كيف أتقبل ما لا أتحمله
أنا زوجة من 13 عاماً لدي 3 أبناء، حاولت إصلاح العلاقة مع زوجي, دون فائدة حيث أنه مهمل لي ولأولادي, وجاف, ولا يهتم سوى بعائلتة فقط. بعد محاولات كثيرة تأكدت أنه لن يتغير، ولا يمكنني الانفصال عنه,
فكيف لي أن أتحمل هذه الحياة دون أن أنهار، أو أصاب بمرض من الحزن والانكسار؟؟.
كيف أستمد القوة لأكمل مشواري من أجل أبنائي وأنا بحالة نفسية جيدة؟.
9/7/2016
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا صديقتي؛
أنت تحاولين منذ ثلاثة عشرة عاماً في الطريق الخطأ...! فطريق تغيير أي آخر لم يفلح مع أحد أبداً إلا حينما يرغب الآخر ذلك التغيير، أو رأى أنه وجب عليه التغيير لأسباب؛ فتغيير شخص أمر يكاد يكون المستحيل الرابع...!؛ وتغير رجل من أجل امرأة نفس القصة خصوصاً في بلادنا العربية التي تحمل من الأمراض والعاهات النفسية الكثير.
فالطريق إذن سيبدأ من عندك أنت وأنت فقط، ولقد قررت مع نفسك أن تسلكي الطريق الأطول؛ لأنك لا تضعين الطلاق في خطتك، وكذلك لسبب آخر يحدث طوال تلك السنوات قد لا تدركينه أنت ولا هو في العلن رغم وجوده بقوة في الخفاء داخل الكواليس؛ ألا وهو أنه يعلم تمام العلم أنك جبانة، لذا محاولاتك المختلفة في القوة، والنوع كلها تتبخر أمام معرفتكما بأنك جبانة، لذا فالطريق سيكون غير ممهداً في البداية إطلاقا، ولكن سيتغير حتما بعد مزيد من الشجاعة؛ لأن هناك رسالة أخرى في الكواليس بأنه يريد إكمال حياته معك ولكن بما يراه ويريده هو؛ فلتشمري عن ساعديك، ولتتنفسي نفساً عميقاً استعداداً لتغييرك أنت لا هو.
فأول ما ستحتاجينه في تلك الرحلة التخلي التام عن جبنك وتوصيل رسالة هادئة جدا، مستقرة جدا، بلا بكاء، بلا رجاء، بلا عنف، بلا معيلة؛ بأنك لن تتأقلمي مع أي شيء يمس حقوقك مادمت ترغبين في نفس الوقت عدم إهدار حقوق أهله عليه، وتمارسين حياتك كما ترغبينها؛ لأنها ملكك الذي وهبه الله وحده لك وحدك؛ فلا توقفي حياتك على غضبه، أو عقابه، خصامه إطلاقا، ولتظلي محتفظة بقرارك بمنتهى الثبات والهدوء الحقيقي؛ فالتمثيل سينهار تماما مع أول جولة؛ لذا لا تفعلي إطلاقا ما اقترحته عليكي إلا حين تصدقيه تماما من داخلك؛ فكل شريك لديه رادار يعرف به حقيقة ما يحدث داخل شريكه حتى لو تحدث بفمه بالعكس.
بالبداية هي أن تصدقي تماما أنك من يحتاج التغيير، وأنك من حقك أن تشعري بوجودك، كإمرأة، وزوجة، وأم دون معاناة لا طائل منها، ودون تهور يفقدك حقوقك. فقط رسالة واضحة ثابتة بأنك لن تتكيفي مع مالا تحبين، وستمارسين حياتك كما تريدين، ودعيه يرى أنك مختارة البقاء معه ومع أسرتك عن قوة، وليس عن ضعف؛
وأنك تختارين وجودك عن قوة وليس توسل، أو تسول، حين تفعلين ذلك بصدق؛ سيصله رسالة جديدة منك تجعله يضطر ليتكيف مع تغييرك أنت لا العكس، وكنت قد رددت على رسالة لصاحب مشكلة سابق لا أذكر عنوانها تماما ولكن يمكنك البحث عنها بكلمة لاء....؛ حيث أوضحت كيف نستطيع أن نقول لا الخاصة بالكبار والتي تبعد تماماً عن لا التي تخص الصغار حين يرفسون، وينزعجون فيكسرون أشياء، أو يخاصمون، ويتجاهلون، ويعندون... إلخ.
أرجو أن تقرئيها بجانب ما قلته لك. هيا ابدئي...