مشكلة نفسية كبيرة لم أعد أستطيع احتمالها وأرجو المساعدة
أهلا بكم حضرات المستشارين أولا أحب أشكر حضراتكم جدا على كل ما تقدموه من مساعدات لنا كشباب في مقتبل العمر في موضوع مهم زي المشاكل التي تواجهنا في حياتنا خاصة النفسية منها بشكل علمي ومحترم وهذه كانت مقدمة لابد منها تقديرا لحضراتكم خصوصا د/ وائل صاحب فكرة هذا الموقع جزاه الله وجزاكم كل خير.
ما بعد, أنا شاب عندي 23 سنة مهندس, مشكلتي أني لحد دلوقتي محصليش أي علاقة حب مع بنت ولا عمري اتكلمت مع بنت في التليفون ولا خرجت معاها زي ما بيحصل مع كل أصحابي منذ أن كان عمرنا 15 سنة أو أقل أنا ساعات برجع دا لأسباب زي إن أنا كنت متفوق علميا جدا وبالتالي بقول مكانش عندي وقت للكلام دا وساعات بقول أصل أنا مكانش معايا بنات مناسبة في الكلية أو العمارة فبالتالي مش ذنبي ولكن بصراحة أنا بضحك على نفسي بالأسباب دي عشان أداري السبب الحقيقي وهو أني بتكسف جدا من إني أبتدي الكلام مع بنت لأول مرة خوفا من إنها تحرجني وأنا من أكتر الناس في الدنيا اللي بتخاف على كرامتها ولو حد أهاني مبعرفش أنام من غير مآخد حقي,
الكلام اللي بقوله دا كله كان ممكن مايبقاش مشكلة لو أنا مش مهتم بالموضوع لكن المشكلة إن الموضوع دا مسببلي أزمة نفسية رهيبة تجعلني أحيانا لا أستطيع النوم لأني نفسي أتكلم مع بنت وأحبها وأتجوزها زي أي شاب في سني ولكني لا أمتلك الجرأة الكافية لذلك كما أخشى أيضا أن لا أستطيع اختيار زوجة مناسبة لي في المستقبل نظرا لقلة خبرتي بالنساء مما يجعل خداعي أمرا سهلا وخصوصا أني بشوف الأولاد كلهم بيعرفوا بنات ويخرجوا معاهم فبالتالي بحس إن أنا معيوب رغم أن شكلي مقبول جدا ومركزي الاجتماعي كويس خصوصا إني خلصت كلية وداخل على الشغل اللي هو بالفعل حيبقى الفرصة فيه لموضوع زي دا قليلة جدا لأن طبيعة شغلي مع أولاد بنسبة كبيرة جدا.
وفي الحقيقة اللي مموتني من القلق في الموضوع دا هو رعبي من جواز الصالونات لأن أنا في الحقيقة رومانسي جدا ومن الرجالة القليلين اللي عندهم الكلام المعسول والتدليل والمداعبة والشعور بحب وشهوة الزوجة أهم من العلاقة الجنسية نفسها فبالتالي بيبقى صعب أتخيل إني بدلل وبقول كلام معسول لزوجة مجمعنيش بيها قصة حب ولكننا تزوجنا من أجل الاستقرار في عملية أشبه بالصفقة منها للجواز لأن ساعتها دا حيبقى كلام غير منطقى ليا وليها طبعا لأنها حتقول (حتى لو في سرها) هو بيقولي الكلام دا إزاي واحنا أصلا محبناش بعض لسة. وفي نفس الوقت بقول لنفسي طب حييجي منين الزواج اللي عن حب وأنا أصلا معنديش الجرأة الكافية إني أكلم أو أخرج مع بنات علما بأني جريء جدا في حياتي بصفة عامة باستثناء هذا الموضوع. أرجو الإجابة علي هل اللي أنا فيه دا نوع من المرض النفسي ولو فعلا كدا إزاي أقدر أعالج نفسي وأصبح أكثر جرأة في الموضوع دا بالذات.
وبحكم خبرتكم في ذلك المجال والمشاكل الكثيرة التي تحللونها هل يحتوي الزواج التقليدي (زواج الصالونات) على ذلك الحب والرومانسية والدفء في العلاقة بين الزوجين بحيث لا يستطيع أي من الطرفين الاستغناء عن الآخر على الرغم من عدم وجود قصة حب بين الزوجين قبل الزواج أم أن تلك الحالة موجودة فقط في الزواج الذي يتم عن حب علما بأنه قد يكون هناك احترام متبادل بين الزوجين في حالات زواج الصالونات ولكن ذلك الاحترام لا يمكن أن يحل محل الحب على الإطلاق.
آسف جدا على الإطالة
ولكني ما صدقت لقيت موقع مفيد مثل هذا الموقع وطلعت كل ما في قلبي.
11/3/2016
رد المستشار
أخي الكريم، السلام عليكم؛ أدعو الله لكم بدوام الصحة والسعادة بإذن الله
أقدر جيدا حيرتكم في هذا الأمر، لكني أود أن أطمئنك أنه لا يوجد في الأمراض النفسية ما يدعو للقلق بشأن هذا الأمر كما تصفه لي في رسالتك. هذا الأمر يندرج تحت السلوكيات النفسية المرتبطة بثقافة المجتمع أو توجهه العام، كما إن ذلك يتأثر بعوامل التربية والتنشئة أثناء مرحلة الطفولة والمراهقة، وكذا نوعية وطبيعة العلاقة بين الطفل والوالدين وخاصة الأم.
الامر الثاني: لا يوجد شواهد طبية أو اجتماعية تشير إلى أفضلية أي من الزواج التقليدي أو الزواج الذي تسبقه علاقة عاطفية ومعرفة مسبقة بين الطرفين؛ فكلاهما قد يكلل بالنجاح والاحترام المتبادل والعلاقة الدافئة أو لأسباب لا علاقة لها بنوعية الزواج قد يصاب أي منهما بالفتور والجفاء أو الخلاف والانفصال وانتهاء العلاقة.
أخيرا لا يوجد تعارض بين الزواج التقليدي ووجود علاقة عاطفية أو حب متبادل بين الطرفين؛ ولذلك أوجد الله فترة الخطوبة لتسهيل التعارف بين طرفي العلاقة وامكانية التقييم الجاد لما هو قادم مستقبلا. كل ما في الأمر أن ذلك يستلزم التفكير والتأني وأخد المشورة وبخاصة من الوالدين حتى تكون زوجة المستقبل هي الأخت والحبيبة والزوجة، وأن تكون السند لزوجها في السراء والضراء.
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.