أحس أني مشركة ومستهزئة بالدين..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ لو صليت وكانت أمامي قطتي بحيث تكون جالسة أمامي على بعد ست أو خمس خطوات هل أعتبر أشركت لما سجدت وركعت وهي أمامي؟
الموقف الثاني:
لما أذن الفجر كانت أختي قريبة مني وأنا كنت أريد أن أردد مع المؤذن بس انتظرت شوي ما أدري ليه يمكن كنت مشغولة بالجوال، وجاني وسواس أني أستحي أردد مع المؤذن وأرضي الله علشان أستحي من الناس، بعدين ردت علشان لا أحس أني أستحي أفعل شيء يرضي ربي علشان الناس، وبعد ماردت جاني وسواس الرياء لأني لما رددت مع المؤذن أختي كانت قريبة مني ما أدري سمعتني ولا لا، هل يعتبر رياء؟
الموقف الثالث: كنت أردد مع المؤذن بعدين سمعت أامي تهاوش أختي وحسيت إني ضحكت وحطيت يدي على فمي مع العلم أن عندي وسواس بالاستهزاء بالدين كثير لما أسمع أشياء أو أتذكر أشياء عن الدين أحس أني أبتسم أو أضحك بس غصبن عني أحيانا أكون أدري أني مو مبتسمة بس أصدق الوسواس صرت دايما أكون مكشرة أو حاطة إيدي على فمي علشان لا أضحك ولا أبتسم.
جاوبوا بأسرع وقت ياريت لو اليوم لأني أحس أني مشركة ومستهزئة بالدين وأحس أني راح أموت في أي لحظه وأدخل النار، ولو أشركت أو استهزأت بالدين كيف أتوب،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
24/11/2015
رد المستشار
ابنتي؛ أشعر بمعاناتك وألمك الذي يعتصر قلبك، وخوفك الشديد من عدم رضا الله تعالى عنك، ولدي خبر حقيقي وصحيح مائة بالمائة ولا أعلم هل سيفرحك، أم سيؤرقك؛ فسيتوقف ذلك على اختيارك القادم!؛ ألا وهو أن إيمانك بالله العظيم لم ينقص شيئا، ولم يشُبه شائبة!، وأن الله تعالى سبحانه الذي تشعرين برغبة شديدة تجاهه بالسخرية والاستهزاء من كلامه يغفر لك يقينا!.
وحتى أشرح لك ما أقوله؛ إليك هذه الحقائق العلمية والتي أهمها على الإطلاق بالنسبة لك أن هناك مرضا نفسيا اسمه "الوسواس القهري"؛ هذا المرض يعتبر من أشهر الأمراض المنتشرة بين أفراد المجتمع العربي للأسف، وهو مرض ثقيل الظل يجثم على صدر صاحبه فلا يتركه إلا مشوشا مكتئبا حذرا من الخطر الكبير الذ سيلحق به!
نعم هو يفعل كل هذا، وليس الشيطان الوسواس الخناس، وليس ضعفا في الإيمان ولا التمهيد لطريق جهنم؛ فالوسواس القهري باختصار أرجو ألا يكون مخلا عبارة عن فكرة، أو أفكار تنبع من رأس المريض وحده، وتظل في حالة قهر وتكرار متلاحق له بلا توقف، وتكون تلك الأفكار مرفوضة من الشخص نفسه، وقد يراها سخيفة، ولا تستحق كل هذا الجهد النفسي والذهني تجاهها، أو أنها تافهة جدا، وحين يقرر أن يقاومها ليتخلص منها يجدها تزداد شراسة وإصرار بداخله!؛
وحين يتصور أنه يحتاج للتقرب من الله أكثر يهدأ قليلا ثم ما يلبث أن تداهمه مرة أخرى، فييأس ثم يقرر أن يستجيب لها لعلها تصمت، أو تكف، ولا تصمت أبدا مهما استجاب، فيتدهور الشخص نفسيا، ويبذل جهدا خرافيا على المستوى الذهني؛ فيأخذ منه ساعات، وأيام، بل وسنوات، تجعله يشعر بالحزن ويصاب بالاكتئاب، فلا ينتهي لشيء سوى الألم والمعاناة والتعطل عن القيام بأدواره المطلوبة منه على المستوى الشخصي،والاجتماعي، والعائلي، والدراسي.....الخ؛
وقد يقع المريض في مساحات قريبة من المرض دون المرض ذاته؛ فيعاني من الوساوس ولكن بسبب حمله لسمات القلق والوسوسة أصلا في شخصيته وتكوينه النفسي، أو يقع فيما يعرف عند بعض المتخصصين بنطاق الوسواس القهري؛ وحتى تتأكدي من حقيقة ما تعانيه على المستوى النفسي والذي يتضح فيه وجود علامات قوية للوساوس أقترح عليك التواصل مع متخصص نفسي ماهر؛ ليعينك على خوض تجربة التعافي من الوساوس بعلاج متنوع فيه الدواء، وفيه تعديل للأفكار والعلاج النفسي والسلوك؛ فلا تتردي يا ابنتي في اتخاذ تلك الخطوة؛ لأنك تستحقين حياة أفضل من تلك التي تعيشينها، وتستحقين رضاك عن نفسك والاستمتاع برضا الله تعالى عليك.
تبقى فقط أن أذكر لك تلك النقاط المهمة:
الوسواس القهري: مرض نفسي يشير لوجود قلق لديك يحتاج لعلاج، ولا يمت بصلة لوساوس الشيطان التي تذهب بالاستعاذة بالله منه.
هناك فارق كبير بين الكافر الذي يتلذذ بالمعاصي، وينتهك الحرمات بلا أدنى قلق، وبين من يقع في مرض نفسي له أعراض تجعله قلقا جدا على مستقبله في الآخرة، وهذا دليل على صدق وقوة الرغبة في رضا الله وحضور الله تعالى داخل الشخص الموسوس للدرجة التي تؤلمه حين يتوهم الوقوع في شرك بسبب مرضه وهو دليل "قوة" الإيمان بداخله لا العكس!... فالفارق كبير.
الوسواس القهري: له علاج يشفى المريض منه بنسبة تصل لأكثر من 95% حين يلتزم المريض بالجرعة والمدة التي يحددها طبيبه.
الوسواس القهري: يتقنع؛ حيث يغير مساحة عمله من فترة لأخرى، يظن فيها المريض أنه قد شفى من أفكارة عن الخوف من المرض مثلا، ولا ينتبه أنه ملاحق بأفكار تخص النظافة مثلا. وهكذا.
الوسواس القهري: يحتاج لوقت وجهد، ولكن النتيجة سترضيكي وستكون فارقة؛ وستجدين نفسك تعودي لنفسك الحقيقية، وللحياة، ولحب ذاتك والحياة، التأخر ليس في صالح شفائك؛ فلا تركني لأي مبرر يقعدك عن التواصل مع طبيبك، وحتى تجدينه عليك قراءة كل من بعث هنا بمشكلة تشبه مشكلتك من بشر عانوا ما تعانيه، أو مقالات تحدثت باستفاضة في هذا المرض... دمت بخير.