شك مؤرق
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وصلى الله وبارك على خير الأنام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وبعد،
فمنذ مدة شهر وأنا أعاني من ضيق في نفسي... أصل المشكل أنني كنت ذات يوم في مقهى وكي أظهر لإحدى الأشخاص أنني مشغول بالهاتف، وضعت الهاتف على أذني وبدأت أتكلم عبثاً... فبدأت كما لو أنني أتكلم مع أحد في الهاتف.. فماذا قلت؟؟
قلت على ما أعتقد: إن أهل عمي لم يخبرونا بالعملية الجراحية التي قام بها في إحدى المصحات علما أنها خطيرة (وهذه حقيقة..) إن لديهم عقلية (كلام فاحش)......وهم الذين يزعمون أنهم ملتزمون بالإسلام؟؟
بعد ذلك بقليل (2 دقائق) بدأت تراودني أفكار وشكوك وخلط في الكلمات التي قلتها أسائل نفسي: هل قلت ذلك الكلام فاحش عن الإسلام؟ وألم بي خوف شديد أن أكون قلت ذلك الكلام الفاحش عن الإسلام..
ذهبت إلى المنزل وأديت الشهادتين واغتسلت وصليت ركعتين استغفارا وتوبة وبكيت خوفا أن أكون قلت ذلك الكلام الفاحش عن الإسلام.. وها أنذا وبعد 4 أسابيع وأنا مرهق من كثرة التفكيرفي ذلك وأقول مع نفسي إذا كنت قلت ذلك الكلام الفاحش عن الإسلام فلن يغفر لي الله وقد أصبحت من الخاسرين...
وأنا أكتب هذه الأسطر خطر ببالي أن شخصا أعرفه سيذهب إلى النار وبدأت أضحك في خاطري... وألم بي خوف شديد أن أكون وقعت في استهزاء بالدين؟؟
عافانا الله وإياكم.. وأسأل الله أن يفرج كرباتنا ويغفر لنا خطايانا والسلام عليكم!
19/4/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "عبد الله"
واضح أن ما تسأل عنه مجرد وسواس من الشيطان لا أكثر، ليدخل الهم والحزن على قلبك ويشغلك عن ذكر الله.
لا أجد أي استهزاء بالدين من خلال الكلام الذي ذكرته في رسالتك عن أهل عمك، ثم أين المشكلة أن يأتي وسواس عابر لا تجزم به أن فلان في النار؟ وفي الحديث الصحيح: ((إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ)). وضحكك تتمة للوسواس فلا تخشَ شيئًا.
ثم إنك تبت واستغفرت، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، انسَ الموضوع ولا تلتهِ عن ذكر كرم الله ورحمته وأفضاله بذكر ذنوب لم تقترفها!!! ذكّر نفسك أن هذا وسواس من الشيطان يريد أن يحزنك ويضرك به، وتعوذ بالله ولا تخف ولا تفكر، سيمل الشيطان إن لم تهتم لقوله ويرحل عنك.
لعل هذه أول تجربة لك مع الوسوسة القهرية، فكن يقظًا وعاملها بازدراء، قبل أن يزداد الأمر وتكثر الوساوس!! وحاذر أن تأتيك الوساوس في أمور أخرى في حياتك، تداركها من أولها وارمها من النافذة، مستعينًا بالله، والأمر يسير.
واقرأ أيضًا:
وسواس الشرك والكفر : السجود لغير الله !
سب الدهر متى يكون كفرا ؟
وسواس الكفر ما وسواس الكفر ؟
من الوساوس الكفرية لا تلزم التوبة
الأفعال القهرية الكفرية أم الوساوس الكفرية ؟
قدر أحمق الخُطا: كفر أم لا؟! مشاركة 1