مشاكل لا تنتهي..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ في البداية أحب أن أوجه شكري العميق للقائمين على هذا الموقع الرائع والهام، والذي يوجه خدماته في الأساس لفئة هي الأشد احتياجا للمساعدة بين الناس، لذا أدعو الله أن يجعل مجهوداتكم النبيلة في ميزان حسناتكم، كما أعتذر عن الإطالة، وأرجو عدم ذكر أي معلومات شخصية عني.
أنا يا سيدى في الثامنة والثلاثين من العمر، متزوج ولدى طفلين، أحبهما أكثر من أي شيء، وربما أكثر ما دفعنى لمراسلتكم هو رعبي الشديد من أن يكون مصيرهما هو المعاناة والعذاب مع أبيهم المريض نفسياً..!
فأنا أغضب جداً واتهيج لأتفه الأسباب، وعندما تنتابني حالات الغضب هذه أتحول إلى ماكينة لإطلاق الشتائم والسباب، لهما ولأمهما، والمشكلة أن هذه الحالة تنتابني بمجرد سماع لفظ من زوجتي، أستشعر فيه أنها لا تحترمني بما فيه "الكفاية" أو تقلل من قدري وفي الغالب لا تكون المسكينة تقصد أيا من هذا، ورغم ندمي كثيراً بعدها إلا أن هذا الندم لا يمنع تكرار الأمر، فأنا أرى أنها السبب في جميع مشاكلي لأنها مثلاً لا تطيعنى، فأضطر إلى الشجار معها، فيعلو صوتي ويسمعني الجيران ونصف الشارع الذي أقطنه، ولهذا السبب لم يعد يحترمني أحد، وأنها سبب أساسي في إشغال تفكيري بمشاكلي معها بدلاً من التفكير فيما يحسن مستوانا الاجتماعي مثلاً.
أما عن أصدقائى فقد فقدتهم الواحد تلو الآخر، فهم في نظرى مجموعة من الأوغاد الذين قاموا بإقصائى من حياتهم ولم أجدهم عند حاجتى لهم، أو تكلموا عنى بالسوء وأيضاً أعتقد أن كل هذا ربما كان في مخيلتى فقط، والآن لم يعد لدي أصدقاء سوا صديقي الوحيد الطيب الذي أفكر دائماً عن سبب تمسكه بصداقتى إلى الآن، وأنا ممتن جداً لذلك، وأقدر له هذا، ولكن هذا الصديق يسافر لفترات طويلة، وأكون فيها وحيداً تماماً "ربما سفره وقلة اختلاطي معه هو سبب استمرار صداقتنا".
بالنسبة لزملائى في العمل، لا يختلف الوضع كثيراً وعلاقتى بهم سيئة جداً فهم في نظرى مجموعة من المتآمرين الذين يحاولون إيقاعي في المشاكل وإيذائي، فمنهم من يقوم بمضايقتي عن طريق مديري لعلاقته القوية بالمدير، ومنهم من يتحدث عني بالسوء، ومنهم من يحرض الآخرين على مقاطعتي أو يشوه صورتي، حتى علاقتي بأهلي سيئة فأخوتي يوقعون بيني وبين أبي، أما أمي فهي تفضل إخوتي عني، وأبي يكرهني على ما أعتقد.
هناك شيء صحيح تماماً، وهو أن أبي فعلاً يعاملني معاملة سيئة جداً منذ صغري، فهذا الأب الذى أراد تأديبي ىمرة وأنا صغير جداً "قبل سن 6 سنوات" أخذني إلى ضفاف النهر، وحملني قائلاً سألقيك في المياه لأتخلص من مشاكلك، واعتقدت طويلاً بعدها أنه لولا تمسكي بقوة بملابسه، وتوسلاتي إليه لكنت ميتاً الآن... وهذه المعاملة استمرت من سيء لأسوأ حتى الآن، فبين إهانتي أمام أصدقائي أو حتى ضربي أمامهم أو سبي والتحقير مني أمام أقاربه، وأصدقائي، وفضحي أمامهم عندما أقوم بأي غلطة كبيرة أو صغيرة، ولكني أحبه رغم ذلك فأنا كنت طفل ومراهق عنيدا جداً، وأعتقد أني استحققت معظم ما فعله معي، رغم إيماني بأنه لو كان استخدم معي اللين أو تقرب مني لاختلف حالي كثيراً.
دراستى الجامعية أنهيتها في عشر سنوات، فالكلية الأولى أرغمني والدي على دخولها، ولم أكن أحبها فأهملت دراستى بها "أعتقد أني كنت أعاقبه بإهمالي دون أن أدرى" أو ربما كنت مجرد طالب فاشل ومهمل، وقد أمضيت بها خمس سنوات، ثم فصلت منها بعد نوبة غضب شديدة انتابتني في أحد الامتحانات، بسبب ظلم دكتور اتهمني بالغش ولم أكن أغش، فسببته وسببت العميد ورئيس الجامعة وقائد الحرس بأعلى صوتي، وقد سمعوا جميعا ذلك، وبعد أن أمضيت سنة في المنزل، نجحت في الالتحاق بكلية أخرى، ولكن كان لابدَّ من التحاقي بالخدمة العسكرية، وقد حدث ذلك فعلاً بالتزامن مع انتسابي إلى إحدى الكليات، والتى تخرجت منها بتقدير جيد....
عملت في بعض المجالات الإبداعية والمتخصصة جداً وحققت نجاحات في البداية، ولكنى كنت دائماً ما أترك هذه الأعمال لأن نجاحي فيها لم يكن يناسب مقدار النجاح الذى أطمح إليه فعملت في وظيفة حكومية، وكنت أشعر أنها أقل من إمكانياتى، فقد كان من الممكن أن أكون افضل من هذا، وأنا دائماً في انتظار تغيير كبير في حياتى، ولكن لا أدرى كيف سيحدث ذلك..!؟ فأنا ليس لدى خطة أو هدف معين.
نسيت أن أذكر أن علاقتى سيئة أيضاً بأهل زوجتى، ولكنى أحترم أخاها لطيبته الشديدة. أحد زملائى في العمل كان السبب في أن أدخن الحشيش، وانا ما بين مواظب أو منقطع عن تدخينه منذ حوالى "سبعُ سنوات" فأنا أكره أن أكون مجرد متعاطى مخدرات منحط، ولكن في نفس الوقت لا أستطيع تمالك نفسى في أوقات أخرى، فأندفع لتدخينه بشراهة شديدة وبطريقة خطرة.
حاولت كثيراً أن أقيم علاقات اجتماعية، وأن أندمج مع من هم حولي، فأنا أكره الوحدة، ولكني دائماً أفشل بسبب رفض الآخرين لى، وكنت دائماَ ما أفكر أن ذلك بسبب من يتحدثون عني بالسوء، سواء من أهلي أو أصدقائي القدامى أو زملاء العمل، حتى أصبحت أشك أني موضوع الحوار في أي لقاء بينهم.
بقيتُ لعدة سنوات أحاول تفسير بعد الآخرين عنى، وكنت دائماً أُلقي اللوم على الآخرين، فهم لا يفهمونى جيداً أو هم لا يرقونَ لمستوى تفكيرى، أو أن هناك من يتحدث عنى بالسوء، فيبتعد عنى الناس، ولكن في النهاية تأكدت أن المشكلة في شخصيتي أنا، وأن لدي مرضاً نفسياً ما هو السبب في معاناتى بهذا الشكل..!؟ ما جعلنى أتوقف عن محاولة إنشاء صداقات، أو علاقات اجتماعية جديدة، فأنا أعرف أن مصيرها في النهاية الفشل... حاولت أن أفهم حالتى عن طريق القراءة، فوجدت أن أمراض نفسية كثيرة أعراضها تتشابه مع ما لدي فلم أصل لنتيجة معينة....
التوتر، والقلق بسبب مستقبلي ومستقبل أولادي لا يفارقاني، ويكاد عقلي ينفجر من شدة التفكير، وأصبح أي شيء عارض أو بسيط بالنسبة لي ورطة، ومشكلة كبيرة حتى مظهري أهملته وفكرة العلاج النفسي أعتقد إنها ستنضم إلى بقية مشاريعي المؤجلة وغير المكتملة، ما يزيد من خوفي من المستقبل المظلم الذي ينتظرني.... فبماذا تنصحونني..!؟
7/7/2016
رد المستشار
أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
دعائي لك بالخير وتمنياتي لك بموفور الصحة والسعادة. لا أخفيك سرا أنه لا يمكنك الاستمرار في نفس مسار حياتك بنفس الطريقة، ستضطر إن عاجلا أو آجلا إلى الوقوف مع الذات راغبا أو مرغما لتعديل المسار إما لأجلك أو لأجل أسرتك "زوجتك وأولادك"
مشكلتك الحالية ضاربة الجذور منذ علاقتك المتوترة "الغير صحية" بالطبع مع والدك، فليس هناك من سبب لتفسير أو تبرير "القسوة" الشديدة من الأب تجاه أبنائه لدرجة التهديد أو الإقدام على قتلهم "غرقا"، حتى وإن كان ذلك على سبيل التهديد لا التنفيذ.
هنا المشكلة التي تحاول أن تخدع نفسك بأن هذه القسوة "غير المبررة" مبررة وأنك ""حسب قولك" شخص سيئ يستحق العقوبة، ومن ثم عندما كبرت رأيت الآخرين ومنهم أبناؤك أشخاصا أيضا سيئون ويستحقون العقاب، قطعا!!!.... لم تكن سيئا ولم تكن تستحق العقوبة القاسية بل كنت تستحق الحنان والصفح والرعاية وكذلك الآخرون يستحقون الصفح والحب والتسامي وأشياء أخرى جميلة، ولأنكم تحملتم آلاما كثيرة خلال الطفولة تولد لديكم شعور بعدم الأمان والشك الشديد والحذر تجاه الآخرين ونواياهم تجاهك ووصل الشك في كثير من الأحيان لمستوى خطر يرقى لمرتبة الضلالات المتطلبة للعلاج.
أرى أخي العزيز أنك حاليا تحتاج لزيارة طبيبك النفسي والذي بالتأكيد سيركز على جوانب متعددة لديك أبرزها نوبات الغضب المتكررة والتي ربما تمثل نزيفا مستمرا لرصيد نجاحاتك أو علاقاتك مع الآخرين، إلى جانب محاولة تعديل بعض السمات الشخصية لك بحيث تكون أكثر تسامحا وثقة في النفس وفي الآخرين وهذا الجانب سيحتاج بعض الوقت لكنه الأهم والفيصل في مسار حياتك الآنية وفي المستقبل
لا تفكر كثيرا..... خذ قرارك واختر طبيبك..... ولنبدأ صفحة جديدة...... وعلى بياض
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته