استشارة نفسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتمنى المساعدة وشكراً .
منذ حوالي السنة مارست الرذيلة بدون استخدام الواقي ووقعت في الوهم وأصبحت اتخيل أني أصبت في الإيدز وبدأت تظهر علي بعد العوارض الإيدز وأجريت الكثير من الفحوصات والحمد لله كل سلبي، وبعدها عدت إلى بلدي ولأريح نفسي أعدت الفحوصات فكانت سلبية
لكن للأسف عشت مرحلة كأن لدي هذا المرض لكن في هذه الفترة كانت تأتيني نوبات الهلع لكن الحمد لله تخلصت منها لكن من بعدها أصبحت تأتيني الوساوس وبعض نوبات القلق وتنتقل من شيء إلى آخر في الدين والصلاة والأهل والعبادة والحمد لله أقاوم لكن ينتقل من مكان إلى آخر.
كيف أتخلص من هذه الوساوس وأغلبها متعلق بالإيدز، هل تحتاج إلى دواء أم علاج معرفي سلوكي يكفي. الآن لم أعد خائفا من الإيدز لكن خائف من هذه الوساوس. شكراً
30/3/2016
رد المستشار
الأخ الكريم، السلام عليكم
أدعو الله لكم بدوام الصحة والسعادة بإذن الله
من الناحية النفسية يمكنني القول أن التشخيص المبدئي هو ما يعرف بـ "توهم المرض" إضافة إلى أعراض الوسواس القهري. وللتوضيح فإن توهم المرض يعرف بأنه الاهتمام الزائد إلى حد الاستغراق في حالة طبية معينة يحس خلالها الشخص بحاجته الملحة إلى زيارة الطبيب أو إجراء الفحوصات المعملية لكي يطمئن على حالته الصحية وعادة ما يشعر بالراحة النفسية وتقل شكواه "التي هي نفسية بالأساس" وليست عضوية، وذلك عقب زيارة الطبيب أو ظهور نتائج سلبية للتحاليل والفحوصات الطبية.
تستمر هذه الفترة من الراحة النفسية لبعض الوقت إلا أن عودة حالة القلق واردة بشكل كبيرة، وفي بعض الحالات يتطور الأمر إلى قناعة/ضلالية من المريض بوجود المرض العضوي رغم عدم وجود أي مؤشرات طبية للمرض وإقرار الأطباء المعالجين بسلامة الشخص العضوية.
ويعزى توهم المرض لعدة أسباب ربما أهمها للتبسيط هو الانطباع الذي يكونه الشخص عما قد يحس به من أشياء ليست مرضية أو ربما أعراض مرضية بسيطة ولا خوف منها كارتفاع الحرارة، أو تسارع مؤقت في نبضات القلب أو الإحساس بألم أو تقلص في البطن أو الظهر....والتي هي في الأساس أعراض عامة ولا تتصل بمرض معين دون الآخر.
ما يحدث هو انطباع خاطئ يعقبه استنتاج معرفي (يكون غير دقيق بالتبعية) ويكون عادة مصحوبا بالربط غير الدقيق بحدث معين كوفاة أحد الأقارب وقد كان يشكو من أعراض مشابهة، أو معلومات مغلوطة عن مرض معين أو ظهور الأعراض أثناء أو بعد حدث معين (كحالتكم).
النقطة المحورية في الأمر هي استمرار القلق والتوجس بشأن الحالة الطبية للشخص رغم تأكيد الطبيب المختص سلامة الشخص من الأعراض التي يشكو منها، في أحيان كثيرة يكون توهم المرض مصحوبا بأعراض القلق أو الاكتئاب كالأرق والعصبية وفقدان الشهية وعدم الرغبة في مخالطة الآخرين وربما يكون مصحوبا بأعراض الوسواس القهري أو حتى جزء منه.
وعلاج توهم المرض يتمثل بالتأكيد في علاج الخلفية النفسية التي أدت إليه وهنا يأتي دور العلاج السلوكي المعرفي الذي يعتمد على وجود علاقة من الثقة المتبادلة والقوية بين المريض والمعالج النفسي من أجل أمرين:
الأمر الأول: كسر الدائرة المفرغة التي تبدأ بالترجمة الخاطئة لأعراض هي في الأساس عامة وغير خطيرة وما يتبع ذلك من زيارة متكررة للأطباء وإجراء فحوصات وربما جراحات غير لازمة للوصول للراحة النفسية والتي لا تلبث أن تزول بعد فترة قليلة لتبدأ دائرة الشك من جديد... وهذا من شأنه أن يعرض المريض لمخاطر طبية نتيجة خضوعه لفحوصات أو علاجات غير لازمة ناهيك عن استنزافه ماليا وصحيا.
الأمر الثاني: تصحيح المفاهيم والانطباعات المعرفية الخاطئة وهي بالمناسبة -لا شعورية بالأساس- غالبا ما تكون الشرارة الأولى لكل الأعراض التي يشكو منها المريض لاحقا
توهم المرض المصحوب بأعراض وسواسية يعد من الأمراض المرهقة نفسيا وماديا وأسريا وخاصة أن المريض ربما يبدأ متأخرا في رحلة العلاج (الصحيح)، إلا أنه وبمجرد بدء العلاج النفسي الصحيح على يد المعالج النفسي المؤهل لعمل جلسات العلاج المعرفي فإن مؤشرات التحسن ستبدأ في الظهور بإذن الله.
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرأ أيضًا:
مقالات عن وسواس المرض
استشارات عن الإيدز ووسواس الإصابة بالإيدز