أفتقد الروحانيات وأخاف مخالطة الناس
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، لا أدري كيف أصف مشكلتي، أنا فتاة في أواخر العشرينيات غير متزوجة والحمدلله على كل حال تعليمي فوق الجامعي وموظفة من أسرة طيبة، مشكلتي بدأت منذ البلوغ حيث لم أكن أكترث لموضوع الصلاة فأصلي أحيانا وأتركها أحيانا وقد استمريت على هذا الحال إلى الآن،
أعلم أن تركي للصلاة معصية لرب العباد وقد كان ضميري يؤنبني فأعود أصلي، أما الآن فلا أشعر بتأنيب الضمير مطلقا وقد فقدت الإحساس والتفاعل مع كل شيء حولي فأصبحت لا أشعر بالفرح ولا الحزن ولا الخوف من عقاب الله ولا بأي شيء من الروحانيات
هل تصدق حتى عندما مات جدي وجدتي عليهم رحمة الله لم أبكي ولم أشعر بأنني حزينة أتعبني حالي بدأت بقراءة كتب التوحيد والعقيدة، أقرأ القرآن والكتب التي تتحدث عن الموت ولكنها دون جدوى أمر عليها دون تأثير حتى الصلاة باتت أفعال أقوم بآداها ولا أشعر بالخضوع والخشوع وهذا ينطبق على كل شيء في حياتي
قبل عدة سنوات تعرضت لصدمة نفسية وكنت أتعالج بمضادات الاكتئاب لفترة طويلة ولكن الآن تركتها بدون استشارة الطبيب، علما بأنني ابتليت بمرض وراثي (abilateral cleft lip) والحمدلله وأنا صابرة على أمر الله
وعندما كنت في مرحلة الطفولة والمراهقة لم أهتم كثير ولكن بعد تخرجي من الجامعة ازداد الوضع سوء لأنه عمر الزواج فتمنيت أن أحظى بزوج فأجريت عملية جراحية تجميلية ولكن خاب توقعي فلم تكن النتائج جيدة أو حتى مقبولة مع عدم استطاعتي إعادة العملية لأنها مكلفة جدا لذلك أصبت بصدمة ما بعد العملية والآن أرتدي النقاب ولا أستطيع مواجهة الناس من حولي حتى في العمل لا أستطيع أن أكشف عن وجهي وأنا بين زميلاتي أو أن أصلي معهن وقد حاولت مرارا وتكرارا دون فائدة، حتى أنهن إلى الآن لا يعرفن ملامحي وأنا أعمل معهن لمدة أربع سنوات ، فأتجنب الذهاب إلى أي مناسبة اجتماعية تخص الزميلات، ولا أزورهن مطلقا وهن لا يزورني، هن يتعاملن معي معاملة سطحية جدا ولا يفهمون ما بي وأنا لا أستطيع أن أوضح لهن سبب ابتعادي
أصبحت لا أحب الذهاب إلى العمل ودايما أتعذر بالمرض لأن مقابلتهم تمثل عبء كبير وأكون غير مرتاحة إلى وقت عودتي إلى المنزل كذلك الحال مع أهلي فهم لا يروني إلا نادرا
أعلم أن هذا قدري وأنا راضية به ولكن يتعب أعصابي، أريد حلاً لكي أنسى معاناتي وأحس بأن شخص عادي أواجه الناس دون خوف من تعليقاتهم
كذلك أريد كيف أن أتوب إلى الله، وأن أتخلص من كل هذه الهموم والمصائب وأن أشعر بلذة العبادة
وجزاكم الله خيرا
28/1/2016
رد المستشار
السيدة الكريمة: "أم خولة" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد.... أحيي فيك صبرك واحتسابك عند الله، واعلمي أن الله لا يفرح بشقائنا أو تعاستنا
من الناحية الطبية والنفسية فإن حالتك النفسية -بناء على روايتك- تتراوح بين اضطراب عدم التكيف أو اضطراب الاكتئاب الجسيم، وكلاهما من الناحية الطبية يتميزان بغلبة الأعراض الاكتئابية
من الواضح في حالتك أن هناك نوعين من الضغوط من شأنهما أن يتسببا في استمرار التعب النفسي لفترات أطول.
النوع الأول هو "الشفة الأرنبية" أما الثاني فهو "تأخر سن الزواج" في مجتمع له عادته وتقاليده التي في أغلب الأحيان لا تقف في جانب المرأة غير المتزوجة
أعتقد أن العقدة كلها تدور حول إدراكك الذاتي لمشكلة "الشفة الأرنبية"، وليس المشكلة الطبية في حد ذاتها.
يبدو انطباعك بخصوص المشكلة ورد الفعل الذاتي لك بخصوص هذه المشكلة من أكبر المعوقات التي تقف في وجه أي تحول ايجابي او تغير للافضل في مسيرة حياتك الشخصية والعملية والاجتماعية
أنصحك بجلسات العلاج السلوكي المعرفي مع أحد المختصين في هذا المجال، وأتوقع بإذن الله أن تؤتي هذه الجلسات أكلها حال انتظامك عليها لفترة كافية
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، وأن يصلني خبر تعافيكم في القريب العاجل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعليق: معاناة المستشيرة الفاضلة درس لجميع الأمهات والآباء والاطباء بضرورة عمل الجراحة للشفة الأرنبية في عمر مبكر.
العقابيل النفسية للشفة الأرنبية أمرها شديد على الفرد في جميع المراحل والأشد بأسا من ذلك التشويه الذي يحدث من جراء عملية تجميل متاخرة وقد تكون أشد بآساً من الشفة الأرنبية نفسها.