اضطرابات هلع وقلق
السلام عليكم؛ في البدء أود أن أشكركم على موقعكم المتميز وأسأل الله لكم التوفيق. لا أدري من أين أبدأ، ولكن سأحاول سرد الأحداث بتسلسل تاريخي علي أن أجد عندكم حلاً.
تعرضت ومنذ نعومة أظفاري إلى تحرش جنسي وذلك بعمر6 أو 7سنوات، وبدأت بمحاولات تطبيق ذلك مع بعض الفتيات في محيطي العائلي -ابنة خالة أو عم- لم أكن أعي ما أفعل، لكن عندما وصلت لسن المراهقة بدأت أعي ذلك، وحاولت جاهداً الابتعاد عنه، لم تلازمني عقدة الذنب كثيراً وذلك لأني سعيت دائماً لإقناع نفسي منطقياً أني كنت صغيراً، وأفضل وسيلة للتكفير عن ذلك هو الابتعاد عنه.
نظراً لخجلي واهتزاز الثقة بالنفس بالرغم من محاولاتي لأبدو قوي الشخصية، فلم أرتبط بعلاقات نسائية في مراهقتي إلا بعد سن العشرين، سمعت أكثر من شخص يمتدحون قوة شخصيتي بالرغم من أني داخلياً أحس بضعفي.
مشكلتي الحقيقية بدأت عندما جربت لأول مرة سيجارة بانجو قبل 10 سنوات، فمنذ ذلك الحين وأنا أحس بعدم اتزاني، أذكر أنني أصبت بنوبة هلع شديدة وضربات قلبي كانت سريعة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أربط كل مشكلة نفسية أو عضوية بتلك السيجارة.
أواجه صعوبة في النوم وعندما أنام لا أستطيع الاستيقاظ بسهولة، صعوبة في التركيز، وكثرة السرحان. أحس أنَّ رأسي ثقيلا، كثرة القلق وسرعة ضربات القلب والاضطراب خصوصا عند محاولة النوم، أحس بأنَّ كل صوت يزعجني، كسل وخمول شديد، أستطيع الجلوس في البيت وعلى السرير لمدة يومين دون حراك. أحياناً أحس بأن الجزء الأيسر في جسمي ضعيف أو منهك.
بدأت بعد ذلك أميل إلى الوحدة والعزلة، قطعت علاقاتي الاجتماعية، لدي بعض الأصدقاء ولكن يعدون على أصابع اليد، حاولت الدخول في مغامرات جنسية مع الجنس الناعم، ولكني اكتشفت أني مصاب بخلل في الانتصاب، وذلك أدى الى ضغط نفسي رهيب، أصبحت بعدها مولعاً بالأفلام الإباحية، والاستمناء الكثير، محاولا إقناع نفسي بأني ما زلت رجلاً. لم أحاول معالجة ذلك، أواجه ضغوط حياتية مع أن وضعي الاجتماعي والمادي جيد، لكن أصبحت معيلاً لأسرتي، بعد أن فقد والدي عمله، ما أدى إلى دخولي في دوامة ديون ومشاكل كثيرة.
أنا الآن مقبل على الزواج، متردد في أن أفشل في علاقتي الزوجية بسبب الاضطراب والهلع والقلق والضغط الحياتي الذي أواجهه. سؤالي هل أنا مريض وأحتاج للعلاج وبماذا تنصحوني؟
وشكراً لكم.
7/8/2016
رد المستشار
الأخ الفاضل "Nill" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة.
بدأت سرد الأحداث بتسلسل تاريخي بحسب رؤيتك فضريت لنا مثلا على تجاوزك لأزمة التحرش ضحية ومن ثم مجربا... ثم لم تغرق في الذنب وتجاوزته وكما قلت (أفضل وسيلة للتكفير عن ذلك هو الابتعاد عنه) ممتاز.
بعدها دخلت في الشكوى من الخجل واهتزاز الثقة بالنفس بدليل أنك لم ترتبط بعلاقات نسائية في مراهقتك إلا بعد سن العشرين. هذا هو مقياسك يا "Nill" أليست هناك أشياء أخرى في حياة الشاب غير العلاقات النسائية؟؟ ليس هذا معيار قوة الشخصية كما تظن.... ثم تكمل (سمعت أكثر من شخص يمتدحون قوة شخصيتي بالرغم من أني داخلياً أحس بضعفي) المشكلة أن معاييرك غير معاييرهم غالبا.
وهناك سؤال لا يفوتنا هنا عن دور سيجارة البانجو في هذا الأمر وإن كنا نحتاج أن نعرف منك أولا لماذا لجأت إلى سيجارة بانجو؟ الواضح أو قل التخمين أنك كنت تجرب البانجو لتعالج إحساسا سيئا في نفسك أو حتى قتلا للملل..... ثم كان ما كان..؟ فهل سيجارة البانجو كانت سببا أم نتيجة أم ذا وتلك؟
الأعراض التي تصفها تشير إلى خليط من أعراض القلق والاكتئاب، وليس واضحا أي الأعراض مستمر -إن كان بينها المستمر- وأيها يأتي بشكل عابر.... فصحيح أنك تؤرخ لبداية مشكلتك منذ 10 سنوات إلا أن نوعية ما تصف من أعراض ليس من المعتاد استمرارها بنفس الشدة فترات بهذا الطول؛
إذن فأعراض القلق وأعراض الاكتئاب تفسران كل ما تشتكي منه الآن وكل ما مضى من أعراض بما في ذلك أعراض الفتور الجنسي والوحدة والعزلة وعدم التركيز فهذه أقرب إلى أعراض الاكتئاب بينما ما وصفته بقولك (صعوبة في النوم وعندما أنام لا أستطيع الاستيقاظ بسهولة، صعوبة في التركيز، وكثرة السرحان. أحس أنَّ رأسي ثقيلا، كسل وخمول شديد) فهذه الأعراض مشتركة بين القلق والاكتئاب، وأما (كثرة القلق وسرعة ضربات القلب والاضطراب خصوصا عند محاولة النوم، أحس بأنَّ كل صوت يزعجني... إلخ) فهذه الأعراض أقرب إلى القلق.
في الخلفية من ذلك يا سيد "Nill" أخمن أن كثيرا من القناعات والمفاهيم الخاطئة المعيقة منها ما يتعلق بالمرض النفسي وأعراضه وكيفية التعامل معها ومنها ما يتعلق بطلب العون من الطب النفسي بدلا من اللجوء إلى التجريب الذاتي، هذا فضلا المخاوف غير العلمية الأساس جعلتك تعيش كل هذا العمر دون زواج ودون علاج.
نصيحة الموقع:
الخبر الجيد أن هذه الاضطرابات أو الأعراض كلها قابلة للعلاج وليس مطلوبا منك إلا اللجوء بعد الله إلى طبيب نفساني ليشخص الحالة ويصف العلاج اللازم وتابعنا بالأخبار.