لا أستطيع تكوين صداقات حقيقية
أنا مصري مقيم في السعودية من لحظة ولادتي إلى الآن وأسافر إلى مصر شهرين فقط في السنة ثم أرجع إلى الغربة.. ليس لدي في مصر أصدقاء أبدا إلا أقاربي الذين يفوقونني سنا فكنت أقضي الوقت كله مع أهلي في مصر وحتى في السعودية كانت حياتي من المنزل إلى المدرسة ومن المدرسة إلى المنزل لم أكون أي صداقات حقيقة بسبب اختلافي عنهم فكانت علاقاتي لا تتجاوز حدود الزمالة فأثر ذلك علي عندما كبرت.
بعد تخرجي من المرحلة الابتدائية إلى الآن لا أستطيع تكوين صداقة إلا بعد مشاجرة بسبب تافه لأني لا أستطيع التصرف أبدا في المواقف بشكل صحيح... تم دعوتي من أصدقائي (الذين أعتبرهم زملائي في المدرسة فقط) للخروج معهم كانت أول مرة لي. ثم قويت علاقتي بهم حتى أصبحنا أصدقاء لكن بعد سنة أو سنتين (مدة طويلة جدا غيري كان سيفعلها في شهر أو أقل) فاكتشفت أنهم لا يميلون للخروج خارج المنزل مع الأصدقاء كثيرا فكنا نجتمع كل أسبوعين مرة ونقوم بمثل مانقوم به كل مرة (روتين ممل جدا) فقررت أن أبحث عن غيرهم خارج إطار المدرسة..
بعد تخرجي من المرحلة المتوسطة ودخولي المرحلة الثانوية ذهب كل شخص منا إلى مدرسة مختلفة حمدت الله أني انفصلت عنهم (لأنهم أشخاص مملين جدا) وكنت أود أن أكون صداقات جديدة لكن لسوء الحظ رأيت أن ذلك صعبا جدا حتى تشاجرت مع أحدهم ثم أصبحنا أصدقاء وعرفني على البقية. لكن علاقتي بهم كانت سطحية تقريبا. لكن كان هناك شخص يطلب مني دائما مساعدته كثيرا فهو متعثر في دراسته لكن كان يملك أصدقاء كثير. فطلبت منه أن نخرج يوما معا فوافق على ذلك بدافع رد الجميل. فكنا نذهب إلى أصدقاءه دائما ويعرفني بهم. (هؤلاء الأشخاص ليسوا مملين مثل قبلهم هؤلاء الذين أريد أن أكون منهم ومثلهم) لكني لم استطع أبدا أن أكون صداقات معهم وإذا رأيتهم قلبي يبدأ في الخفقان سريعا جدا وعندما أتعامل معهم يصيبني مثل الشلل وأصبح قليل الكلام فتبدو علي الحماقة ويأخذون عني صورة سيئة وهكذا لن أعود إليهم لأني أعرف كيف يروني شخصا أحمق ممل وهكذا فضلت المكوث في المنزل بسبب فشلي وقلة حيلتي وشخصتي في تكوين أصدقاء.
وأصدقائي الآن يروني شخصا ساذج وأحمق ولايبدون لي أي احترام على عكس غيري. لا أدري لماذا أنا!!!! بعض المشاكل التي أثرت في هذا الأمر
أني أعاني بعض المشاكل الخلقية، وكذا أعاني بعض التأتأة وصعوبة النطق
28/3/2016
رد المستشار
شكرا على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
الفقرة الأولى من رسالتك تتطرق إلى المشاكل البيئية التي تمنعك من تكوين صداقات حقيقية. ثم تعود في النصف الأول من الفقرة الثانية لتبرير فشل تكوين هذه الصداقات وتسقط اللوم على الآخرين واتهامهم بالملل. ولكن في النصف الثاني من هذه الفقرة توضح فشلك في تكوين صداقات قوية بسبب القلق والرهاب الاجتماعي.
بعدها تجيب على مشكلتك بأنها الشعور بالنقص بسبب مشاكل خلقية وتأتأة وصعوبة في النطق.
ما هو واضح في رسالتك بأن جميع من تحدثت عنهم لم ينبذوك يوما ما ولم تذكر أي سوء تصرف منهم تجاهك. المشكلة ليس في البيئة التي تعيش فيها وإنما خوفك أنت من تكوين صداقات حقيقية بسبب شعورك المزمن بالنقص والقلق من التفاعل الاجتماعي.
الخوف الاجتماعي لا يختلف عن أي خوف آخر ولكي تتجاوزه عليك ان تتعرض إليه وتختلط مع زملائك وأصحابك. ليس هناك إنسان لا يعاني من نقص ما في تكوينه ويتقبله الآخرين ويرحبون به ولكن الأهم من الكمال هو الشعور بالثقة بالنفس.تخرج وتصاحب الآخرين من الزملاء والصحاب وبدون أن تصدر الحكم عليهم بأنهم زملاء ولا أصدقاء أو مملين أو غير مملين.
واقرأ أيضًا:
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي
النظريات المعرفية للرهاب الاجتماعي
نفسي عصابي رهاب اجتماعي Social Phobia
لا يتم تجاوز رهابك الاجتماعي دون بذل بعض الجهد من قبلك بالاختلاط بالآخرين. سيكون الأمر صعبا بعد تجربة واحدة أو أكثر ولكن الخوف سيتلاشى مع تكرار التجربة. هكذا تتحسن وتتجاوز التأتأة وصعوبة النطق.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
نفس اجتماعي: خجل اجتماعي Social Shyness
نفس اجتماعي: مشكلات الخليج Gulf Problems
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي
النظريات المعرفية للرهاب الاجتماعي
نفسي عصابي رهاب اجتماعي Social Phobia