استخدام السيروكسات لعلاج الرهاب الاجتماعي, أفيدوني
السلام عليكم؛
لو سمحتم، أنا شاب في الثلاثين من عمري أعاني من الرهاب الاجتماعي من فترة طويلة, وقد تحسنت بعض الشيء حالياً عن السابق لكنني بسبب طبيعة عملي مضطر أن أقابل اصناف مختلفة من الناس يومياً والتعامل معهم, وهذا يسبب ضيق شديد, صحيح أني لا أظهر ذلك إطلاقاً وأظهر واثقاً من نفسي, ولكن في قرارة نفسي أكون متوتر, ومتضايق من التعامل مع الناس.
أيضاً أخاف جداً من التجديد, وأظل أفكر كثيراً في سيناريوهات مختلفة لهذا الموقف, وفي معظم الأحيان أختلق أي حجة لكي أتجنب هذا الموقف سواء كان تغيير لمكان العمل، شراء أي شيء من بائع جديد في السوق، التقدم لخطبة بنت، الذهاب إلى مطعم جديد وهكذا.
هذا غيَّر إحساسي الدائم بمراقبة الناس لي, وأنا أعرف أن هذا غير حقيقي, ولكنه إحساس سيء جداً, ولذلك لا أذهب إلى المناسبات أو حتى الصلاة في الجامع. قرأت كثيراً عن علاج الرهاب, واستقريت على السيروكسات وأريد أن أعرف هل هو مناسب لحالتي، وما هي الجرعة المناسبة للعلاج، وكيفية إيقافه تدريجياً لأتجنب الأعراض الجانبية.
شكراً جزيلاً.
20/7/2016
رد المستشار
أخي الكريم د. عبد الرحمن، السلام عليكم؛
أدعو الله لكم بدوام الصحة والشفاء بإذن الله. بالفعل لقد حالفك التوفيق في ادراك طبيعة ما تعاني منه الا وهو مشكلة الرهاب الاجتماعي او ما يطلق عليه Social Anxiety Disorder.
مشكلة الرهاب الاجتماعي Social Anxiety Disorder هي متلازمة يشكو فيها الفرد من الشعور بالقلق والتوتر الشديد عند قيامه بتقديم نشاط معين كتقديم محاضرة او القاء خطبة او حتى تناول الطعام امام جماعة من الاشخاص رغم الاهلية والكفاءة التامة وربما القدرة الاستثنائية للقيام بتلك المهارات او المهمات عندما يكون الشخص بمفرده مما يؤدي في النهاية الى مزيد من العزلة لهذا الشخص اضافة الا خسارته للعديد من الوظائف او المراتب الاجتماعية التي يكون هو أهل لها لقدرته او مهارته او مؤهلاته الا ان ذلك الرهاب او الخجل يكون سببا اساسيا وربما وحيدا لذلك.
أبشرك أخي الكريم بأن ما تعاني منه هو اضطراب نفسي لاعراض معروفة طبيا ولها علاجات محددة تعطي نتائج مبشرة، هذه العلاجات تشتمل على نوعين من العلاج هم العلاج السلوكي المعرفي وهو علاج نفسي لا يعنمد العقاقير الطبية علاجا وانما يشتمل على جلسات نفسية مع الطبيب المعالج لتعديل المفاهيم والافكار التلقائية التي يكونها الشخص عن مرضه وعن الاخرين، اضافة الى التدريب على مزيد من المهارات النفسية التي تمكن الشخص على التعامل مع المواقف الصعب.
أما النوع الثاني من العلاجات فهو العلاجات بالعقاقير الطبية وهي أدوية آمنة ولها نتائج مبشرة أيضا اذا ما تم العلاج والمتابعة من قبل طبيب نفسي متخصص، من هذه العلاجات عقار السيروكسات وقد اثبت هذا العقار اضافة الى عقاقير اخرى نجاعة كبيرة في مثل تلك الاعراض اضافة الى عدم خطورته من ناحية قابلية التعود او الادمان، الا انه وشأن الكثير من العقاقير يحتاج لارشاد ومتابعة الطبيب المعالج اثناء العلاج وحتى نهاية الاستخدام سواء عند التوقف او الاستبدال بعقار اخر حسب الحالة.
في رأيي الطبي افضل العلاج النفسي عن طريق جلسات العلاج السلوكي المعرفي أولا على الاقل، واتوقع ان يحقق لك المزيد من التحسن سواء من ناحية القلق والاكتئاب او الثقة بالنفس عند التعامل مع الآخر مما اتوقع ان يكون له ابلغ الاثر في تحسن الحالة النفسية والاندماجية داخل المجتمع والاحساس بالقيمة الذاتية والقدرة على العمل والابداع.
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، وأن يصلني خبر تعافيكم في القريب العاجل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته