هل حقا أعاني من الوسواس أم لا؟ وما الحل لأني احترت
السلام عليكم؛
اسمي إبراهيم طالب بالفرقة الثانية بكلية الطب أريد طرح مشكلتى على منتداكم الكريم ويا ليت د. وائل هو الذي يجاوبني وأرجو السرية في الرد إن أمكن .
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت مشكلتي في سنة 2 ثانوي كانت تجيء لي أفكار عقائدية حوالين ربنا والدين وأتخيل النبي وربنا في صور وحشة وأن الدين مش صحيح وأنه إزاي وصل لنا وكثير من الأفكار دي، كنت خايف منها جدا وبقول لنفسي أني ملحد وكافر وأن ربنا مش هيتقبل صلاتي وكنت ساعات بترك صلاة الجمعة وبعض الصلوات خوفا من أني أسمع قرآن وكدا لأني كل ما أسمع كلام عن الدين أو ربنا وقتها كانت تتحشر في دماغي أفكار وحشة زي ما ذكرت ومعرفتش حد بالموضوع وقاومت شوية وتجاوزته،
في 3ث ركزت في مذاكرتي وهديت أعصابي والأفكار كانت موجودة بس خفت شوية مع بعض الأعراض الجسدية الخفيفة لحد ما ربنا أكرمني وجبت مجموع كويس بفضل الله ثم بمذاكرتي ومجهودي. هنا بدأت المشكلة الحقيقية تظهر، فرحت ساعة النتيجة لفرح أهلي ويوم أو اثنين وابتديت أقلق وأتخنق وفضلت أسأل في أخواتي وأصحابهم وأصحاب أصحابهم كمان وجيراني اللي في طب واللي خلص وغيره وأسمع من ده ومن ده ومش قادر آخد قرار واحد من أخواتي يقول لي أسنان والثاني يقول لي طب!! الفكرة مش أن أحد فارض علي أو أني مكنتش عاوز طب المشكلة أني أسأل وخلاص وأنا أصلا من جوايا مش عاوز أحس أني مجبر أعرف كل حاجة وكل الآراء عن الكلية وكل التفاصيل والمستقبل حتى أتفه الأمور وفي النهاية مش برضى بالنتيجة اللي وصلت لها لحد ما خلاص أجهدت طول الإجازة الـ 3 شهور في هم ونكد مع نفسي عشان مش عارف آخذ قرار لنفسي.
دي كانت البداية مع دخول الكلية حضرتك سامحني في التعبير ماسورة أفكار وساوس وقلق ملهاش نهاية (في الدين، عن أصحابي، أفكار جنسية، مش قادر أبعد نظري عن زميلاتي البنات، عمال أقارن نفسي بأصحابي، ممكن أفضل طول فترة صحوي قاعد قدام الكتب أو على السرير أفكر) عديت التيرم الأول مع مقاومة شديدة مصحوبة بإنهاك وإرهاق شديد بس جبت درجة ممتازة جدا، دخلت الترم الثاني بدأت تجيء دفعة جديدة من الأفكار (أنا دخلت طب صدفة، أنت طول عمرك مستواك وحش، طب عاوزة واحد مخه نظيف، دول 7 سنين مش هتقدر تكمل، أنت جبت 110 من 120 شفت صاحبك اللي جاب 115، أنت شكلك وحش مش وسيم، شكلك مش شكل الدكاترة.. طولك وحش، هيئتك وحشة، البنات مش منجذبة ليك، لو كنت سمعت كلام أخيك ودخلت أسنان، الكلية صعبة!!!)
بقول لحضرتك ساعات وساعات من التفكير أنا ذكرت لحضرتك اللي أنا فاكره من الفترة دي، بدأت أنتكس وأمارس العادة السرية بشراهة وبعدت عن أصحابي وقصرت في الصلوات والعبادة بشكل عام مبقتش أذاكر ما أنا داخل طب بالحظ ومش هلحق ألم المنهج ده كله عشان أنا معنديش القدرة (الأفكار) في آخر شهرين سبت المذاكرة كلية وكنت بدخل كل الامتحانات مش فاتح كلمة بمذاكرة التيرم الأول بس لدرجة أني كنت بتفرج على porno وأمارس العادة السرية قبل ساعة الامتحان مهي مش فارقة بقى، خلصت السنة وجبت 73.3 جيد يعني وابتدأت موجة جديدة في الإجازة.
- اللوم والعقاب النفسي -
بس قبل ما أتكلم عن إجازة سنة أولى عاوز أذكر ملخص لطباعي وصفاتي الملازمة لي طول عمري:
1- متردد ومش واثق لا في نفسي ولا شكلي وشايف أخي مثلا جميل وأمور وأنا لأ.
2- وأنا صغير كنت كلفا بعد السلالم والعمدان وتكرار الآيات القرآنية والأغاني بصورة تخليني أتعب وأصدع والأخيرة دي لسه مستمرة لحد الآن.
3- عاوز لما أعمل حاجة يا تكون 10 على 10 يا مش هعملها آكل أحسن وأغلى أكل وألبس أحسن لبس حتى لو مش متاح لي كدا بس أفضل أتمنى وأعيش العيشة دي لو هتخيلها.
4- عاوز أبقى الحفيظ والعبقري والغني والطيب والوسيم واللي عنده عربية ولعيب كورة ومغني وحافظ قرآن وصوتي حلو !! المهم أبقى 100 في المية يا بلاش.
5- أقارن نفسي بأصحابي وبالناس وشاغل دايما نفسي الناس شايفني إزاي ويا ترى أنا كدا عاجبهم وشكلي حلو؟ وعاوز دايما أسمع ثناء ومدح لي.
6- في الجانب الديني عاوز أبقى تقي ومؤمن وأدخل أعلى درجة في الجنة وأعمل اللي عمله الصحابي فلان وفلان وأبقى شجاع وبطل، وبالنسبة للحرام بتجنبة بصورة مبالغ فيها في الشعائر مثلا الوضوء والصلاة بركز في أدائها بصورة مملة المهم تكون perfect .
نرجع للإجازة اللي بعد النتيجة ومن الكلام اللي فوق طبعا نقمت على المجموع وازاي ده يحصل وفلان يجيب أكثر مني كدا الترتيب ضاع كدا مليش مستقبل في الطب ومش هتعين في مستشفى الجامعة وطول الإجازة دخلت في الدوامة دي مش شاغل تفكيري الا المجموع والحلم اللي راح. ولعلمك يا دكتور الحاجات والأفكار اللي بحكيها مش مرة والسلام لا بتكرر نفسها لدرجة أني يمسكني صداع ويحصل لي إرهاق وخمول في جسمي وسخونة كدا كأنك تصب على ظهري مية سخنة لأنها رخمة وزنانة جدا.
لما حكيت لواحد أكبر مني في الكلية صاحبي قال لي أروح للدكتور النفسي بتاع مستشفى الطلبة وأتكلم معه أعطاني قرص أنافرونيل وقرص بروزاك استمريت عليهم مدة إلى جانب الجلسات مرتحتش خالص والدواء آثاره الجانبية متعبة جدا سيبت الدكتور ده، روحت لدكتور ثاني في فترة الإجازة وطول فترة الدراسة بتاعة السنة دي لحد شهر 2 تقريبا وصف لي قرص لوسترال مع قرص موتيفال إلى جانب الجلسات ما يقرب من 20 جلسة ومصاريف وبتاع وبردو مرتحتش رفع لوسترال لقرص ونص مفيش نتيجة وسيبت الدكتور ده كمان.
طول سنة تانية اللي إحنا فيها دي لا حول لي ولا قوة خمول ونوم غير عادي ولا بقى فيه مقاومة ولا دفاع ولا أفكار حتى انا من نفسي مليش نفس أعمل حاجة ولا بفتح كتاب ولا بحضر محاضرات وإذا فكرت أذاكر طبعا محتاج طقوس وتريب للمكتب وكنس للشقة التي أذاكر فيها ولازم أستحمى وشوية حاجات كدا
وآجي أذاكر يمسكني صداع ووشي يحمر والسخونة التي في ظهري ذي ترجع أسيب المذاكرة وأستغرق في الـ porno أو الـ masturbation أو حتى أفلام أجنبي ومسلسلات بالساعااات أبقى زي الفل ومفيش مشاكل ولا تعب ولا ألم المهم متحركش من مكاني وماسك الموبايل ومش بكلم أهلي ولا أنزل أصلي إلا بظروفها والأفكار اللي موجودة في المرحلة دي:
- انزل هات كمية حلويات كبيرة وكلها لوحدك لو أكلت الكمية دي بعدها هتذاكر
- تفرج على الفيلم الفلاني هيبقى آخر فيلم شوف المسلسل ده لو اتفرجت عليه المذاكرة هتبقى كويسة
- مارس العادة السرية 3 مرات وراء بعض وبعدها هتكون نفسك شبعت وهتذاكر وأنت مرتاح وهتبطلها وترجع طبيعي
- أكرر في الأغاني والقرآن لدرجة أني أكون عاوز أخبط دماغي في الحيط وأشتم نفسي بألفاظ بذيئة وأتشم في الحاجات اللي حواليا وأقلع الفانلة مثلا وأقعد بطريقة معينة وأعمل حاجات غريبة بجسمي خصوصا فترة الامتحانات اللي احنا فيها حاليا.
من بعد الدكتور الأخير اللي سيبته هو وجلساته دي رحت لدكتور تاني بيوصف دوا ومش بيقعد معايا غير 10 دقائق بالكثير يتكلم معي أنا معه من حوالي شهر4 لحد الوقتي أعطاني في الأول قرص سيكوبرام 20 مع قرصين إيفيجاد 75 وقرص زاناكس استمريت عليهم ثلاثة أسابيع لحد قبل أول امتحان بـ 5 أيام وبصراحة كنت بقيت كويس جدا جدا وحسيت أني عامل كنترول على حياتي وأفكاري رحت له وفي الجلسة دي قلل الزاناكس لنص قرص وبعدين أوقفه
بعد الجلسة دي ومع دخول أول امتحان ازداد التوتر بشكل رهيب جدا خصوصا أني مكنتش مذاكر حاجة طول السنة ومش معقول هلم في 5 أيام رجع التعب تاني وأسوأ من الأول وهببت في أول وثاني امتحان وكنت بدخل بربع مذاكرة، رحت له تاني قبل المادة اللي فاتت دي وقلت له أني مرتحتش بدل الإيفيجاد بإيفكسور 150 وزود برطمان اسمه ويلبيترين 75 مرتين وسيكوبرام زي ما هو.
الشاهد من كل القصة دي يا دكتور أني زهقت وجربت كل حاجة حتى أمي جابت حد يرقيني ويقرأ علي ودعيت ربنا كتير وعمال أصرف فلوس على أدوية غالية ومرهقة لأهلي وجلسات بقالي سنتين وأقصى تحسن شوفته 4 أو 5 أيام وحياتي متوقفة وأحل وحش في امتحاناتي واحتمال أصلا معديش السنة دي والوقت اللي عمال أفكر في كل الحاجات التافهة دي الناس تذاكر وشايفة شغلها وأنا عمال أفكر في شكلي وفي جسمي وفي صوتي وأكرر في الأغاني، مش لاقي حل لكل القرف الذي أنا فيه ده يا دكتور وائل والأفكار دي كلها خصوصا أن يجيء وقت الأفكار كلها تروح وأـحس أني مرتاح وهي فكرة واحدة اللي موجودة أنا عندي وسواس ولا لأ؟!
16/6/2016
رد المستشار
لا شيخ بجد ده سؤال؟ هل من المعقول يا "إبراهيم" بعد عصير الوسواس المقطر اكتئابا وانفلاتا وتضييعا لأزهى سنوات عمرك تسألنا: أنا عندي وسواس ولا لأ؟!...
لا أعرف أي نوع من الجلسات أجريتها مع طبيبك؟ فالعلاج الكلامي الأنجع وربما الأوحد لحالات الوسواس القهري هو العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج وراء المعرفي السلوكي... من الواضح أنك لم تقرأ جيدا عن العلاج المطلوب لحالتك.
تمثل حالتك صورة إكلينيكية شائعة لطالب "كلية قمة" مبتلى بالوسواس القهري ذي البداية المبكرة نوعا في حياته وأحيانا يكون من النوع الثقيل وتجد على مجانين أمثلة عديدة له، وكثيرا ما تبدأ حالات اضطراب الوسواس القهري في فترة الرشد المبكر (أي ما بين البلوغ والرشد) بالتشكك في الغيبيات وبينما يمر ذلك التشكك طبيعيا في أغلب الناس إلا أنه لا يكون كذلك في المهيئين للإصابة بالوسواس القهري لأن طريقة تفاعلهم مع ذلك النوع من الأفكار تكون مختلفة إذ تراهم أكثر سرية عنها فلا يبوحون لأحد بما يعذبهم وأكثر استعدادا للغوص والانزلاق وراء التساؤلات وأكثر استعداد لمحاولة تحييد تلك الأفكار أو القيام بأفعال قهرية لتكتمل الصورة الإكلينيكية المبكرة.... وكثيرا -كما حدث معك- ما تنتهي تلك النوبة من الوسواس خلال عام أو أقل.
عند مرحلة قريبة أو لاحقة في حياة الشخص وتحت تأثير كرب ما تبدأ نوبة أخرى ربما بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة أو في السنة الأولى أو الثانية في الكلية،.... وهكذا.... يبدأ الوسواس القهري مساره الذي يعتمد بصورة واضحة على مدى فهم الشخص لحقيقة استعداده البنيوي للوسوسة وطريقة تفاعله معها عندما تحدث، وكذلك على سمات شخصية ذلك الفرد وإلى أي حد تكون متناغمة مع أعراض الاضطراب.
وأما تفاعلك مع وسواسك فمن النوع المعيق إلى حد كبير مقارنة بكثيرين من أمثالك بنفس القدر من المرض لكنهم ينجحون في اجتياز سنوات الكلية بلا رسوب رغم نوبات الاضطراب إن لم يكن بتفوق..... لكنني أخشى أن يحدث معك غير ذلك إن لم تنتبه للفارق الهام بينك وبين أغلب هؤلاء أتدري ما هو؟ إنه القدرة على عدم الاسترسال في الفكرة بعد معرفة أنها الوسواس على الأقل لفترة.... بعضهم يستطيع الفصل بين المذاكرة والأفكار بعضهم يعلم الوسواس أن مذاكرتي خط أحمر، ينجحون في ذلك أحيانا من تلقاء أنفسهم أو بالتدريب مع المعالج المعرفي السلوكي. وأحيانا حتى نسمح لهم بفترات مقتطعة يترك نفسه فيها للوسوسة... لا تزيد عن عشرين دقيقة في اليوم الواحد.... بشرط أن يحسن القيام بما يلزم للنجاح.
فيك كذلك بعض من سمات الشخصية القسرية هي للأسف الأسوأ من تلك السمات فليس فيك مثلا ما يشير إلى القدرة على الانضباط ولا الالتزام، بل نجد الاستسلام لنزوات قهرية بشكل يكاد يكون منتظما... ثم نوعا من رمي الأحمال على أكتاف الآخرين المقصرين دوما، ثم شكلا بدائيا من لوم الذات وما تسميه العقاب النفسي، كل هذه سمات قد تعيق العلاج إن لم ينتبه المعالج لها.... اقرأ ما يلي على مجانين.
الطب يا طالب الطب
فاشل أم حائر أم مكتئب؟ توقف عن الطب أولا! م
وسواس ثقيل الظل : 25 سنة حبس
وسواس قهري عيار أثقل من الثقيل
نصيحة الموقع:
البحث عن من يقدم لك العلاج المعرفي السلوكي مع الانتباه إلى سمات التفكير المعيقة لديك للتعامل معها خلال إعادة الهيكلة المعرفية.