنسية من خلال الأتوبيس السياحي وبالفعل استعملت الأتوبيس السياحي لروائع معالم المدينة الفرنسية وزرنا برج إيفل ولكنني شعرت بالخوف منه ولكنني ذهبت إلى أعلاه.
لم أشعر بكثير من الانبهار وذلك ربما لاصابتى بالاكتئاب والذعر منذ سنوات كثيرة، لقد تعرضت للتوهان مرة ولكن ربنا فتح عيني على حافلة تذهب إلى المكان الذي يوجد به الفندق الذي أقيم به. بعد ذلك ركبت القطار وذهبت إلى مدينة جرونوبل في جنوب فرنسا وقضيت فيها أسبوع وفي هذه المرة كنت محظوظة للمرة الثانية لأن شخصا آخر من الاستقبال ساعدني على التجول في هذه المدينة وعندما سألني إذا كنت أريد الذهاب إلى مكان يتجمع فيه الإنجليز رفضت ولكنني قلت لن أمانع إن وجدت مكانا يذهب إليه المصريون؛
وبالفعل أرشدني إلى مقهى ومطعم مصري اسمه كركاديه karkade في rue servants ،Grenoble وذهبت إلى هذا المقهى الذي كان يتجمع فيه العرب والمصريون وتقابلت فيه مع شاب مصري كان يدرس هناك وفتاة مغربية أيضا طالبة وكان يوجد هناك أيضا لبنانية كانت متزوجة من فرنسي وطلقت منه ولديها ابن، لقد حكيت لهم عن معاناتي وعدم مساعدة والدتي لي وعدم اهتمامها بي ووحدتي وبعد ذلك انتهى الوقت وحان موعد العودة إلى إنجلترا وبالفعل ركبت قطار اليور وعدت إلى لندن ثم إلى برايتون، ثم إلى الغرفة الصغيرة التي أقطن فيها في مدينة برايتون.
بعد ذلك ذلك بشهرين تقريبا تركت هذا الفندق وهذا كان بسبب قسوة مديرة العمل لي وإهانتها لي وحقدها وصراخها في وجهي كل صباح العمل معه بهذه الطريقة التي تعاملني بها لم يكن يُطاق حيث أن هذه المعاملة والصراخ في وجهي أصابني بالاضطراب النفسي والشعور المستمر بالخوف والرعب. تركت هذا العمل من أجل عمل آخر في مطبخ حانة خارج برايتون كان يديره شخص يوناني ولكنني شعرت بالضعف الشديد وعدم القدرة على ذلك العمل الذي يتطلب الكثير من العمل وخرجت من هذا العمل بعد يوم واحد، ولا أدري كيف سأرزق وأصرف على نفسي؟
وشعرت بتعاسة وصدمة كبيرة، في ذلك الوقت استقبلتني أسرة قبطية ليوم واحد وهذا يشعرني بقليل من الأمان وبعد ذلك ذهبت إلى السؤال عن العمل في محل بريطاني اسمه bhs حيث كان يعمل به بعض الفتيات الفلبنيات وقبل ذلك عملت في مكان ليوم واحد وحصلت على 45£ وهذا أفرحني. عملت في ذلك المكان لمدة شهرين ولكنني كنت دائماً أتعب ولا أستطيع المواصلة بسبب منظر جسدي الهزيل الرفيع ووجهي الشاحب وهذا كان يقلقني ويجعلني خجولة جدا من بشاعة منظري التي تشبه الأشباح والجثث، بعد ذلك عملت في مقهى آخر ولكن لتلك الأسباب التي ذكرتها فشلت في هذا العمل وطردت من العمل وذلك حدث بعد فترة قصيرة من عودتي من لبنان
وشاء القدر أني بعد أن طردت من المقهى سرت على أقدامي في أحد شوارع برايتون الضيقة التي يوجد بها الكثير من الحانات والبارات ووجدت نفسي خارج فندق ذات اسم فرنسي وسوف أطلق عليه فندق النبيذ، كان قد افتتح عام 2002 وكانت تديره امرأة جميلة المنظر اسمها لورا من كرواتيا وعندما دخلت إلى الفندق وسألتها عن عمل في ال housekeeping أحسنت استقبالي وأعطتني فرصة عمل ولكن بعد مرور أسبوع عادت مديرة القسم وكانت متعصبة جدا معي وعنيفة جدا وصلبة وأعتقد أنها لم تكن تريدني وكانت هي أيضا الأخرى تصرخ في الصباح وفي كل وقت تلاحقني بشكل مستمر وكانت تتعبني وترهقني كثيرا في العمل وتصعب العمل من أجل أن تجعلني أذهب.
وكان أيضا في ذلك الفندق شاب فرنسي كان هو الآخر يريد أن يخرجني من ذلك الفندق وكان كلما رآني في وجهه إما أن يخبط الباب في وجهي وهو ينظر لى بعينين مسعورتين وكان أيضا كلما رآني يهز وجهه وينظر لي بنفور شديد، عانيت في هذا الفندق كثيرا من مديرة العمل التي كانت تنظر لي بعيون مسعورة وتصرخ في وجهي وهذا الفرنسي الآخر الذي لم يك يطيقني ويريد أن أترك ذلك الفندق وأرحل وللأسف صدمت كثيرا بسبب هذه المعاملة وأثرت على صحتي بشكل كبير جدا حتى أني تركت العمل في النهاية وخرجت وكنت أشعر بالقهر والمرارة والانكسار والتحطيم بسبب تلك المعاملة وخصوصا في ذلك الوقت زاد فيها العنصرية والتعصب من القبض على كل من يبدو عربيا أو مسلم
ومن ذلك الوقت حتى سنوات طويلة عانيت من العنصرية والاضطهاد والتعصب في كل مكان حتى أصبت بالجنون وكنت أصرخ في شوارع المدينة بأعلى صوتي وأسب وأشتم ذلك الفرنسي الذي عاملني معاملة مهينة وكنت أدخل في صناديق التليفونات وأتصل بذلك الفرنسي وأصرخ فيه وأشتمه حتى أبلغ عني الشرطة أكثر من مرة وتعرضت في النهاية إلى المحاكمة وأخذت إنذار محكمة ينص على عدم الاتصال بهذا الشخص وإلا سوف أسجن لمدة خمس سنوات واكتشفت من كل هذه المعاناة التي مررت بها أني مكروهة من كل الإنجليز ومن الشخص الفرنسي الذي اشتكاني إلى الشرطة وأخبرهم أنه وصلته رسائل ومكالمات غير مرغوب فيها مني وأدلهم عن اسمي ومن أكون حتى يتوصلوا لي ويقبضوا علي. فهل يعاملني بهذه الوحشية والعداء ظنا منهم أني مسلمة الأصل والديانة أم لأني هزيلة وشاحبة ومقرفة المنظر؟
في خلال هذه المعاناة التي مررت بها لجأت إلى الأقباط والكنائس القبطية في برايتون ولندن لطلب المساعدة ولكن لم يسأل في أي من الأقباط بل سخروا بي وأهانونى ولم يقدموا لي أي مساعدة من خلال الكنيسة القبطية في برايتون ولا لندن وتركوني وحدي بمعاناتي.
غيرت مكان المدينة التى أقيم فيها أكثر من مرة وعشت في محافظه كورنول Cornwall وبونومث ولجأت إلى كنائس قبطية أخرى ولكنني لم ألق مساعدة وخصوصا في كنيسة بورنومث تعرضت فيها للإهانة والمضايقة والنظرات المسعورة من بعض الأشخاص وأناس آخرين نظرت لي من فوق لتحت ومعظمهم عزلوني وقالت لي إحدى السيدات التي تذهب إلى هذه الكنيسة أنت تعبانة ما فكرتيش ترجعين لوالدتك والكاهن سألني عن مادياتي وإذا كنت أحتاج إلى مساعدة مادية وعندما قلت له لو احتاجت إلى شىء سأقول لك رد علي وقال أنه ليس معي لكي أعطيك ولكن ممكن أقول للناس ونجمع لك 60£. وعندما اشتكيت له من مضايقة الناس لي قال لي لو مش هتستحمليهم اتركي الكنيسة واذهبي إلى كنيسه أخرى وكنت كلما ذهبت إلى الكنيسة القبطية نفسيتي تتعب بسبب طبيعة الأقباط وأخرج من الكنيسة وأنا مغمومة ومستفزة
وفي النهاية وخصوصا بعد سقوطي في المرض ومكوثي في الفراش قررت قطع كل ما يربطني بالأقباط لم أعد محتملة أكثر من ذلك
وبصراحة لم تعجبني طبيعة الأقباط وقررت الابتعاد عنهم والتوقف عن الذهاب إلى كنائسهم.
9/10/2015
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
أجيب عن رسالتك بكل صراحة بعد أن راجعتها أكثر من مرة.
الكثير من الناس يعانون من مشكلة جوهرية يحملونها في أعماق النفس. ليس من السهل على أي إنسان أن يعترف ويواجه هذه المشكلة ويتخلص من تلك النواة التي تنتج الأزمات أو لا تساعد الإنسان في تجاوزها ومواجهة التحديات.
وهناك أيضا من الناس وأنت واحدة منهم من يشكو من مشاكل اجتماعية ونفسية وتعاني بين الحين والآخر من أعراض نفسية. هذه المشاكل التي يشكو منها الإنسان تظهر في أوقات يتعرض فيها لضغوط بيئية متعددة منها اجتماعية وعائلية ومهنية وطبية أيضا.
مع استعمال هذا النموذج يمكن القول بأن ما يسمعه الطبيب النفساني هي شكوى المريض من أعراض طبية أو نفسية يتم تقييمها بعناية ويسعى الطبيب إلى السيطرة عليها. هذه السيطرة في غاية الأهمية وتكون ناجحة حين تعكس الأعراض بوضوح اضطرابا نفسيا جسيما يحمل خطورة على المريض وعلى من حوله وينذر بتدهور الصحة النفسية للمريض في المستقبل. يدخل الفصام والاضطرابات الوجدانية والاضطرابات العضوية ضمن هذا النموذج. من خلال الرعاية الاجتماعية والنفسية يسعى الطب النفسي إلى تحصين الفرد ضد الضغوط البيئية التي قد يتعرض لها.
٠ الاضطرابات العضوية والفصامية والوجدانية تتميز بوضوح المراحل الثلاث في تشخيص وعلاج المريض.
٠ اضرابات الشخصية والقلق والحصار المعرفي واختلال الأنية تتميز بغموض العلاقة أحيانا بين المراحل الثلاث والتركيز على الأعراض الطب نفسية دون النواة.
أما النموذج الثاني فهو يتعلق بالشكوى من أعراض نفسية متعددة معظمها عابرة مثل عدم الشعور بالسعادة والقلق والخوف والغضب وما يسمى بأفكار وسواسية وأعراض جسمانية. هذه الأعراض تظهر وقت الأزمات والضغوط الاجتماعية ومع مرور الزمن تتزايد الضغوط وتكثر شكوى الإنسان من الأعراض نفسها. هذه الأعراض قلما تستجيب للعلاج لأن صميم المشكلة أو النواة يجهلها المريض ولا يسعى الطبيب إلى التحري عنها وحتى إن فعل لا يصارح المريض.
استشارتك تقع ضمن النموذج الثاني.
الأعراض النفسية التي تشيرين إليها من اختلال الأنية والقلق والحزن ليست هي صميم المشكلة. لديك مشكلة في التواصل الاجتماعي مع الآخرين ومحتوى استشارتك يصورك ضحية للأقلية القبطية في بريطانيا وضحية تمييز عنصري من قبل الإنجليز البيض.
ولكنك أيضاً ضحية ظروف عائلية قاهرة ولا توجد لديك شبكة عائلية مساندة. كل ذلك لم يساعدك في اكتساب مهارات اجتماعية تعينك على التعامل مع الآخرين وهذا في غاية الوضوح لما حدث مع الرجل الذي أعجبت به.
ما تبحثين عنه هو الحب وإنسان آخر أو مجموعة بشرية تحتضنك وترعاك.
ولكن ما هي مشكلتك الجوهرية؟
ظروفك السابقة والعائلية أنتجت شخصية تجنبية بكل معنى الكلمة. هذه الصفات الشخصية متأصلة في أعماق نفسك وتعقيك عن التعامل الصحي مع الآخرين.
التوصيات:
٠ رغم كل ما أشرت إليه أعلاه فأنت آنسة مكافحة ولا تتردين في البحث عن العمل وعليك التفكير بتطوير نفسك والعناية بها صحيا.
٠ تتوجهين أولاً إلى الطبيب العام GP الخاص بك وتتحدثين معه حول أعراضك النفسية. سيقرر الطبيب بعدها وصف علاج ما أو تحويلك مباشرة إلى علاج كلامي في المركز الصحي نفسه أو ربما سيقرر ضرورة تحويلك إلى الفريق الطبي النفسي الاجتماعي في المنطقة.
• قد يطلب الطبيب من العاملة الاجتماعية الكشف عليك وإن لم يفعل ذلك اطلبي منه ذلك. ستساعدك العاملة الاجتماعية على الحصول على المنافع الاجتماعية التي يمكنك المطالبة بها ومن ضمنها السكن.
رعاك الله وحفظك.