أتخبط في ميلي العاطفي الشاذ. ساعدوووونيييي
مرحباً دكتور. أرجو المساعدة، مشكلتي حساسة جداً. أنا بنت عمري 24 سنة أشتكي من ميلي العاطفي لبنات جنسي، ولا أملك مشاعر تجاه شباب، أؤكد لكم أني لم أمارس الجنس في حياتي، والحمد لله ملتزمة بصلاتي ومن عائلة محترمة، لكن منذ صغري وأنا أشعر أني مختلفة عن البنات. تعرضت في سن الثامنة إلى اغتصاب من شاب جارنا، بعد ذلك بسنتين أو ثلاث تعرضت أيضا لتحرشات جنسية ومضايقات من شباب أخرين، لم أكن أعي عن الجنس لكن تجاربي هذه جعلتني ألجأ إليه، وأتعود على تلك المداعبات إلى حد أنها أصبحت تعجبني.
ثم في ما بعد انتهيت من تلك المداعبات خوفاً من الله لكن أصبحت أمارس العادة السرية، لكن والله لم أكن أعرف أن لها تسمية، كنت صغيرة أقل من 10سنوات. في صغري كنت ألعب مع أخي ألعابا صبيانية لم أذكر يوماً أني اقتنيت عرائس مثل بقية البنات، كنت أقتني مسدسات وأشارك بها أخي في اللعب، كانت أمي بعيدة عني لا تحادثني و لا تهتم بميولاتي التي من المفروض أن تكون كالفتيات، كانت تهينني وتنهرني لأن تصرفاتي ومشيتي كالشباب، لكن لم تحاول بأسلوب لطيف أن تتقرب مني وتصاحبني، حتى أبي كان بعيداً وهو إلى الآن، هو بطبعه قليل الكلام فلا يتكلم إلا إذا اقتضى الأمر في أمور هامة.
لم أذكر يوماً أنه احتضنني أو ربت على كتفي أو حتى قبلني، الحوار بيننا في العائلة كان شبه معدوم، كانت أول مرة أحببت فيها لا أدري هل هو حب أم مجرد إعجاب. قبل سن المراهقة أحببت شاب زميلي في الصف لكن اكتشفت فيما بعد أنه شعور من طرف واحد فهو اعترف لي أنه لا يحبني، وإننا مجرد زملاء، فيما بعد انجذبت إلى شاب قريبي، أيضا لم يكن يبادرني ذلك الشعور، فقررت أن أصرف نظري وأن أدوس على قلبي وأنساه، فيما بعد بدأت أنجذب للفتيات.
كانت أول مرة أحس فيها بإحساس مختلف، كانت بنت لها صلة قرابة من بعيد أعجبتني واستطعت أن أتحصل على رقم هاتفها وأن أرسل لها رسائل شوق و إعجاب، لم أكن أدرك هذا الشيء هل هو صحيح أو طبيعي، فقط كنت عندما أنظر لها أمعن النظر في عينيها وأضيع في جمالها، انتهت الحكاية على ذلك هي ذهبت للدراسة بالجامعة وأنا كبرت قليلاً ونسيت القصة.
بعد سنوات قليلة أحببت أستاذتي حب جنوني، كان بعد أمي عني على ما أظن هو السبب الذي جعلني أرى في الأستاذة ما فقدته في أمي، حاولت حتى الانتحار لأني لم أكن أستطيع البوح لأمي عن هذا الشعور الذي أسرني ولم يكن هناك نتيجة لحبي المستحيل، هل أنا أحببتها لأنها كانت حنوناً معي وعاطفية عوضتني عن أمي، أم أحببتها كحبيبة. لا أدري لأني لم أكتفي بالحب فقط بل صرت أركز على جسمها وأطرافها الناعمة وكنت أتمنى لو أمسك بيديها وأغمرها.
كانت لدي قريبتي قد صارحتها بهذا الحب وطلبت منها المساعدة كنت أقول لها لما أمي تكرهني، ولما أحب أستاذتي بهذا الشكل. كانت تخفف عني وتعطيني بعض النصائح، يبدو أنني تعلقت بها أيضاً وأصبحت أحبها، هذا ما خفف قليلاً عشقي لأستاذتي، كانت قد درستني ثلاث سنوات متتالية، استمر عذابي هذا وتخبطي، طبعاً لا أستطيع أن أطيل في الوصف أنا ألخص لكم ما حدث في حياتي.
انتهت تلك السنوات بصعوية، نجحت في الإعدادية وانتقلت إلى المعهد، بدأت أنشغل بالدراسة شيئاً فشيئاً عن أستاذتي وقريبتي، بدأت أحتك بصديقاتي وانتهت التصرفات الصبيانية وأصبحت أقتني ملابس الفتيات وأغراضهن، وبدأت أمي تقرب مني وعلاقتنا تتحسن تدريجياً، أصبحت تتحدث معي وتحاورني.
بعد سنتين أحببت أيضاً أستاذة أخرى درستني لمدة سنة، تحصلت على رقمها وكنت أرسل لها رسائل شوق وحنين وحب، ولحسن الحظ كانت لا تجيب وحتى عندما نلتقي لا تسألني عنها لماذا أرسلت لي أو ما ذلك الكلام، وأنا لم أجرؤ يوماً على مصارحتها بعشوري. انتهت تلك السنة، عند دخولي الجامعة تعرضت لصدمة جديدة مع صديقة لي، كانت جميلة وطيبة وخلوقة، ولم يكن لدي أختا فاعتبرها أختاً لي، ازداد حبي لها و عندما تغيب عني أفكر فيها كثيراً وأتحرق شوقا لها وأتعذب لعدم رؤيتها، كانت عندما تقترب مني لمجرد أن تحضنني بما أننا أصدقاء، أرتعش وأشعر بالغثيان لما كنت أكن لها من عشق، كنا صديقتين قريبتين جداً تحدثني عن مشاكلها وأخفف عنها آلامها، أصبح الحب أكبر وأكبر.
قررت أن أصارحها لكي تساعدني وتبتعد عني لأني وجدت أن هذا هو الحل الجذري لهذه المشكلة، فعلاً صارحتها لم تكن متفاجئة كثيراً، فقد كانت تشعر باهتمامي الزائد بها، لكنها لم تصارحني يوماً وتسألني، قررت مساعدتي في الابتعاد عني، أصبحت علاقتنا بالتراجع هذا ما زاد في عذابي، لم أحتمل بعدها، صرت أرسل لها رسائل وأتصل بها كثيراً وأتوسل إليها أن لا تتركني، تذمرت ولم تحتمل هي كذلك إصراري على بقائها ولها الحق في ذلك. أصبحت تبتعد أكثر فأكثر وقالت لي بأنها لم تعد تود التحدث إليَّ بتاتاً.
طبعاً لن أستطيع أن أصف ذلك الشعور والحرقة، كان أول حبٍّ بحياتي صادقاً من القلب في سن الرشد أعلم أنه مستحيل وأدركت وقتها أني غير طبيعية، كنا قد درسنا سوية ثلاث سنوات، كنت أراها كل يوم و أموت كل يوم لعدم استطاعتي أن أحادثها رغم توسلي إليها بأن لا تفعل هذا بي، كنت قد جربت أن أرتبط بشابٍ لأنساها، قلت في نفسي لعلي أستطيع أن أحب شاباً، لكن باءت التجربة بالفشل، وأيضاً لم يكن يشبهني ذلك الشاب، عدة مرات جربت أن أرتبط بشاب لكن دون جدوى لم تكن عندي مشاعر بتاتاً، لا أعلم هل كانت ميولي فقط لبنات جنسي أم كان الشباب غير مناسبين لي.
بعد ثلاثة سنين تعرفت على فتاة كانت تقطن معي بالسكن الجامعي، كالعادة عشقتها كثيراً لدرجة أني كنت أشتهيها -آسفة للتعبير- لكن فعلاً كنت أنظر إليها وهي نائمة وأتخيل نفسي أمارس الجنس معها، وأتخيل كيف هي سعيدة معي بذلك، لشدة جنوني بها، تعذبت كثيراً كثيراً لذك الشعور وخاصة أنها لم تكن تبادلني نفس الشعور، صحيح أننا كنا صديقتين لكن لم تكن تكن لديها مشاعر حب مثلي ولها كل الحق.
عند ذلك أدركت خطورة وضعي أيقنت أن عندي خلل أو انحراف أو شذوذ لا أدري بالضبط، لكن المهم أني لست كبقية الفتيات، تعرفت إلى شباب، تركني أحدهما والثاني كان يواعدني باللقاء لكنه لم يوفي بوعده فتركته، والاثنان لم أكن أحبهما، فقط إعجاب لكن تصرفهم هذا جعلني أخاف الرجال وأتجنب التعرف إلى شاب آخر، حتى عندما أقرر التغلب على خوفي هذا وأتعرف إلى شاب أعترف بإعجابه لي، وسرعان ما يبدأ التحدث في الجنس والممارسات.
كم بغضت تلك التصرفات من قبلهم، لم أعد أثق بهم، بدأت الوساوس تحاصرني، ما عشته في صغري من اغتصاب وتحرشات أصبح يسيطر على حياتي، أقول في نفسي فتاة ناعمة وطيبة نقية خير ألف مرة من شاب كاذب حقير كل همه هو ممارسة الجنس.
أعلم أن ليس كل الشباب مثل بعضهم لكن أخاف، أخاف الإقتراب منهم لكي لا أنصدم مرة أخرى، حتى عندما أكون في الشارع أنظر إلى الفتيات لا إلى الشباب، خيالاتي الجنسية مع فتاة وليس مع شاب، أريد أن أشير أن ممارستي للعادة السرية قلت مقارنة بذي قبل لكن عندما أمارسها أتخيلها مع فتاة مثلي، الىن هناك شاب يريد التقرب مني، نتحدث مع بعض منذ سنة، هو طيب وخلوق وأعترف هذه الأيام بإعجابه بي، ويريد علاقة جدية معي ترضي الله لكني خائفة أن لا أسعده، أنا لم أحبه بعد. أخاف أن تسيطر تلك الأفكار وإحساسي بميلي للفتيات على حياتي، أخاف أن يهينني أو يجرحني، لا أعلم أخاف أن يكون مثله مثل غيره يفكر في الجنس، ويصارحني بعد ذلك بوقاحة.
ساعدوني أرجوكم، أنا لم أعد أحتمل أكثر، هذا العذاب أخاف أن يكون شاباً مناسباً وأجرحه، لي صديقة قد بدأت أشعر تجاهها بنفس شعور الحب والتعلق، لا أدري هل علاقتي مع هذا الشاب ستساعدني في التخلص من هذا الشعور.
هل يجب أن أراجع أخصائي لكي يرشدني ويساعني على تخطي معاناتي. أرجوكم ساعدوني..
6/8/2016
رد المستشار
البوصلة... نعم، تاهت منك
البوصلة التي ترشدك على الاتجاه الصحيح في طريقك للبحث عن علاقة قرب، وحب، ودفء في حضن أمك يا ابنتي، فأنت في حالة جوع شديد لحب والدتك، والاطمئنان لحبها الحقيقي لك؛ ودون وعي منك ظللت تبحثين عنه في كل أنثى أكبيرة كانت، أم صغيرة؛ فاحتياجك الكبير العميق لحضن أمك واحتوائها مع صغر سنك، ووجود تحرشات جنسية وصلت لدرجة الاغتصاب الذي ذكرتيه سبب لك ما يتعارف عليه بالإفاقة الجنسية المبكرة؛ ونظراً لتداخل الاحتياجات العاطفية مع الاحتياجات الجنسية عموماً، وبالأخص في حياتك التي حدث فيها إفاقة جنسية مبكرة مع جوع كبير لدفء المشاعر بينك وبين والدتك, تاهت منك اتجاهات البوصلة فتخبطتي في تلك المشاعر التي اختلطت بخيال.
رغبات للتلامس الجسدي حد الإشتهاء؛ وبالطبع تأثرت صورة أو نموذج الرجل بداخلك؛ لأن أول نموذج له بداخلك كان أبوك، وأبوك جاف، يتحدث قليلاً، لا يتمكن من التعبير عن مشاعره، فالرجل غالباً بداخلك قاسي حتى بلا عنف، ولا يهتم بالأنثى، وأكملت النموذج بداخلك بمن استغلوك عن عمد، أو غير عمد فأصبح الرجل بداخلك عموماً وحقيقته بداخلك خصوصا تشكيلة من اللاهتمام، والرغبات الجنسية التي تبحث عن فريسة, فرفضتيه. حتى مع علمك بالمنطق أنهم ليسوا كلهم مثل بعضهم فأنت لست شاذة يا ابنتي، بل أنت في حالة جوع نفسي رهيب لأم، وتحتاجين لمعالجة صورة الرجل بداخلك لتتجه البوصلة من جديد لاتجاهها الصحيح.
وبالطبع تحتاجين في تلك الرحلة -رحلة تصحيح المسار- لمن يعينك؛ فاطلبي المساعدة حتى تتمكني من العودة لشاطئك يا ابنتي بلا خسائر من العيار الثقيل؛ فتتمكنين بمساعدته ترميم علاقتك بوالدتك وإصلاحها والتمتع بها، والتصالح مع نموذج الرجل بداخلك؛ لتتنفسي الحب، والحرية، والعلاقات السوية.
هيا ابدئي الآن.. الآن...