استفسار عاجل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قرأت قبل سنة موضوع حول الإيحاء النفسي أو الذاتي وكيف أنه شيء خارق للعادة حيث يمكنك أن نشفى من أي مرض ويمكنك أن تمرض بل أنه قد يؤدي بك إلى الموت، وقد تحدث الملحدون في هذه الجزئية بالضبط حيث قالوا، أن الدعاء هو مجرد إيحاء نفسي فقط وأنه كما أن الناس تشفى عند الذهاب إلى الحرم المكي، آخرون يشفون عند الذهاب إلى الكنيسة وآخرون عند القبور، فإن الدعاء هو نوع من أنواع الإيحاء الذاتي فقط، وأن الناس التي تشفى عند الدعاء هي تشفى بالإيحاء ولا دخل للدعاء أو الإله في أي شيء، بل بذهبون إلى أنه مثلا لو قال لك شخص سوف تموت غدا وصدقته سوف تموت غدا.
أنا لا أفهم لقد بحثت طيلة أيام عن كذب هذه الأفكار لكم ما زاد الطين بلة هي أنها عبارة عن تجارب لعلماء كبار وأنها معروفة في الطب باسم البلاسيبو، لو فكرت في الموت سوف أموت لو فكرت في الفقر سوف أفتقر، لو فكرت أن مرضي لا علاج له فلن ينفعني دعاء ولا صلاة ولا أي شيء، هل شيء خطير لهذه الدرجة لم يتحدث عنه القرآن ولا السنة النبوية؟ هل مرض النبي أيوب كان عبارة عن إيحاء سلبي فقط؟...
إذن لماذ لم يأمره الله أن يعتقد في الشفاء ويؤمن به فقط، هم يقولون أن آية إذا مرضت فهو يشفين، هي دليل على صحة ما يقولون، فإبراهيم عليه السلام لم يقل إذا أمرضني الله أي أن المرض نحن من نجلبه لأنفسنا وهو لم يقل ذلك تأدبا مع الله، طيب يقولون أيضا أن الشفاء نحن من نجلبه لأنفسنا لكن الآية تقول أن الله هو الذي يشفي، يقولون أن تكملة الآية توضح وهو الذي يطعمن ويسقين، يقولون أن الله لا يجعل اللقمة في فم الناس بل يضع قوانين وسنن لوجود الماء والطعام، البعض يقول أن الإيحاء يتم بمشيئة الله.
أنا تعبت من هذا كله، لماذا وضع الله قانونا مثل هذا القانون، ألم يقل أن المصيبة هي من أنفسنا إذن هذا متوافق مع ما يقولون، إن كنت أنا من يشفي نفسي وأنا من أمرض نفسي وأنا من يرزق نفسي وأنا من يطعم نفسي جميع هذه الأشياء بالإيحاء، فلا فائدة من وجود إله على حسب هذا القول ولا فائدة من الدعاء وهذا يتوافق مع وحدة الوجود. مثلا العلاج الوهمي، لماذا لم يعالج الأنبياء بهكذا علاج، هل من دعا لهم النبي استجيبت دعوته للأنهم صدقوا الدعاء وآمنوا به، هذا يهدم كل شيء حديث صدق الله وكذب بطن أخيك أليس فيه إشارة إلى أن الشفاء يتم فقط بالاعتقاد والإيمان بالشفاء رغم أن العسل كما قال الله هو شفاء؟ لا أعرف الناس الدين يصدقون كل شيء لا يفكرون في خطورة هذا الأمر، الأشخاص الذين كنا نعتقد أن الله هو من شفاهم تبين أن الإيحاء هو من شفاهم وليس الله.
قبل إرسالي لهذه الاستشارة بحثت في مواقع أجنبية حول ما يسمى بالعلاج الوهمي أو البلاسيبو وعلاقته بالإيحاء، فوجدت في مواقع علمية وطبية موثقة أن المعلومات التي تننشر حولها ليست أبدا بالصحيحة، فالعلاج الوهمي صحيح أنه تبث بالتجارب لكن تأثيره مؤقت فقط وليس حقيقي وهو يعتبر كنوع من أنواع العلاج النفسي السلوكي فالألم يبقى لكن نظرتك للألم تختلف، مثلا في أحد المواقع المعروفة المتخصصة في السرطان قالوا أن العلاج الوهمي لا يشفي أبدا من السرطان وتأثيره هو تأثير نفسي مؤقت مرتبط بإفراز أحد المواد في الدماغ لكن هل مثلا عند فشل كلوي أو سرطان أو سكري هل يؤدي البلاسيبو إلى الشفاء أكيد لا يؤدي أبدا إلى الشفاء؛
فرغم الاعتقاد في الدواء والطبيب والشفاء لا يأتي الشفاء، إذن تأثير البلاسيبو هو تأثير نفسي مؤقت ولا علاقة له بالشفاء الحقيقي، بل أن البعض قال أن التجارب حول تأثير البلاسيبو هي تجارب تفتقد إلى الحس التجريبي العلمي مثلا، عند إعطاء حقنة لأحد الأشخاص ويخبروه أن هذه الحقنة سوف تزيد من فيتامين س مثلا، لا يحدث شيء، وعند إعطائه حقنة تحتوي على فيتامين س في المرة الثانية والثالثة، في المرة الرابعة يعطونه حقنة وهمية فلاحظوا أن الدماغ يتعامل كأنه تعرض لحقن حقيقي بل حتى عندما يقولون للشخض أنها سوف تنقص من الفيتامين لا يؤدي هذا إلى إنقاصه.
وهناك تجارب تقول أنها فعالة حتى بالنسبة إالى الحيوانات فهل الحيوانات تعقل فما بالك بأان تعتقد في الدواء وهناك تجارب أيضا تقول أن تأثير البلاسيبو لا يكون بالاعتقاد والإيمان فحتى لو علم المرضى أنهم يتناولون مجرد دواء وهمي يتحسنون، إذن لا علاقة لاعتقاد الشخص في ما يدور داخل الجسم لذلك فإن هؤلاء الباحثين رفضو هذه التجارب يعني في المرة الرابعة للحقن الشخص يكون متأكد أنه حقن للفيتامين س لأنه تعرض لها مرتين، لكن ماذا لو تم تعريضه لعدة حقن مثلا فيتامين س وفيتامين د و ا ، وفي المرة الخامسة يعطونه حقنة وهمية سوف تختلف النتيجة أكيد.
أنا الذي دفعني للبحث في هذا الأمر من الأساس هو أنني مصاب بالقلق والوسواس منذ عام تقريبا بسبب ما يسمى يعلوم الطاقة وقانون الجذب وأنك تجذب كل شيء لحياتك، فأصبحت أخاف من ظلي، أخاف من جذب الموت وجذب المرض، جذب السرطان أصبحت أخاف من أفكاري وأنها سوف تؤثر على قلبي فيتوقف ولكم أن تتخيلوا كيف أصبحت حياتي، فعندما بحثت حول هذا الأمر وجدته مجرد خرافة، لكن هم يربطون صحة أقوالهم بما يسمى تأثير الإيحاء والبلاسيبو، حتى أنهم يقولون أنه يمكن أن تصاب بالسرطان بمجرد اعتقادك أنك مريض بالسرطان، يعني مجرد الاعتفاد يؤدي إلى المرض، وهذا شيء خطير جدا، وهذا ما دفعني إلى الجنون، فعندما تقرأ أن البلاسيبو أو العلاج الوهمي يشفي من الأمراض و.... و.... و... و..
يجب عليكم أن ترى جانبه المظلم أيضا، إنه يسبب الأمراض أيضا، أظن أنه لو صحت هذه الادعاءات فلا سبب لوجود الأطباء ولا المستشفيات إذا كان كل شيء مرتبط فقط في الاعتقاد، هناك حكايات خطيرة تنتشر في الإنترنت حيث يمكن مثلا عند أخذ الدواء إذا لم تكن تعتقد في جدواه فإنه لن يؤثر فيك أبدا، أعيد مثلا لو شخص مصاب بالسكري ويأخد الدواء لكنه لا يعتقد في جدواه، سيموت في ظرف أيام عديدة لأنه الدواء لا ينفع معه بسبب الاعتقاد.
أصبحت كلما أريد شرب الدواء لا أعتقد في جدواه بسبب ما قرأت حتى أنني لم أعد قادرا على الدعاء لأنه حسب هذا القول مجرد إيحاء فقط إذن أصحاب القوى الخارقة للعقل هم محقون في ادعائهم فالعقل يمرض ويشفى وهو يتصف باسم من أسماء الله الضار النافع أتمنى أن أكون قد أوصلت فكرتي إليكم.
خلاصة ما أريد القول حوله، هل فعلا للأفكار هذه الخطورة لماذا لا يموت الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الموت ولماذا لم يصب الاخضا الذين يعانون من وسواس الأمراض، إذا كان التفكير الإيجابي يشفي والتفكير السلبي يمرض فهذه مصيبة، الملحدون يقولون أنه يمكننا تعويض الله بالتفكير الإيجابي والإيحاء وهذا ما ينص عليه العلاج الوهمي.
أنا أخاف لأن حياتي أصبحت أنا متحكما فيها ليس تحكما فعليا بل إيحائيا وهذا مكمن الخطورة، أنا أفضل الموت إن صح هذا القانون، لأن حياتي أصبحت مرتبطة بأهوائي، شربت عدة أدوية منذ عام تقريبا ولا زلت ابتداء seroplex و anafranil deroxat divarus effexor .
نا الآن تقريبا حوالي شهرين مع no deep حبيتين في اليوم لمن لا جديد، لأن مشكلتي هي كما ذكرت لكم مشكلة لا تحلها الا أدوية لم أشعر براحة عند شرب أي من الأدوية السابقة بل إن ضررها علي أكثر من نفعها بكثير أصبح لدي الكوليسترول عال جدا أصبح وزني 115 كغ بعد ما كان 88 أوقفت دراستي، كانت لدي أحلام في الدراسة في الخارج لكن بعد المرض أصبحت ملازما لفراشي لأكثر من سنة ونصف تقريبا.
عملت عدة تحاليل للكليتين والغدة الدرقية والسكر وعدة فيتامينات وكلها كانت عادية إلا تحاليل الكبد وفيتامين د، الكبد أعدت التحاليل ووجدته أصبح عاديا ثانية وفيتامين د وجدتها لدي 13 أصبحت أشرب فيتامين د من 15 يوم إلى 15 يوم، أصبح لدي شك في الدين لم أعد أستطيع قراءة القرآن أبدا كلما سمعت القرآن أصاب بخوف وقلق شديدين أصبحت أخاف من الدين ويوم القيامة والدجال....إلخ.
أصبحت أخاف من آيات محددة مثل آية وما أصابتكم من مصيبة فبما قدمت أيديكم، وآية أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسم، أكثر آيتين أكرههما في القرآن كله، لماذا، عند كنت اتابع اصحاب قانون الحدب وعلوم الطاقة كانو يستدلون بهده الايات وعندما أردت أن أتحرر من تلك الخرافات لم استظع التحرر من هده الايات فكفرت بالقران كله وأصبحت ملحدا.
أصبحت أخاف من الأحلام وتفسيرها مخافة أن تقع لي، يعني الاحلام لا دخل لي فيها مثلا حلمت حلما وفسره أحد ما أنني سوف أمرض أو أموت هدا يجعلها تتحقق ما هدا الغباء في الدين؟ الاحلام تتحقق فقط عندما نفسرها هدا نوع من الخبل، كلما قرأت موضوعا يفند هده الامور أي قانون الجدب والإيحاء ارتاح كثيرا كأنني لم أعد مريضا، وعندما أقرأ في مواضيع أن البلاسيبو هو قانون الجذب أكاد أجن وأفكر كثيرا في الانتحار وإنهاء هذا الألم،
لا أظن أنني مصاب بالاكتئاب كل ما حصل لي هو بسبب ما قرأته،
لو كان هذا صحيحا فأنا أريد الموت.
30/11/2015
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
هناك عدة عبارات في رسالتك تثير القلق وتكشف عن أعراض طبنفسية لاضطراب نفسي جسيم.
١ - في بداية الأمر لا تزال في مقتبل العمر ويبدو أن محنتك بدأت منذ فترة زمنية لا تقل عن عام واحد على الأقل. بعبارة أخرى يمكن القول بأن اضطرابك النفسي اضطراباًمساره مزمن.
٢ - تأثير هذا الاضطراب على فعاليتك الاجتماعية والتعليمية شديد إلى حد ما. لا تعمل ولا تتعلم وتقضي معظم الوقت في البحث عبر عالم الفضاء عن قضايا فلسفية وشبه علمية.
٣ - اندفاعك في التعمق بالأمور الذي تشير إليها في رسالتك مصدرها عملية طبنفسية. هذه العملية إطارها وجداني وذهاني في نفس الوقت.
٤ - هناك بعض الغموض عن علاجك ومن الذي يشرف عليه.
٥ - رسالتك بحد ذاتها تكشف عن ارتباك في التفكير مصدره عملية ذهانية. لا يمكن في الوقت الحاضر وضع محتوى الرسالة في إطار الأفكار الحصارية ولكن لا يمكن استبعاد احتمال إصابتك باضطراب الحصار المعرفي (الوسواس القهري) الشديد مع الاكتئاب.
التوصيات:
١ - يبدو أنك أصبت بالإحباط والإرهاق من جراء التعمق في قضايا الإيحاء والعقار الكاذب وقصص الآنبياء (ع). بدلاً من استعمالك العقيدة كاحتياج روحي يرافقك في رحلة العلاج تحولت إلى منظومة وهامية تتشعب اليوم البعد الآخر.
٢ - تتوقف عن التعمق في الأفكار التي تشير إليها في رسالتك وتكثر من التركيز على عملية الشفاء.
٣ - يتجنب الطبيب النفسي الدخول في نقاش الأفكار التي تشغلك ولكنه يستمع كما يستمع الموقع. متى ما دخلت في طريق العلاج وعثرت على الشفاء ستصل إلى استنتاجات خاصة بك لا أظنك ستشارك الطبيب النفساني أو غيره بها.
٤ - رحلة العلاج تحتاج إلى عقار مضاد للذهان يوقف سرعة الأفكار وتأثيرها عليك ويساعد على موازنة حالتك الوجدانية. لا فائدة من عقار مضاد للاكتئاب في حالتك دون عقار مضاد للذهان.
٥ - تتوقف عن الخوض في الأمور أعلاه لفترة لا تقل عن شهرين وتراجع استشاريا في الطب النفسي يشرف على علاجك.
٦ - تركز الآن على العقاقيرفقط، بعد أن تتحسن بمقدار ٥٠٪ تناقش مع طبيبك علاج كلامي.
وفقك الله.