أنا موسوس هل تتعلم بنتي طب الأسنان ؟
عملاء للجنس أو مرضى بلا دواء
أشكر كل القائمين الأفاضل بهذا الموقع الكريم؛ ولي عتاب على إدارة الموقع أرجو أن يتقبلوه بصدر رحب. هناك استشارات لا أشك لحظة أنها من نسج الخيال. وأعتقد أن كاتبها يا إما يريد نشر الفساد وشيوعه أو أنه مريض مرضا نفسيا ولا دواء له وإن كان المرض ليس أمرا معيبا أو قادحا بكل الأوقات. لن أضع روابط لكثير من المواضيع والتي يحرص كاتبها أو كاتبتها أو تضع تفاصيل دقيقة لا لزوم لها البتة، بل بشكل مقزز.
واسمحوا لي فقط بذكر مثالا واحدا فقط على سبيل المثال لا الحصر، موضوع من يتساءل صاحبه إن كان مصابا بالهوس الجنسي، ويحكي تفاصيل علاقته بزوجته بكل دقة وبكل تفصيل والله وإن كنت لا أعلم الغيب لكنني أرجح أنه مريضا بالخيال والوهم، وأنه يفتقد لكل ما كتبه -والله أعلم-
وما يهمنا هنا أن نرجو من السادة القائمين على الموقع قبول خيار من اثنين يا إما الرد برسالة خاصة للمرسل طالب الاستشارة أو حذف تلك التفاصيل التي لا داعي لها
وشكرا لحضراتكم.
27/3/2016
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وطرح وجهة نظرك عن بعض الاستشارات.
المراسلة والاستشارات عبر عالم الفضاء هي ظاهرة من ظواهر الألفية الثالثة. ليس هناك ما يشير على أن هذه الظاهرة ستتغير وإنما في تزايد مستمر. هناك استشارات طبية لا علاقة لها بالطب النفسي تتم عبر عالم الفضاء وحتى هناك من العقاقير التي يتم وصفها وكتابتها من قبل صيدليات عملاقه في الغرب.
المشاكل النفسية والطبنفسية تمر بعدة مراحل:
تعبير المستشير عن نفسه.
الاستماع إلى المستشير من قبل مستشار قد يكون طبيبا نفسيا أو معالجا نفسيا أو باحثا اجتماعيا أو غير ذلك من الحرف المرتبطة بالصحة النفسية.
حين يعبر الإنسان عن نفسه فهو يتحدث عن تجربة شخصية أو ذاتية. هذا الطرح الذاتي يصفه البعض بالغير موضوعي أحيانا لأن ليس من السهل التمييز بين ما هو حقيقة أو خيال فيه، لكنه في نهاية الأمر يتعلق بتعبير الإنسان عن نفسه. الكثير من الناس لا ترغب بالاستماع طويلا إلى كل من يعبر عن نفسه أو تجربته الشخصية ولكن في مجال الصحة النفسية لا فرار من الاستماع ومن لا يستمع من العاملين لحديث من يستشيره فهو بلا شك غير مؤهل للعمل.
لا يقتصر هذا المزيج من الحقيقة والخيال على مراسلات الموقع وإنما يحدث يوميا في الممارسة العملية.
بعد عملية التعبير والاستماع تأتي مهمة المستشار لتقييم ما سمع أو قرأ. هذا التقييم نطلق عليه تقييم موضوعي Objective assessment. هذه المرحلة واضحة في جميع الردود على الاستشارات. في الممارسة العملية يتم الحديث عنها مع المستشير وتأتي هنا عملية استماع المستشير للمستشار وله مطلق الحرية في قبول أو رفض هذا التقييم.
ثم تأتي مرحلة فسح المجال للمستشير بطرح الأسئلة ليجيب عليها المستشار. ترى الكثير من الاستشارات معنونة بمتابعة 1 أو 2 أو حتى تسعة وهذه موازية لطرح المستشير لأسئلة أو طلب توضيح ما استمع إليه في المرحلة الثالثة.
وأخيرا يتم طرح التوصيات بصورة عامة. للمستشير مطلق الحرية في قبولها أو رفضها.
يعبر المراجع للطبيب النفسي عن تجربته الشخصية بحرية وليس من واجب من يستمع إليه إصدار الحكم عليه وإدانته بالكذب أو منعه من ممارسة حقه في الكلام.
ولكن هل من يراسل الموقع هو الوحيد الذي يجمع بين الحقيقة والخيال؟
كلا وإن استمعت إلى أي إنسان فسترى أن ما يتحدث عنه يحتوي على نسبة معينة من الخيال لأن الطرح الشخصي طرح غير موضوعي بحد ذاته ورواية كل إنسان لا تختلف كثيرا عن الروايات الأدبية المتوفرة في الأسواق. هذه الظاهرة ليست حديثة وتراها مثلا في روايات الشعر العربي القديم فلا تعلم ما نطق به الشاعر وما أضاف إليه أو حوره لراوية.
وماذا عن الهوس الجنسي؟
مصطلح الهوس الجنسي يقع ضمن التعبير الشخصي الغير الموضوعي Subjective وأسبابه متعددة وقد تطرق إليه الموقع في مقال عن الإفراط الجنسي وما هو خلف الستار العائلي. هذه المقالة توضح تعبير الإنسان عن تجربته الشخصية وروايته والحاجة إلى التقييم الموضوعي.
ولكن هل يجوز اتهام الإنسان بالكذب؟
لا أظن أن الموقع يستعمل مصطلح الكذب كثيرا في الرد على استشارة تتميز بمحتواها الخيالي. الرفض في نشر التفاصيل يعني عدم الاستماع إلى المستشير واتهامه بالكذب وهذا ليس من وظائف الموقع. مهمة الموقع أولا الاستماع وبالتالي نشر التفاصيل وثانيا تقييمها موضوعيا وبعدها طرح التوصيات.
وفقك الله.
التعليق: شكرا دكتور سداد ... الأمر واضح الآن ...
وبالفعل كنت أستغرب من بعض أطباء النفس يستمعون بإنصات للمريض بل ويكملون له عند توقفه عن الكلام وهم يفهمون تماما ما يقوله ويعطونه الفرصة للكلام ... سواء كلام واقعي أو أوهام وخيالات لكنهم كما فهمت من ردك لابد له أي المريض أن يتكلم ....
وفقكم الله