عاوز أوصل لحل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ بعد الثناء لأهل الفضل بفضلهم ولمجهودكم المبارك، والذي تحتسبونه عند ربكم.... فقد أطيل على سيادتك بشكوايَ فستجدها طويلة جداً، ولكن أتمنى أن يتسع صدركم لي وأن يكون صبركم على قراءة رسالتي في ميزان حسناتكم.
أولاً أريد حذف الكثير مماوجد في رسالتى إذا نشرت ففيها مايخالف الشرع ولا اريد بنشرة نشر الرذيلة وليسامحنى الله على ذنبى بل هية شكوى ابثها لكم ولا أريد أي أحداث تنشر فيها دلالة علي شخصي سأبدأ من الطفولة فقد أصبت بمرض الحساسية منذ نعومة أظفاري، ولعل ذالك جعلني ازور المستشفيات ولفترات طويلة، ومنعني بعض الأحيان من ممارسة بعض اللعب على غرار أصحابي ممن هم في مثل سني أحسست وأنا في سن صغير بإني غير مضبوط دائماً وأنا أريد اللعب، ومبحبش أقعد في البيت ودايماً أوامر أبويا وأمي بتخنق منها بطريقة غريبة.
عندي استعداد إني أساعد أي حد برة بس في البيت لا. كنت أتطوع من نفسي للعمل، وبتفاني وإخلاص مع أي حد بيعمل أي حاجة، من طفولتى أنا بتكلم عن مرحلة 10 سنين أو أكتر ولحد الآن بتخنق من أوامر، أبويا إللي دايما بيزعق في البيت هوة طيب وطيب جداً، بس معندوش أي خبرة في التعامل مع ولاده ولا الآخرين، دائماً كان مع نفسه إلا من أصحاب المسجد، وكل إللي بينهم قعدة المسجد، وكنت بحس إنه مش ببيعرف يتكلم أوي أوعنده حسن تصرف أو ذكاء اجتماعي أو أصح نفاق اجتماعي؛
كنت دايماً بتخانق مع إخواني بضربهم، وكذالك معظم إللي في الشارع من الأطفال، ولذالك كانوا بيتحاشوني فيلعبهم، ودائماً كانوا بيحاولوا يبينوا أنهم كارهني، ويجتمعوا مع بعض ومنفضنلي، بس أنا كنت بشوف فيه الكذب والنفاق، ولما واحد كان بيكدب كنت أقوله في وشه وعندي عصبية لم ولن أرى أي واحد يحملها سوى أبي في البيت معنا، وأنا فاكر إني حسيت إني طفل مش طبيعي.
وأنا في سن أربع سنين أو خمس سنين حتى أنا فاكر إن الحساسية كانت بتموتني يومياً وفي مرة عرفوا إني في مجموعة دكاترة كانوا في قرية جمبنا وكانو كبار فالدكتور قالي إطلع برة، وكنت تقريباً 5أو 6 سنين فتصنت عليهم فلقيتوه بيقول لأبويا إبنك مش عندة حساسية غبنك إعرضه على دكتور نفسي، وكان جوايا صراع داخلي إني لازم أكون إنسان كويس بيقدر يتكلم، ويقدر يحل مشاكله، ويقدر يجذب الناس ليه.
مش قادر أكون أي حاجة وأنا عندي ست سنين أو أكتر بسنة واحدة، جارتي قالتلي تعالى، لأساعدها في شيء ولكنها اغتصبتني، قالتلي على كل حاجة أعملها معاها، وهية كانت هيجة جداً، وكانت تطلبني يومياً، ومازال أتذكر ملامحها جيدًا حتى صار هذا الأمر لفترات كبيرة جداً، لا أذكر كم صارت شهور طويلة، سنة إثنتين، لا أتذكر.
حتى جاء أخوها ذات يوم ودخل علينا فشالني من فوقها ورماني وراح قال لعمي فقاله هوة مين الكبير هيه تقريباَ ما بين 17 والعشرين، لم أختك.. المهم أنا كنت في الوقت دة بروح أعمل إللي كانت بتعمله معايا مع اختي بل إني أحيانا وأنا في هذا السن الصغير كان يقتلني وسواس إني لازم أعمل كدا مع أي حد ولو معملتش كدا ألاقي نفسي مخنوق، وحاجة تيجي تعد تقرفني في حياتي أشبة بالوسواس القهري، كنت بحس أني بنفعل جداً وأنخنق زي إللي هيموت بس لازم أعمل الحاجة دي، وكنت عارف إني مش طبيعي من صغري، بس قولت يمكن كل الناس كدا.
هو أنا شفت دماغ الناس بتفكر إزاي، ولا دخلت جوة عقولهم، المهم كنت امارس إللي كانت بتعمله معايا مع أختي، وحتى هي كانت بترفض أحيانا بس أنا كنت بضغط عليها كانت 4 سنين أو خمسة تقريباً أو أقل مش فاكر، بس أنا فاكر في مرة إنها رفضت، فجبت السكينة وقلتلها هموت نفسس لو معملتيش، بس كنت بستغرب إزاي طفل يفكر بالطريقة دي، بل إني كنت امارس معها من غير فهم، بغباء، في المعاملة وبعصبية زي إللي بيغتصب واحدة في كل مرة، وظل الأمر هكذا حتى تقريباً هية قالت لأمي وهيَّ، ضربتني المهم كان نفسي أعمل معاها تاني إلا إني كنت خايف تقول لأبويا لأنوا هيموتنى لو عرف.
بدأت أدور على حد تاني، لحد ما مارست مع واحد، وكنا في خمسة ابتدائي، كنت متفوق في الدراسة وقتها، وكنت التاني على المدرسة، وكانوا يقولولي إنت زكي، وبتفهم الحاجة بأسهل من إللي في البيت من إخواتي حتى الحاجة إللي في البيت كنت أحب أن أصلح أي حاجة وأعمل حاجات، بس هم كانوا يقفوا قدامي دايماً، هتبوظ الحاجة المهمة.
أحيانا كانت تبوظ، وأحيانا كانت تتعمل بس كانت حتى لو اتعملت كانوا بيتريقوا عليَّ المهم كان فيه حلم غريب كان لازم يجيني يومياً تقريباً، إني بشوف أمي وأبويا بيجوني في حلم بس في الحلم حاجة غريبة كانت تحصل إني أشوفهم في صورة اتنين بنفس الشكل بالظبط، وكانوا يقعدوا يقولولي، احنا أبوك وأمك، وأبويا وأمي الحقيقين كانوا يقولولي لا متصدقهمش احنا الحقييقين دول إللي شبهنا من تحت الأرض وأفضل طول الحلم أتخانق معاهم الاتنين دول ودول، وأبقى تايه مين أبويا وأمي الحقيقيين؛
وكان على ما أفتكر الحلم ميعديش غير متعرف على أبويا وأمي الحقيقيين، وكنت أسالهم مين دول. يقولولي دول إللي شبهنا إللي تحت الأرض، الحلم دة سنين يجيني ومكنتش بحكيه لحد، من وأنا 5 أو 6 سنين لحد تقريباً 9 أو 10 سنين، وكان حلم تاني إني شفت مكان في حلم، ورحت لقيته، ودا حصلت معايا تقريبا من شهرين، مكان عمري مشفته قبل كدا، ولما رحته افتكرت إني شفته في حلم مع اختلاف بسيط جداً، وحلم تالت إني كنت بطير وكنت بنام في أوضه معينة في الشقة.
كنت بحلم بحلم رابع غريب إني بتخنق وفي حاجة كانت بتنزل على صدري تقفله، وثقل يملأ كل فراغ الأوضة من فوقي ويعد يكتم على نفسي لحد ما أموت، وأقوم صاحي وأستعيذ بالله من الشيطان، ولستمر الحلم دا حتى تالتة إعدادي تقريباً بس كان متقطع وكنت بحس دايماً بالخوف من الظلمة قوي، من إني أكون لوحدي كان يجيني وسواس إني شخص حد مراقبه، ووساوس بهذا الشكل، وإني في حد دايماً متتبعني.
ومع كل دا أنا كنت بصلي، وكنت بحفظ قرآن. صدقني أنا من جوايا ‘نسان طيب جداً، ولحد دلوقتي المهم هنا سؤال احاول الإجابة عليه إن كنت بدأت بمرضي النفسي منذ نعومة أظفاري ليه الحلم بتاع أبويا وأمى كان بيجيني، وأعرف إنهم إللي تحت الأرض وأنا في سن أساسا يكاد يجهل مثل هذة المعلومات.
المهم أنا بحثت عند شخص جديد أحاول اللعب معه لعبة الجنس، فتواصلت مع أكتر من شخص في أوائل المرات كنا نتبادل الأدوار حتى يوافق لحد ميبقى الموضوع عادي، فأكون دائماً الموجب واستمر معي شخصين، منهم شخص كانت بداية أول مرة كارثة كنا بنعمل كدا في مكان مكشوف وقالي نداري في الغيط قولتله لا لأن لو حد شافنا هيقول دا بيعملوا حاجة إنما لما نبقى برا الأرض هنشوفه، كان تفكير ساذج وسطحي، وهذه طبيعة تفكيري حتى الآن.
المهم اتشافنا، وهوا طلع جري بس أنا وقفت مكاني وحصلي حاجة غريبة، زي إللي كانت بتحصل في الأفلام العربي لما حد كان يجي يفتكر حاجة حصلت تلاقى جات داورية قدامه، وكان قد توقف تفكيري لبعض الوقت دا حصل معايا كإني في دوارة بشوفها قدامي، ووقفت زي إللي رحت في دنيا تانية، ووقف تفكيري تماماً، ومشفتش حاجة، ساعتها بس موقعتش.
المهم إني فوقت وجريت، بس صاروا يهددونا بعدها ويهددوني أنا أكثر لإني كنت بخاف شوية من إن الحاجة دي تتعرف، وصاروا يضايقونا، المهم صرت أنا وصاحبي دا بنمارس بصورة شبة يومية، ولقيته حب دور السالب جداً، وكنا نمارس يومياً أو ربما لثلاث مرات أو أكثر يومياً، بدون انقطاع تقريباً، إلا ماندر في مكان، أو في أي ظرف وأحياناً كنت أحاول أتدارك الأمر إلا إني لم أكن أستطيع ذالك، والغريب إني كنت بمارس العادة يومياً حتى إني أذكر وربنا يسامحني إني لم أتوقف حتى في رمضان عنها، وهكذا زميلي الآخر.
بدون مبالغة لم أكن أتلذذ بذالك الأمر إلا إني لما كنت أمارسة أحس بإني في شي مسيطر عليَّ، كان يمكن هيموتني وأحاول مقاومته، وكأنه شخص بيتخانق معايا أقسم مش عاوز أذكر اسم الله في حاجة زي كدا بس أنا مش قادر أقولك كنت بحس إنه شخص بيتخانق معايا، لحد معمل كدا، وأحس إني هديت، لحد ما واحد حس بكدا مرة وقلي ‘نت بتبقى عامل زي المجنون كدا ليه، فأنا مكنتش ببقى واخد بالي من نفسي لإني بحس إني مببقاش قادر أفسر، قولتله إزي، قلي بتبقى زي المجنون، عاوز تعمل الحاجة دي بأي شكل.
المهم كان بجانب كدا اليوم الذي يخلو من الممارسة كان لا يخلو من العادة إللي بداتها من وأنا عندي 11 سنة، ولم تتوقف حتى الآن إلا أنها قد قلت بنسبة كبيرة جداً فإني فعلاً كنت بحس بخنقة، وبحس إني هموت لو معملتهاش، وكانت الشهوة عندي مش طبيعية في نفس الوقت دا، كان شغال معايا وسواس غريب جداً كان ملازمني منذ صغري من 7 سنين تقريباً وحتى يومنا هذا، مع إنه قل كثيراً واختفي في أحيان أخرى إني معايا شيطان بيخوفنب من الظلمة، والوحدة وإني هيظهرلى شيطان دلوقتلى حالاً ويستمر الأمر إنه يخوفني ويتوعدني، بالظهور والإيذاء ولكني لم أرى أي شيء إلا بعض الأمور إللي هذكرها.
المهم الوسواس دا بالأخص وصلني لفكرة إني ممسوس وأنا في الإعدادي مستوى دراستي زفت، معدش في مذاكرة ولأي حاجة، وكنت أزهق جداً لما أجي أذكر، وأتخانق مع أبويا كتيرعلشان المذاكرة، صرت أشتمهم لما يشتموني، وكنت بحس إني أنا إللي صح وهم إللي غلط، وكانوا يزيدوا معايا في العقاب من شتايم وضرب وخصوصاً أبويا واحياناً كتيرة كنت برد بشتيمة، بس أقسم بالله كنت بحس نفسي صح وإن همَّ غلط، والله أنا شخص طيب جداً من جوايا فوق الوصف.
المهم إني كنت مسيطر على وسواسين ذكرتهم وأحلم بالجن، وإني بتخانق معاهم، ويزيد الوسواس بيهم لدرجة تخنق، وكنت أحاول أترك التفكير بس وكأنه شريط شغال، وتقعد تستعيذ بالله من الشيطان، وبرده الشريط شغال بالوسوسة، وكنت ببص لأختي تاني جنسياً، بس عمري مقدرتش أقولها، وكنت بموت عاوز الجنس مع أي واحدة المهم في حاجات تانية حصلت إني بتخنق جداً من المذاكرة، وإني بحس بحاجة بتعد توسوسلي فجابلي واحد صاحبه بيقرأ الرقية الشرعية، ودي بداية معرفتي بالرقية. المهم بعد القراءة حسيت إني استريحت جداً حتى إن الوسواس بتاع الشيطان اختفي تماماً، بعد ما إن كان مافيش لحظة تعدي، إلا وهو شغال.
اختفى لمدة إسبوعين تماماً، حتى عاود مرة أخرى، وكأن شيءً لم يكن، وكنت وأنا بمارس مع أي واحد منهم كنت بقعد بقول: يارب سامحني بيني وبين نفسي، يارب مش هعمل كدا تاني، بس يارب متموتنيش وأنا بعمل كدا يارب دي آخر مرة، ويجيني شيء يقولي: طب متعملش كدا أحسن تموت ألاقي حاجة بتجي بسرعة في دماغي ترد تقولي لا إعمل، وتبدأ في الخناقة معايا، ودا كان بيحصل معظم المرات وخصوصاً لما يكون حد مفكرني بربنا، والموت، وأنا بسرعة كنت بتأثر بأي خطبة أسمعها، ولكن سرعان ما كنت أقع تاني بسرعة.
كان بشبه يومي، قبل ما أنام يجيني إحساس أو تفكير إني هموت النهاردة، وأنا نايم وأقعد أفكر في إللي هيحصل، وأقعد أقول يارب إني مش عاوز أموت النهاردة، ويارب إديني عمر، وأنا هعبدك وهبطل أعصيك، وهكذا في اليوم إللي بعده حتى يومي إللي هنام فيه النهاردة وربنا يسامحني على كل إللي حصل مني، المهم أنا كنت بحس إني مش اجتماعي مش عندي الجراءة إني أواجة مشكلة أو إني أقدر أكون شخصية، كنت بحس إن لو المدرس وقفني إني زي إللي بيتوه ومش بيبقى دماغة حاضرة بيبقى تايه وياه لو كان الفصل مشترك، وفيه بنات بحس إنهم من جوايا زي إللي تايه؛
يمكن كل دا بيبقى جوايا مكنشي بيظهر بالشكل إللي أنا بكتب بيه، بس كان جوايا ضربات القلب تتسارع، وخوف ضربات القلب تتسارع، وتعلو وكأنها طبلة للحرب تقرع..! كنت مبعرفش أعمل صداقات بالكيفية الصحيحة معظم إللي كان بيعرفني كان يعرفني للمصلحة، مستوانا المادي مش عالي بس كنت باخد فلوس من ورا أبويا وأمي وكنت بقول ساعتها عادي أنا مبسرقش.
أنا بخد من أبويا أو أمي وخصوصاً أمي إللي كانت حنينة عليَّ أوي بس في نفس الوقت مبتعرفش تقدم النصيحة أوي، كانت عاوزانا نبقى كويسين، بس مش عارفة تعمل معانا أيه، كانت أمي دائمة الشكوى مني ومن إخوتى ومن الدنيا وصعوبتها، ومن الناس إللي بيدايقوها، وكانت تحكي يوميا كل إللي كان بيحصل في المدرسة وإن الناس زي بتجى على الغلبان وإن الناس بيعملوا معاها مواقف مش كويسة.
أمي طيبة جداً، ومبتعرفش تتصرف، وكانت تقعد تحكي، وأنا كنت بزعل جداً وكنت بعد أفكر إنها إزاي تآخد حقها. كنت في فترة الإعدادي، ويقعد يدور في دماغي حوار حوالين إللي حصل معاها، وكأني في الحوار بعدها أزعق مع إللي عمل معاها كدا، وبآخد حقها وأعيش في الحوار بشكل كبير، وهكذا في معظم الحوارات إللي بتحصل معايا وإن كان هناك أي موقف معرفتش أتصرف فيه، كنت أقعد أوبخ نفسي إزاي أنا سبته يعمل كدا، وإزاي مردتش، كأن الموقف بيحصل تاني، وأنا بدور على حل للمشكلة في دماغى أو الموقف تاني، وغالباً مكنش بيقى عندي رد في الموقف الحقيقي لأني كنت بنفعل داخلياً لدرجة يصعب معها التفكير.
المهم كنت بحس إني مش عارف أكون شخص اجتماعي زي فلان الاجتماعي، أنا مش عارف أبقى زيه ليه، وأقعد أأنب نفسي، أنا نفسي أبقى شخصية قوية، نفسي أبقى شخصية متكلمة متحررة في تفكيرها في حدود الأدب والاحترام، كنت بعزي نفسي أحيانا إني أحسن منهم لأنهم منافقين، فاكر في الموقف الفلاني مقالش الحق.
أنا على استعداد أقول الحق لو هخسر الدنيا كلها، أنا عمري مجامل كذاب، ياعم أنا أحسن منه، وكنت بقعد ودماغي دي مبتقفشى عن التفكير في أي حاجة حتى لو كنت بذاكر أذاكر وأحفظ ودماغي سرحانة في أي حاجة المهم إن دماغي مبتقفش عن التفكير في أي حاجة أو أي موضوع حتى يومنا الحالي كنت برتعش من جوايا لو جيت أكلم بنت ومكنتش أظهر دا خالص بس جوايا مرتبك جدا،ً وبحس بتوهان حتى يومنا الحالي، وفي نفس الوقت كنت بحس إني مش شخص عادي، لا أنا شخص مختلف شخص مميَز وإني مش هبقى مجرد شخص عادي كدا لا أن هابقى حاجة، وإني في نفس الوقت شخص مميز ومصدق كدا بالفعل، وأقعد أسرح؛
وكنت من أبسط المواقف أقعد أعمل خيالات أعرف إنها ممكن ما تكنش حقيقية بس أنا كنت بلاقيها بتتكرر معايا. كنت بحس إني دايماً طول حياتى ولحد اليوم مظلوم، ومضطهد، وإني إنسان حظه مش كويس مثلاً من الخيالات إللي كنت بعيش فيها إني حساس وأنا لاشيء في الشارع، إني مراقب ورغم علمي بأن هذا ممكن ميكونش حقيقي، إلا إني كنت بفكر فيه، ومثلاً إن البنت إللي واقفة في البلأكونة دي معجبة بيَّ أو إللي واقفة في الشباك، وتاني مرة وأنا معدي هيَّ مش واقفة أقول لنفسي هيَّ ممكن تكون ورا الشباك فأنت بقى تتصرف وكأنها واقفة، وأقعد أعيش بالشكل دا معظم حياتي أو تصرفاتي أي بيبدأ وسواس ويتمادى.
أنا كنت بدور على الحب بس عمري مكان عندي الجراءة إني أعترف أو أواجه أي واحدة بحبها، ودائماً مش عارف أتعامل مع أصحابي بسبب إنهم بيعملوا معايا مواقف بايخة، بس مكنتش بعرف أتصرف، فأتخانق معاهم وإللي كان بيقعد معايا كان بيصاحبني علشان هصرف عليه في اللعب أو هكذا.
كنت شخص أجوف، وكنت أموت، وأبحث كيف أكون شخص فيه الشخصية إللي تقدر تقوم بكل حاجة مطلوبة منها، وفي نفس الوقت تكون قوية، وتكون محبوبة تقدر تلم أكبر عدد من الصحاب ويكون الكل بيحبه، كان بيدور جوايا صراع كبير، إني عاوز أعمل الشخصية دي ومش عارف. كان في الوقت ده جوز عمتي بقى صاحبي مبيبطلش ضحك، وعرف زي يتعامل معايا ويروضني، لإني كنت ساخط على كل شيء ومش راضي على أبويا وأمي، وإخواتي إللي واقفين ضدي، وهوَ كان يفهمني، ويتكلم معايا، وكنت أحبه وأسمع كلامه، حتى صار والدي يغير؛
وكتير من المواقف كان جوز عمتي يرى فيَّ نفس صورة بابايَ الطيب وعمي ماكنش تمام، كان عمي يشتمني ويهني، وأقول لأبويا ميقولش حاجة كان يقولي كدا كان يطالبني إني أترك حقي في مقابل تفادي المشاكل بس أنا كنت برفض دا لأني كنت بحس إنه ضعف وتفدي المشاكل وحتى الآن يحصل هذة المشاكل تدور في رأسي، والصراعات إني عاوز أتغير بس إزاي مش عارف، مش عاوز أبقى أحمد البسيط إللي هيعيش زي أي خروف عايش ويموت، ومحققش حاجة من إللي هوَّ عايزها؛
كنت عاوز أبقى كلامنجي بس من غير ماجي على حق حد، بل أقف مع الضعيف وأقدر أكلم بنات ويحبوني، مش ينفروا مني كنت لو كلمت واحدة أحس إني تايه وإن الكلام بيروح وبيخلص كانت عندي مشكلة كبيرة، وما زالت الفراغ العاطفي كنت لا أجد حبيبة لي تبادلني مشاعر الحب، حتى دخلت الجامعة، وبدأت بمصادقة أصحاب جدد، وكنت في بداية صداقاتي أبدائها قوية، وينجذبوا لي، بس بعد فترات بسيطة يبدأ.
معرفش أتصرف قدامهم وأجاريهم، تلاقيني إتركنت شوية، وبعد فترة معدتش موجود، وأنا في الحقيقة عملت شلَّة كبيرة منهم أنا إللي تعرفت عليهم، وبدأت أعرفهم على بعض، ثم انسحبت من وسطهم أو هم تجاهلوني وخصوصاّ بعد تدخل البنات في الشلة، ولقيتها فرصة إني أقرب من البنات وأعرف أتعامل معاهم وأسد الخانة إللي نقصاني.
المهم في الفترة دي لقيت حلم حياتي في الشخصيَّة إللي كنت بحلم بيها، لقيتها في ابن عمي إللي كان معايا في نفس القسم بتاع الكلية، المهم وكعادتي مش عارف أنا عاوز إيه، انتقلت في كذا قسم حتى استقريت في قسم ابن عمي، وتقربت منه، شخص لذيذ، تحبه من قعدات بسيطة شخص يحسسك إنك مهم، ويثني عليك ويحببك في قعدته، المهم عرفته على الشلَّة وصرنا كلنا مع بعض حتى إني أحببت بنت في الشلة، وبسرعة بدأ صديقي وابن عمي يمسكوا زعامة الشلة ولقيتهم بيلموا الشلَّة، وأنا مش بعرف أتعامل زيهم، ممكن أتعامل مع الشخصيات الطيبة أو البسيطة، ولكن المعظم الآن بيحبوا إللي بيلف ويدور، يعملوا حساب للشخص إللي مش سهل إنما الغلبان يطلعوا عينه.
المهم صرت مع ابن عمي والشلَّة فترة سنة ونصف، كنت بحس فيها بعد فترة بسيطة فيها إني مش عارف أكون زيهم، وكنت بسمع من ابن عمي كلامه، وأحس إن نفسي أكون، الشخص دا في كلامه في ثقته بنفسه، وعدا عن كونه شخص سيء أو مؤذي أو مبيقولش غير الحق في موضوع وانا كد، فاكتملت الصورة إللي كنت عاوزها بس إزاي أنقلها ليه. معرفتش فشلت وبدأت أزهق من الشلة، وبدأت معاملته تتغير.
في الكلية بيسسيبني وكأني مش قريبه أو صاحبه وفي البيت كان قاعد لواحده في شقة يستقبلني ويكلمنس حلو، وكان الشخص إللي في الكلية غير إللي بيعاملنس في البيت ومكنتش بعرف كالعادة إزاي أتصرف في مثل هذا المواقف، مش عارف خبرة اجتماعية لا شيء مش فاهم هداني دماغي لحاجة غريبة، إني أبداء أكتب أي موقف حصل، وأحاول أحفظه، وأشوف إزاي إني أرد، زي لما أكون في موقف أتعامل إزاي.
بقيت أكتب المواقف إللي في الحياة وكذالك إللي في الأفلام والمسلسلات، وأقعد أحفظها، مكنتش بحب الاستسلام لضعفي بكره إني أكون ضعيف كنت بقاوح معاه وارفض إني أكون ضعيف أنا مخترتش إني أعيش الحياة بالشكل ده أنا من ساعة ما صحيت على الدنيا، وأنا لقيت نفسي كدا، مش عارف.
أنا عاوز إيه مش عارف إزاي أفكر مش عارف إزازي أتعامل، المهم إني بعد كدا سبت الشلَّة، هروب من عدم التأقلم، ومش عارف أكون زيهم بدوا يتريقوا عليَّ ويقولو إن دا هزار، وبقيت مسخرة الشلة، بس الغريب إني قعدت فترة مش عاوز أسيبهم، أقول دا همَّ العيال إللي كنت بحلم أكون زيهم، مفتحين وعيال مقطعَّة...المهم في الآخر سبتهم، وخسرت البنت إللي كنت حبيتها، في الوقت دا كان في اللية واحد صاحبي أصغر مني بسنة، وقريبي برده إني أمشي معاه وأسيب محاضراتيي وأسيب كل حاجة، سنة كاملة لم أحضر محاضرات.
صدقني يادكتور، عيشة عذاب، كنت ببكي. ليه أنا مأزيتش حد منهم وهمَّ بيعملوا معايا كدا ليه. المهم مشيت مع قريبي إللي أصغر مني، في الكلية، ابن عمي بروحله البيت نقعد مع بعض، يقعد يكلمني على إللي عملة مع البنت دي ودي، وأنا أروح أسجل كل إللي بيقوله من مواقف، وكل الكلام حتى وإن كان بسيط، تفكير غريب.
لحد ما جيت في يوم قعدت مع واحد من أعز أصحابي إللي بدأ يعرفني على واحدة زميلة حبيبته وكانت أطيب شيء حصل في حياتي، المهم كان حصل مشكلة فأنا كلمتها وقولتلها متقلقيش، ومفيش مشكلة، إنتِ عملتيها ولو في أي مشكلة صدقيني هقدر أحلها، المهم كنت بكلمها بثقة عالية بقدر أمثلها.
المهم تعددت المكالمات، وكانت خارجة من تجربة، وأنا كنت خارج من تجربة. البنت إللي كنت بكلمها في الكلية، المهم إنه ارتبطنا ببعض وقلنا كلمة بحبك في إسبوع واحد، وارتبطنا ببعض جداً واتقابلنا، وحبيتها قوي، وهيَّ كذالك واستمرت العلاقة تقوى جداً لمدة سنتين كانت كل حاجة في حياتي، حلوة ولكن كان بيجيلي إحساس إني كدا بدأت أتعامل مع البنات، وممكن أكلم غيرها، وغيرها. واحدة أحلى الشكل الخارجى بيفرق معايا، ولو الطيبة موجودة بتبقى حاجة أجمل المهم بدأت أنسحب من حياتها من غير سبب، وكأني كنت بثبت لنفسي إني مش مرفوض، بس إزاي وأنا حبيتها فعلاً.
كان جايلى إحساس إنها طيبة قوي، وإني كان نفسي أعمل حوارات زي إللي ابن عمى كان بيعملها بس أنا كنت غيره، معرفش أبقى زيه ثقته بنفسه قدرته على جذب الأشخاص، المهم سبتها وحاولت الرجوع بس أنا كنت برفض برغم إني لسه بفكر فيها، هل دا انتقام من البنات إللي حسيت إني مش قادر أجاريهم في الشلة.
بحس نفسي ساعات زكي جداً لمجرد كنت أشوف واحد أعرف هو واثق من نفسه ولا تعبان نفسياً، وكتير ماحللت أشخاص من المرة الأولى وطلعوا كدا، المهم كان في فترة الكلية لي ابن خالي جلست معه، وقعدنا نتكلم فلقيته بيشتكي من نفس الأعراض إللي بشتكي منها، من خوف وقلق على طول وتوتر بدون مبرر، وكل إللي بشتكي منه من وساوس كل حاجة بالضبط، من قلقه من معاملة البنات، ومن عدم الثقة بنفسه وإحساسه بتدني أمام الآخرين، وإنه عاوز يبقى شخص متكلم لبق....إلخ
واستمرت فترة الكلية على هذا المنوال وأمور أخرى مثل بعض الحاجات المهمة إني كنت بنسى كتير أوي، وممكن أقعد أعمل الحاجة أكتر من مرة إزاي مثلاً أخش أطفي البوتجاز أخش أطفيه، وتجيني حاجة تعد تأكدلي إن لسه مطفتوش، وحاجة تنسيني وتشككني إني فعلاً لسه مطفتوش، وهكذا في أمور تانية كتير في حاجة تانية إني كنت بسرح وأنا بعمل أي حاجة، لازم في سرحان.. في أي موضوع ودا من يوم ما تولدت ليومنا هذا، حتى بتعطل وقتي وتأخد في أي حاجة كنت أعملها وقت أكبر بكتير وخوصاً كنت بلاحظ في الصلاة إني بمجرد مخش أصلى ألاقي نفسي أسرح، ومعرفش أنا صليت كام ركعة، وأنا ساعات أبقى متأكد إن صلاتي مظبوطة، بس في حاجة تيجي تقعد تأكدلي إني غلط، لحد مخضعلها وهكذا قس على الحياة نفسها في أمور كتير.
كنت بقرب من ربنا فترات، وأدعي كنت بعد استغفر ربنا كتير بعد أي حاجة غلط أعملها ويارب نفسي معملش كدا تاني، وأقعد أؤنب نفسي، وكتير كنت بدعي ربنا بإلحاح، وكنت أجيب المصحف وأحلف عليه علشان أنا أعارف أد إيه المصحف قيمته كبيرة، إني معملش الأمور دي تاني، المهم إني كنت أعاود كنت بحس إني زي الحصان الجامح إللي ميقدرش يروض إللي بداخله، فكان ينتصر عليَّ، على فكرة أنا مكنتش بستسلم للأفكار الوسواسية بسهولة.
أنا شخصية من داخلي عنيد جداً ولا أحب الهزيمة مطلقاً، ولا أحب الفشل، وإني أكون شخص يقبل الهزيمة الداخلية سواء من الظروف أو من داخله حتى مع الوسواس كنت بجادلة لدرجة إنه لو شخص قدامي كنت كسرته، لدرجة إني كنت بتخانق معاه وحتى يومنا هذا كل دة صراع داخلي لا يرى منه شيء على شخصيتس الظاهرية، ولم أكن أحكي لأي شخص كنت أنسى المفاتيح دايماً جوا الشقة، مع إني كنت بحاول المستحيل إني منسهاش، مع ذالك كنت أنساها كتير، وأقعد أفكر نفسي إني هاخدها، وتاني أمشي وأنساها، ووالدي كان يتخانق معايا يومياً على المفاتيح والنور إللي نسيت وسبته، هكذا يومياً كنت أحاول منساش، بس كنت أنسى، وكنت أكبر يوم بعد آخر؛
والوساوس دي تكبر، وسواس الموت قبل ما أنام ووسواس الجن متربصلي، ووسواس إن أي مشكلة تحصل أقعد أؤنب نفسي، بعدها لفترة ربما تصل لأيام وربما لأسابيع، الكل يقول إنسى، وإن كنت دائم الشكوى، وحتى الآن غير راضٍ عن أي شيء في حياتي، ما جعل إللي حواليَّ يخرجون من محيطي الاجتماعي واحدا تلو الأخر، إلا من أشخاص قلائل، كنت كثير الكلام جداً كعادتي، الآن بس أكثر الكلام، بهدف إني قريت النصايح المكتوبة في الاستشارة، إني أذكر أي موقف مهما كان بسيط وطبعاً كنت بتفرج على أفلام جنسية، بس كان فيَّ حاجة غريبة إن زمايلي يقولولي أنا فاكر اللقطة الفلانية ويعد يحكيلي وكنت مجرد ما قوم مفتكرشي أي صورة، فاكر الأحداث العامة، بس التفاصيل مش فاكر، كنت بحس حالي أحيانا قوي الملاحظة، وأحياناً ضعيف جداً.
كنت مكتئب على طول، لكن بعض الأحيان أكون متفائل، فيقول الوسواس بعض الشيء ولكن مع الرجوع الهم يركبني، يرجع كل حاجة زي ماهيَّ كنت بحس إني مش عايش حياتي عدا إني بمثلها، كأنها تمثيلية ولازم أطلع فيها بدور البطل، لدرجة إني قولت أنا لو صورت نفسي في المواقف ممكن أعرف أنا مين وأعرف أنا بفكر إزاي، وازأي ممكن أقدر أحدد نفسي، لو اتفرجت عليها في تصوير شخص مشوش أحيانا يذهب عني كل تلك الكلمات، وألقى نفسي حاسس بزهق وكآبة، فقول أنا كدا مفيش حاجة.
أنا كويس أصل أنا معرفش غير الشخصية دي وخصوصاً إنها كانت من صغري يعنى بنسبة كبيرة عوامل الوراثة داخلة فيها كنت بقول لنفسي دايماً ليه أنا مش عارف أنا عاوز إيه، وعاوز أكون مين، وإيه أحلامي، مافكرتش في مرة في أي أحلام أو أماني على أرض الواقع غير إني أبقى الشخصية إللي أنا عاوزها، وإني ألاقي الحب من واحدة تحبني، الموضوعين دول كانوا بيقتلوني.
كنت كتير الشكوى جداً في أي ظروف، وفي أي شخص، ساعات كنت بحس نفسي شخص تاني، غيري بيعرف يتكلم وتلاقيني ساعات بكلم بثقة أو بحاول أدَّعيها وأحياناً ألاقيها، وبعرف أتعامل وألاقي نفسي كويس، بس دا ممكن يحصل لساعات تكاد تنقطع سريعاً، ويكون في هذه الفترات أجدها، بدون مقدمات ألاقي نفسي بتصرف الوسواس، حصل إني فوقت من الشخصية دي لشخصيتي الحقيقية وساعات كنت أعرف أتعامل عادي، بس إزاي معرفش فاهم حاجة أكيد دا مس من الشيطان دا مس طاير لما الشيطان بيحل عني بقدر أفكر، ولما بيجيلي برجع أتوه، تاني، وآلاف الأفكار تدور، وأقعد.
إلى أن تخرجت، وفي فترة الكلية قلت أكيد أنا ممسوس، أو أنا مش طبيعي فبدأت أجيب كتب عن المس والسحر، وكتب عن علم النفس، بس مش كتير. وبدأت أجيب الرقية وأسمعها وقت ما أكون مخنوق، المهم كنت بحس يعنى إني خرجت شوية، بس سرعان ما الزهق يجي، وكذالك كنت بعمل ميَّه مقروءٌ عليها وأستعملها، وكان وسواس الشياطين هتتطلع وهتخرج، والكلام دا يومي، فكأنه بيأكد ليه وجود مس مع قراءتي بدأت أتيقن إن دا حوارات جن.
المهم طلعت للعمل وأنا معروف في بيتنا بكسلي الشديد بس أنا من جوايا كنت بقول إني مش كدا، وطول حياتي يحثوني على العمل والشغل بس أنا كنت شايف إني مش بالسلبية الي هم بيتكلموا عنها.. المهم أنا خلصت الكلية تاني يوم سافرت اسكندرية اشتغلت مندوب مبيعات، وكنت زي الدينامو في الشغل، اتحديت نفسي، واستطعت إني أهومها، كنت بشتغل زيادة عن 12 ساعة وأحيانا 16 ساعة في تلات شهور مسكت مساعد مساعد المدير وساعتها كنت مبسوط لعدة شهور، وحصل إن الراجل تخلى عني لأنه عرف إن إحنا هنجيب شغل لحسابنا، كان نفسي أكبر وأبقى حاجة.
تصدق يادكتور أنا عمري ما حلمت أنا عاوز أبقى إيه، وكنت دايماً بقول مش فارقة وفعلاً مش فارقة، بس دا أنا. أما الشخص إلي جوايا بيموتني، فارق معاه، كنت بتعب جداً في الشغل، ومرة جاتلي شك في الكلى، وكان فظيع قعدت في الأرض مش قادر أقف، بس كنت مصمم إني أعمل الشغل، ورحت مع كل التعب، وكملت الشغل كانت إرادة، بس مش عارف أجيبها تاني، المهم في الوقت دا سافرت لشرم، واشتغلت عامل في مصنع الغزل والنسيج لمدة شهور، أجرب يومب 7 جنية دي حقيقة كان 2007م؛
المهم إني كنت بروح أي شغل مبسوط، في الأول وهمَّ، ولكن بعد مرور أيام أحس إني زي إللي بقاله سنين في المكان، وأبدأ أكرهه وأحس إني مخنوق، وأحس إني لازم أسيبه، وبدأ الوسواس يجبلي سلبيات المكان كلها يجمعها، وأنا من كتر الزهق إللي بيحصل كنت ببعد من الشغل ووسواس مش قادر أوصفه، أنا حاسس إني كنت هموت حد علشان أرجع من شرم، مع إني شغلي كله فيه 3 شهور بس.
كنت حاسس إني زي إللي طالع من السجن، وأنا مروح فرحان جداً واشتغلت في سيبر، وفكرت إني أفتح واحد بس مفيش فلوس، المشروع محتاج آلافات، وإن كنت باخد من الشرم وأنا أمن 250 جنية 300 بالنسبة، المهم أخدت فلوس من أبويا وكان دايماً يحسسني بالإهانة والضعف لما أطلب منه حاجة، وما يرضاش يديني دا في كل حاجة، المهم فتحت المشروع في الفترة دي، كان عمرو ابن خالي حالتة النفسية اتطورت، وخالي طلب مني أروح أقعد معاه، فلقيته بيقول الناس بيرمولي أعمال في الشغل ومش عاوزني أشتغل معاهم وإن كان ربنا هيقوم القيامة، وأنا قولتله لا إستغفر الله العظيم.
المهم حاجت تانية كتير وحالته سائت بعد كدا جامد، دخل المستشفى وحاول الانتحار ثلاث مرات، بس بفضل الله كان بيلحقوه الدكاترة النفسيين، شخصوا حالته على إنها انفصام في الشخصية، وأنا كان ليَّ رأي مختلف، إن الجن هوَّ إللي عامل معاه كدا وخصوصاً في حاجات تانية جعلتني أقول كدا أولاً يوم مرحت قعدت معاه وقال تخاريف كتير منها عن الجن وغيره، وإنهم هيبهدلونا وهيئذونا وهمه أساسا من النوعية إللي مبتحطش الكلام دا في دماغها، وإن وأنا قاعد معاه على السطح بعد آذان المغرب، لقيت لون عنية اتحول إلى الأحمر التام مع زي شعاع بيطق من عنية ومسكت نفسي من الخوف لأن الخوف من حالات إلتباس الجن بالإنس؛
المهم تاني حاجة دي حاجة شفتها منه، كراهية سماعه للقرآن في بداية الأمر جداً، وكان بيحاول يطفيه بأي شكل وميهداش إلا ما ينطفي ولكن بعد فترات من حدوث الأمر هوا دلوقتي في الحال دا بقاله 11 سنة أو أكثر منعزل في بيت تماماً، بيحطوله أكله وشربه لوحده لأن هيموتهم لو شافهم، إلي همَّ خالي وإخواتي.
المهم أنه بعد فترة 5 سنين كنت أخدتله شخص يقرأ عليه القرآن إلا أنه كان بيسمعه مش زي ما كان بيكره سماعه، مرة واتنين، والشيخ يقول معندهوش حاجة، بس لسه جوايا قناعة بأنه ممسوس أو مسحور، ويمكن علشان تمكن الجني من الأنس، لأن الجن أول ما بيخش الجسم لو عرفت بوجوده بيبقى الأمر سهل في إنك تخرجه، إنما لو قعد فترة فبيستبد بالجسم، وممكن تقرأ وميستجبش زي المرض الخبيث أول ما يكون في الجسم سهل تعالجه، لكن إذا قعد فترة طويلة لاتقدر إلا بفضل الله، إن تعاجة أو بيبقى أصعب.
المهم واتنقلت من شغل لشغل اشتغلت أمن في شرم وبعدها بثلاثة أشهر، حسيت إن أقرب ما يكون من سجن وأفكار، ووساوس، تكاد تقتلني ما تلبث لحظة إلا وأنا أموت لكوني في هذا المكان أو العمل، وساوس تكرهني في المكان والناس، المهم تركته، وكنت قبلها اشتغلت مندوب مبيعات لمدة ثلاثة أشهر ومع صعوبة العمل وكثر الجري واللف فيه، المهم تركتها وفتحت محل بلاي ستيشن المهم كنت بحب التعلم وأتحدى نفسي في كل حاجة جديدة بعملها، وكنت بحب أبان إني شاطر وذكي، المهم فتحته، وأبويا إداني فلوس المشروع طبعاً بعد إحراجات كتيرة ومتكررة وصعبة جداً.
المهم إني قررت أديله الفلوس إللي إدهالي، ولما قالي لا خليها، رفضت وقولتله لا علشان محدش من إخواتي يقول عملتله ومعملتناش، المهم إلتزمت في الفترة دي بفضل الله إلتزام غير عادي من عند ربنا، وتركت كل المعاصي إللي ممكن تتخيلها، حتى أبسط الأمور، شلت الأفلام والأغاني من عندي في السايبر، وبدأت آخد الناس إللي في المكان يصلوا معايا، ولكن الغريب إن اختفى الوسواس لمدة مايقرب 6 شهور حتى إني نسيته أساساً، ومفتكرتش إلا وأنا ماشي في الشارع، وقولت الله هو فين الوسواس إللي كان معايا.
المهم لقيت نفسي بشكر ربنا ولكن استمر الأمر شهور، ومالبث أن عاودني تاني، في صلاتي أشد مما كان، إنت بتصلى قدام فلان. وعلشان يقولوا وإنت... وهكذا. وكنت أخشى الصلاة، أحس إني في معركة ما بين إني منافق، وما يأتيني به الوسواس، والشيطان تارة أخرى، ومحاولاتي لأتم صلاتي بدون وسواس وهكذا في باقي عباداتي، المهم قفلت المحل لكونه فيه حرام، والأطفال بيتركوا مدارسهم ودروسهم وغير ذالك من أمور رأيتها.
وبدأت فترة الخطوبة، محاولات متكررة أشوف واحدة واتنين لحد ماصلوا 16 واحدة، واحدة بس إللي رفضت والباقي كانوا موافقين، وأنا مابين موافق في البداية ومتردد وأعيش في قلق فترة اتخاذ أي قرار، قلق رهيب ورعب ممكن أن يحول حياتي لخنقة وشلل، وكنت موافق على واحدة، في البداية أعجبت فيها، بس لقيتها مش هتنفعني لأني كنت بدور على حد طيب أوي، وهيَّ كانت لعيبة في كلامها وتفكيرها، المهم إني حتى متخذتش القرار بتاع تركها كنت متعلق بيها لشكلها الحلو، ومكنتش عارف آخد القرار، وبدأت أحكي لكذا واحد من زمايلى، لحد ما قالولى إن الأمر دا لو معانا مش هنكمل.
المهم مكملتش، كنت بخاف إني أواجة في مثل هذة الأمور دا من صغري خليت والدتي تتصل بوالدتها تقولها مفيش نصيب. المهم كنت كل ما شوف واحدة تاني أبقى مش عارف اختارها، على إنها أساس، المهم ترددت كتير لحد ما وقع النصيب على بنت خالتي إللي كانت متزوجة قبل كدا، كان عندي استعداد أضحى في حاجات كتيرة مقابل إن الناس تهتم بيَّ لإحساسي بالضعف إللي كنت بحاول أخبيه، وكثيراً ما كنت أتخيل نفسي في مواقف كتيرة، بضحي حتى لو بحياتي في مقابل إن الناس هتحس بطيبتي، وإنها هتفتكرني إني كنت شخص كويس.
أحلام كتيرة من دي، المهم إنها كانت مطلقة، وكانت خالتي دي بتاعت مشاكل، وبتاعت وشين، وشفت إزاي عملت مع إخواتها وإنها مقطعاهم، وإن الناس بتنفر منها. المهم تمَّ الزواج بمشاكل في البداية، كانت كفيلة إنها ترجعني عن الجواز. المهم استمريت، وكنت بقول لنفسي زهقت بقى خلاص، أي حاجة بدل ما أعمل أي حاجة غلط تاني، كنت تماديت معها في الخطوبة. وكنت رجعت تاني لشخصيتى قبل الإلتزام، المهم كنت في صراع ما بين الشخصين الملتزم والشخص العادي.
المهم صراع كبير جداً كان بيخليني أتخنق وأقول إني أنا هرجع تاني زي بقيت الشباب أنا مخنوق من الإلتزام، بس كنت بكافح لكي أبقى على الإلتزام، أقعد مع المشايخ ألاقي نفسي ببكي، أقعد مع الشباب ألاقي نفسي في صراع داخلي، أحياناً يكون الدين داخلي أقوى فأهزم الوسواس، وأحيانا العكس.
المهم كنت أشتغلت في صيانة الموبايل بطريق إني كنت اشتركت مع واحد صاحبي أنا بالفلوس إللي استلفتها، وهوَّ بخبرته، المهم كان في إتفاق إنه يعلمني الصيانة، المهم إني لقيته بعد تصرفاتي معاه إني أكلف المحل، وأعمل كل ده معاه لقيته لا بيعلمني ولابيعرفني إللي داخل المحل وإللي خارج منه، يعني يجي يحاسب الزبون يقوله تعالى عاوزك، ويخده ويخرج برا المحل.
المهم بدأت أسأله يعلمني لقيته بيكبر دماغ، مش دلوقتي. طيب نتحاسب يومياً على إللي بالمحل، ما كنا متفقين على كدا طيب أكتب إللي إحنا بعناه، وفلوس الصيانة، يقلي، لا أنا فاكر كل حاجة، المهم خدت قرار بالانفصال، وأن أدير المكان لحالي، وفعلت ولم أتوقف، روحت دورات على حد يديني دورة، ولم أكن أعلم أي شيء عن التليفونات، حتى بدأت آخد الدورة، المهم حتى الراجل إللي إدهاني طلع مش شاطر فيها أوي، خبرته مش كبيرة، ورجعت روحت لواحد تاني أكمل معاه النقص إللي هوا مدهونيش في الدورة، ولكن بعد شغلي لفترة طويلة اتضحلي إنهم مش مهندسين، واخدينها كدا.
المهم كانت في حاجات كتيرة بتقف قدامي، في البداية بقيت ألف وأروح أجيب أعطالها من صنايعيه تانية، وأسال واحد واتنين وتلاتة في نفس العطل، وأبدء أجرب. تعبت جداً في الشغلانة، بس الحمد لله تعلمت ومكنتش بستسلم. إن بيجيلي عدد كتير فيها مشاكل كبيرة بس كنت بتعب جداً في شغلانتي، وكانت دماغي بتصدع، والوسواس يركبني، ولاحظت إن دماغي مبتقفش عن التفكير في الوسواس أو أي موقف، المهم إنها ما وقفتش عن التفكير، حتى وأنا شغال سرحان وتوهان، وأنا شغال كان بيكلفني مجهود أكتر ووقت أكبر في الشغل.
المهم انشهرت في الشغلانة إني بصلح العدد الصعبة بقى كل إللي يجيلي يجيب إللي مش نافع إللي وداه لأكثر من واحد، وأنا بطبيعتي العنادية كنت برفض أقول معرفش، أو أقول لا وكنت باخد عدد صعبة، وبتأخر في الوقت، وصارت الناس بتشتكي من التأخير، صرت مش عارف أظبط حالي، صرت بعد ماكنت مشهور أقفل كتير علشان مش حد يجيلي ويسالني عن العدة، وأنا بنحرج، ومبعرفش أهيص على الناس زي مابقيت الصنايعي بيهيصوا.
استمرت المعاناة مع الشغلانة، كانت بتاخد من وقتي أكتر من 5 أو 6 ساعات أو أكثر وبدأت نفسيتي تزهق، المهم كنت أتجوزت وبدأت مشاكل في الزواج، محسيتش بمتعة خالص مع الزوجة أثناء العلاقة لإحساسي بعدم حبها ربما، أو ربما لاكتشافي إنها كانت مجرد مرحلة في حياتها هي، ما كنتش بتخلف والدكاترة قالولها ملكيش في الخلفة، المهم إنها عملت عمليات كتيرة 5 عمليات وحنا مكتوب كتابنا.
بعد الجواز بـ3شهور حبلت بس كانت حولت حياتي لجحيم في الشهور الأولى، لكلامها عن الخلفة وإني عاوزة أخلف، وإنها عاوزة تروح لدكتور بعد 3 أسابيع من الجواز علشان تتأكد من سلامتنا كل دا، وأنا معرفش السبب إنها عملت عمليات عند أكبر دكاترة في مصر وقالولها لو مخلفتيش بعد العملية بـ6 شهور يبقى إنسي الخلف.
المهم كنت بحاول أعامها كويس تفادياً للمشاكل أنا داخل لسه، وممعييش فلوس أتجوز تاني وبرغم إني مكنتش بستمتع معاها، إلا أن كنت بقول أحسن من غيري وبدل ما أعمل حاجة تغضب ربنا، إرضى ياعم وعيش بقى، وأسكت وقبلت حاجات كتير. المهم إني كنت مش عارف أتصرف معاها زي لما تغلط وازاي إني كنت آخدها من أمها إللي كانت مسيطرة على فكرها، المهم إنها بمجرد الحمل مشيت، وزاد الضغط عليَّ، وفوجئت إن أعز أصحابي ماشي معايا مصلحة معظم أصحابي المقربين أكبر مني سناً، مشاكل المحل، ومشكلتي النفسية، فأي واحدة منهم كانت كفيلة بأنها تبوظ حياتي؛
والغريب إني كنت من جوايا عاوز مراتي ترجع رغم أسلوبها الوحش، ورغم حاجات كتير كانت غلط فيها، كنت بكابر قدام الناس إني مش عايزها وأنا من جوايا نفسي ترجع ونستقر، وأظل أفكر بطريقة لحياتنا غير إللي احنا عايشينها في الواقع، واستمرت عند أمها بعد الحمل لثلاثة شهور، كنت أعاني يومياً، وأريدها ترجع ولكني كنت أكابر قدام الناس، زادت سخونة أعصابي.
المهم جبتها بعد كدا كان في حاجة غريبة حتى مع أصحابي، إني كنت في أول يومين ببقى شادد في الوضع، ولكن بعد ذالك أرجع أنسى، وبرجع الوضع أسوء من الأول وأنسى كل إللي اتعمل، وأبدأ في المعاملة الطيبة تاني، ويتكرر الوضع تاني مبعرفش أحط حددود لنفسي، أو لغيري بل إني مش فاهم زي أعاملها، ساعات بحس إني تايه، أبسط الأمور لا أقدر على عملها، وساعات أخرى أصعب الأمور ممكن أعملها، وبتحدى نفسي، وأثبتلهم وأثبت لنفسي إني أقوى، وأرفض ضعفي.
وتوالت الأحاث هنا وهناك حتى إني تعبت وأنا في طنطا، المهم اكتشفت إن الضغط مش مظبوط، ورحت المستشفى، والدكتورة افتكرت إني عندي جلطة، المهم ثبتت فكرة الجلطة في دماغي وأنه ممكن يجرالى حاجة وأموت وبدأت الفكرة بالسيطرة، وتكبر، والضغط مش مظبوط زي ممكن أقيسه في نفس اليوم من 7 إلى 8 مرات، شوية فوق، وشوية تحت خالص، حتى وصل إلى90 على 40، الدكتورة إللي قاسته قالتلي إن المفروض إني في غيبوبة.
المهم فكرة الموت لازمتنى والجلطة، وإني هموت في أي وقت وبدأت مرحلة صعبة جداً في حياتي، استمرت لسنة و8 شهور، توقفت في معظمها عن العمل أو عن الحياة كلها خلاص، هموت لو نمت هموت ومش هصحى، والضغط يعلى وأموت فجأة، وتطور الأمر إني لو ركبت عربية هموت، هتعمل حادثة، إلى أمور أخرى كثيرة، من رهاب الموت...الخ ولكن بصورة لم ولن تتخيلها في كل لحظة أو أقل من لحظة، إن ملك الموت نازل وبيقبض روحي وإحساسي بالموت، وإن روحي بتطلع، ولكن بصورة قرأت معظم استشارات وسواس الموت، ولكني لم أجد أحد عانى واحد على عشرة مماعانيت، فكان مرور الطريق مثلاً لي ياخد قرار، يصل الى أكثر من ربع ساعة، وكأني هاعبر إلى الموت، ولم أعد أخرج إلا إلى الصلاة، وتوقفت عن العمل، وبدأت أزور المشايخ، ويزوروني، المهم إنهم أكدوا إني ملموس، وأنا لا أعرف.. بدأت في قراءة القرآن دون تغير للحال، ممكن أقرأ ثلاث أجزاء.
حالتي كانت صعبة جداً انقطعت عن كل شيء إلا الصلاة والدعاء، لحد ما والدتي قالتلي موت أحسن، وقفوا جمبي جامد في الفترة دي، خاصة حتى قررت البدء في العلاج النفسي، المهم طال الأمر حتى شفيت بنسبة، بعد سنة وأكثر من وسواس الموت قل بنسبة 90%، من الخروج للعمل والنسيان وبفضل الله أولاً وأخيراً، ويرجعلي أيام، ولكن كعادتي أقاوم بشدة.
المهم زوجتي رجعت، وفكرة الموت جاتني بعد سنة من زواجنا، ولم أكن السبب أو هي في طلاقنا، فجميع مشاكلي النفسية لا تؤذي أحد، إلا أنا، لأنها بداخلي لا تخرج للواقع، ولا أؤذي بها إلا نفسي، المهم بعد عامين ونصف طلقت زوجتي ولم أرى ابني إلا مرات قلائل، لأنها كانت تأتي إسبوع، وترجع تغضب شهور، تصل لخمسة أوستة شهور، وفي النهاية قررت أطلقها، وكل إللي حواليا قالولي قرار من زمان لازم تأخذه، هيَّ مكنتش تنفعك من الأول. دول بيفوقوا على المشاكل كل إللي إتدخلوا في الموضوع قالوا هيَّ مش بتاعت عيشة، المهم ابني لم اراه إلا مرات قليلة بعد ذالك، والغريب إني لم أحن إلا للحظات ليه، مع إني طيب جداً وبنات أختي بسأل عليهم وأجيبلهم إللي همَّ عاوزينه، ولكن مع ابني لا.
المهم مشاكل المحاكم زادت بدورها على نفسيتي، أخويا كان يقولي إنت كتير الشكوى طول عمرك، ومش عندك مشاكل، بس النهاردة عندك مشاكل.. المهم في كل الفترات دي كنت برجح إني ملموس تارة، وإني بعاني من مشاكل نفسية تارة أخرى، وروحت لدكتور نفسي تاني، وإداني فافرين، وخرجت فكرة الموت، بس بقيت الخلطة القديمة موجودة، قررت أروح مصر أعرض نفسي على دكاترة، ورحت خفت أنه يقولوا عليَّ مريض نفسي.
المهم بقيت واقف قدام العيادة النفسية أكثر من ساعة، وقررت الدخول أخيراً، المهم اتكلمت مع الدكتور فقالي دا تقريباً إنفصام، وأنا بدور كنت قرأت كثير في علم النفس، والتنمية البشرية فساعد إني أقوله، وقولتله إن أصحابي بيقولولي إني ما بفكرش ومابتعبش دماغي، ومكبر دماغي في كل حاجة، مع إني بحس إني دماغي مبتقفش من التفكير، ومابعرفش أوصل لحل.
المهم قالي إنت من كتر التفكير في عقلك الباطن معدش عندك فرصة للتفكير، المهم قالي إنت محتاج للإرشاد النفسي، والمخاطبة أكتر من الحباية لأنك بمجرد أني أسيب الحباية كل حاجة بترجع تاني، المهم روحت لأقرب مستشفى، وبدأت أجلس مع دكتور بيعرض الرسالة، وبدأ يناقشني، المهم شفت أكبر الدكاترة في جامعة طنطا، وكنت خايف.
المهم اتكلمت معاهم، وبدأت العلاج مع دكتورة منهم، اخترتها لأنها بتعالج في المستشفى وأنا وضعي المادي حالياً إني بشتغل ومبعرفش أحوش، وكل الفلوس إللي معايا بتنصرف في حاجات أنا معرفش منها مفيد، ومنها غير مفيد، المهم الكتورة دي قابلتني بجفاء وقالتلي إنك نفسك تبقى حاجة وإنك تبقى مهم، والناس كلها بتشاور عليك، بس هوَّ مكنش كدا بالضبط إللي جوايا، أنا كنت عاوز أبقى شخص قوي في فكر الناس، وتحترمه وتقدره، مش شرط الشهرة والمال.
المهم واجهتني وقالتلي إنت كنت بتترك أي شغل علشان إنت حاسس إنك تستحق إنك تكون في مكان أفضل، وعلشان كدا مبتعمرش في شغلانة، وأنت شخص عندي جداً، وإن الشخص العندي مش معناه الفشل، فلقيت نفسي بنفعل وبرد، لا شخص عادي يعني شخص فاشل وفاشل جداً، أنا كنت بحس نفسي فعلاً مميز، بس في إيه مش عارف، بس كنت بحس نفسي مميز، بس مكنتش معنى كدا بتطاول على حد، بل بالعكس محترم جداً؛
المهم قعدت تقولي قول أنا شخص عادي فأنا لقيت نفسي ببكى، لا شخص عادي يعنى شخص ميت، ملوش لازمة المهم قعدت تناقشني بإني لازم أتقبل نفسي في وضعي العادي، المهم خرجت من عندها وأنا في صراع مرير بيني وبين نفسي، لا أنا كنت جاي هنا علشان تساعدوني إزاي أوصل للشخصية إللي كنت بحبها وعاوزها، وزي أنجح، مش علشان تقولي إني شخص علدي إنتى كدا حطمتي كل حاجة، مع إنه في الحقيقة مفيش حاجة.
المهم صراع يكاد يصل للجنون أمشي في الشارع منفصل تماماً عن من حولي، وهذا الموقف تكرر معي، المهم بعدها بيوم لقيت نفسي كأني شخص تاني خالص، الوسواس غاب تماماً وإني راضي عن نفسي، وحالة الاكتئاب إللي عشتها طول حياتي راحت، ولا شارب حشيش مع إني مشربتوش إلا ثلاث مرات في الكلية متتتالية، وبعدها أقسمت إني ما كرره، والحمد لله.
المهم حسيت برضاء تام عن نفسي وإني هادي لأبعد الحدود، مفيش وسواس، مفيش اكتئاب دماغي، أول مرة أمشي في الشارع أحس إني مش متصنع، وأول مرة أسال بنت عن حاجة، وأحس إني مش متوتر وقلقان، حتى كلامي مع أبويا وأمي وأومرهم معدش فيها خناقة، حياتي كلها تغيرت، حتى استيعابي حسيتة زاد جداً لأي حاجة، وتحسنت في أبسط الأمور إللي بعملها، وفي تفكيري، شخص تإني تماماً، المهم عاودني بصورة بسيطة وسواس الموت.
المهم إني لما رحت للدكتورة قولتلها، قالت تمام، المهم بدأت أتوقع إنها هتنهي فكرة الموت من دماغي تماماً، مثلما فعلت في الباقي حسيت إنها مقدرتش تعمل أي حاجة فيها، فقولتلها أيه المشاكل إللي عندك تاني قولتلها مفيش بس إني بحس إني بعد مبحقق أي حاجة أو علاج أو حتى تقدم بحس إني بقع تاني فأنا حاسس إني بقع تاني قالتلي خلاص نبقى نكمل المرة الجاية، وطلعت من عندها حسيت إنها مقصرتش فيه، زي المرة إللي فاتت.
المهم قررت إني مرجعلهاش وخلاص أنا كدا حلو بس مع بداية الضغوط ومرور الوقت رجعت لكل إللي كان، فاكتشفت أخيرا إني أملك موهبة كبيرة في كتابة الشعر، قدرت أكتب وأرمي ولا أعير كتاباتى اهتمام لحد، وبدأت أعرضها على ناس متخصصة، وناس مثقفة، أبدوا إعجابهم الشديد بكتاباتي، ولكن كنت بقول بس الكتابة عن العشق والهوى حرام نشره، والتغزل حتى ولو كان عفيف فلا يجوز، وسألت المشايخ فاكدوا عليَّ ذلك، وإن كل واحد هيقرأ هتاخد عليخا ذنوب وأنا نفسي، كيف لمثلي وفي تفكيري أن ينحج بهذه المشاكل النفسية.
المهم كل إللي كان في الماضى من وسواس رجع، واكتئاب. أريد الحل هل الجن ممكن يكون مساعد للمرض النفسي في مثل حالتي، فالجن أغلب الأبواب التي يطرقها يكون غير مستقر نفسي، المهم سأكتب تصوراً لحالتي:
1. القلق العام الذي بدورة يحتوى على مجموعة كاملة يتضمن بمحتواها على اكتئاب.
2. الرهاب الاجتماعي.
3. الوسواس القهري.
4. وسواس الموت
في الحالات المتقدمة وأمور أخرى أحياناً أحس نفسي شخصية اعتمادية اتكالية، لأني لا أحب عمل أبسط الأمور منفرداً ودائماً ما أحتاج لشخص قوي يوجهني. وأحياناً أحس نفسي شخصية عادية، لتغيري من النقيض للنقيض، فأحيانا تصرفي في المواقف يكون مبهر لكل من هم حولي حتى لا يتوقعون إن أنا من أفعل، وكم من مواقف أحس نفسي تائه لا وزن لي، أو شخصية انفصامية وهذا اعتقدها بشدة.
أحس بخلل أو اضطراب وجداني شديد، وخلل عاطفي، فكيف تحب مثلاً امرأة حباً شديداً ولم تراها، إلا مرة، وتحس إنها طيبة، وأمور كثيرة كويسة، كنت هخطبها ومحصلش نصيب، سنة وأنا أفكر فيها وأكتبلها الشعر الذب لا تعرف عنه شيئاً، وإحساسي الشديد بالحب الصادق نحوها، لا أعرف كيف، وأنا أتوق للحب وأن تكون أنثى بحياتي.
أحبها، تأخذ أكثر من ثمانين بالمئة من تفكيري وحياتي ومعاناتي، ولم أتزوج للآن، وأحياناً أقول أتزوج أي واحدة وخلاص، دائماً ألجأ إلى مساعدة، وطلب الآخرين للوقوف بجانبي، في كل شيء، وفي أبسط الأمور، ودائماً ما ألقي اللوم على الآخرين بعدم مساعدتى، مكنتش بعرف أوفر أي فلوس من أي عمل بقوم بيه، مع ذالك لم أتوجه لتغيير المجال، ربما لأني بقول إللي أعرفة أحسن من إللي معرفوش، تاءه، ومتردد، ووسواس وقلق، واكتئاب، وعجينة ملهاش أي ملامح، آسف جداً على الإطالة، أرجوكم ساعدوني.
هل أنا ممكن أن أشفى، وكم سيتطلب ذلك من الوقت. أفكر في السفر، هنا خسرت جميع مشاريعي والفلوس، معدش معايَ أي أموال، فقررت السفر، فهل أستطيع أن أسافر أم أنها ستكون تجربة فاشلة أضيفها. أريد أن أخرج من هذا، فهل من سبيل، وكيف، وماهي نسبة النجاح المتوقعة، والتغيرات التي ممكن أن أحصدها. من فضلك أجبني.
6/8/2016
وبعد إسبوع أرسل يقول:
أرجو سرعة الرد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية أعلم أن سيادتكم يصلكم الكثير والكثير مني ومن غيري ويصعب الإتيان بالرد الفوري أو العاجل.
أعلم ذلك ولكن أتوسم فى سيادتكم أن تنظروا بمحبة أكبر لأناس وثقوا فيكم واحتموا بعد الاحتماء بالله بكم، وطلبوا يد العون والمشورة من أناس أهل خبرة وفضل ولكني مثل أمثالي تكاد تنطبق عليهم الدنيا فتحكم قبضتها فأنتم الملاذ بعد الله فأرجو أن تنجزوا وتوجزوا في الرد علي، وليس الغير بمنأى عني فلسان حالهم حالي فأرجو الاهتمام بالجميع.
وأشكركم
وأعلم بأن كلام الخير يأتى أهل الفضل، فيصييب موضعه.
13/8/2016
وبعد إسبوعين -وبينما رد مستشارته على ما سبق في مرحلة التحرير- أرسل يقول:
أرجو سرعة الرد من فضلكم
أود أن أضيف أنّ إحساسي بأنَّ أمري سيتطور، أدخل في دائرة المشاكل المادية، فأحس ساعتها بأني يجب أن أخرج مما أنا فيه، فما ألبثَ أن أنتفض وأصر، ربما لساعات أو لأيام، أني يجب أن أخرج مما أنا فيه، وأبدأ أفكر في الحلول، تفكير فى مخيلتي فقط دون إطلاق أي من الحلول لأرض الواقع، ولكن كعادتي في كل أمري، بمجرد أن يتوارى إحساسي بالمشكلة من أمامي ولو كذباً، أعود لسلبيتي، وأعود إلى مخاوفي من تغيير حياتي.
وأن أظل هكذا أفضل، أفكر في أمور كثيرة، ولكن لا أعرف أيها أنفِّذ أو أختار عندما أصطدم بمشكلة تؤلِمُني، أو موقف لأحد يحرجني، وفيه إهانة، ساعتها أفكر في التغيير، ولكن كعبثِ الأطفال لا أعرف إلى متى سيظل الأمر هكذا.
أرجو تشخيص حالتي، وأرجوا شرح الأسباب لما أنا عليه، وتوصيف طبيعة مرضي، وكيف سيحصل بعد ذلك، أشعر بأن ذلك سيريحني كثيراً.
أرجوكم، والله عانيت الكثير بحياتي ملحمة من الآلام.
أريد الحل.
28/8/2016
رد المستشار
هل تتصور أني كنت أحتاج لمزيد من التفاصيل؟، فأنت بالفعل لديك قدرة هائلة على التعبير عما تشعر به من داخلك! فقد عشت معك سنوات حياتك من خلال سطورك، والحقيقة أن كل منا لديه المساحتين يا صديقي؛ مساحة العادي، ومساحة التميز؛ فنحن البشر جميعاً لدينا عينان وفم واحد، وأنف، وحاجبان فوق العينين..... كلنا لدينا نفس الترتيب في الوجوه؛ إلا أن لكل واحد منا شكله، ومذاق شخصيته المميزة في نفس الوقت!؛
إذن أنت شخص عادي، ولك مساحات تميزك وحدك، وهذه هي الحقيقة الأولى، وانظر معي منذ طفولتك، وأنت تشعر باختلافك، ولا تتمكن من تفسير انحرافاتك الجنسية، ولا أحلامك الغريبة المتكررة؛ فلقد حدثت لك إفاقة جنسية مبكرة حين اعتدت عليك جارتك، ولكن باقي ما حدث معك له تفسيرا نفسيا آخر عليك احترامه والتعامل معه بنضوج؛ فأنت بلا شك تعاني درجة كبيرة ومرضية من القلق, الذي يظهر عندك في صورة وساوس لا ترحمك ليلاً أو نهاراً، سواء لمساحات تعرفها؛ كالموت، والتفكير المستمر في مواقف حدثت معك منذ عدة أيام مراراً، وتكراراً؛ فوساوسك التي تفسرها أنت أحياناً أنها وساوس، وأحياناً جن، وعفاريت هي وساوس ناتجة عن القلق المرضي لديك لدرجة كبيرة تسلب منك عمراً، وليس ساعات طويلة فقط، وهذه هي الحقيقة الثانية. لا جن، ولا عفاريت حتى مع رؤية عينيه حمروين تماما!، فالجن موجود، ولكنه لا يسيطر هكذا.....
ولاحظ معي أيضا أنك أحيانا تتكرر عليك مشاعر أنك تشاهد حياتك كفيلم وأنك لست بطلاً في حياتك على أرض الواقع، رغم أنك تعيش مع خيالك في الشخصية التي تريدها طوال الوقت في شكل صراع ينغص عليك حياتك؛ ولأن تشخيص الفصام ليس سهلاً حتى على المتخصص نفسه؛ فهو يحتاج للجلوس فترة مقبولة مع الشخص لتشخيص فصامه من عدمه، ونوع فصامه، ودرجة فصامه، وما يختلط عند بعض المرضى بأمراض أخرى تلتصق بالفصام تخص الوجدان، وما يعرف باضطرابات الشخصية، وغيره؛ لأن لديك في عائلتك من ناحية الأخوال من هو مصاب بفصام تم تشخيصه، ورأيت بعينك أعراضه، ولأنك تشعر بأنك مراقب، وأن هناك من يراقبك رغم سخافة الفكرة لديك، وعدم تصديقها تماما؛ فهناك حقيقة ثالثة... تتطلب منك لتأكيدها، أو نفيها أن تتواصل مع طبيب نفسي ترتاح معه ليكتشف مدى وجود درجة، ونوع من الفصام لديك من عدمه، أو اضطرابات أخرى تتشابه معه.
أما الحقيقة الرابعة، فهي تتعلق بأمر قد يرجح شفائك مما تعانيه منذ سنوات، وسنوات معه ستحتاج لوجود متخصص نفسي ماهر يتمكن من تطبيب ما أصاب ذاتك الحقيقية من تشويه؛ فأنت ترفض السلطة، وترتاح للحرية، والتعبير عن نفسك، وتغضب ولا تتعامل مع غضبك بنضوج، وتخاف جدا، وتقلق دون أن تقبل ضعفك الطبيعي مثل كل البشر لتتمكن من تجاوزه، ويطير بداخلك براح، وحب، وشهامة، وقيم لا تتمكن من إخراجها، وتنفيذ وجودها، تتمنى علاقات مريحة ولا تحصل عليها، وهو ما تحتاج إليه بشدة منذ سنوات، وكأني أريد أن أقول لك إن أردت التشخيص:
أن لديك ما تعانيه هذا بلا كثير أسماء، وأنك تحتاج الآن أن تتواصل مع متخصص نفسي ترتاح للتعامل معه، وحين تثق فيه ستأخذ ما يقترحه عليك من علاج، أو تدريبات؛ وأنت عرفت أطباء نفسانين كثر الآن؛ فلتجتهد كما اجتهدت في مساحة صيانة الهواتف المحمولة للوصول لمتخصص نفسي يعالج علاجا متكاملا..... دواء، جلسات نفسية، تدريبات سلوكية، علاج للأفكار وستجده بإذن الله، فأنت ماهر جدا في البحث والتنقيب حتى تجد ضالتك، ولكن تلك المرة لن تتركه ولن تترك ما يصفه لك؛ لأن تركك له سيكون تركا لك أنت وبقائك على ما أنت عليه، أو مزيدا من التدهور، هيا ابدأ.