نفسي أتعالج
أنا بقى لي سنتان ونصف يا دكتور أتعاطي التامول والترامادول والتيدول والأبتريل والأموتريل. أنا عايش في توهان مش عارف أبطل الحاجات دي.
أنا باخدها من وأنا في 3 ثانوي وأنا دلوقتي في أولى كلية. مشكلتي بفضل آخذه طول الوقت ممكن 3 تامول في اليوم مع أربعة أبتريل نصف ميل. سقطت السنة دي في الكلية بسبب دا وزعلان من نفسي جداً إني مصومتش رمضان كامل، بقى لي 3 سنين ومقصر في حق ربنا جامد، وأهلي بيمسكو معايا دايماً حبوب، وبوعدهم إني هبطله، ومبعرفش، ممكن أبطله بالإسبوع والشهر. وأرجع آخذه تاني،
أنا نفسي أتعالج يا دكتور، ومينفعش أني أروح مصحة أبداً علشان أهلي.
أنا محبط من الحياة بشكل كامل.
19/7/2016
رد المستشار
أخي الكريم "محمد"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تمنياتي لك بموفور السعادة وتمام الشفاء.
مشكلتك الحالية تتلخص في إدمانك لنوعين من الأدوية المخدرة أو المسكنة للألام، وهي مشكلة كبيرة للأسف الشديد أصبحت منتشرة بين شبابنا وشاباتنا بصورة أضحت مهددة لصحتنا العامة, وأمننا الاجتماعي والصحي والنفسي. أرى أن أهم وأخطر ما تواجهه في الوقت الحالي هو الفشل المتكرر في الإقلاع عن والتعافي من تعاطي هذه الأدوية، ورغم أن هذا من الأمور الواردة أثناء رحلة العلاج والتعافي من الإدمان إلا أنه لابد من الاهتمام ببعض الأمور الأساسية لتلافي تكرار الانتكاسة:
1- وجود نية ورغبة وإرادة صادقة للتعافي والإقلاع عن التعاطي. وهذه والحمد لله أشعر بوجودها ولذلك أرجو العمل على تقويتها بمزيد من الدعم النفسي والمعنوي من الأسرة والأصدقاء من غير المتعاطين
2- من المفاهيم الخاطئة والشائعة للأسف الشديد أن العلاج هو مجرد الإقلاع عن التعاطي لفترة من الوقت، وهذا مفهوم خاطئ تماما، إذ أن التوقف عن التعاطي والمرور بأعراض الانسحاب بمفردك أو بمساعدة الطبيب المعالج هو أول المراحل العلاجية، وما يتلوها من مراحل هو الأهم على الإطلاق، هذه المراحل تشتمل -على سبيل المثال لا الحصر- تغيير السلوكيات والمفاهيم الخاطئة التي قد تؤدي إلى الانتكاسة، الدعم الأسري من الأسرة وللأسرة، اكتساب المهارات الخاصة بمنع الانتكاسة وتقليل الحنين والاحتياج للمادة المخدرة، تبيان المواقف والأشخاص والأوقات التي يكون فيها المتعافي في حالة خطر محدق للانتكاسة, وكيفية التعامل مع هذه المواقف.
3- ضرورة خلق بيئة أسرية داعمة لك على المستوى النفسي والتعليمي والاجتماعي، فرغم أن المشكلات التي تواجهها تعليمياً واجتماعياً نتجت بشكل أساسي عن الإدمان، إلا أنَّها مع الوقت أصبحت -في حد ذاتها- السبب الرئيسي في فشل جميع محاولات الإقلاع عن التعاطي, لذلك فإن العمل على علاجها سيكون بمثابة كسر الدائرة المفرغة وصولاً إلى مرحلة الإقلاع والتعافي بإذن الله.
4- ليس شرطاً في كل الحالات لعلاج التعاطي دخول المصحة، كما أن تلقي العلاج لمشكلة الإدمان ليس عيباً ولا جريمة، والمفاهيم تتغير للأفضل مع الوقت، لكن الطريقة المثلى للعلاج يختارها المتعاطي بناء على الشرح الوافي الذي يقدمه له الطبيب المعالج، وحسب الظروف الاجتماعية والصحية والنفسية للمتعاطي.
وفي الختام نصيحتي الخالصة لك بضرورة السعي الحثيث لتلقي العلاج الكامل والمتكامل لهذا المرض -الإدمان- وذلك لدى أحد الأطباء المتخصصين في علاج الإدمان، والصبر والاستعداد للتغيير المطلوب في المفاهيم والأفعال لضمان التعافي والإقلاع نهائياً بإذن الله. تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
واقرأ أيضًا:
نفسي عضوي تعاطي ضار أو إدمان Physical dependence