السلام عليكم ورحمة الله
مشكل الوسواس؛ أنا فتاة أبلغ من العمر 31 سنة من المغرب أعاني من مشكل الوسواس القهري منذ سنوات خاصة في شهر رمضان ففي رمضان تأتيني أفكار مزعجة.
إذا لمست مثلا شعري أقول أن رجلا هو من فعل ذلك
إذا تحدثت مع زميل تأتيني فكرة أنني أريده
إذا رأيت صورة تأتيني أفكار مزعجة كثيرا.
وألاحظ أنه عندما تكون في أيام الحيض لا تأتي هذه الأفكار ورغم كل ذلك أنا أذهب إلى المسجد، رغم أن فترة الصلاة أظل أقاوم الوسواس من أفكار تأتيني أثناء الصلاة وعند الانتهاء لا تأتي هذه الأفكار بنفس الحدة.
في الوضوء أعاني كذلك في الملابس خاصة في هذا الشهر المبارك وأنا أصلي رغم ذلك وأحاول جاهدة التغلب عليه.
أتمنى أن تعطيني حلا فأنا أشك أن صيامي غير مقبول وصلاتي كذلك بسبب الأفكار فأنا إذا تذكرت زميلا أقول في بالي أنني أقبله أو أتمنى النوم معه
أتمنى أن تقدم لي علاجا لما أعانيه خاصة أني بدأت أقوم بحركات أو ضرب نفسي عندما تأتيني هذه الأفكار وشكرا
26/6/2016
رد المستشار
إن الشكر إلا لله... رمضان كريم يا أستاذة هدى أو "Houda" أهلا وسهلا بك على مجانين،... حالتك تبيان واضح لحالة وسواس قهري ديني إذ يرتبط الوسواس لديك بالانضباط الديني الذي يجب أن تكوني عليه وأنت صائمة... يصوم المسلم في نهار رمضان عن الشهوات ومنها الجنس... وعلى قدر شدة حرصك على ضبط هذا الجانب الجنسي من حياتك تصبحين عرضة للوقوع في فخ هذا الوسواس القهري...... أو فخ المبالغ في الانضباط والالتزام (باجتناب كل ما قد يفسد الصيام)... خاصة إن كنت من المهيئين لمرض الوسواس القهري.
أفكار مثل (إذا لمست مثلا شعري أقول أن رجلا هو من فعل ذلك) و(إذا تحدثت مع زميل تأتيني فكرة أنني أريده) و(إذا رأيت صورة تأتيني أفكار مزعجة كثيرا).... هذه أفكار يمكن أن تدهم أي صائمة لكنها تنتبه أنها ليست منها فتستعيذ بالله وتنساها -أو تكتفي بأن تهملها إن تكرر الأمر كثيرا- أي تتنساها، إلا أن تكون تدهم صائمة مهيئة للوسوسة في صومها أو.... بشكل عملي أكثر أقول لك:
لا تهتمي بهذه الأفكار واكتفي بالاستعاذة بالله منها ثم إهمال وجودها تماما –لا أقول لم تكون موجودة ولكن أنت تهملين أنها موجودة-، ولا تفعلي من فضلك أي شيء لمحاولة منعها أو إيقافها (كضرب نفسك مثلا) ولا أي شيء يكفر في نظرك عنها فهذه كلها أفعال قهرية تعقد المشكلة. (واعلمي أنك لا تحاسبين على أي أفكار أو صور أو حتى خبرات جنسية حسية عابرة لأنها مما يطرأ على مريض الوسواس القهري الديني -على الأقل- لا تحاسبين على مجرد ورودها على وعيك...) ولا يمكن أن تفسد هذه الخواطر صيام أحد إلا إذا استعذبها واسترسل معها حتى أنزل... والمقصود نزوله هو المني.
عيشي بشكل عادي تعاملي كأي صائمة مع زملائها ولا تجعلي انضباطك الجنسي إلا انضباط سلوك ونية لا انضباط خواطر، تعاملي كذلك مع شعرك وجسدك بشكل عادي أي الشكل الذي ترينه مناسبا لصيامك، وكما تفعل صديقاتك الصائمات. نفس الكلام ينطبق على حالك وأنت في المسجد ركزي في صلاتك ولا تعتبري لها أي وجود، واجعلي الاستعاذة بالله قبل التلاوة.
إذا داهمتك الأفكار أو الخواطر فأهمليها باستعاذة طالما كان معدل ورودها معقولا بالنسبة لك يعني مرة كل برهة (ولا أستطيع تحديد معدل بعينه)... المهم هو أن لا تصبح الاستعاذة بالمولى عز وجل فعلا قهريا من كثرة التكرار غير المفيد... فإن تعدت ذلك المعدل المعقول فاجعلي الاستعاذة بالله غير مرتبطة بها، واستعيذي بالله من كل فكر سيئ واستغفريه من كل ذنب ما شئت في كل وقت غير وقت الوسواس (وليست الخواطر الوسواسية الجنسية ذنوبا ما لم نستسلم لها راغبين أو نستجلبها).
إن لم تتمكني وتنجحي في ذلك بمفردك عليك طلب المساعدة من معالج سلوكي معرفي أو طبيب نفساني وسوف يساعدك إن شاء الله.
تلمحين دون تفاصيل إلى الوسوسة في طهارة الثياب للصلاة... أو في مناسبة الثوب للصلاة أو ستره ما يجب ستره الله أعلم... لكنني أخمن أنه الشك في طهارة الثياب... وتجدين كثيرا عنه بين استشارات مجانين إذا بحثت بوسواس الطهارة وكذلك وسواس النجاسة وإن أردت رأيي فهو أن تأخذي برأي مهم عند المالكية يقول بأن طهارة الثوب والجسد والمكان بالنسبة للموسوس سنة فقط ولا تجب عليه...... وهو ما يعني أن تهملي كل احتياطاتك المرهقة وكل تدابيرك المعيقة فيما يتعلق بتحري طهارة الثياب.
أن تلاحظي أنك عندما تكونين في أيام الحيض لا تأتي هذه الأفكار، وأنها مستمرة فترة الصلاة وعند الانتهاء لا تأتي هذه الأفكار بنفس الحدة...... هذا يفسره الطبيب النفساني المتدين الواعي بدور الشيطان في إمراضية الوسواس القهري حيث يتعرض الجميع لوساوسه ولا يسقط في براثنه إلا المهيئون للوسواس القهري...
إذن المهم هو إهمال هذه الفكرة وغيرها جنسي المحتوى وغير جنسي المحتوى.
صومك صحيح لا جدال وثوبك طاهر بأصله فاطعي في رحمة رب العالمين ولا تنشغلي بالأمر ما استطعت... أو فاطلبي عون متخصص... وتابعينا بالتطورات.