ما حدود تأثير المازوخية على الشخصية..!؟
جزاكم الله كل خير على الموقع المفيد...
انا مقيمة في سورية - دمشق عمري 27 عاماَ طولي 163 ووزني 65 ، الدخل المادي يتفاوت لكنه جيد والحمد الله، حالياً تركت العمل من إسبوع، شهيتي للأكل عادية، نومي قلق جداً..
بدأت مشكلتي في الشهر السادس من السنة الماضية على شكل تشنجات بأكثر من جزء من القولون العصبي، إرهاق وتعب دائم، نقصان واضح للوزن, بالإضافة للكوابيس والأحلام التي ليست بالضرورة هي سيئة لكنها قوية "أي عندما أستيقظ أكون بغاية التعب" أشعر بدوار خفيف, مع عدم انتظام بأحجام وارتفاع الأثاث من حولي وأبقى أسيرة لها طوال اليوم، حيث تراودني كـ"فلاشات" في العديد من الأوقات..
كنت أشعر بالشد الدائم بكامل جسدي، وبدأ الأمر بحيث عندما أقف بمكان مرتفع أشعر برغبة كبيرة, لأن ألقي بنفسي فأشعر بدافع داخلي لرؤية المسافة, وأين سأستقر في حال ألقيت نفسي وهنا تبدأ سلسلة من النزاعات بين سخافة الفكرة وخوفي من الله, وخوفي على أهلي في حال فعلت ذلك, وبين دافع داخلي غريب يطلب مني شيئاً فشيئاً خطوة بخطوة أنَّ أدرس فكرة الانتحار..!
وكانت تأتيني رغبة بتسميم كأس الماء قبل أن أعطيه لأبي وأتخيل نفسي أدفع أختي أمام السيارة هي أفكار تعصر قلبي من شدتها لا أعلم من اين تأتي ولا لم تأتِ، علاقتي مع أهلي جيدة, وولدت بوسط نظيف طبيعي ملتزم خلوق ولا أعلم ما سبب ما أصابني..!؟ بالاضافة إلى رغبتي الجنسية التي كانت تزداد حدة, وصف لي طبيب الهضمية بعد تشنج القسم الآخر من القولون "الزولوفت" حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر, وبالفعل تحسنت جداً لكن بعد ثلاثة شهور شعرت بأن الأعراض عادت, رغم عدم إيقافي للدواء, لكن ليست بنفس الحدة فطلب أن أزيد الجرعة لحبتان, وأن استمر به شهران إضافييان...
قمت بالتواصل مع أحد المعالجين النفسيين عن طريق النت, لأنه كان ثقة كبيرة وراحة نفسية لكنه خارج البلاد، وتحسنت كثيراً على كافة الأصعدة, تعلمت العديد من وسائل الاسترخاء كما "خفت رغبتي الجنسية بسبب الزولوفت" وعدلت العديد من أفكاري وقناعاتي, وأصبحت ألاحظ نفسي أثناء توغلها بالأفكار المشوَّهة والتي تؤدي بي إلي الضياع وعدم الاستقرار، وأستطيع الحد من ذلك.... جزاه الله كل خير...
راجعت أربعة أطباء من داخل وخارج البلاد, حتى اطمأنيت لضرورة المتابعة "بالزولوفت" وستمريت به لمدة سنة، الآن أوقفته من إسبوعين..!
المعالج أوقف التواصل بحجة أنه يتوجب عليَّ المتابعة مع أحد المختصين, بشكل مباشر وليس عن بعد, لم أقتنع لأنني كنت بالفعل قد تحسنت كثيراً..!
وبالفعل بعدها ذهبت لأكثر من معالج لكنني لم أستفيد، ربما أوقفت الدواء بدافع الانتقام من نفسي فرغم معرفتي بضرورة التدرج بايقافه إلا أنني أوقفته بشكل مفاجئ, وكنت قد قررت أن أتابع العلاج بنفسي, لأنني لم أجد عن ذلك بديلاً وكثرت العبارات الضاغطة المحيطة "أن الدواء لمدة سنة كثير, وأنت بنت حرام أكتر من هيك..!؟"
قرأت بموقعكم عن خطورة المتابعة الذاتية الفردية للعلاج، لكن جميع المعالجين الثقات سافروا وبلدي فقيرة أصلا بهذا المجال "العلاج والطب والنفسي" والثقة ضرورة هامة للعلاج
وجميع المختصين لا يؤمنون بالعلاج عن بعد، رغم أنني كنت أشعر بالتحدي لأثبت نجاح تلك الطريقة, وكنت أشعر أنه من واجبي تجاه مع يحاول معي عن بعد أن أطبق كل تفصيلة وأبذل قصارى جهدي...
شخصت بـ: اضطراب القلق المعمم + اضطراب الشخصية الوسواسية + الوسواس القهري..
لآن وبعد شهر من إيقافي "للزولوفت" بدأت الأعراض بالظهور, والتي كنت على استعداد أن أفعل أي شيء كي لا أشعر بها مجدداً..
الأحلام، قلق أثناء النوم، رغبة جنسية حادة، تعب وإرهاق، تشنجات، رغبة كبيرة بإيذاء نفسي وبدأت بشكل بسيط جداً، رغبة بالانتحار، الشد والتوتر الدائم...
كل ما ذكرته بات قديماً, وليس هو ما يقلقني وأتوقع بعون من الله سأتخطاها... ما يقلقني هو وأثناء تواصلي مع المعالج الموثوق, تطرقنا للخيالات الجنسية, وهو أمر لم يلفت نظري ولم أفكر فيه من قبل، فكان من الملفت هو طابع الذل والإهانة عليها والمتعة المرتبطة بالألم، لست بوارد البحث والسؤال "هل أنا مازوخية" رغم تأثيره على علاقاتي مع أي شريك يحاول الاقتراب، لأنه أمر متعب وبغاية التعقيد, حيث قرأت عن الموضوع بموقعكم, وغيره كثيراً لكنني لم أصل لشئ..!
(لكن سؤالي) في حال "تجاوزي عن هذا السؤال" ومضيت في حياتي هل يا ترى سيكون تأثير الأمر عليَّ في حال كنت مازوخية فقط عندما أتطرق للارتباط والحب والزواج..!؟ أم هو أمر سيؤثر بشكل أو بآخر على شخصيتي ككل..!؟ هل له علاقة باضطراباتي النفسية (كسبب أو نتيجة)..!؟ أم هو أمر عارض إضافي لها..!؟ هل سيزول مع التقدم العمر..!؟ هل سيزداد سلباً..!؟
هل يجب عليَّ البحث بالموضوع..!؟ أين يجب أن يكون موقعه ضمن أولويات العلاج لدي حسب ما أوضحت لكم ما أعاني..!؟
حاولت قدر المستطاع التكلم بشكل مفصل،
أعتذر لإطالتي، أرجو منكم ومن الله الفائدة...
لكم جزيل الشكر...
8/7/2016
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع, وتمنياتي لك بالسلامة والشفاء..
النصف الأول من رسالتك تحتوي على وصف في غاية الوضوح لاضطراب وجداني وأعراض قلق واكتئاب, تاريخ ظهور الأعراض يشير إلى تشخيص واحد فقط وهو نوبة اكتئاب جسيمة, تحسنت الأعراض مع استعمال عقار مضاد للاكتئاب وتم رفع الجرعة بعد انتكاسة طفيف, الآن وبعد مرور عام على العلاج قررت وقف العلاج...
ما هو تشخيصك..!؟
رأي الموقع هو نوبة اكتئاب جسيم في حاجة إلى عقار مضاد للاكتئاب بمفرده, وأحياناً مع عقار آخر لموازنة المزاج, أما "تشخيص القلق" فالموقع يميل إلى أن هذا من أعراض الاكتئاب.. الأفكار الوسواسية شائعة جداً مع الاكتئاب ولا تعني تشخيصاً إضافياً, لا أظن أنك مصابة باضطراب الشخصية...
وماذا عن الأفكار المازوشية..!؟
رسالتك تطرح ظاهرة كثيرة الملاحظة في الممارسة العملية, يتم استعمال مصطلح المازوشية العاطفية بدلاً من المازوشية الجنسية لأن الأخيرة تتعلق بسلوك جنسي بحت لا يرى من يمارسه بأنه مشكلة تستحق مراجعة طبية, هذه الأفكار معظمها وسواسية, ولا تختلف عن أفكار اكتئابية أخرى يتم حصرها تحت أفكار سحق الذات أو النفس "Self-defeating thoughts" والتي قد تتطور إلى سلوك مرضي, يحاول الإنسان التخلص من هذه الأفكاروعزلها عن طريق ممارسة سلوك قهري, وهذا قد يفسر "لماذا تم تشخيصك بالوسواس القهري"..؟
يصر البعض من المعالجين النفسانيين على الفصل بين حالتين والتطرق إليهما بصورة منفردة وأن هناك: اكتئاب جسيم, وشخصية مازوشية عاطفية, يتسلط الاكتئاب الجسيم أحياناً على الفرد, وأحياناً أخرى تتسلط الشخصية المازوشية العاطفية, هذا الطريق في العلاج الكلامي يستند الى نظرة المدرسة النفسية التحليلية التي تضع الاكتئاب في إطار مازوشي عاطفي, الإسراف في التركيز على هذا الجانب يولد أحياناً اعتقاداً يتمسك به المريض, بأنه يعاني من مشكلة تتمثل في شخصية مازوشية جنسية, كذلك يجب الإشارة إلى تكرار هذا المشهد في الأحلام, وتفسيرها بسبب الاكتئاب والعلاج الكلامي على حد سواء...
ما هو رأي الموقع؟
لا أظن أن هناك أدنى شك بإصابتك باكتئاب جسيم, وهناك حاجة للعلاج, "أحياناً" لمدة عامين مع سحب العقار تدريجياً...
المازوشية التي تشيرين إليها هي مازوشية عاطفية وجزء لا يتجزأ من الاكتئاب... بعبارة أخرى هذه الأفكار هي من أعراض الاكتئاب.... لا يوجد دليل علمي على أن شخصيتك ستتغير بسبب الاكتئاب وتتحول إلى شخصية مضطربة تمارس السلوك المازوشي....
تميل هذه الأفكار إلى التلاشي تدريجيا وقلما يتحدث عنها المريض في العلاج المعرفي السلوكي التركيز عليها في العلاج الكلامي التحليلي الإطار يؤدي إلى تفاقمها واعتبرها واحدة من الأعراض الجانبية للعلاج الكلامي, ولكن هذا الرأي قد لا يقبل به بعض المستشارين في الطب النفسي...
رحلتك مع العلاج النفسي من بعد كانت مفيدة بلا شك, ولكن كان يجب أن تتم عملية الفراق من العلاج والمعالج النفسي بصورة تدريجية, يحرص الطب النفسي على ضرورة التطرق إلى الفراق وتوقف العلاج عبر ثلاثة جلسات أحياناً فبل نهاية العلاج, ولكن النصيحة بالتوجه إلى معالج آخر يضعه المريض أحياناً في إطار النبذ, وهذا قد يفسر مشاعر الغضب في رسالتك...
ليس هناك حرجاً في علاج كلامي, أو استشارة طب نفسي عن بعد وإن كانت دون المراجعة الطبية وجها لوجه...!
راجعي طبياً نفسياً ولا تبالي بهذه الأفكار, فهي من أعراض الاكتئاب لا غير...
وفقك الله...
واقرأ أيضًا:
علاج الاكتئاب بالعقاقير بين العلم والفن
العلاج المعرفي للاكتئاب (17)
السادية - المازوشية أسطورة في الطب النفسي
ويتبع >>>>>>>>>: الاكتئاب السلبية والمازوخية العاطفية لا تكن طبيب نفسك م