مشكلتي سبب انتكاستي
السلام عليكم؛ أنا فتاه أبلغ 20 من العمر في الواقع أنا مشتتة ولا أعلم من أين أبدأ لكن أرجو أن تساعدوني.
نشأت في بيئة مضطربة كثيرا عانيت في طفولتي من الانطواء والخجل والخوف من التعبير عن مافي نفسي بسبب تهديد من حولي لي أكملت حياتي مع كل تلك الاضطرابات التي واجهتني وأكثر ما كان يؤرقني تفضيل الولد على البنت مما سبب كرهي لذاتي وانوثتي فليس لي ذنب باختيار نفسي
حصل ذلك من والدتي ومن حولي من الذكور وأثر ذلك علي بخوفي من الزواج وكرهي للرجال فأنا أرى فيهم المثال السيء مما جعلني أكرههم وأخشاهم وحدثت لي تحرشات منذ كنت طفله بعمر 5 و10 سنوات مما جعلني أرى أن الفتاه مصدر متعة لهم فقط.
أرجو أن تساعدوني فأنا لا أستطيع الذهاب لدكتور نفسي،
وأريد نصائح لحالتي.
13/3/2016
رد المستشار
أهلا بك يا ابنتي، كنت أتمنى أن ترسلي لنا بتفاصيل أكثر من ذلك؛ فالاضطرابات قد تكون جسيمة، وقد تكون متخيلة!، والتفاصيل تجعل الرؤية أكثر وضوحا، وقربا مما يحدث فعلا، لكن على أية حال فأنت تعانين، وأشعر بمدى معاناتك، ومخاوفك، ورغم إحساسي بمشاعرك فعلا، إلا أنني أراك تهربين من مسؤولية تضميد جراحك بنفسك وتنتظرين أن يضمدها من قاموا بها!!، أو تنتظرين أن يقوم القدر بمهامك!؛
فلتحنو أنت على نفسك الآن على الأقل كبداية حتى تتمكني من تكملة المشوار؛ فتصديقك لكونك الأقل، وأنك مجرد جسد ليتمتع به الرجال في قرارة نفسك سيجعلك في مساحة التحرش كثيرا!؛ فكما نرى أنفسنا نتصرف بوعي، أو بدون وعي؛ فقد يتحرش الرجل بامرأة عنوة، أو إجراما، أو استغلالا مرة، أو مرتين في سن عدم القدرة على التمييز، أو الخوف الذي يكبل، لكن تكراره مع زيادة الإدراك يشير لأمور كثيرة قد يكون منها أن الأنثى تصدق فى داخلها أنها تستحق الأذى، أو أنها كائن درجة ثانية لا يحق له إلا الاستخدام فقط!،
وليس معنى كلامي أن هذا يحدث معك فلا أملك تفاصيل تجعلني أرى، ولكن أريد فقط أن أنبهك أن الحياة اختيارات؛ فاختيار البقاء على ما أنت عليه من معاناة هو اختيارك المحض حتى لو لم يكن اختيار واعي تدركيه، لكنه اختيار، واختيار أن تكوني موجودة، اختيار، واختيار البقاء كما أنت اختيار، واختيار عدم التصديق لكل هذا أيضا اختيار، فلتكفي عن "النوح" لتتمكني من تماسكك، ولتكبري لتتحملي مسؤولية وجودك الذي لا يمنحه أحد لأحد أيان كان، ولكنه حقك، والحق يؤخذ؛ وأتفهم جدا صعوبة ما أطلبه، وأتفهم جدا أنك تحتاجين لمن ولما يعينك ويساعدك على تلك الخطوة الصعبة الهامة جدا؛ فتواصلك مع معالج يضع يديك على البداية، ويساعدك بالتدريب السلوكي، والعلاج النفسي، وعلاج الأفكار تجاه نفسك، والحياة، والرجل، والزواج، والجنس، الخ خطوة مهمة وضرورية......
واعتبري أن أول "بروفة" لك في حق الوجود هو إصرارك المهذب على احتياجك لمساعدة متخصصة، وتضعي رفضهم، وتفسيرهم، وتشويههم لحقيقة العلاج النفسي في أقرب سلة مهملات بجانبك، وخوضي تلك البروفة بهدوء وإصرار ومسؤولية، وحتى تحصلي على ذلك اقرئي الكثير من الاستشارات التي تحدثت عن الهوية، وعن الاحتياجات، والتحرش، والعلاقات الصحية، الخ، وكلما كنت مصرة بأدب ومسؤولية كلما وصلت لهم الرسالة "بالتكرار المهذب المسؤول" بشكل إيجابي، وتذكري أن الألم جزء من الحياة لن نتفاداه، ولكن المعاناة للأسف اختيار، ولا يستغل شخص شخص آخر إلا إذا سمح الأول بذلك.
ويتبع >>>>>: المعاناة اختيار!!! م