طلب تشخيص من د وائل أبو الهندي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد سأسرد مشكلتي بالتفصيل وبالترتيب الزمني وأتمنى منكم تقديم تشخيص دقيق هذا كل أملي لا يهمني الباقي. مشكلتي بدأت قبل خمسة أو ستة سنوات وتحديدا في العام الذي تأهل فيها منتخب بلدي إلى كأس العالم على حساب منتخب مصر لا أذكر أول نوبة هلع لكن بدأ الأمر على شكل خفقان شديد في القلب وضيق في التنفس وضيق في فم المعدة تكرر الأمر عدة مرات خصوصا عند الخلود إلى النوم حيث أستفيق على ضربات القلب ونوع من الهلع وخوف من الموت أما نوبة الهلع الكاملة فحدث مرة أو مرتين وبالتحديد خلال مبارتي الجزائر ومصر حيث انتابني رجفان في الجسم ودقات القلب تتسارع وتنفس يضيق وكل تفكيري بأنني سأصاب بنوبة قلبية وسوف أموت.
تكرر الأمر مرتين بعدها بأيام أو أشهر لا أذكر فجأة وأنا ساهر في ليل جاءت وسوسة عن غفلة عن الوجود والخالق ومن خلق الخالق سببت لي قلقا وانزعاجا، مباشرة دخلت على الإنترنت محاولا معرفة مشكلتي فبدأت أقرأ ليلا نهارا عن الأمراض النفسية ومشكلتي بدأت تحديدا عندما اعتقدت أنني مريض بالوسواس القهري فرحت أقرأ لأيام عن هذا المرض قرأت في كل المواقع وعن كل شيء الأمر الذي دمر حياتي حيث بدأت الأفكار تتهاطل علي كالمطر أفكار ناتجة عن كل ما قرأته.
علما أن كل ما قرأته لا ينطبق على حالتي فقرأت كل شيء حتى وصل الأمر إلى طبيب نفسي لم أسمع لكلامه قلت له مباشرة أنا مصاب بالوسواس القهري أعطني العلاج الدوائي كذا وكذا بعد أن استمع إلى حالتي وصف لي أنفرانيل 25 ملغ وترونكسان وهو مهدئ وأيزوبتيل وكذلك سولبريد تناولت العلاج وأحسست بتحسن كبير فقد ذهب عني القلق والفزع والخوف وكل الأفكار التي تهاطلت علي لكن ما زلت أحس بالخوف مما قرأته والمشاعر السلبية من الفزع والخوف الذي سببته لي قراءتي عن هاته الأمراض.
الطبيب شخص حالتي على أنها قلق نفسي زائد واضطراب الهلع. لم ألتزم بالعلاج كاملا فكلما أنقطع عنه أنتكس وكلما حدثت انتكاسة فأول شيء ينتابني هو القلق ونوبات هلع حادة، مشكلتي تتمثل في التفكير الزائد فكأنني منفصل عن الواقع وأعيش في دوامة التفكير المستمر في مرض اسمه الوسواس القهري أفكر في كل ما قرأته وأقارنه بنفسي، مع الوقت تحسن كل شيء بقيت فكرة واحدة وهي هل أنا مصاب بالوسواس القهري أم لا حيث أعتبر أن الجواب الشافي هو نهاية لمأساتي فلو نزل علي وحي بأني لست مصابا به ولن أصاب به فسوف أشفى تماما.
أصبح هذا الاعتقاد يشككني في سلوكاتي الطبيعية جدا فتجدني مثلا أعمل بهدوء وراحة ونظام في العمل بمجرد أن تخطر في بالي بأن النظام هو من أعراض الوسواس القهري أصاب بالقلق والخوف والشك في سلوكي، رغم أنه عادي. نفس الأمر فمثلا منذ صغري وأنا إنسان مهمل وفوضوي نوعا ما فدائما أنسى الأقفال والأبواب مفتوحة ولما قرأت عن أن من أعراض الوسواس القهري هو التأكد من قبل الأبواب سيطر الشك على سلوكي العادي.
نفس الأمر مع النظافة وسأعطيكم مثالا حيا حدث البارحة أنا منذ صغري مهمل لمسألة النظافة ولا زلت فأنا لا أغسل يدي قبل الأكل ولا أولي لها اهتماما بالغا لحد الساعة وليس لدي أي خوف من التلوث أو الجراثيم أو غيرها بل العكس تماما فتجدني أقبل قطي العزيز وبعض الأحيان يشاركني الطعام وأنا مهمل تماما لمسألة النظافة رغم أهميتها والسبب يرجع للكسل؛
وبعد أن قرأت بأن الوسواس القهري يصيب الناس في النظافة سيطر الشك على سلوكاتي فأبقي مضطربا لأيام حتى تزول فكرة أنني مصاب بالوسواس القهري فأعود إلى طبيعتي تماما والتي لم تتغير أصلا وإلى سلوكاتي غير المبالية بالرغم أن الطبيب النفسي المختص في أمراض القلق مصر على أن حالتي هي قلق وهلع وأن العلاج الدوائي فقط كاف لحلها فأنا لا أثق فيه وليس لدينا هنا أطباء مختصون في العلاج النفسي المعرفي
هناك معلومة ربما تفيدكم فأنا في سن المراهقة تعرضت لحالة من القلق النفسي الحاد وغصة وكان شيئا عالقا في البلعوم وضيق شديد في التنفس كما أنه قبل 5 سنوات حين بدأت حالتي كنت مزاجي وعصبي جدا لكن لم تكن لدى أية أفكار أبدا حتى أن نوبات الهلع التي أصابتني لم تشغل تفكيري فبمجرد أن تذهب أنسى كل شيء.
متاعبي بدأت في اليوم الذي قرأت عن هذا المرض الذي يسمى الوسواس القهري ويا دكتور لمزيد من التفاصيل أنا هنا للرد عليك وإيفادك بكل شيء خصوصا طريقة تفكيري التي تغيرت وكل شيء. عائليا لا يوجد أي أحد يعاني من وسواس قهري لكن أبي وعمي وعماتي يعانون من القلق والعصبية التي هي طبعهم في شخصياتهم خصوصا أبي.
13/4/2016
رد المستشار
المتصفح الفاضل "Zaki" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة.
من المؤكد طبقا لما وصفت وكما شخص طبيبك المعالج أنك تتعرض بين الحين والآخر لنوبات الهلع وهذا شكل من أشكال القلق الانتيابي الحاد، كما تشي سطورك وتاريخ الاضطرابات النفسية في عائلتك كما ذكرته بأنك مصاب بشكل من أشكال القلق المزمن قد يكون اضطراب قلق متعمم...
لكن الواضح أن لديك استجابة وسواسية واضحة لفكرة أو شبهة أن تكون مصابا بالوسواس القهري، ومن المؤكد كذلك أنك تنتهج سلوك التحاشي لكل ما يذكرك بفكرة الإصابة بالوسواس القهري،.... صحيج أنه لا يوجد في إفادتك ما يكفي من تفاصيل لتشخيص اضطراب وسواس قهري مواكبا لكل من اضطراب الهلع واضطراب القلق المتعمم لديك، وهذا يعزز تشخيص طبيبك المعالج، لكنني لا أستطيع نفي إمكانية أن تكون في تفاصيل حياتك أعراض أو علامات وسواس قهري لم تذكرها، كما لا أستطيع ولا غيري أن نجزم بأنك لن تصاب بالوسواس القهري كما تنتظر أن ينزل عليك الوحي... في زمن لم يعد فيه نزول لأي وحي.
أعراض الوسوسة يا "Zaki" قد تكون جزءًا من اضطراب وسواس قهري وقد تكون جزءًا من أي من اضطرابات القلق المختلفة، مثلما يمكن أن تكون ثانوية لأسباب عضوية مختلفة وهذا بعيد عن حالتك، والتي تمثل الوسوسة بالخوف من الوسواس القهري جزءًا منها، ونصيحتي هي أن تجتهد في البحث عن معالج سلوكي معرفي لأن ما نختلف فيه مع معالجك الحالي هو رأيه بعدم حاجتك للعلاج المعرفي السلوكي أو أن العقاقير تكفي في حالتك، الحقيقة هي أنك تحتاج إلى التعرف على ثم التخلص من عوامل إدامة حالتك والتي غالبا تتمثل في التحاشي وطلب الطمأنة بشكل أو بآخر وهي استراتيجيات معرفية سلوكية يلجأ لها مرضى القلق لتخفف من معاناتهم إلا أنها تتسبب في نفس الوقت في استمرار المشكلات وحرمانها من فرص الحل.
واقرأ أيضًا:
نفسي عصابي: اضطراب قلق غير معرف Anxiety Disorder NOS
ويتبع >>>>>>: تشخيصك غالبا كما قال طبيبك ! م