الحشيش وجَّه حياتي إلى منحى آخر
السلام عليكم؛
أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة، طالب جامعي ، أريد أن أستشيركم في حالتي، أتمنى أن تفيدوني.
يصعب علي حتى وصف ما يحدث، وما أريده بالضبط, قبل 4سنوات تقريباً, قمت بتدخين الحشيش لمرات قليلة مع أصدقائي، وفي المرة الأخيرة كانت الجرعة ربما أكثر من المرات التي سبقتها، فأصابني وسواس شديد، وكنت أظن أنني سأموت أو سأجن، وبدأت الأفكار تتابع عليَّ، أقول في نفسي لا أستطيع التفكير فأقتنع بذلك، أقول أنني سأصبح أنسى كثيراً أصبحت كذلك.
لطالما كنت إنساناً عبقرياً أقرأ مسألة ما وأحلها في رأسي في رمشة عين، لكني لم أعد كذلك بسبب الوساوس، لم أعد أستطيع التفكير أو تذكر أبسط الأمور، أعلم أيضاً أو أكتشفت إن صح التعبير أنني أصلاً قبل تناول الحشيش كنت موسوساً، فقد كانت تأتيني بعض الأفكار الغريبة، كأن أقتل أحد أقاربي, أو أفكار جنسية أستحي حتى من ذكرها، وهذه الأخيرة أشعر أنها تطورت جراء ما حدث لي، فقد أصبحت أشعر كأنه توجد خيالات بجانب أعضائي التناسلية، أحس بها وأنا أعلم أن لا وجود لها، أيضاً بسبب الأفكار التي تقول إني لا أستطيع أن أفكر أصبحت أشعر كأنه توجد أشياء تتحرك داخل رأسي تمنعني من التفكير.
أصبحت أيضاً جراء عدم القدرة على التفكير المنطقي والتذكر, لا أستوعب حتى الأفكار التي تمر في رأسي, أو ربما أنساها لحظياً، فأحس بقلق من شيء لا أعرف ما هو.! فعبقريتي أصبحت في الوساوس والأفكار السلبية التي لا تنتهي.
ذهبت منذ مدة قصيرة حوالي 3 أشهر إلى طبيب نفسي جراء نوبة هلع أصابتني مع وساوس أني مريض بالسكري أو غيره من الأمراض، فحكيت له كل شيء، وصف لي في البداية دواء لارجاكتيل السائل بمعدل قطرة صباحاً، وقطرتين ليلاً لأني كنت في فترة امتحانات لم يرد جعل الجرعة كبيرة، إضافة إلى أنافرانيل بمعدل حبة صباحاً، لكن بعد يومين شعرت أن قلبي ينبض بشدة عند النوم، فاتصلت بالطبيب وقال لي أنه بسبب أنافرانيل وأنه علي أن أتوقف عن تناوله حتى عدت إليه بعد بضعة أيام وأضاف لي ترونكسان 5 مغ.
واصلت على العلاج حتى دخول شهر رمضان، وأضاف لي دوغماتيل، وأنقص لي في ترونكسان يوم بيوم، شعرت ببعض التحسن أيضاً، لكني بدأت في القلق من حالتي، وأفكر كثيراً، وأصابني وسواس من الدواء، وأخاف أن أصاب بصدمة نفسية، فعدت إليه فقال لي أني في السابق لأني كنت في مرحلة امتحانات، لم يرد أن يكثر في الجرعة، وأمرني أن أتوقف عن كل الأدوية، ووصف لي لارجاكتيل أقراص 100 ملغ بمعدل ربع حبة صباحاً وربع حبة ليلاً، بالإضافة إلى فلوكستين بمعدل حبة يومياً، تناولت الأدوية لمدة 20 يوم تقريباً ثم بسبب الأعراض الجانبية والنعاس الذي يسببه لي لارجاكتيل شاورت الطبيب إذا أمكن أن أتناول نصف حبة فقط ليلاً, فأمرني بذلك. وبعد أيام شاورته إذا أمكن رفع الجرعة إلى حبة ليلاً وحبتي فلوكستين يومياً فسمح لي بذلك.
تحسنت قليلاً وزال عني القلق، ونقصت قليلاً التوهمات، لكني مازلت لا أستطيع التفكير وذاكرتي ضعيفة جداً، أرجو أن تفيدوني برأيكم، هل العلاج الذي وصفه لي مناسب، هل يمكن أن أعود كما كنت في السابق أم أن قدراتي الفكرية تأثرت ولا يمكن علاجها.
أرجو أن تفيدوني، واسمحوا لي إن أطلت عليكم.
15/8/2016
رد المستشار
أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
تمنياتي لكم بموفور الصحة ودوام السعادة، أما بعد.
يعتبر الحشيش أكثر أنواع المخدرات شيوعاً في مصر والعالم، ورغم عدم وجود أعراض انسحابية شديدة كأنواع اخرى من المخدرات إلا أن الآثار الناتجة عن تعاطي الحشيش لفترات كبيرة ومرات عديدة تؤثر وبصورة مزعجة على الصحة العامة والنفسية للانسان.
عودةً لحالتك الآنية، فمن وجهة النظر الطبية من المستبعد أن يكون الحشيش هو السبب وراء الوساوس أو الأعراض المتعلقة بتوهم المرض لأسباب عدة, هي قصر مدة تعاطي الحشيش إضافة إلى استمرار المرض النفسي رغم التوقف عن تعاطي الحشيش، لكن من المتداول طبياً أنَّ الحشيش يؤدي إلى زيادة حدة وتكرار أعراض نفسيَّة, كالوسواس ونوبات الفزع والضلالات، وهو ما يفسر إحساساكم بنوع من المس/الجنون أو القرب من الموت.... إلى آخره.
رحلتكم مع العلاج ومع الطبيب النفسي لا أستطيع الحكم عليها بدقَّة لاعتبارات كثيرة, أولها أنني لم تتح لي الفرصة كاملة مناظرتكم وفحص حالتكم العقليَّة، كما أنني لاحظت وقد أكون مخطئاً تعدد مرات التململ من الدواء النفسية, مع توجس من الأعراض الجانبيَّة, والميل المستمر لتغيير الدواء جزئياً أو كلياً، وهي من الأمور التي من شأنها أن تقلل فرص التحسن أو التعافي لاحتياج الأدوية النفسيَّة لفترات أطول, لإحداث الأثر المطلوب..
أعتقد أن التعافي لحالتكم يحتاج استخدام متكامل للعلاجات الدوائية جنباً إلى جنب مع العلاجات النفسية السلوكية، والتي -بأمر الله- سيكون لها أبلغ الأثر في إدراك التحسن والتعافي بإذن الله.
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.