أمتلك حاسة أو عقلية مبدعة، هل هذا حقيقي
السلام عليكم، تحياتي لكم يا دكتور.
أنا شاب 28 سنة عانيت من رهاب اجتماعي واكتئاب وأخذت دواء سيمبالتا 60 حبة واحدة يومياً وجاءت بنتيجة جيدة لكن لم تكن 100%، وأنا كنت أشرب الخمر، وكنت أحبها قبل أخذ السيمبالتا لأنها تجعلني جريء. والغريب أني عندما كنت أتعاطي الحشيش كنت أحس بضيق تنفس وإعياء، ويضحك عليَّ الموجودين، ولا أستطيع الكلام أو التفكير وأعتقد أن ذلك سبب لي الرهاب، كما أمارس العادة السرية بكثرة.
أنا شاب وسيم بدرجة كبيرة، وعمري ما كان لي علاقات نسائية. نرجع للموضوع دكتور. بعد فترة من أخذ السيمبالتا بدأت أشعر بصفاتي التي كانت موجودة قبل 10 سنوات أو أكثر وللعلم أنا ذكرياتي تقريباً ممسوحة، يعني بعد ما سافرت نسيت مصر تماماً ومش فاكر أي مواقف. لكن أحسست أني بدأت أعود لنفسي ولشخصيتي، كما اصبحت هادئاً وواثقاً، كما تظهر بعض العدوانية البسيطة في شخصيتي، لكن أنا أحبها وتحسيني بالقوة، ولكن اتجهت منذ شهر للحشيش وزاد مفعول السيمبالتا ربما لأن تعاطي الحشيش يخفف بعض الهموم ويخفف ويعمل refresh يومي لحياتك.. لكن يا دكتور سؤالي الأهم هو أنني أحس دائماً أني أمتلك عقل مختلف عن الناس، وأني أمتلك حاسة عبقرية من الممكن أن تجعلني في مكانة عالية في المجتمع، ما هي لا أدري.
يتملكني شعور معاكس لشعور الإهانة في الماضي بعدم الاهتمام بأي شخص وعدم إعطاء إهمية لأي مشكلة، والعيش في سعادة. وأنا الآن سأقلع عن الحشيش، واكتفي بمفعول السيمبالتا العادي لكن أنا وصلت لآخر العشرينات، والاكتئاب منعني من مزاولة أي هوايات، فليس لي شغف بشيء محدد، واريد أن ألحق ما تبقي من شبابي.
سؤالي يا دكتور، إحساسي بالتفرد، وأني أمتلك حاسة أو عقلية مبدعة أو مختلفة ولا أعرف ما هي، هل هو رد فعل لحالة اللوم الدائم التي كنت أتعرض لها في البيت من الوالدين، والإهانات التي كنت ابتلعها من الشباب المحيط بي، أم أني فعلاً أمتلك شيئاً فريداً.
سمعت أن الذين يصابون بالاكتئاب هم الأشخاص الذين يمتلكون عقلاً مختلفاً أو حساً متفرداً هل هذا صحيح، كما أسمع أنَّ الذي يعالج من الاكتئاب ويشفي ينجح بعدها في الحياة نجاح كبير. هل هذا الكلام موثق وصحيح؟
السؤال الأخير يا دكتور هل أحتاج أي أدوية إضافية بجانب السيمبالتا؟
وشكراً لكم.
7/8/2016
رد المستشار
للسائل نقول:
إن ما تصفه من رهاب اجتماعي واكتئاب مزمن, قد يكون نتيجة لعوامل وراثية أهلتك لذلك, بالإضافة إلى المواقف التي تصفها والتي عانيت منها في الطفولة والشباب خاصة على يد الوالدين.
الواضح أنك تحاول منذ وقت بعيد السيطرة على هذه الأعراض ومداواة نفسك من الاكتئاب عن طريق تعاطي المخدرات والكحول، وعلى الرغم من الأضرار الكثيرة للكحول والتي هي أكبر من فوائده بطبيعة الحال إلا أن الكحول قد يكون له أثر إيجابي في تخفيف أعراض الرهاب الاجتماعي لكن أضراره الصحية تتجاوز هذا المنفعة بكثير, والعكس صحيح بالنسبة للحشيش والذي يرتبط كثيراً بحدوث نوبات الهلع والقلق عند المرضى الذين لديهم استعداد لذلك.
وعلى كل حال فإن توافر العقاقير النفسية المعالجة لأعراض الاكتئاب والتوتر, يغني المريض عن تعاطي المواد المخدرة للخروج من حالة الاكتئاب والرهاب لأن المخدرات إن عالجت مرضاً فإنها تؤدي إلى أمراض أخطر منه الإدمان في حد ذاته.
وأما الأعراض التي يصفها السائل من عدم اكتراث بالعواقب وإيمان شديد بقدراته العبقرية والمبدعة فربما يكون بداية لنوبة هوسية أو تحت هوسية، وهي أعراض معاكسة لأعراض الاكتئاب قد تجد لمريض الاكتئاب فتخرجه من النقيض إلى نقيضه، ويسمى حينها المرض بالاكتئاب أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
وقد تساعد بعض العقاقير المضادة للاكتئاب كالسيمبالتا وكذلك بعض أنواع المخدرات على تنشيط هذه الأعراض عند مريض الاكتئاب فتحوله من حالة اكتئاب لحالة هوس, وقد يكون لأعراض الهوس بعض المنافع حيث تزيد نشاط المريض وإبداعه أحياناً ولكن أخطارها تتجاوز هذه الفوائد حيث تكون مصحوبة في كثير من الأحيان باندفاع زائد وشعور بالعظمة وربما هلاوس أو وهامات "ضلالات".
ننصح المريض بإجراء مقابلة شخصية مع أحد المختصين بالطب النفسي لتقييم حالته بالتفصيل. وشكراً