تعبت من الدنيا
أولا وقبل كل شيء أحب أن أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع
ثانيا سوف أحاول أن أقول لكم قصتي باختصار وأنا أرجو منكم أن تصبروا عليّ
1- اسمي بيبرس وعمري الآن 29 سنة طالب دكتوراه في دولة أجنبية وغير متزوج
2- مشكلتي باختصار أني سئمت الوضع الذي أنا فيه بحيث لا زوجة وأنا في بلد غريب وأهلي معي ويعرفون مشكلتي ولكن لا يساعدونني بالبحث عن زوجة وباستطاعتهم هذا الأمر ولكن لا يعملون وهذا أمر متوقع منهم فأنا دائما آخر شيء يفكرون فيه ومن صغري تعودت على هذا الأمر ومع هذا أحاول أن أكون بارا لهم لكنهم دائما يضرونني ولم ينفعوني فمثلا:
- أنا قضيت الجامعة التي فيها وأنا نصف أعمى ولكن أحدا لم يهتم بي مع العلم أنهم مقتدرين ماديا
- بعد التخرج عملوا لي عملية لعيني والحمد لله شفيت وأدخلوني دراسة الماجستير على حسابهم وهذا يمكن الشيء الوحيد الذي يذكر لهم
- بعد التخرج أردت أن ألاقي وظيفة في أي مكان ولكني لم أجد وأهلي لم يساعدوني ولم يتحركوا خطوة لمساعدتي في هذا الأمر مع العلم أنهم ساعدوا أخي الأكبر مني وسعوا كثيرا في إيجاد وظيفة وفي مكان جيدا جدا
- أخي الأكبر وجد لي وظيفة وفي مكان آمن ومناسب لي ولكن أهلي أصروا عليه أن لا يقول لي وأصروا أن أكمل الدكتوراه لا لشيء سوى مظهرهم أمام الناس لأنهم ابتلوا بداء الحسد
وأيضا أخي الأكبر وعدني بمنحة مالية من الحكومة ولكنهم أيضا أفسدوا هذا الأمر بحيث أنهم قالوا أننا سوف نتكفل بالأمر ولكن أفسدوها علي تارة أخرى
- والآن أنا في الدكتوراه وأرغب بالزواج ولكن لم يبقى لأهلي المال وأنا لا أملك سوى القليل من المال والعمل هنا صعب جدا ورغم هذا وجدوا لأخي الوظيفة التي يريدها هنا أيضا وأنا رغم سعيي لم أجد أي عمل وأخي دائما يعدني بالعمل ولكن كلها وعود كاذبة وحتى عندما وجدوا لي عملا بدخل جيد أعطوها لأخي الثاني رغم وعده لي
- والآن الجامعة التي أنا فيها قالوا أنهم سيرسلونني لأوربا وأنا أفكر باللجوء هنالك وأهلي عندما سمعوا هذا الأمر كالعادة أطلقوا وعودهم لي والصراحة أنا ضقت ذرعا من هذا الأمر وأريد السفر لأنهم أجبروني على عمل الحرام عدة مرات ولم يستروني وأحس أنهم دائما يكرهون أن أكبر ويصبح لي عمل محترم
وأخيرا ها أنا وصلت الثلاثين وغير متزوج وباليوم أموت ألف مرة عندما أرى أقراني والأصغر مني وإخواني كلهم متزوجون وعندهم وظائف وأنا قاعد كالعاجز أدرس وأدرس وأنا متأكد بأني لن أجد وظيفة بسبب المشاكل أعلاه لهذا قررت أن أعتمد على نفسي وأذهب لأوربا وأنسى أهلي وكل حياتي البائسة هنا وأبدأ من جديد لأن الله رغم أنه أمر بطاعة الوالدبن ولكنه أيضا أمر بالعدالة بين الأبناء.
وإني أرى أنهم أسقطوا حقهم بالطاعة عندما دمروني وأنا سمعت كلامهم بكل شيء إلا أنهم أبوا إلا أن يدمروني
ووالله لم يظل لدي صبر على أي شيء.
2/6/2016
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الموقع.
ما يثير الانتباه في رسالتك هو التركيز المتكرر على إسقاط اللوم على الأهل بعدم مد العون إليك في أمور عدة. تصب اللوم عليهم لسوء حالتك الاقتصادية وكذلك في عدم زواجك وممارسة الحرام وغير ذلك. ولكنهم أيضا كما تشير في منتصف رسالتك بأنهم ساعدوك على عمل عملية لعينك لتحسين البصر وبالتالي مساندتهم لك في الدراسات العليا.
تصف نفسك بالعاجز مقارنة بأقرانه ومن هم أصغر منه ولكن ما هو السبب؟
إسقاط اللوم على الأهل عملية دفاعية غير شعورية ومرضية تعكس تأزمك المزمن بسبب الظروف القاهرة التي مرت بك. يحاول الإنسان أحيانا أن يتعامل مع مشاعر الغضب وعدم السعادة والبحث عن تفسير لها. التفسير الذي توصلت إليه هو التفسير الخاطئ.
لا أستطيع الجزم عن سبب تردد الأهل في مد يد العون لك في البحث عن شريكة لحياتك والعمل ولكن الأرجح أنك من وجهة نظرهم لا تزال ضعيفا غير قادر على مواجهة التحديات. الحل الأفضل هو أن تتحدث معهم بهدوء وتكشف لهم عن مشاعرك السلبية.
ولكن هل البحث عن زوجة هو مسؤولية الأهل؟
الجواب هو كلا وقد دخلت العقد الرابع من العمر. لا تزال طالبا وتبحث عن حل لجميع مشاكلك ومنها العاطفية عن طريق الأهل. ربما حان الوقت بأن تقبل بأنك إنسان حر ويتحمل المسؤولية في التخطيط لمستقبله والبحث عن عمل وعن شريكة حياته بعد ذلك.
لا يمكن تعليل عدم العثور على عمل بعدم تعاون الأهل والظروف التي تطرحها في الرسالة. البحث عن عمل هو مسؤوليتك أنت لوحدك ويعتمد على تقييمك للأمور ووضع أهداف يمكن تحقيقها على أرض الواقع مع الحرص على تطوير نفسك اجتماعيا ومهنيا ومعرفيا.
هل هناك اضطراب نفسي؟
لا أنكر بأن تعليلك للأمور والظروف لا يخلو من الغرابة قد يكون السبب اضطرابا وجدانيا. زيارة واحدة لطبيب نفسي قد تساعدك وربما الحديث مع معالج نفسي بعد ذلك قد تكون له فوائد جمة.
هل الهجرة هي الحل؟
هذا قرارك أنت لوحدك وعليك أن تناقشه مع أقرانك.
وفقك الله وأسعدك.