السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
اسمي عبدالله, بدأت معاناتي مع هذه العلَّة النفسيَّة منذ بداية البلوغ تقريباً. مثل أي شاب مراهق بدأت الشهوه تشتعل بي, وكانت شهوة طبيعية فطرية, شهوة رجل لمعاشرة أنثى بشكل طبيعي, لكن ما إن استمرت تلك الشهوه إلى أن وقعت في أحد المواقع الإباحيَّة, ومن الفضول, وحب الاستطلاع, بدأت أنظر إلى مايسمى بالجنس السادي, علاقه جنسيه بين رجل وامرأة, لكن مقترنة بالإهانة, المرأه تعذب الرجل بالضرب والشتم, في البداية اشمأزيت من المناظر, لكن مع الوقت بدأت أستحسن هذا الشي.
ومع مرور السنين تعلَّق قلبي بالمازوخيَّة حتى وصلت الآن إلى عمر 23 سنة وأنا لا أصل لأعلى درجات الانتصاب والشهوه إلا إذا تخيلت نفسي أهان وأضرب من قبل فتاة, حتى عرفت وتيقنت أنني في ورطة حقيقه, حاولت أن أستحقر الفكرة وأعود للفطرة, لكن دون جدوى. مع العلم أنَّ كلَّها خيالات, ولم أمارسها على الواقع يوماً. ولا أتخيل نفسي أمارسها أصلاً.
هل المصاب به هو نوع من الوسواس القهري، وهل يمكن علاجي من قبل طبيب نفسي، أو أن العلاج يعتمد على ذاتي أنا؟
هل ما أصبت به نتيجة لمشاهدتي تلك الأفلام، مع أني سمعت وقرأت, أن تعنيف وضرب الطفل في صغره قد يجعله مازوخيَّاً في كبره، لأنَّ الوالده حفظها الله كانت شديدة جداً وتضربني في طفولتي على أذني. هل ما أمر به الآن ناتج عن ذلك؟
أرجوكم ساعدوني فيعلم الله أني في ورطه لم أجد منها مفر.
16/7/2016
رد المستشار
أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بادئ ذي بدأ تمنياتي لك بدوام الصحة والسعادة وأشكرك على ثقتك الغالية.
أولا أحب أن أعطيكم نبذة عن مصطلح المازوكية أو المازوخية أو الماسوخية وكلها أسماء متداولة بين العامة والمتخصصين على السواء, تعرف المازوخية بأنها كل فعل أو نزوع مسيطر ومتكرر تجاه أحداث أذى جسدي أو لفظي أو حتى معنوي للشخص ذاته، لإحداث نوع من السرور النفسي.
وفي حالة الجنس يكون هذا الفعل وهذه النزعة شرطاً حصرياً لحدوث الشهوة الجنسية, أو على الأقل الطريقة المفضلة على كل الطرق التي من شأنها إحداث المتعة الجنسية, وصولاً إلى تحقيق الشبق الجنسي أو قمة الشهوة الجنسية, قد يتعمد الشخص إحداث الأذى أو الألم بنفسه لنفسه أو قد يتحايل على ذلك عن طريق إقناع الطرف الآخر بأن يقوم بدور المعذب له, أو المحدث لحالة الأذى/الألم/الإساءة.
تستدعي الأمانه ان نقول أنه ليس كل علاقة جنسية مصحوباً بنوع من النشاط الخشن, وربما القليل من الألم المتبادل الذي يمكن تحمله من الطرفين, بل ويراه الطرفان عنصراً من عناصر التشويق والامتاع لكليهما. ليس شرطاً أن يتم توصيف ذلك بالمازوكية وإنما العلة في الحصرية أساساً ومن ثم درجة الألم وتجاوزه درجة احتمال الأشخاص العاديين في مثل هذه المواقف.
يبدو واضحاً لي تأثير الأفلام الجنسية في تشكيل تصور أوحد في ذهنكم للطريقة المثلى لممارسة الجنس والوصول لحالة الشبق، إضافة إلى تأثير الطفولة وما صحبها من ذكريات مؤلمة مرتبطة بالطرف الأقوى "الأم" وطريقتها القاسية في التربية، وهو ما يصوره العقل الباطن في ضرورة وجود الشخصية القوية التي تصحح لك اخطاءك وتقومك وصولاً لإحداث الألم والإساءة لشخصك للوصول للنهاية السعيدة، وهو ما يحاوله العقل الباطن للوصول لتصور مقنع لهذه المعاملة "القاسية"، وكيفية التصالح معها "ظاهرياً على الأقل".
حالتكم بإذن الله قابله للتحسن، وذلك عن طريق الجلسات النفسية السلوكية أو التحليلية النفسية، وكلاهما سيحدث أثراً حسناً معكم بإذن الله، لذلك أتوجه إليك بالنصح وضرورة العرض على أحد المعالجين النفسيين المتخصصين, والبدء في العلاج النفسي في أقرب وقت، وعندي ثقة في الله وفي عزيمتكم لتجاوز هذه المشكلة.
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.