ذاكرتي قوية.. وأعيش الماضي بآلامه!
السلام عليكم ورحمة الله:- أنا رجل محاط بالكثير من المشاكل حاليا لا أعمل بأي شركة وعلي ضغوط نفسية واجتماعية كثيرة ولابد من أن يكون ذهني صافيا لكي أتحدى هذه الصعاب ولكن المشكلة الأساسية عندي ذاكرة قوية، ولا أستطيع نسيان أي شيء بسهولة، وأتذكر أشياء سيئة منذ الطفولة عندما أجلس بمفردي، وأتذكر أشياء سيئة منها:
- في الطفولة كان هناك جار لي طفل أيضا من سني كان يسمعني كلام بذيء عن أختي التي تكبرني وكنت لا أستطيع أن أرد عليه والخوف كان يمنعني من أن أقول لوالدي أو والدتي فقد كنت خواف والبيئة سيئة والمدرسة أيضا سيئة وبها تلاميذ أعوذ بالله لا أعرف مدى احتياجهم للتعليم أساسا فمنهم من أصبح بلطجي معروف في الكبر مع أني كنت شاطر ومتفوق إلا أن الحالة المادية للأهل لم توفر لي أحسن من ذلك.
- أني انضربت مرة خلال مشاجرة في الشارع، ولم أستطع الرد بالطريقة التي ترضيني، ومن حينها وأنا أحسّ بالإهانة، والموضوع لا يذهب من ذاكرتي.
- كذلك كان هناك شخص سخيف يعاملني بطريقة سيئة كلما قابلني مع زملائنا وكنت لا أحب الجلوس معه وبالفعل امتنعت عن الجلوس معهم.
- كذلك سبني واحد ذات مرة، ولم أكن مخطئًا في مشاجرة بسبب السيارات، وهو المخطئ. بكلام بذيء ولم أفعل شيء.
- كما أنني حساس جدًا تجاه الكلمات حتى مع زوجتي، وقد تقول كلمة عابرة لا تقصد بها شيئًا أتأثر جدًا وأنفعل!.
أنا شاطر جدًا في عملي كذلك لديّ موقع تعليمي يفيد النّاس مجانا، كذلك لدي إرادة؛ فقد كنت مدخنًا وتوقفت عن التدخين تمامًا الآن، ولكن مثل هذه الذكريات والحساسية الزائدة أصبحت تؤرقني، وتقلل من تركيزي، وتغير الحالة المزاجية عندي، وأتذكرها بمجرد حدوث شيء أو موقف أو كلمة مشابهة حتى لو في التلفاز!.
أرجو المساعدة والنصح
وشكرا
5/2/2016
رد المستشار
صديقي
لا أعتقد أن أحدا من البشر لا يتذكر لحظات سيئة بل وأليمة من الماضي.. ليس هناك من البشر من أدى الأداء الأمثل أو تصرف التصرف الأمثل في كل مواقف الماضي.. ولكن باجترار الماضي تعيش في حالة من الغضب والمهانة والإحساس بالعجز في حين أن كل هذه الأشياء لا وجود لها الآن إلا في ذاكرتك وفي تدريبك لنفسك بدون وعي على الاستمرار في الإحساس بقلة الحيلة والمهانة.
أقترح عليك الآتي:
فكر في أي من تلك المواقف الماضية كالمعتاد ثم تخيل ما هو الأسلوب أو الفعل الذي لو كان حدث لكنت راضيا عن نفسك الآن.. فكر أيضا في احتمالات نتائج أفعالك البديلة.. مثلا : سبك أحدهم ولم تفعل شيئا.. يمكنك أن تتخيل أنك سببته أنت أيضا ولكن بوابل من البذاءة لم يقدر هو عليه.... لقد انتصرت ظاهريا ولكنك أصبحت منحط الأخلاق.... يمكنك أن تتخيل أنك قد ضربته أو عاقبته جسديا ولكنك عرضت نفسك لخطر التصعيد أو لخطر تسببك في إصابه بالغة له مما قد يوقعك في الإحساس بالذنب أو تحت طائلة القانون أو كليهما.
قد يكون خوفك من المواجهة هو في الحقيقة خوف من قوتك الكامنة وغضبك العارم واللتان قد تسببان المصائب إذا ما سمحت لهما بالانطلاق أو الانفلات.
استخدم إرادتك في توجيه أفكارك وأحاسيسك رويدا رويدا..ما هي التصرفات والردود التي تريد أن تفعلها وتوصف أنت بها في هذه المواقف أو في مواقف مماثلة؟
من ناحية أخرى يجب استعراض المعاني المختلفة للأمور: مثلا عندما تكلم جارك ببذاءة عن أختك... أتعلم أن هذه علامة أكيدة على سوء تقديره لنفسه وعلى إحساسه بأنك أفضل منه؟ أتعلم أنه لم يجد ما ينتقده فيك أو ما يضعفك فقرر الهجوم عليك من خلال أختك؟ ألا تعلم أن هذا هو نفس أسلوب الشخص السخيف الذي كان يعاملك بطريقة سخيفة كلما قابلك مع زملائك؟... لو هاجموك بلا سبب فاعرف أنهم يعتقدون داخليا ولو في اللاوعي أنك أفضل منهم أو أن فيك ما يذكرهم بنواقصهم أو ضعفهم... اصفح عنهم وتفهم موقفهم لأنك الأفضل والأقوي (وإلا ما كانوا هاجموك بلا سبب)... طريقتهم هي طريقة الضعفاء.. "خدوهم بالصوت لا يغلبوكم"..... أليس هذا اعترافا ضمنيا بالخوف والضعف من ناحيتهم؟
وجه تفكيرك لحل مشاكلك الحالية.. الماضي لا يمكن تغيير أحداثه ولكن من الممكن تغيير وجهة نظرك فيه وفي معناه.. إن تذكرت الماضي فسل نفسك: إذا كان مع العسر يسرا فما هو الشيء الإيجابي الذي يمكنني تعلمه من هذه الخبرة؟... ألا تدري أن كل سنتين تتغير كل ذرة في جسدك؟
ألا يعني هذا أنك كيان مختلف عن هذا الذي تعرض لكل هذه الخبرات؟ ألا يعني هذا أنك أنت من يحتفظ بالحالة كما هي؟... الذكريات لا حصر لها ولكن لابد وأن فيها ما هو جيد ومبهج بجانب ما هو سيء ومؤلم.. ركز على ما هو مفيد في الماضي وعلى ما تريد في الحاضر والمستقبل.
قد تحتاج مساعدة مدرب أو معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب