اضطراب الهوية الجنسية
السلام عليكم؛ مشكلتي مشكلة عويصة سأرويها بالتفاصيل منذ كان عمري حوالي الـ 4 أو الـ 5 سنوات. بدأ ميلي للذكور وكان والدي يعودني بالذهاب إلى حلاق الرجال لأقص شعري في فصل الصيف مدعيا أن الشعر مقلق مع تزامن فصل الصيف (العادة الأم تحمل ابنتها معها إلى أماكن النساء)، الحاصل بقيت هكذا إلى أن وصلت إلى الـ 5 سنوات بدأ ميلي للذكور يظهر أصبحت ألح على أبي لأخذي إلى الحلاق وألعب في الشارع مع الأولاد وكل رفاقي ذكور في حين أكره الإناث وجلساتهم وألعابهم.
أذكر مرة يوم اللباس التقليدي في الروضة أصر والدي على أن أرتدي اللباس الخاص بالبنات أصريت كثيرا وبكيت أكثر ولكن عبثا أجبروني على ارتدائها بحجة أنهم يريدون التقاط صور تذكارية أعرف أن هذه الحادثة قد تبدو طبيعية وعادية ولكن بالنسبة لي فقد أحدثت فارقا في حياتي على كل بعد النواح والنحيب أخذت بخاطرهم ورافقتهم إلى الروضة وبعد التقاط الصور عدت فورا إلى المنزل وغيرت ملابسي....
مرت 6 سنوات بعدها وأنا أعتقد أني ذكر أرتدي ملابس الأولاد ألعب ألعابهم أرافقهم وأحلق شعري إلى أن أتت الطامة الكبرى تقريبا صيف أوت 2009 حدث ما يحدث لكل البنات في سن البلوغ معي صارت يومها العديد من المغامرات محاولة إخفاء الأمر عن أمي ومعالجة الأمر بنفسي إلى أن علمت أمي بعد يومين بما حدث (لم أعلمكم أن علاقتي مع والدي سطحية) بدأت وقتها باحتقار نفسي وتحول كرهي للبنات لنقمة ورغبة في قتلهن جميعا.
وأصبحت أتقزز من نفسي مرت بعدها 4 سنوات بسلام إلى أن تفاقمت حالتي وأصبحت أفكر بالانتحار وأمقت البنات مقتا شديدا وأصبحت لي ميولات ماسوشية حيث أستمتع بتعذيب نفسي وأمسك المقص وأقص من جلدي الخ الخ وأستمتع برؤية الدم (مع العلم أنا لست شاذة جنسيا وأنجذب للذكور ككل الإناث)
20/5/2016
رد المستشار
شكرا على استعمالك الموقع.
رسالتك تشير إلى ثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى تتعلق بالطفولة وتشيرين فيها إلى ميلك للذكور وإصرار والدك بأن يذهب بك إلى حلاق رجال لقص شعرك ولكن في فصل الصيف فقط. يمكن القول بأن هذه المرحلة تميزت بميلك إلى اللعب مع الذكور واكتسابك هوية جندرية ذكرية. ربما الأدق من ذلك هو أنك كنت فتاة مسترجلة في تلك المرحلة وهذا ليس يغير المعروف ولا يؤثر على التطور البيولوجي والنفسي للفتاة.
المرحلة الثانية هي مرحلة البلوغ وحدثت وأنت في عمر 11 عاماً. هنا تلعب الظروف البيئية وخاصة العائلية دورها ويمكن تقسيمها إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى هي ميسرة لانتقال الفتاة من الطفولة إلى البلوغ بنجاح وسلام. الانتقال من الطفولة إلى البلوغ بحد ذاتها عملية صعبة وهائجة تجتازها الأنثى بنجاح مع تعلق سليم بالأب والأم ونجاحها في تجسيد هذا التعلق في بيئتها التعليمية مع أقرانها.
المجموعة الثانية هي العوامل المانعة أو الغير ميسرة لانتقال الأنثى من مرحلة الطفولة إلى البلوغ مرورا بأعوام المراهقة. هذه العوامل هي عكس المجموعة الأولى. ما هو واضح في رسالتك بأن تعلقك بالأب والأم تعلق سطحي غير سليم وغير صحي.
مرحلة المراهقة بحد ذاتها تتميز بإفرازات هورمونات متعددة تعصف بالإنسان وتؤدي إلى انخفاض عتبة التهور. هذا يفسر ما تشيرين إليه في الرسالة من مغامرات ومن ثم معرفة الأم بها وبالتالي غضبك من نفسك ومن الآخرين.
المرحلة الثالثة هي مرحلة البلوغ وفيها يدخل الإنسان مرحلة جديدة يركز فيها على رعاية نفسه وصيانتها وتعزيزها في مواجهة التحديات ويسعى دوما إلى البحث عن الحب وحب الناس له وتقوية دفاعاته النفسي المختلفة.
ماذا حدث معك؟
عملية الانتقال من المراهقة إلى البلوغ أشبه بقطار فيه مركبة نفسية ومركبة جسدية. يصل الإنسان إلى محطة السلامة من البلوغ متى ما وصلت المركبتان سوية إلى هذه المحطة.
ولكن الذي يحدث أحيانا هو وصول المركبة الجسدية فقط إلى البلوغ وانفلاق المركبة النفسية عنها. هذا ما نسميه عملية الانشقاق Splitting في الطب النفسي. مع تأخر وصول المركبة النفسية وانشقاقها عن قطار المراهقة لا يشعر الإنسان بسلام ويصب غضبه على الآخرين. الشعور العدواني نحو الآخرين له عواقبه وعند ذاك لا يجد الإنسان سوى جسده للاعتداء عليه وهذا ما حدث معك.
ما هو التفسير لحالتك؟
ليس من السهولة الوصول إلى استنتاج سليم من خلال دراسة رسالة فقط ولكن ما هو واضح في رسالتك أن ربط ذكريات الطفولة بإيذاء النفس هو عملية خاطئة وغير مقنعة. عملية النضج العاطفي في حالتك لم تكن سليمة ولم تبدأ إلى الآن. هذه العملية كما هو موضح في الرسم أدناه تبدأ بالمسؤولية العاطفية وهي القبول بأن الحالة العاطفية لا علاقة لها بالآخرين ويعني ذلك:
لا علاقة لها بالناس الذين تشعرين نحوهم بالعداء
لا علاقة لها بالوالد
ولا علاقة لها بالأم.
متى ما دخلت هذه المرحلة تتوجهين نحو الاستقامة العاطفية وثم الانفتاح والتوكيد والإدراك لتصلي إلى مرحلة الاستقلال العاطفي.
هل أنت قادرة على تغيير مسار حياتك؟
انفصلت عربتك النفسية عن عربتك الجسدية وبدأت عملية تشويه الجسد. سيأتي اليوم الذي تصل فيه هذه العربة النفسية إلى محطة البلوغ السليمة ولكنها ستجد جسدا بشعا بفضل الاعتداء عليه أنت لا غير. لا ينفع علاج الليزر وغيره في إخفاء هذه الآثار وما عليك إلا أن تتوقفي عن هذا السلوك.
لا أحد يعلم متى يحصل النضج العاطفي ولكن ما أنت بحاجة إليه هو وصول عربة النفسية إلى البلوغ. قد تصل هذه العربة لوحدها ولكن من الأفضل أن تدخلي في علاج نفساني وهذه العملية ستعينك بدون أدني شك.
توجهي الآن إلى مركز للصحة النفسية للحديث مع معالج نفسي وتجنبي العقاقير رجاءً ولا تقبلي بتشخيص طبي.
ابحثي عن الشفاء فقط.
وفقك الله.