هل زواجي باطل ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مشكلتي بدأت عندما طلقت زوجي عدة طلقات في مجلس واحد (اعتبروها الشيوخ طلقة واحدة) لزمنا عقد ومهر جديد لكي يرجعني كزوجة، بعدها بدأ يتلفظ بألفاظ الكتابات والحلف بالطلاق كلما تخاصمنا المشكلة أني صرت أشك في صحة زواجي وتملكتني وسوسة الطلاق ما تركت شيخا إلا وطرقت بابه لكي يفتوني
هلى أقوال زوجي، اذهبي إلى بيت أهلك وخذي المال إن لم تفعلي كذا فاعتبري نفسك مطلقة وكثير.
الآن لا أستطيع معاشرة زوجي أحس كأنني أمارس الفحشاء تطور الأمر معي لدرجة أنني أصبحت لا أستأنس بزوجي أفكر ألف مرة في الدقيقة في مشكلتي، والشك لا يفارق ذهني وكثيرا ما أحس أن لدي يقينا أن زوجي أوقع علي الطلاق من كثرة الحلف والنطق بالكنايات حتى وصلت بي الأمور أنني تركته يسافر لعدة شهور ولا أستطيع الالتحاق به خوفا من المعصية.
ساعدوني أرجوكم والله تعبت جدا، لا أستطيع معاشرة زوجي وهو الآن وحيد يكلمني يوميا لكي أسافر وألتحق به. أنا أتعذب أشعر وكأني أعيش وسط دوامة ليس لها مخرج، وسؤالي هل أطلب الطلاق لكي أرتاح؟
أرجوكم ساعدوني
18/5/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "نادية"، أهلًا وسهلًا بك على موقع مجانين
بصراحة يا أخت "نادية"، لا يبدو لي أن زوجك من النوع الذي يستطيع الحفاظ على أسرة أبدًا! ستبحثين عن فتوى واثنتين وثلاثة ومئة... ثم ستنتهي الفتاوى، وسيبقى زوجك يحلف بالطلاق ويتخذه سلاحًا مسلطًا عليك في كل دقيقة...
مثل هذه النوع من المشكلات تنتهي بأحد أمرين: إما أن ينفصل الزوجان أخيرًا بعد أن يتيقنا أنه لم يبقَ لديهما أية منفذ؛ وإما أن تغمض الزوجة عينيها وتنسى الحلال والحرام، وتبقى مع زوجها وتقول: (أنا أحبه!... أو: لن أخرب بيتي...)، تنسى وينسى، أنه كما حللتهما لبعضهما كلمة، تحرمهما عن بعضيهما كلمة!! أحد نهايتين وحسب! أما أن تبقى العلاقة سليمة، والبيت قائمًا على أسس شرعية وقانونية، فهذا ما لن يحصل!
يكفي الفتوى الأولى التي أُفتِيتم بها، إنقاذًا للرمق الأخير من زواجكما. فلأجل عيون الرجال السفهاء صار الشيوخ يفتون بقول ابن تيمية -رحمه الله- أن طلاق الثلاث في مجلس واحد يعتبر طلقة واحدة!! رغم أن ابن تيمية خالف في ذلك الإجماع، وما عليه جميع الفقهاء الذين يقولون: إن الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد يقع ثلاث طلقات.
ثم ماذا بعد ذلك؟ ثلاث، ثم ثلاث؟ أم اثنتين في مجلسين؟ أم كنايات يلف بها ويدور؟
ولا أروع من كون الزوجة عنيدة في مثل هذه الزيجات!! هو يهدد ويحلف ويري عضلاته، وهي تخالف وتوقع يمينه وتثبت حريتها في اختيارها، إلى أن تتحرر من قفص الزوجية نهائيًا!!!
أختي العزيزة: إن شككت بوقوع الطلاق في مواقف بعد الفتوى الإسعافية الأولى التي تم ترقيع زواجكما بهاـ فاسألي عن هذه المواقف شيخًا خبيرًا تقيًا، وليس شيخًا يفتي ببقاء الزواج بعشرة دولارات! فإن قال زواجكما انتهى. فاعملي بما قال وثبتي طلاقك في المحكمة. وإن قال ما زال لديكما خيط تتعلقان به. فتعلقي به إن شئت، ولكن لا تتأملي كثيرًا، لأن الخيط يبقى خيطًا، وسينقطع عاجلًا أم آجلًا...
مثل هذا النوع من الرجال لا يستحق فتاوى رحمة، وإنما مقصًا يقص لسانه الذي يظلم به النساء ويريهن به قوته وذكوريته... ترى أليس من الأفضل له ألا يجد فتوى تجيز رعونته؟ هل سيثبت أنه رجل يضبط لسانه ويحمل مسؤولية كلمته عندما يرى الزوجة تلو الأخرى تفلت من يده؟ الله وحده يعلم...
واقرئي أيضًا:
شماعات الأخطاء، وسيكولوجية المطلاق