السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا شاب عمري 23سنة، انصحوني؛ صديق التقاني في أواخر شهر رمضان الكريم، وطلب مني التبادل بسماعات الأدن للهاتف فلبيت له الطلب، وفي آخر يوم في رمضان حلمت بقريني على هيئة امرأة تريد أن ترسلني إلى جهنَّم، وبعدَ رمضان بعشرة أيام مات ذلك الصديق بحادث، وكان مرتدياً سمَّعات الأذن، وذهبت إلى المقبرة للدفنة، وعندما عدت بعد 3 أيام من الدفن بدأت الوساوس الكثيرة، بأنني سبب موت ذلك الصديق، لأني لبيت طلبه بتبادل السمعات، وسرعان ما تحوَّل ذلك الوسواس إلى الدِين، والله سبحانه وتعالى مع أنني ألتزم بجميع الأمور الدينيَّة، وبدأت أجد صعوبة في النوم، والإرهاق، والسخفة، وسرعة دقات القلب، والأوجاع في البطن، وكثرة إفراز البلغم، وبدأ كلُّ شيء أراه، غريبا كالمجنون في بعض أوقات النهار والصباح، والأحلام بالإعصارات والفتياة، وبدأت أنسى وتساقط الشعر.
ذهبت لإجراء الفحوصات للقلب، الحمد لله طلعت سليمة، وأجريت فحوصات للبطن، ووجدت انتفاخ في المعي الغليظ، لكن وجدت هذا الخبر طبيعياً لأنني كنت أعاني من الإمساك، فذهبت عند أحد الشيوخ ليرقيني، فقال لي لديك مس، فاستمريت لمدَّة إسبوع معه، فنصحوني بعض الناس بالاستفراغ، خوفاً من السحر المأكول ففعلت فاستفرغت أشياء لزجة كالخيوط البيضاء والصفراء كالبلغم وفعلت الرقية 3 أيام.
24/8/2016
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك أخي الكريم؛
ما حدث مع صديقك ليس حدثاً مفاجئاً جعلك تعيش تلك المعاناة القاسية، ولكن هو حدث "كاشف" لحقيقة ما عندك من قبله؛ فأنت شخص قلق للدرجة التي تخطت الدرجة الطبيعية، وتحول قلقك لهذا الوساوس حتماً رأيت ملامحها قبل هذا الحدث، ولكن حين توفى صديقك ظهرت الوساوس بدرجة متوحشة جعلتك تتألم كل هذا الألم، فحلمك سبق موته، وتدينك القوي يشير للتفاصيل التي هي الوساوس في حقيقة أمرها، والآن فقط بعد إرسالك لنا؛ حيث يعني أنك تشعر في عمق معاناتك أن هناك سبباً نفسياً مستتراً.
أستطيع أن أقول لك: أن هروبك لفكرة المس، والقرين هو مجرد هروب من مسئوليتك الشخصية لمواجهة قلقك الكبير مواجهة هادئة صحية متخصصة؛ فما تعانيه الآن أعراض تدارسناها في كتبا العلمية والتي تصف كل ما تشعر به تحت عنوان القلق والاكتئاب؛ فالقلق يهدد تماسك جهازنا النفسي، وجهازنا النفسي مزود بطرق متعددة للحفاظ على نفسه بنفسه من الارتباك حين تزداد الضغوط النفسية سواء تدركها، أو لا تدركها؛ فيتعامل مع القلق بدرجة تخفف من وطأته بالوساوس!؛
ورغم ما تعانيه من أفكار قهرية حول مسئوليتك عن موت صديقك بسبب سماعات الأذن؛ إلا أنها وساوس مرضية تعود لمرض نفسي شهير جداً في المجال النفسي، والقلق والوساوس يصاحبهما دوما درجة اكتئاب تتفاوت أعراضها من شخص لآخر شدةً ونوعاً. منها صعوبة التركيز، واضطراب الشهية بالزيادة، أو النقص، واضطراب النوم بالزيادة، أو النقص، وفقدان طعم الحياة، ومرارة تشعر بطعمها في عقلك، ومشاعرك، وتجاه كل ما حولك، وتساقط للشعر لم يكن موجوداً، وشعور باحتقار النفس، وعدم رغبة في فعل أي شيء، وتكاسل عن كل، وأي شيء حتى الصلاة، والدعاء!
كل تلك الأعراض ليست أنت يا شاهين، ولكنها أعراض قلقك، واكتئابك؛ لذا انفض عنك كل شماعاتك التي تعلق عليها أسباب معاناتك؛ فلا موت صديقك، ولا القرين، ولا التشبث بالتدين الزائد أسباب لمعاناتك؛ فمعاناتك تنبع من من ضغوط نفسية مررت بها، أو لازالت، مليئة بمشاعر الذنب، والتقصير، وهو ما يحتاج للعلاج إن أردت بصدق الخروج من تلك المعاناة المزعجة.
هيا تواصل مع متخصص نفسي ماهر، وستجد تغييراً، وستفيق من معاناتك، وأوهامك، هيا ابدأ وكفاك ألماً.